تظهر علامات الشفاء من التوحد على بعض المصابين بالتوحد من خلال تحسن المهارات المعرفية، ومهارات التواصل مع الآخرين، وزيادة التفاعل الاجتماعي، وتقليل السلوكيات المتكررة، وتحسن ردود الأفعال الحسية، تعرف في هذا المقال على مؤشرات وعلامات الشفاء من التوحد:
علامات الشفاء من التوحد
يُقصد بالشفاء من التوحد تخفيف أعراض التوحد إلى حد يمكن العيش معه بحياة مستقلة وشبه طبيعية، فبالرغم من عدم وجود علاج للتوحد فقد شهد بعض الأفراد تحسنًا ملحوظًا في أعراضه وتمكنوا من عيش حياة مستقلة. [1][2]
يُسمى الشفاء من التوحد أيضًا بالتعافي (بالإنجليزية: recovery)، ويختلف مقداره من شخص لآخر؛ وذلك لأن شدة التوحد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر. وقد يلاحظ بعض مرضى التوحد تحسن أعراض التوحد في بعض المجالات فقط في حين تستمر الأعراض في مجالات أخرى. [1][3][4]
يتضمن الشفاء من التوحد علاج أسباب التوحد وتحسين أعراضه، إذ يجب التعامل مع كل شخص مصاب بالتوحد بشكل خاص إذ يمثل كل منهم حالة فريدة، لكن هناك بعض علامات الشفاء من التوحد: [1] [5]
تحسن قدرة الاعتماد على الذات
مع تقدم خطة العلاج الخاصة بمريض التوحد سيكون قادرًا على الاعتماد على الذات أكثر، ودون الحاجة إلى الدعم من الآخرين، وهذا سيساعد في إنجازه لبعض المهام. [2]
تحسن التواصل مع الآخرين
يعاني مرضى التوحد من صعوبة التعبير عن المشاعر والأفكار بشكل لفظي أو غير لفظي، وصعوبة التواصل الإجتماعي مع الآخرين، ويُعد تحسن مهارات التواصل أحد علامات الشفاء من التوحد. [1][2]
يبدأ مرضى التوحد في إظهار تحسن في القدرة على التواصل الإجتماعي مع التقدم في خطة علاج التوحد الخاصة بكل مريض، إذ تتحسن لديهم لغة الجسد، واللغة المنطوقة، وتتحسن المهارات الاجتماعية بشكل عام. [1]
اقرأ للمزيد التوحد المكتسب
اعاني من الديسك الفقره l5s1 واعاني من الم في الركب واعاني من خدر في مشط واعاني من الصرع الاكبر
زيادة التفاعل الاجتماعي
يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد صعوبة بالتصرف في المواقف الاجتماعية، وصعوبة تكوين صداقات مع الآخرين والاحتفاظ بها، وغالبًا ما ينسحبون من المواقف الاجتماعية أو الأماكن المزدحمة. [1][3]
وخلال خطة العلاج قد يصبحون قادرين على بدء المحادثات مع الآخرين، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية، ويُعد ذلك من علامات الشفاء من التوحد، إذ يبدأ المصابون بإظهار اهتمام متزايد بالتواصل الاجتماعي والتفاعل مع الآخرين. [1][2]
اقرأ أيضًا أعراض مرض التوحد عند الأطفال
تقليل السلوكيات المتكررة
يقوم مرضى التوحد بتكرار نفس الأنشطة، ونفس التصرفات، ونفس الكلمات أيضًا، وقد تتداخل هذه السلوكيات المتكررة مع الحياة اليومية وتجعل من الصعب عليهم التركيز على الأنشطة الأخرى.[1][5]
