يوجد أنواع مختلفة من الصداع، وتختلف الأسباب والأعراض المرتبطة بكل منها، ولكن تتميز معظم أنواع الصداع بأنها تستمر لفترة قصيرة، ونادراً ما تكون نتيجة سبب مهم. يمكن التعرف على أنواع الصداع المختلفة والصفات المميزة لكل نوع من معرفة طريقة التصرف الأمثل لتخفيف الصداع، وتجنب العوامل التي تساعد على حدوثه.
فالصداع هو واحد من أكثر الأعراض التي يعاني منها الأشخاص حسب منظمة الصحة العالمية، فإن 90% من الأشخاص عانوا من الصداع خلال مرحلة أو وقت من أوقات حياتهم، وعلى الرغم أن الصداع في بعض الأحيان يكون شديداً ويؤثر على نوعية الحياة للمريض، إلا أنه في معظم الأوقات يكون علاجه بسيطاً ويشفى باستخدام المسكنات.
يوجد ما يقارب 150 نوع من الصداع حسب التصنيف العالمي للصداع، ولكن ينقسم الصداع بشكل أساسي إلى قسمين هما:
- الصداع الأولي (بالإنجليزية: Primary headaches) وهو الصداع الذي يحدث دون وجود سبب معروف مؤدي إليه.
- الصداع السببي (بالإنجليزية: secondary headaches) وهو الصداع الذي يحدث نتيجة وجود سبب معروف مثل صداع الجيوب الأنفية.
أنواع الصداع الأولي
الصداع التوتري
يعد أشهر أنواع الصداع الأولي، وينتشر بين النساء بنسبة أكبر من الرجال، ويعاني شخص بين كل 20 شخص من الصداع التوتري في الدول النامية.
يتميز الصداع التوتري (بالإنجليزية: Tension Headache) بألم ينتشر في جميع أجزاء الرأس، فهو ليس ألماً نابضاً، إنما ألم ضاغط. يمكن أن يرافق الصداع التوتري ألم في الرقبة، والجبهة، وعضلات الكتفين، ولكن لا يزداد الصداع مع الأعمال اليومية.
السبب الدقيق للصداع التوتري غير معروف، ولكن هناك العديد من العوامل المساهمة التي تحفز حدوث الصداع، حيث أنه من الممكن أن ينتج نتيجة تغيرات في شعور أعصاب الرأس والرقبة والكتفين بالألم. كما أنها ناتجة عن تغيرات في تفسير الدماغ لإشارات الألم المرسلة من العضلات في الرأس والرقبة. كما يمكن أن يكون الإجهاد العاطفي والتوتر العضلي أيضاً بمثابة محفزات للصداع التوتري.
تختلف أشكال الصداع التوتري، فيمكن أن تحدث بشكل متقطع ويمكن أن تحدث بشكل متكرر. والتعامل مع كلا الحالتين يختلف، ولكن من المهم تجنب المواقف، والأطعمة والأحوال التي تحفز حدوث الصداع. [5] [6]
اقرأ أيضاً: الصداع التوتري أكثر شيوعاً عند النساء
الصداع النصفي (الشقيقة)
الصداع النصفي (بالإنجليزية: Migrane) هو النوع الثاني من حيث الانتشار، يصيب البالغين كما يصيب الأطفال.
يتميز الصداع النصفي بأنه يصيب الذكور والإناث بشكل متساو قبل سن البلوغ، ولكن بعد سن البلوغ فإنه يصيب النساء بشكل أكبر.
يتميز الصداع النصفي بأن الألم يكون على شكل نبض عميق في الرأس، ويحدث غالباً في جهة واحدة من الرأس.
يستمر الصداع خلال النوبة الواحدة من عدة ساعات إلى عدة أيام، يكون خلالها المريض حساساً تجاه الضوء والصوت، كما يتصف بحدوث الغثيان والاستفراغ.
يوجد نوعين من الصداع النصفي، نوع يسبق حدوثه حالة معينة مثل: اضطراب في الرؤية، حيث يختبر خمس مرضى الصداع النصفي حدوث أحد هذه الاضطرابات قبل نوبة الصداع، وهي:
- وجود أضواء مثل الفلاش في مجال الرؤية.
- رؤية خطوط ضوئية.
- رؤية خطوط متعرجة، أو نقاط معتمة في مجال الرؤية.
- شم رائحة غريبة.
