يعد تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) من الأمراض الخطيرة التي قد يصاب بها الإنسان، والتي بدورها تغير نمط حياته بشكل كامل حتى يستطيع التكيف معها حتى يحمي نفسه من مخاطرها. وعندما يصاب الإنسان بتصلب الشرايين تغلق الترسبات الدهنية الشرايين وتعيق حركة الدم فيها؛ وبذلك تمنع الدم من إيصال الأكسجين والمواد المهمة للخلايا. [1]
ويحدث تصلب الشرايين في المخ (بالإنجليزية: Intracranial Atherosclerosis) نتيجة حدوث تجلط في الدم في الشرايين السباتية الموجودة في الدماغ؛ وبالتالي اغلاق مجرى الدم فيه. ومن الممكن أن يؤدي تصلب شرايين المخ إلى حدوث مشاكل خطيرة ومميتة إن وجد التجلط في الدم في الأوعية الدموية الكبيرة ذات السماكة العالية. [2]
وسنتناول في هذا النص أهم المعلومات المتعلقة بتصلب شرايين المخ وعلاجه.
ما هو تصلب شرايين المخ؟
يحتوي الدماغ على شبكة من الشرايين والأوعية الدموية التي تزوده بالدم الغني بالأكسجين. وبالنسبة إلى كيفية تصلب شرايين المخ، فإن مرض تصلب شرايين المخ يحدث عندما تتراكم اللويحات (الكوليسترول، والرواسب الدهنية، وغيرها من المواد) في الأوعية الدموية في قاعدة الدماغ، مما يؤدي إلى تضيقها وتصلبها.
وإذا كان تضيق الشريان شديداً بما يكفي لتقييد تدفق الدم إلى الدماغ، فقد يتسبب ذلك في حدوث سكتة دماغية. ويعتقد أن تصلب شرايين الدماغ هو السبب الأكثر شيوعاً للسكتة الدماغية في جميع أنحاء العالم. [3] [4]
للمزيد: مخاطر السمنة
ما هي أسباب تصلب شرايين المخ؟
يعتبر مصطلح عوامل الخطر أكثر دقة من الأسباب فيما يتعلق بالعوامل التي قد تؤدي لحدوث تصلب الشرايين بالمخ، وهي لا تختلف عن عوامل خطر حدوث تصلب الشرايين في أماكن أخرى من الجسم. وتشمل هذه العوامل: [5] [6]
- التقدم في العمر: حيث يكون لدى الأشخاص الذين تكون أعمارهم فوق سن ال 50 فرصة أكبر لحدوث تصلب الشرايين.
- الجنس: حيث تكون فرصة حدوث تصلب الشرايين في الدماغ أكبر لدى الرجال منها عند الإناث.
- التدخين.
- ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم.
- السمنة.
- مرض السكري.
- ارتفاع ضغط الدم.
- قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة.
- الإصابة بالسكتات الدماغية أو الجلطات الدماغية سابقاً.
- وجود عوامل وراثية ضمن العائلة: مثل وجود تاريخ عائلي للإصابة بأمراض القلب والشرايين، أو الجلطات الدماغية.
للمزيد: تصلب الشرايين قد يشير إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم
ماهي أعراض تصلب شرايين المخ؟
لا يسبب تصلب الشرايين في الدماغ أي أعراض أو علامات تدل على وجوده، إلا إذا وصل لدرجة عالية وخطيرة وكانت الشرايين مغلقة تقريباََ بشكل كامل، وعندها سوف يصاب المريض بما يسمى الجلطة الدماغية. ومن أعراض السكتة الدماغية: [3] [5]
- عدم القدرة على الحركة، أو حدوث شلل في الذراع أو الساق في جهة واحدة من الجسم.
- الارتباك.
- الشعور بالضعف العام في الجسم بشكل مفاجئ.
- حدوث صعوبة في البلع.
- حدوث مشاكل وصعوبة في المشي، أو عدم التوازن بشكل غير مبرر ومفاجئ.
- صداع قوي.
- فقدان الوعي.
- مشاكل في الرؤية في إحدى العينين.
- صعوبة وتلعثم في الكلام.
- صعوبة في التركيز وفهم ما يحدث.
للمزيد: أعراض تصلب الشرايين
كيف يتم تشخيص تصلب شرايين المخ؟
قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات التالية في حال ظهور أعراض تصلب الشرايين في المخ: [3] [4]
- الفحص المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: Computed Tomographic Angiogram): حيث يتم حقن المريض بصبغة يتم من خلالها مراقبة وضع تدفق الدم في الشرايين من خلال الفحص المحوسب.
- فحص دوبلر: حيث يتم وضع الترجام (بالإنجليزية: Probe) على الرأس، ويقوم الجهاز بإصدار أصوات وذبذبات فوق صوتية يتم التقاطها، ثم يقوم الطبيب بمراقبة التغير في هذه الذبذبات الذي يدل على حركة الدم داخل الشريان.
- فحص البالون: والذي يقوم من خلاله الطبيب بنفخ بالون في طريق الشريان حتى يتم غلق الشريان بشكل كامل من ثم يقوم برصد ردة فعل الدماغ، وهكذا يتم معرفة كيف سيؤثر الغلق التام للشرايين على الدماغ.
- تصوير الأوعية بالطرح الرقمي: حيث يتم حقن المريض بصبغة، ثم يتم مراقبة حركة الدم في الشرايين من خلال جهاز الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray).
- التصوير بالرنين المغناطيسي: وهو ينشئ صوراً لأنسجة الدماغ دون استخدام عامل تباين (أو صبغة).
للمزيد: الفحص المبكر لنوعية الشرايين
ما هو علاج تصلب شرايين المخ؟
يجب على الشخص المصاب بتصلب في شرايين المخ البدء بتغيير نظام حياته وغذائه، والحفاظ على تناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة يومياً، والابتعاد عن التدخين والكحول والمسببات الأساسية لتصلب الشرايين.
كما يتم أيضاََ علاج تصلب شرايين المخ باستخدام بعض الأدوية التي تقلل من نسبة الكولستيرول في الدم وتقلل من ضغط الدم المرتفع، مما يؤدي للتقليل من حدوث التصلب. [2]
كما أنه من الممكن أن يقوم الطبيب ببعض التدخلات الجراحية لفتح الشرايين المغلقة وإنقاذ المريض من الخطر، ومنها:
- جراحة المجازة الدماغية: حيث يقوم الطبيب بإزالة وعاء دموي من جزء آخر من الجسم، ثم يقوم بحفر ثقب صغير في الجمجمة وربط الوعاء الدموي الجديد في الدماغ جراحياً حتى يتدفق الدم حول الشريان المسدود متجاوزاً إياه.
- الرأب الوعائي داخل الجمجمة: حيث يقوم الجراح بإدخال بالون في الشريان وينفخه لتوسيع المساحة الداخلية. ثم يتم وضع دعامة (أنبوب قابل للتمدد) في الفراغ لإبقاء الشريان مفتوحاً. [4]
للمزيد: الضغوطات النفسية وتصلب الشرايين