يعد الأرق أحد أنواع اضطرابات النوم الشائعة التي تسبب صعوبة في النوم أو الاستمرار في النوم، ويحدث نتيجة العديد من الأسباب، مثل الإجهاد، وعدم انتظام مواعيد النوم، واضطرابات الصحة العقلية، وغيرها.[1]

سنتناول الحديث في هذا المقال عن أكثر أسباب الأرق شيوعاً، وكيف يمكن تجنب حدوث هذا الاضطراب من خلال طرح طرق الرقابة المختلفة.

أسباب الأرق

يرتبط حدوث الأرق بالعديد من الأسباب، والتي يمكن تقسيمها إلى أسباب رئيسية، وأسباب ثانوية، وفيما يلى نذكر أهمها كما يلي:

أسباب الأرق الرئيسية

يحدث الأرق عندما يجد الأشخاص صعوبة في الاستغراق النوم أو الاستمرار في النوم ليلاً، وذلك نتيجة عدة أسباب ترتبط بعدم الحصول على النوم الكافي، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:[1]

  • الإجهاد: قد يكون الإجهاد أحد أسباب الأرق الرئيسية، والتي تؤثر بشكل كبير على جودة النوم، والذي يحدث عند التعرض لضغط العمل، أو المدرسة، أو التعاملات اليومية والعلاقات الاجتماعية، كذلك قد يسبب التعرض لبعض المواقف المؤلمة إلى التوتر المزمن، الذي قد يسبب حالة اضطراب ما بعد الصدمة، والتي تسبب تعرض الجسم للضغط النفسي والتوتر الشديد الذي قد يسبب الأرق، وعدم الحصول على النوم الكافي للجسم، كذلك قد يكون عدم القدرة على النوم سببًا كافيًا للتوتر وحدوث الأرق.
  • مواعيد النوم غير المنتظمة: يتبع الجسم نظام داخلي خاص لتنظيم وقت النوم والاستيقاظ، يسمى بالساعة البيولوجيةللجسم، ومع ذلك قد يحدث اختلال في هذا الإيقاع اليومي ، نتيجة الالتزام بجدول نوم غير منتظم، مثل اضطراب الرحلات الجوية الطويلة، وذلك لأن الجسم لا يستطيع التكيف مع التغير الزمني السريع فى المناطق المختلفة، كذلك قد يتطلب العمل بنظام الورديات العمل طوال الليل والنوم أثناء النهار، والذي يمكن أن يؤدي إلى اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية والأرق، وقد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من اضطرابات في الساعة البيولوجية دون سبب واضح، لذا قد يواجه هؤلاء الأشخاص صعوبات في النوم مستمرة.
  • نمط الحياة الغير صحي: يمكن أن تسبب بعض العادات اليومية غير صحية المتعلقة بنمط الحياة، والطعام، والشراب أن تزيد من خطر الإصابة بالأرق، مثل:
  • العمل لوقت متأخر أو ممارسة ألعاب الفيديو أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم.
  • القيلولة في وقت متأخر من بعد الظهر، والتي قد تسبب الشعور بالأرق في الليل.
  • استخدام مناطق النوم المعتادة، مثل السرير في أنشطة يومية أخرى، والتي قد يسبب ارتباط هذه المناطق ياليقظة وليس النوم.
  • التعويض عن ساعات النوم الفائتة من خلال النوم في أوقات أخرى من اليوم، والذي قد يسبب اضطراب في الساعة البيولوجية للجسم، وعدم القدرة على الحصول على نوم منتظم.
  • تناول الوجبات الدسمة والأطعمة الغنية بالتوابل قبل الذهاب للنوم، والتي قد يصعب هضمها ليلاً، وبالتالي التسبب في صعوبة الحصول على نوم مريح.
  • تناول الكافيين وهو أحد أسباب الأرق الرئيسية، وخاصة عند تناولها في فترة ما بعد الظهر والمساء.
  • اقرأ أيضًا: أشهر أنواع الأرق

    أسباب الأرق الثانوية

    قد تسبب بعض العوامل الأخرى الشعور بالأرق، والتي قد تتمثل في بعض الحالات الجسدية والعقلية، أو استخدام بعض العلاجات التي قد تسبب الأرق، وغيرها، ونذكر أهم هذه الأسباب كما يلي:[1] [2]