ومع تقدمهم في خطة علاج التوحد الخاصة بهم قد يبدأون بالقيام بأنشطة متعددة هادفة، وإظهار انخفاض في هذه السلوكيات، ويعد ذلك من علامات الشفاء من التوحد، ومن المؤشرات الإيجابية التي تدل على سير خطة العلاج بشكل جيد.[1][2]
اقرأ للمزيد كيفية التعامل مع طفل التوحد
تحسن ردود الأفعال الحسية
قد يبدي مرضى التوحد ردود فعل متباينة جدًا تجاه بعض المحفزات الحسية، مثل: الأصوات، أو الروائح، أو المنبهات اللمسية، فأحيانًا يبدون رد فعل مبالغ به ويكونون شديدي الحساسية، وأحيانًا يكونون غير حساسين على الإطلاق. [1]
وخلال تنفيذ خطة علاج التوحد الخاصة بهم قد يبدأون في إظهار تحسن في قدرتهم على معالجة المعلومات الحسية بشكل منطقي وأكثر فعالية، وتخفيف الانبهار الشديد، ونوبات الغضب، ويعد ذلك أحد علامات الشفاء من التوحد. [1][2]
وقت ظهور علامات الشفاء من التوحد
تختلف علامات الشفاء من التوحد من شخص لآخر، ويختلف أيضًا وقت ظهورها. فعلاج التوحد والشفاء منه ليس عبارة عن نهج واحد مناسب للجميع، بل تختلف خطة العلاج وسرعة تقدمها بشكل كبير من شخص لآخر. وتظهر علامات الشفاء من التوحد بشكل مبكر عندما يتم تشخيص التوحد لدى الأطفال مبكرًا أيضًا، مما يتيح لهم تلقي التدخل الطبي والعناية اللازمة في وقت مبكر، وهذا يجعل خطة العلاج تسير بشكل أفضل. [1] [3]
قد لا تظهر علامات الشفاء من التوحد على بعض الأشخاص، إذ لا يمكن لجميع المصابين بالتوحد أن يتعافوا، حيث يوجد العديد من أنواع التوحد وتختلف شدته وأعراضه من شخص لآخر، [1][3][4] وبذلك لا يوجد خطة علاج محددة تناسب جميع المرضى للشفاء من التوحد، بل يجب وضع خطة علاج من قبل الطبيب أو أخصائي الرعاية الصحية بحيث تكون مناسبة لاحتياجات مريض التوحد حسب حالته المرضية وشدة التوحد لديه، [1][3][5] وما يصلح لشخص واحد قد لا يصلح لشخص آخر، ومع ذلك فقد شهد العديد من الأفراد المصابين بالتوحد تحسنًا ملحوظًا في أعراض التوحد وتمكنوا من العيش بشكل مستقل. [1][3][4]
اقرأ للمزيد الجدول الزمني لاضطراب التوحد.
كيف يتم قياس علامات الشفاء من التوحد؟
يفيد تحليل السلوك التطبيقي (بالإنجليزية: Applied Behavior Analysis - ABA) في تتبع علامات الشفاء من التوحد، إذ يركز تحليل السلوك التطبيقي على تدريب مريض التوحد على مهارات وسلوكيات جديدة وتعزيز السلوكيات الإيجابية. [1][3][5]
يمكن استخدام تحليل السلوك التطبيقي لمعالجة مجموعة واسعة من السلوكيات، بما في ذلك التواصل والمهارات الاجتماعية والرعاية الذاتية، ويمكن استخدامه في دراسة تطور السلوك لدى مريض التوحد ومدى استجابته لخطة العلاج، ومدى ظهور علامات الشفاء من التوحد لديه.[1][3][5]
اقرأ للمزيد أعراض التوحد عند الرضع، واقرأ أيضًا التوحد عند الكبار
نصيحة الطبي
يساعد التشخيص المبكر لمرض التوحد في حصول طفل التوحد على الرعاية الصحية اللازمة، وقد يفيد ذلك في ظهور علامات الشفاء من التوحد بشكل مبكر لديه التي تتمثل في: تحسن التواصل مع الآخرين، وزيادة التفاعل الاجتماعي، وتقليل السلوكيات المتكررة، وتحسن ردود الأفعال الحسية.