- الشعور بوخز أو خدران في جانب واحد من الوجه أو الجسم.
يرتبط الصداع النصفي بمجموعة من العوامل المؤدية إلى حدوثه، فيمكن أن يسير الصداع النصفي في العائلات، كما أن التعرض لصدمة ما بعد الإصابة يزيد من احتمالية حدوث الصداع النصفي.
إن قلة أو اضطرابات النوم، وتناول أنواع معينة من الطعام، ونقص الماء في الجسم والجفاف، واضطراب الهرمونات جميعها عوامل تساعد على حدوث الصداع النصفي. [3] [6]
اقرأ أيضاً: صداع البطن وأنواع أخرى للصداع النصفي
الصداع العنقودي
الصداع العنقودي (بالإنجليزية: Cluster Headache) هو أقل أنواع الصداع الأولي حدوثاً، ويتميز بأنه يصيب الذكور في نهاية عقدهم الثالث أكثر من الإناث، ولكن يمكن أن يصيب النساء والأطفال أيضاً، ويتميز بحدوثه بشكل أكبر خلال فصل الربيع.
يتصف الصداع العنقودي بأنه عبارة عن ألم حاد جداً يشبه الحرق أو الوخز، يحدث حول العين، أو خلف العين، أو في جزء واحد من الوجه، ويصاحب هذا الألم تورم، واحمرار، مع تعرق يصيب المنطقة التي يوجد فيها الألم.
يحدث أيضاً احتقان في الأنف مع زيادة إفراز في دموع العين في جهة الألم.
يمكن أن يحدث الصداع العنقودي على شكل سلسلة من النوبات المتكررة، وتستمر كل نوبة بين 15 دقيقة وحتى 3 ساعات، ويتكرر الصداع حتى 4 مرات خلال اليوم.
كما يتميز بأنه يحدث بنفس الوقت في كل يوم، حيث أنه بمجرد اختفاء نوبة الصداع الأولى فإن نوبة أخرى تتبعها.
يتصف أيضاً الصداع العنقودي بأن سلسلة الصداع تحدث بشكل متكرر يومياً خلال أشهر، ثم يتبعها فترة هدوء خالية تماماً من وجود أي نوبات من الصداع. [1] [2]
اقرأ أيضاً: الشاي لعلاج الصداع
أنواع الصداع السببي
يحدث الصداع السببي نتيجة وجود أي مسبب، بدءاً من ألم الأسنان وحتى التهاب الدماغ، أو وجود نزيف في الدماغ، فالصداع السببي مظلة واسعة يندرج تحتها العشرات من أنواع الصداع، ويمكن ذكر بعض منها فيما يلي:
صداع الجيوب الأنفية
يحدث صداع الجيوب الأنفية نتيجة حدوث التهاب الجيوب الأنفية مع احتقان نتيجة عدوى أو تحسس.
تكون الأعراض على شكل ألم ضاغط ونابض حول العينين، وفي الجبهة، كذلك يزداد الصداع والإحساس بالضغط مع الحركة، والشد.
يرافق هذا الصداع مخاط كثيف أخضر اللون من الأنف، مع ارتفاع درجة الحرارة، وزيادة الحساسية من الضوء والصوت. [1] [2]
الصداع الهرموني أو صداع الدورة الشهرية
تعاني بعض السيدات من الصداع خلال الدورة الشهرية أو قبلها بقليل، كما يرتبط حدوث صداع الشقيقة بوقت الدورة الشهرية عند بعض السيدات.
يرجع ذلك إلى تأثير اختلاف مستوى هرمون الإستروجين على جسم الأنثى. [1] [2]
صداع الكافيين
يحدث صداع الكافيين عند استهلاك كمية كبيرة منه، حيث أن تناول أكثر من 4 فناجين خلال اليوم يمكن أن يتسبب بالصداع.
يمكن أن يؤدي التوقف عن تناول الكافيين إلى مجموعة من الأعراض الانسحابية أيضاً، والتي من الممكن أن تستمر حتى أسبوع من إيقاف تناول الكافيين، ومن هذه الأعراض:
- الشعور بالتعب.
- صعوبة التركيز.
- تعكر المزاج والغثيان. [1] [2]
صداع الأدوية
يعد من أشهر أنواع الصداع السببي، حيث يمتاز بتكرار استخدام مسكنات الألم بشكل مبالغ فيه نتيجة وجود الصداع، حيث يستجيب الصداع بداية لمسكنات الألم، ولكن مع الوقت تعطي مسكنات الألم نتيجة معاكسة، حيث يخف الصداع بداية ثم يزداد نتيجة استخدام المسكنات المبالغ فيه.