    • اضطرابات الصحة العقلية والنفسية: قد تسبب بعض الحالات المرضية المتعلقة بالصحة العقلية، مثل القلق، والاكتئاب، والاضطراب ثنائي القطب إلى التسبب في حدوث العديد من مشاكل النوم وخاصة الأرق
    • ، إذ ترتبط العديد من حالات اضطرابات الصحة العقلية بحدوث الأرق، كذلك تسبب هذه الحالات فرط النشاط الذهني والأفكار السلبية التي تحرم النوم، كذلك قد يؤدي حدوث الأرق تفاقم أعراض اضطراب المزاج والقلق، ويزيد من خطر الانتحار لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب.
    • الاضطرابات العصبية: تسبب الاضطرابات العصبية، مثل الاضطرابات التنكسية العصبية والنمو العصبي التي تتمثل في الخرف والزهايمر ارتفاع خطر الإصابة بالأرق، حيث تسبب هذه الاضطرابات حدوث اختلال في إيقاع الساعة البيولوجية للجسم المسئولة عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ، مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات النوم المتعلقة بالأرق.
    • كذلك يمكن أن تتسبب بعض اضطرابات النمو العصبي، مثل اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD) في فرط النشاط العام، مما يسبب قلة النوم والأرق أثناء الليل، وقد يعاني الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) بالأرق والذي قد يستمر حتى مرحلة البلوغ.
    • بعض الحالات المرضية: يمكن أن تتسبب بعض الحالات المرضية في حدوث العديد من مشاكل النوم والأرق، مثل:
  • توقف التنفس أثناء النوم: يحدث توقف التنفس أثناء النوم، نتيجة عدم القدرة على التنفس أثناء النوم، وتتراوح خطورة هذه الحالة من خفيفة إلى شديدة، لذلك غالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بانقطاع النفس النومي من مشاكل في النوم.
  • متلازمة تململ الساقين: تسبب حالة تململ الساقين انزعاجًا شديدًا، أو وخزًا، أو ارتعاشًا شديدًا في أصابع القدم، أو الكاحلين، أو الركبتين، أو الوركين أثناء النوم، لذلك تسبب هذه الأعراض عدم القدرة على الاستمرار في النوم.
  • قصور القلب: قد يسبب قصور القلب العديد من مشاكل النوم، وذلك لما تسببه هذه الحالة من أعراض، مثل صعوبة التنفس، والشعور بالقلق والاكتئاب، كذلك قد يسبب قصور القلب انقطاع النفس أثناء النوم لدى الكثير من الحالات.
  • الآلام المزمنة: قد يعاني الأشخاص الذين لديهم آلام مزمنة نتيجة بعض الحالات المرضية المزمنة، مثل مشاكل الظهر أو التهاب المفاصل يمكن أن يجعل الألم النوم صعبًا، من آلام مستمرة يمكن أن تسبب الحرمان من النوم.
  • اقرأ أيضًا: أمراض تسبب الأرق

    • الأدوية: يمكن أن تسبب العديد من الأدوية مشاكل في النوم وحدوث الأرق، مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية البرد، والمنشطات.
    • الحمل: يمكن أن تتسبب العديد من العوامل في حدوث الأرق أثناء الحمل، مثل زيادة الوزن، وتغيير فسيولوجية الجسم والذي يمكن أن يسبب عدم الشعور بالراحة أثناء النوم، أو حدوث اضطراب التنفس نتيجة نمو الرحم الذي قد يضغط على الرئتين، ويسبب مشاكل في التنفس أثناء النوم.

    طرق الوقاية من الأرق

    يمكن اتباع العديد من طرق الوقاية، التي قد تساعد على تجنب العديد من مسببات الأرق، للحصول على قسط جيد من النوم أثناء الليل، وتشمل هذه الطرق ما يلي:[3]

    • تحديد أوقات منتظمة للنوم والاستيقاظ.
    • محاولة الاسترخاء قبل النوم، مثل الحصول على حمام دافئ أو الاستماع إلى موسيقى مهدئة.
    • الحرص على الابتعاد عن الأصوات العالية، والتعرض للضوء عند الذهاب للنوم، مثل استخدام الستائر السميكة، وقناع العين، وسدادات الأذن.
    • تجنب تناول الكافيين، والنيكوتين، والكحول والوجبات الثقيلة، قبل ميعاد النوم.
    • ينصح بممارسة الرياضة لعدة ساعات قبل الذهاب إلى النوم.
    • تجنب مشاهدة التلفزيون، أو استخدام الهواتف أو الأجهزة اللوحية أو أجهزة الكمبيوتر قبل النوم بوقت قصير.
    • تجنب أخذ قيلولة أثناء النهار.