تعد هشاشة العظام مرضًا مزمنًا صامتًا، حيث إن أعراض هشاشة العظام نادرًا ما تُلاحظ في مراحل المرض الأولى، وغالبًا تُكتشف الإصابة به؛ بعد حدوث كسر في إحدى العظام. [1][2]
تكمن أهمية التعرف إلى أعراض هشاشة العظام، وعلاماته الأولية، في السيطرة على المرض بشكل أفضل، وتقليل احتمالية حدوث المضاعفات قدر الإمكان، ويوضّح المقال أعراض هشاشة العظام فيما يلي. [1][2]
أعراض هشاشة العظام حسب المراحل
تصبح بنية العظام أقل كثافة مع تقدم المرض، وتُقسم أعراض هشاشة العظام تبعًا لمراحل المرض إلى الآتي: [3]
الأعراض في المراحل المبكرة من المرض
تقل قدرة العظام على الاحتفاظ بالمعادن كلما تقدم العمر، وهذا ما يُفقد العظام قوتها، وأحيانًا قد لا تظهر أعراض المراحل الأولى إلا بإجراء فحص كثافة العظم لدى الطبيب المختص، وتتضمن هذه الأعراض المبكرة ما يأتي: [3]
- انحسار اللثة
يعرف انحسار اللثة بتراجع اللثة أيضًا، ففي الوضع الطبيعي تغطي اللثة جذور الأسنان، ويعتمد بقاؤها ضمن هذا المستوى على عوامل عدة، أحدها البنية العظمية للفك، فإذا ضعفت بنية الفك، يمكن أن يحدث انحسار اللثة، وتنكشف أجزاء أكبر من السن، وهذا قد يكون دلالة على هشاشة العظام. [4][5]
- ضعف قبضة اليد
نشرت مجلة (Frontiers) الطبية دراسة عام 2022م، تناولت البيانات الطبية لقرابة 499,260 شخصًا، وقد أوجدت نتائجها علاقة طردية بين مدى قوة اليد ومستويات كثافة العظام في فقرات أسفل الظهر، التي تعد المنطقة الأكثر تعرضًا للكسور لدى المصابين بهشاشة العظم. [6]
تدل نتائج الدراسة على أن ضعف قبضة اليد قد يعد علامة لحدوث كسور هشاشة العظم، وقد تناولت شريحة كبيرة من المشاركين، ولكنها لم تتطرق لعوامل أخرى، ولم تفسر العلاقة ذاتها، وهذا ما يجعلنا بحاجة للمزيد من الدراسات في هذا الصدد. [6]
- سهولة تكسر الأظافر
ترتبط صفيحة الظفر بعظام الأصابع، اعتمادًا على عدة عوامل، منها نسب معدن الكالسيوم الذي يعد مكونًا رئيسًا للعظام، ونسب معدن المغنيسيوم الذي يشارك في عملية بنائها، فانخفاض نسب هذين المعدنين قد يؤدي لتكسر الأظافر وسهولة انفصالها. [7]
توجد العديد من التشابهات بين بنية العظام والأظافر، لا سيما على صعيد الروابط التي تضمن تماسك كل بنية، والمكونات البروتينية الموجودة في كليهما، وهذا ما قد يجعل سهولة تكسر الأظافر علامة على هشاشة العظام. [7]
اقرأ أيضًا: أنواع هشاشة العظام
الأعراض في المراحل المتقدمة من المرض
تصبح الأعراض أكثر وضوحًا في هذه المرحلة، وتتضمن الآتي:
- سهولة كسر العظام
يعد هذا العرض هو الأكثر شيوعًا، وقد يؤدي أي فعل بسيط إلى انكسار العظام لدى المصابين بالهشاشة في هذه المرحلة، بما في ذلك: [4][8][9]
- السعال والعطس.
- التعثر أثناء المشي.
- النزول عن الرصيف.
- حمل أو رفع أجسام ثقيلة عن الأرض.
- تمغط الجسم أو ثنيه.
تزداد احتمالية التعرض للكسور، لدى الذين تعرضوا مسبقًا لكسر أحد العظام، وغالبًا ما تحدث كسور الهشاشة في المواضع الآتية: [4][8][9]
- الحوض.
- العمود الفقري.
- الكتفين.
- المعصمين.
اقرأ أيضاً: هشاشة العظام في العمود الفقري
- نقصان الطول
يصل أحيانًا فقدان الطول المرتبط بهشاشة العظام إلى 15 سنتيمتر، ويرجع السبب في هذا إلى الكسور الانضغاطية في العمود الفقري؛ وهي نوع من الكسور التي تكون فيه فقرات الظهر ضعيفة البنية، مما يجعلها تقترب من بعضها وتنضغط، فيصبح طولها أقل. [1][4][16]
يوصى بإجراء قياس الطول مرة واحدة سنويًا على الأقل، لا سيما للذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، فقد يشير نقصان الطول إلى وجود الهشاشة في الحالات التالية: [1][4][10]
- فقدان 2 سنتيمتر أو أكثر، اعتمادًا على قياسات الطبيب التي يسجلها لك في كل زيارة طبية.
