يصاب الكثير من الأشخاص الكبار والصغار بالتهاب الشعب الهوائية، التي تعد من أشهر أمراض الجهاز التنفسي، ويمكن أن تسبب العديد من الأعراض المختلفة، مثل السعال، وضيق التنفس، وغيرها، يمكن أيضًا أن يسبب عدم الاهتمام بالعلاج السليم لالتهاب الشعب الهوائية إلى بعض المخاطر والمضاعفات.
سنتناول في هذا المقال الحديث عن أهم مضاعفات التهاب الشعب الهوائية، وكيفية الوقاية من تلك المضاعفات.
ما هو التهاب الشعب الهوائية؟
يحدث التهاب الشعب الهوائية نتيجة التهاب القصبات الهوائية، مما يؤدي إلى انتفاخها، ويصبح من الصعب على الهواء أن يتحرك من خلالها، وبالتالي تصبح عملية التنفس أكثر صعوبة.[1]
يوجد نوعان من التهاب الشعب الهوائية، يختلف كل منهما في الأسباب، وطرق العلاج، وهما:[1]
- التهاب الشعب الهوائية الحاد: يعد السعال هو العرض الرئيسي لالتهاب الشعب الهوائية الحاد، وعادة ما بنتج عن عدوى فيروسية ،ويحدث هذا النوع عادة بعد نزلة برد، أو إنفلونزا، ويستمر لمدة تتراوح من 10 إلى 14 يومًا.
- التهاب الشعب الهوائية المزمن: يعد التهاب الشعب الهوائية المزمن هو النوع الأكثر خطورة، ويمكن أن يسبب الإصابة بالسعال المستمر والالتهاب لفترات طويلة.
مضاعفات التهاب الشعب الهوائية
تختلف مضاعفات التهاب الشعب الهوائية وفقًا لنوع الالتهاب، حيث يسبب الالتهاب الحاد مضاعفات معينة، بينما يسبب الالتهاب المزمن مضاعفات أخرى قد تكون أكثر خطورة.
وتشمل مضاعفات التهاب الشعب الهوائية الحاد ما يلي:
العدوى الثانوية
تؤثر الالتهابات الفيروسية التي تسبب التهاب الشعب الهوائية الحاد على الجسم بعدة طرق تؤدي إلى للإصابة بالعدوى الثانوية:[1]
- يمكن أن يؤدي تلف المسالك الهوائية إلى تسهيل وصول هؤلاء العدوى الثانوية إلى مناطق، مثل الجيوب الأنفية أو الرئتين.
- يمكن أن تؤثر العدوى الفيروسية أيضًا على جهاز المناعة، مما يؤدي إلى سهولة الإصابة بالعدوى الثانوية، والسماح للبكتيريا بالنمو والتكاثر .
تتضمن بعض أنواع العدوى الثانوية التي يمكن أن تحدث كمضاعفات للالتهاب الشعبي الحاد ما يلي:[1]
- التهابات الأذن الوسطى، خاصة عند الأطفال.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- الالتهاب الرئوي.
- الإنتان أو تسمم الدم، الذي يحدث عندما تتكاثر البكتيريا في مجرى الدم، وغالبًا ما تكون عدوى خطيرة.
الالتهاب الرئوي
يعد الالتهاب الرئوي من أكثر مضاعفات التهاب الشعب الهوائية الحاد شيوعًا، ويحدث نتيجة الإصابة بعدوى ثانوية في الرئتين تؤدي إلى الالتهاب الرئوي، وعادة ما تكون تلك العدوى الثانوية بكتيرية على الرغم من أن العدوى الأولية التي تسببت في التهاب الشعب الهوائية الحاد تكون فيروسية، تؤثر هذه العدوى على الأكياس الهوائية الدقيقة المعروفة باسم الحويصلات الهوائية.[2]
ويشمل أكثر الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالالتهاب الرئوي كأحد مضاعفات التهاب الشعب الهوائية ما يلي:[2]
- الرضع، والأطفال.
- كبار السن الذين يعانون من ضعف المناعة، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بعدوى ثانوية.
- المدخنون، حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب رئوي جرثومي ثانوي بعد نوبة من التهاب الشعب الهوائية.
- المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، أو الرئة المصاحبة لالتهاب الشعب الهوائية، مثل مرضى قصور القلب، ومرضى الربو، ومرضى الانسداد الرئوي المزمن.
- الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
ينبغي على هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي تناول لقاح الالتهاب الرئوي، سواء كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة أو ضعف المناعة.[1]
أما عن مضاعفات التهاب الشعب الهوائية المزمن فتشمل ما يلي:
ضيق التنفس
يعد ضيق التنفس من المضاعفات الشائعة لالتهاب الشعب الهوائية المزمن، حيث يشعر المريض بصعوبة في التنفس يمكن يسبب قلقًا كبيرًا ويؤثر على جودة حياة المريض.[1]
يمكن السيطرة على حاله ضيق التنفس من خلال الطرق التالية:[1]
- استخدام الأدوية المناسبة، أو الأكسجين بعد استشارة الطبيب.
