يعد الزنك من العناصر المهمة للجسم، ويحرص العديد من الأفراد على تناول حبوب الفيتامينات التي تحتوي عليه من أجل علاج نقص مستوياته لديهم أو للحصول على فوائده الصحية المتعددة. [1]
لكن، إن لحبوب الزنك العديد من الأضرار على صحة الجسم، والتي تظهر عادة عند تناولها بجرعات عالية أو لفترة زمنية طويلة، لذا يجب الحذر دائماً والحرص على عدم تجاوز الجرعة المسموحة يومياً من هذا العنصر، كما ينصح بفحص مستويات الزنك في الجسم أثناء فترة تناول حبوب الزنك. [1]
يناقش هذا المقال كل ما يخص أضرار حبوب الزنك عند الإكثار منها.
إن تناول الزنك من مصادره الغذائية لا يشكل أي خطر على صحة الإنسان، حيث لم يتم الإبلاغ عن أي حالات للتسمم بالزنك ناجمة عن تناول الزنك الطبيعي الموجود في الطعام. ولكن، يمكن أن يسبب تناول حبوب الزنك بكثرة التسمم للإنسان والذي يرتبط بإحداث الضرر على العديد من أعضاء الجسم ووظائفه الحيوية. [2]
لذا، لا بد من معرفة ما هي أضرار حبوب الزنك للأطفال والبالغين قبل البدء بتناولها، حيث أن ذلك يشكل رادعاً لعدم الإكثار من تناولها.
يمكن تقسيم أضرار الإكثار من حبوب الزنك إلى قسمين، وذلك بناء على نوع التسمم بالزنك، حيث يمكن أن يكون التسمم بالزنك حاداً، مما يؤدي إلى ظهور آثار جانبية حادة ولفترة زمنية قصيرة. لكن، في حالات التسمم المزمنة، سوفي يعاني الفرد من مشاكل وآثار جانبية طويلة المدى. [1،3]
وفيما يلي نذكر أضرار حبوب الزنك المفاجئة والمزمنة:
أضرار حبوب الزنك الحادة والمفاجئة
يمكن أن تحدث أضرار حبوب الزنك بشكل مفاجئ بعد تناول جرعة عالية من هذه الحبوب، ويمكن أن تتضمن هذه الأضرار ما يلي:
- الغثيان والقيء
يعد كل من الغثيان والقيء من الآثار الجانبية الشائعة لحبوب الزنك، والتي تحدث عند تناولها بالجرعات الاعتيادية. لكن، إن تناول جرعة كبيرة من حبوب الزنك يمكن أن يسبب الغثيان والقيء الشديد الأمر الذي يمكن أن يهدد حياة الفرد. [1،4]
- ألم المعدة والإسهال
من أضرار حبوب الزنك الشائعة أيضاً هي حدوث آلام وتشنجات في منطقة البطن، والذي يمكن أن يرافقها الإسهال، حيث يمكن أن تصل نسبة حدوث هذه الآثار الجانبية بعد تناول حبوب الزنك لـ 40% وفقاً لمراجعة نشرت عام 2021 تضمنت 17 دراسة وبعدد مشاركين كلي يبلغ 2121. [1،3،4]
- الصداع
لا يعد الصداع من الآثار الجانبية الشائعة لحبوب الزنك، حيث عادة ما يحدث هذا ضرر من أضرار حبوب الزنك بشكل مفاجئ عند تناول الفرد لجرعة تتجاوز 40 ملغ يومياً. [2،5]
ولكن، يجب التنويه إلى أن تناول حبوب الزنك من المحتمل أي يقلل من شدة الصداع ومعدل تكرار نوباته لدى المرضى المصابين بالشقيقة، وهذا ما أوجدته دراسة أجريت في إيران عام 2020 بعد إعطاء 220 ملغ يومياً من كبريتات الزنك لـ 40 مشاركاً ولمدة 8 أسابيع. [6]
- أضرار أخرى
أيضاً، من أضرار حبوب الزنك التي يمكن أن تحدث بشكل مفاجئ بعد تناول جرعات عالية منه:
- فقدان الشهية.
- تهيج الجهاز الهضمي.
- نزيف في الأمعاء.
- تهيج الفم.