- فقدان 6 سنتيمتر أو أكثر، مقارنة بطولك في فترة البلوغ والشباب.
- آلام العظام
تفرز الألياف العصبية مجموعةً من النواقل العصبية في نسيج العظام، ومع تآكل بنية العظام جرّاء الهشاشة، وبقاء أعداد الألياف العصبية كما هي، فإن مريض هشاشة العظام يبقى في حالة دائمة من النشاط العصبي والشعور بالألم. [11]
تسبب هشاشة العظام ألمًا في الظهر والرقبة، لا سيما أن الكسور الانضغاطية تقرب فقرات الظهر من بعضها بعضًا، وهذا يسبب ضغطًا على الأعصاب الموجودة بينها. [4]
- انحناء الظهر
مع هشاشة العظام تصبح فقرات الظهر ضعيفة ومشوهة البُنية، وهذا ما يجعل الأكتاف غير مستوية، وقد يصل الأمر إلى ظهور الحداب (kyphosis)؛ وهي حالة تقوس شديد للجزء العلوي من العمود الفقري، تسبب بدورها آلامًا في الرقبة والظهر، وصعوبة في التنفس. [2][4]
وتُفسّر صعوبة التنفس المرتبطة بهشاشة العظام، بأنّ الكسور الانضغاطية تٌقرب فقرات الظهر من بعضها، وتزيد انحنائها نحو الأمام، وهذا ما يُقلل سعة الرئة، ويعيق دخول الهواء إلى الرئتين. [17][4]
اختي عمرها 17 تشعر بألم في اقدامها بدأ منذ شهرين تقول بأنه ألم عميق بالعضل يذهب الالم بشكل مؤقت عند تناول المسكنات، مع العلم حركتها قليلة، ما التشخيص المحتمل؟
أعراض هشاشة العظام لدى الأطفال
تختلف الأعراض بين طفل وآخر، وهذا يُوجب استشارة الطبيب، بهدف الحفاظ على النمو السليم لعظام الطفل، وإجراء أيّ تدخل طبي لازم بأسرع وقت، ومن أعراض هشاشة العظام عند الأطفال ما يأتي: [12-14]
- سهولة انكسار العظام، وخصوصًا العظام الطويلة.
- انحناء العمود الفقري، ونقص طول الطفل.
- الشعور بآلام أسفل الظهر، وفي الساقين.
- صعوبة في المشي.
- ملاحظة حالة الصدر المقعر؛ وهي تشوه خلقي في جدار الصدر يسبب هبوط عظام الصدر للداخل.
اقرأ أيضًا: هشاشة العظام عند الأطفال
أعراض هشاشة العظام بالأرقام
تتسبب هشاشة العظام بأكثر من 80% من الكسور، التي تصيب الأفراد الذين تجاوز عمرهم 50 عامًا، ويصيب هذا المرض كلا الجنسين، وتختلف إحصائيات الأعراض بينهما وفقًا للآتي: [15]
- يصاب رجل واحد من كل 5 رجال بالكسور إثر هشاشة العظام، أما النساء؛ فمن كل 3 نساء تُصاب واحدة فقط.
- تتضاعف احتمالية تعرض النساء لكسور الحوض مقارنة بالرجال.
- تبلغ نسبة هشاشة العظام عند النساء قرابة 80% من معدل الإصابات الكلي.
- يبدأ كلا الجنسين فقدان الكتلة العظمية من منتصف ثلاثينيات العمر، وتتسارع هذه النسبة بمعدل 2-3% سنويًا لدى النساء، كلما اقتربن من مرحلة انقطاع الطمث.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
يوصى بالتوجه الفوري إلى الطبيب المختص في حال ملاحظة أيّ من الأعراض الآتية: [4][18]
- آلام شديدة في الرقبة أو الساعدين أو الحوض.
- خدران الأطراف والتنميل المترافق مع آلام الظهر.
- فقدان القدرة على المشي والوقوف.
- ملاحظة أي كدمات أو انتفاخات تظهر دون سبب واضح.
نصيحة الطبي
يوصى بعدم إهمال مراجعة الطبيب في حال ملاحظة أيّ من أعراض هشاشة العظام. ويمكنك الاستفادة من خدمة الاستشارة الطبية عن بعد على منصة الطبي، إذا كان لديك أي سؤال عن أعراض هشاشة العظام.