- إعادة التأهيل الرئوي.
- التنفس من البطن.
- ممارسة بعض التمرينات التي تحسن من القدرة على التنفس.
- التخلص من القلق والتوتر.
مرض الانسداد الرئوي المزمن
يمكن أن يؤدي التهاب الشعب الهوائية المزمن إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن على المدى الطويل، وقد يزيد مرض الانسداد الرئوي المزمن من خطر حدوث نوبات عرضية، وزيادة خطر الإصابة بعدوى الصدر المتكررة والمتكررة. يساعد تجنب التدخين، وعدم التعرض للدخان، والحفاظ على المريض من التعرض لعدوى فيروسية على تقليل احتمال الإصابة بالانسداد الرئوي المزمن كأحد مضاعفات التهاب الشعب الهوائية.[2]
الفشل التنفسي
يحدث الفشل التنفسي عندما لا تستطيع الرئتان توفير ما يكفي من الأكسجين اللازم لسد احتياجات أنسجة الجسم، مما يعرض عدد من أجهزة الجسم للضرر، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تراكم ثاني أكسيد الكربون في مجرى الدم.[1]
يعد الفشل التنفسي حالة طبية طارئة، خاصة إذا تطورت بسرعة، لذلك يتطلب العلاج الفوري باستخدام مجموعة من الأدوية، مثل الأدوية التي توسع المسالك الهوائية، والكورتيكوستيرويدات، بالإضافة إلى دعم التنفس، سواء باستخدام الأكسجين، أو دعم التنفس الصناعي غير الجراحي، أو التهوية الميكانيكية.[1]
ارتفاع كريات الدم الحمراء
قد يؤدي التهاب الشعب الهوائية المزمن إلى زيادة إنتاج كريات الدم الحمراء، وذلك استجابة من الجسم لمستويات الأكسجين المنخفضة في الجسم أو المعروف بنقص الأكسجة، حيث يمكن أن يساعد ذلك الجسم على الحفاظ على مستويات الأكسجين في الأنسجة.[1]
ترتبط أعراض كثرة كريات الدم الحمراء في المقام الأول بزيادة سمك أو لزوجة الدم، وقد تؤدي هذه اللزوجة المرتفعة إلى انخفاض تدفق الدم إلى الدماغ خاصة عندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء مرتفعًا جدًا، مما يؤدي إلى احتمالية تكوين الجلطات.[1]
استرواح الصدر
يعد استرواح الصدر هو أحد مضاعفات التهاب الشعب الهوائية المزمن المحتملة، خاصة عند أولئك الذين يعانون أيضًا من تغيرات انتفاخية في رئتيهم، وفي هذه الحالة يسمح وجود ثقب في الرئتين للهواء بالتسرب إلى الفراغ بين الأغشية الجنبية المحيطة بالرئتين.[1]
يمكن أن تختلف أعراض استرواح الصدر من خفيفة جدًا إلى أعراض مهددة للحياة، وقد تشمل ما يلي:[1]
- ألم الصدر في أحد جانبي الجسم، يمكن أن يكون خفيفًا إلى شديدًا، وغالبًا ما يكون الألم حادًا، ويزداد سوءًا مع التنفس العميق أو السعال.
- انتشار الألم أيضًا إلى الذراع أو الكتف.
- ضيق في التنفس.
- ارتفاع معدل ضربات القلب.
- زرقة.
- دوار.
قد يلاحظ الأشخاص إحساسًا بوجود انتفاخ الرئة تحت الجلد في منطقة الصدر والرقبة في بعض الأحيان إذا تسرب الهواء إلى الأنسجة المحيطة، ويجدر بالذكر أنه غالبًا ما تتحسن أعراض استرواح الصدر خلال 24 ساعة.[1]
الوقاية من مضاعفات التهاب الشعب الهوائية
يمكن تجنب مضاعفات التهاب الشعب الهوائية من خلال الاهتمام بزيارة الطبيب في الوقت المناسب، فقد يحتاج الأشخاص الذين تظهر عليهم أعراض السعال وصعوبة في التنفس وخاصة في الحالات الشديدة إلى الذهاب إلى مستشفى لإجراء فحوصات طبية، مثل فحص الدم، والأشعة السينية للصدر، ومزرعة البلغم.[3]
يوصي الطبيب بنظام علاج مناسب لمنع اعتمادًا على شدة المرض وحالته، لضمان تمام الشفاء، وتجنب مضاعفات التهاب القصبات الحاد الذي يؤثر سلبًا على الصحة[3]