يحدث صداع الأدوية عند استخدام مسكنات الألم لأكثر من 15 يوم خلال الشهر، وتشمل مسكنات الألم ما يلي:
- المسكنات غير الستيرويدية.
- المواد الأفيونية.
- أسيتامينوفين.
- أدوية التريبتان، مثل: سوماتريبتان.
ينصح بالتوقف عن تناولها تحت إشراف الطبيب؛ لأنها تعطي أعراض انسحابية في بداية الأمر، مثل: زيادة حدة الصداع، والغثيان، واضطراب النوم.
يمكن أن تستمر هذه الأعراض من أسبوع وحتى ثلاثة أسابيع حتى يشعر المريض بتحسن. [1] [2]
صداع الضغط
يمكن أن يسبب ارتفاع الضغط الشديد حدوث الصداع، ولكن هذا الصداع يدل على حالة طارئة من ارتفاع ضغط الدم، حيث يكون الوجع في جانبي الرأس، وتزداد حدته مع أي نشاط حركي.
يجب مراجعة المشفى في هذه الحالة في أقرب وقت، وذلك لأن الصداع المرافق لارتفاع ضغط الدم يدل على ارتفاع شديد في الضغط. [1] [2]
اقرأ أيضاً: 8 أسئلة مهمة حول الصداع التوتري
كيفية تحديد أي من الأطعمة محفز لحدوث الصداع
تعمل أنواع معينة من الطعام والشراب كمحفز لحدوث الصداع في 10-20% من الأشخاص، ولذلك ينصح الأطباء في حال الاعتقاد بوجود رابط بين الطعام والصداع إلى كتابة ملخص يومي عن ما يتناوله الشخص، وتتبع الأطعمة التي يتوقع الشخص ارتباطها بالصداع لديه.
يعد الشخص حساساً تجاه الطعام عند حدوث الصداع بشكل ثابت ودائم بعد تناول طعام معين، خلال 20 دقيقة إلى ساعتين. [3] [4]
أنواع الأطعمة المحفزة لحدوث الصداع
يوجد العديد من الدراسات التي توثق ارتباط بعض الأطعمة بتحفيز الصداع، وبشكل خاص الصداع الأولي كالصداع التوتري والصداع النصفي، حيث يؤثر الطعام على الأوعية الدموية والإشارات العصبية الموجودة في الدماغ، وهذا التأثير يؤدي إلى الإحساس بالألم.
تعد أكثر الأغذية التي تحفز حدوث صداع الشقيقة والصداع التوتري، الكحول، والجبن، والشوكولاتة، والكافيين، إضافة إلى إهمال تناول الوجبات بانتظام، وتعتبر جميعها أهم العوامل الغذائية المحفزة للصداع.
إضافة إلى ما سبق فإن هذه القائمة من الأغذية تعتبر محفزة لحدوث الصداع مثل:
- الموز.
- الذرة.
- الحمضيات.
- البندورة.
- البصل.
- منتجات الألبان.
- المكسرات، وزبدة المكسرات.
- مركب الثيامين، يوجد في الأطعمة الغنية بالبروتين عند تخمرها لفترات طويلة، لذلك فهو موجود في الأجبان بكثرة مثل: الجبنة البيضاء المتعفنة، والبارميزان، والموزاريلا، وجبن فيتا، وجبن المونستر، والتشدر).
- الغلوتامات أحادية الصوديوم، وهي المكون الرئيسي في صلصة الصويا ومعدلات اللحم، ووجودها يمكن أن يسبب الصداع النصفي في غضون 20 دقيقة، لذلك ينصح بالانتباه لها، حيث تكتب على المنتجات أو الأطعمة المعلبة كجميع المواد الحافظة الطبيعية أو البروتين المهدرج.
- النترات والنتريت، وتوجد هذه المواد الكيميائية في العديد من اللحوم المعالجة مثل: النقانق الساخنة، ولحم الخنزير المقدد، ولحم البرغر المعلب، وبمجرد دخول هذه المادة إلى الجسم، فإنها تتسبب تمدد الأوعية الدموية، والتي يمكن أن تسبب الصداع. [3] [4]
اقرأ أيضاً: التدليك الانعكاسي لعلاج الصداع