يعرف الصرع بأنه مرض عصبي مزمن يتسم بحدوث نوبات متكررة تنجم عن زيادة النشاط الكهربائي في المخ، ويمكن أن يصيب جميع الفئات العمرية. تتعدد طرق علاج الصرع وتهدف جميعها إلى تقليل معدل حدوث النوبات أو منعها، وتحسين جودة الحياة. يعتمد اختيار العلاج المناسب على عمر المريض، وشدة الأعراض لديه، وحالته الصحية، وكذلك مدى الاستجابة للعلاج. [1] [2]
تعرف في هذا المقال ما هو علاج الصرع الدوائي والجراحي، والتقنيات الأخرى، وكذلك الطرق الطبيعية التي قد تفيد في علاج الصرع، وهل يمكن الشفاء من مرض الصرع.
علاج الصرع بالأدوية
يعد علاج الصرع دوائياً الخط الأول في العلاج، إذ تساهم الأدوية المضادة للصرع أو مضادات الاختلاج في تقليل شدة نوبات الصرع ومعدل حدوثها من خلال التأثير على بعض النواقل العصبية في المخ لتقليل النشاط الكهربائي الزائد الذي يتسبب في حدوث النوبات. [1]
يختار الطبيب الدواء المناسب ويحدد الجرعة لكل حالة على حدة بناء على عدة لعوامل، منها نوع الصرع، والعمر، وقد يصف الطبيب أكثر من دواء لعلاج الصرع والتشنجات في بعض الحالات. [1] [3]
تشملالأدوية الشائعة لعلاج نوبات الصرع ما يلي: [1]
- الكاربامازيبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
- حمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic Acid).
- الليفيتيراسيتام (بالإنجليزية: Levetiracetam).
- اللاموتريجين (بالإنجليزية: Lamotrigine).
- التوبيراميت (بالإنجليزية: Topiramate).
- الإيثوسكسيميد (بالإنجليزية: Ethosuximide).
تتوفر هذه الأدوية في صورة أقراص، أو شراب، أو حقن، وعادة ما يؤخذ دواء الصرع مرة أو مرتين في اليوم، وينبغي أن يؤخذ بانتظام كما وصفه الطبيب. [1]
جدير بالذكر أن نوبات الصرع قد تزول في بعض الحالات مع الاستمرار على العلاج، وبعد بضع سنوات دون حدوث أي نوبات يمكن لبعض الأطفال ترك علاج الصرع تدريجياً تحت إشراف الطبيب. [3]
تتضمن بعض الآثار الجانبية لأدوية الصرع ما يلي: [1]
- الإعياء.
- الدوخة.
- عدم التوازن.
- مشاكل في الذاكرة.
- الطفح الجلدي.
أجهزة علاج الصرع
تستخدم هذه التقنيات العلاجية للصرعبجانب الأدوية وليس بدلاً منها، وتشمل:
- تحفيز العصب المبهم
تستعمل هذه التقنية العلاجية في علاج الصرع عند الأطفال الأكبر من 4 سنوات والبالغين الذين لم يستجيبوا للعلاج الدوائي بعد تجربة دوائين على الأقل.
يجرى تحفيز العصب المبهم عن طريق زرع جهاز تحت الجلد في منطقة الصدر، ويعمل عن طريق إرسال نبضات كهربائية منتظمة عبر العصب المبهم إلى المخ، وهو ما يحد من شدة النوبات وتكرارها، وربما يقلل من الحاجة إلى استعمال الأدوية.
- التحفيز العصبي المستجيب
يعمل هذا الجهاز الذي يزرع داخل الجمجمة على مراقبة الموجات الدماغية وتحليلها لاكتشاف أي نشاط كهربائي زائد قد يؤدي إلى حدوث النوبة، ومن ثم يعمل على إعادة الموجات الدماغية إلى طبيعتها ومنع حدوث النوبة.
يستخدم هذا الجهاز في علاج داء الصرع الذي لم يستجب للعلاج الدوائي بعد تجربة دوائين على الأقل.