- تقرحات الفم. [1،3،4]
اقرأ أيضاً: ما هي فوائد الزنك للشعر والبشرة؟ وما اضراره؟
أضرار حبوب الزنك المزمنة
أيضاً يمكن أن يحدث البعض من أضرار حبوب الزنك بعد تناول جرعات كبيرة منها ولفترة زمنية طويلة، ومن هذه الأضرار:
- التأثير على مستويات الكوليستيرول الجيد
يمكن أن يؤثر تناول حبوب الزنك بشكل منتظم ولفترات زمنية طويلة على مستويات البروتين الدهني مرتفع الكثافة، أو ما يسمى بالكوليستيرول الجيد، وخاصة لدى الأفراد الأصحاء. حيث وجدت مراجعة لـ 24 دراسة نشرت عام 2015، أن تناول الزنك يمكن أن يسبب انخفاض في مستوى الكوليستيرول الجيد لدى الأفراد الأصحاء والذين لا يعانون من أية مشاكل صحية. [1،2]
- فقدان حاسة التذوق
من الممكن أن يحدث فقدان حاسة التذوق أو الإحساس بطعم سيء في الفم بعد تناول حبوب الزنك القابلة للمص فقط أو مكملات الزنك التي تأتي على شكل شراب. [1،4]
ويعد هذا الضرر من أضرار حبوب الزنك التي تحدث عند تناوله بجرعات كبيرة ولمدة طويلة، حيث عادة ما يستطيع معظم الأشخاص تحمل جرعات من الزنك تصل لـ 100 إلى 150 ملغ / يوم ولمدة أشهر دون حدوث تغيرات في حاسة الذوق لديه. [1]
- أعراض شبيهة بأعراض الإنفلونزا
من أضرار حبوب الزنك المحتمل حدوثها أيضاً عند تناوله بجرعات كبيرة ولفترة زمنية طويلة، هل الإصابة بأعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، ومنها:
- الحمى.
- القشعريرة.
- السعال.
- التعب. [1،5]
وعادة ما تظهر هذه الأعراض عند تناولها بجرعة أعلى من 40 ملغ/ يوم ولفترة زمنية طويلة. [1،5]
- نقص النحاس والحديد
يمكن أن يسبب تناول جرعات عالية من الزنك حدوث نقص في العناصر الغذائية الأخرى، ومنها النحاس والحديد، حيث يمكن أن يتداخل الزنك مع امتصاص النحاس بشكل مباشر. أما الحديد، فإنه يتم امتصاص بمساعدة النحاس، بالتالي فإن الزنك شوف يؤثر على إمتصاصه بشكل غير مباشر. [1،3]
فمثلاً، تم الإبلاغ عن حدوث نقص النحاس في الدم بعد تناول جرعة من الزنك مقدارها 60 ملغ يومياً ولمدة 10 أسابيع. [1]
أيضاً، تتضمن أضرار حبوب الزنك كل ما يحدث من المضاعفات الناجمة عن انخفاض مستويات النحاس والحديد في الدم، ومنها:
- نقص مناعة الجسم.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد.
- نقص العدلات. [1]
- ضعف في المناعة
إن للزنك دور مباشر ومهم في وظيفة الجهاز المناعي. ولكن، يمكن أن يؤثر تناول الكثير من الزنك بشكل سلبي على الجهاز المناعي، وذلك بسبب تأثيره على خلايا الدم البيضاء بسبب إحداثه لنقص في النحاس والحديد، مما يسبب حدوث فقر الدم ونقص العدلات. [1،2]
أيضاً، من ممكن أن يقلل تناول الزنك بجرعة كبيرة من وظيفة الخلايا التائية التي لها دور رئيسي في الاستجابة المناعية وحماية الجسم من الأمراض. [1]
- أضرار أخرى
يمكن أن تتضمن أضرار حبوب الزنك المزمنة أيضاً ما يلي:
- اعتلال النخاع الشوكي.
- أعراض ومشكلات في الجهاز البولي والتناسلي.
- سرطان البروستات. [4]
اقرأ أيضاً: تعرف إلى فوائد الزنك للأطفال
كيفية تجنب أضرار حبوب الزنك
إن أول طريقة لتفادي أضرار حبوب الزنك، هي إيقاف تناولها، وبدلاً منها يمكن تناول المصادر الغذائية الغنية بالزنك، فكما ذكر سابقاً، فإن هذه الطريقة للحصول على الزنك لا ترتبط أبداً بالإصابة بتسمم الزنك. [1]
وفي حال لم يكن باستطاعة الفرد إيقاف حبوب الزنك أو كان مصراً على استخداماها، فإنه ينصح بعدم تجاوز الحد المسموح به يومياً من الزنك عند تناولها. وفيما يلي نذكر الحد الأقصى المسموح بتناوله يومياً من الزنك دون تسببه بأية أضرار:
- الأطفال:
- 1 - 3 سنوات: 7 ملغ
- 4 - 8 سنوات: 12 ملغ
- 9 - 13 سنة: 23 ملغ
- المراهقين (14 - 18 سنة): 34 ملغ
- البالغين (19سنة فما فوق): 40 ملغ
وتجنباً لحدوث أضرار حبوب الزنك للحامل فإنه يجب عليها أيضاً أن لا تتجاوز الحد الأقصى المسموح بتناوله يومياً من الزنك والذي لا يختلف مقداره عن النساء غير الحوامل. [2]
اقرأ أيضاً: أهم فوائد الزنك للحامل
نهاية، تتعدد أضرار تناول حبوب الزنك بكثرة بجرعات عالية، حيث يمكن أن تسسب الصداع، والقيء، وفقدان حاسة التذوق، وغيرها من الأضرار. لذا، يفضل تناول المصادر الغذائية الغنية بالزنك بدلاً من هذه الحبوب، كما يجب الالتزام بالجرعات اليومية الموصوفة وتجنب تجاوز الحد الأعلى المسموح بتناوله يومياً من الزنك.