- التحفيز العميق للدماغ
يساهم التحفيز العميق للدماغ في علاج الصرع البؤري عند الكبار في الحالات التي لم تستجب للأدوية بعد تجربة 3 أدوية أو أكثر. [3]
يجرى هذا العلاج بوضع أقطاب في جزء معين من المخ عادة منطقة المهاد، ثم توصل هذه الأقطاب بجهاز يزرع تحت الجلد في منطقة الصدر. يرسل هذا الجهاز إشارات كهربائية إلى المخ تساعد على تقليل حدوث النوبات أو منعها. [3]
اقرأ أيضاً: أعراض الصرع البسيط.. نوبات جسدية ونفسية
علاج الصرع بالجراحة
قد يلجأ الطبيب إلى العلاج الجراحي لعلاج الصرع المستعصي المقاوم للأدوية الذي لم يستجب للعلاج بدوائين أو أكثر من أدوية الصرع، وذلك بعد الموازنة بين الفوائد المرجوة والمخاطر المحتملة. [3]
يوصى أيضاً بالجراحة في حالات الصرع الناجمة عن وجود كتلة أو ورم في المخ تسبب حدوث النوبات، أو لعلاج الصرع الجزئي (البؤري) الذي لا يستجيب للأدوية. [3]
تشمل أنواع الجراحات المستخدمة في علاج الصرع والكهرباء الزائدة ما يلي: [1] [2] [4]
- استئصال الفص الصدغي أو الجبهي: هي النوع الأكثر شيوعاً من جراحات الصرع، وفيها يستأصل الجراح الجزء من المخ الذي يحدث فيه النوبات، وتستخدم لعلاج الصرع الجزئي.
- جراحة قطع الاتصال: يجرى في هذه الجراحة قطع بعض مسارات الأعصاب في مناطق معينة في المخ للحد من انتشار النوبات إلى المناطق الأخرى.
- قطع الجسم الثفني: هو إجراء جراحي لقطع الجسم الثفني، وهو حزمة من الألياف العصبية تربط بين نصفي الدماغ الأيمن والأيسر، وتجرى هذه الجراحة لمنع انتشار النوبات من جانب واحد من المخ إلى الجانب الآخر.
- استئصال نصف الكرة: تجرى هذه الجراحة في بعض الحالات الشديدة، وتنطوي على استئصال نصف الكرة المخية (القشرة المخية).
تساهم الجراحة في تقليل حدوث النوبات أو منعها، ومع ذلك يحتاج الأشخاص إلى تناول مضادات الصرع مدة عام على الأقل بعد إجراء الجراحة. [3]
اقرأ أيضاً: مرض الصرع عند الاطفال
علاج الصرع طبيعياً
قد تفيد بعض الطرق الطبيعية في علاج الصرع، ولكنها لا تغني عن الأدوية، كما ينبغي استشارة الطبيب أولاً قبل استخدامها. [5]
نذكر فيما يلي كيفية علاج الصرع طبيعياً: [3] [4] [6] [7]
- النظام الغذائي: قد يلعب النظام الغذائي دوراً في علاج الصرع، إذ يفيد اتباع نظام الكيتو الذي ينطوي على تناول الأطعمة الغنية بالدهون وقليلة الكربوهيدرات في علاج الصرع عند الأطفال والبالغين. غالباً ما يوصى باتباع نظام الكيتو في الحالات التي لم تستجب للعلاج بدوائين أو أكثر لاسيما الأطفال، حيث قد يساهم في تقليل جرعة الدواء المطلوبة.
- مكملات الفيتامينات والمعادن: يمكن أن تساهم بعض الفيتامينات في تقليل عدد النوبات في بعض أنواع الصرع، وزيادة فاعلية الأدوية أو تقليل الجرعة، ومن أمثلة هذه الفيتامينات والمعادن، فيتامين ب6، وفيتامين د، وفيتامين هـ، وحمض الفوليك، والمغنيسيوم.
- الأعشاب: قد يفضل البعض اللجوء إلى علاج الصرع بالأعشاب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي نوع من الأعشاب، إذ أن بعضها قد يتفاعل مع الأدوية أو يزيد من النوبات، كما يمنع استعمالها عوضاً عن الأدوية الموصوفة.
أشارت مراجعة نشرت في مجلة أهداف الدواء الحالية عام 2021 إلى فوائد المواد الفعالة في الأعشاب مثل الفلافونويد والكومارين لمرضى الصرع، وتوصلت إلى أنها تؤثر على:
- توازن النواقل العصبية.
- منع التهاب الأعصاب.
- الإجهاد التأكسدي.
- خلل وظيفة الميتوكوندريا.
تجدر الإشارة إلى أننا مازلنا بحاجة إلى إجراء مزيد من الدراسات على البشر لإثبات فعالية الأعشاب في علاج الصرع.
للمزيد: هل هناك نظام غذائي لمرضى الصرع؟
هل يمكن علاج الصرع نهائياً؟
لا يوجد علاج نهائي للصرع حتى الآن، ولكن تساهم الأدوية في الحد من شدة النوبات ووتيرتها فيما يقرب من 70% من مرضى الصرع، بل يستطيع نصف المرضى التوقف عن استخدام الأدوية بعد عامين من حدوث آخر نوبة تحت إشراف الطبيب، وذلك وفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية. [4]