تعاني النساء بشكل طبيعي من تغير أو اضطراب في مستويات الهرمونات خلال بعض الفترات من حياتها، مثل: فترة الحمل أو فترة انقطاع الطمث. وفي المقابل يُمكن أن يكون سبب اضطراب الهرمونات عند المرأة معاناتها من بعض المشاكل الصحية. [1]

وفي المقال التالي سنقوم بمناقشة كل ما يخص أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء، بما في ذلك الأسباب الطبيعية والأسباب المرضية، بالإضافة إلى الأدوية التي يُمكن أن تُسبّب ذلك.

أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء الطبيعية

تتضمّن الأسباب الطبيعية لحدوث تغير واضطراب في مستويات الهرمونات عند النساء ما يلي:

الحمل

يُعدّ الحمل من الفترات الحساسة جدًا من حياة المرأة والتي يحدث فيها تغير في مستويات العديد من الهرمونات عند المرأة، وذلك لتهيئة جسمها وجعله بيئة مناسبة لنموّ الجنين. ومن أشهر التغيرات الهرمونية التي تحدث خلال فترة الحمل الارتفاع المفاجئ في مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، كما يُمكن أن يحدث تغيرات في مستويات هرمون التستوستيرون عند المرأة أثناء الحمل. [2][3]

لا يُسبّب الحمل اضطراب في الهرمونات الجنسية عند المرأة فقط وإنما يُمكن أن يكون له تأثير على مستويات الأنواع الأخرى من الهرمونات. فعلى سبيل المثال، تُعدّ اضطرابات الغدة الدرقية من المشكلات الصحية الشائعة أثناء فترة الحمل، حيث يُمكن أن تكون المرأة الحامل عُرضة للإصابة بارتفاع أو انخفاض في مستويات هرمونات الغدة الدرقية. [3][4]

أيضًا، يُمكن أن يُسبّب ارتفاع بعض الهرمونات أثناء الحمل بالتأثير على كيفية استخدام الجسم لهرمون الأنسولين، الأمر الذي يُمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر حدوث مقاومة الأنسولين ومرض السكري أثناء الحمل. [2]

الرضاعة الطبيعية

تُعدّ الرضاعة الطبيعية أيضًا من أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء، حيث يُمكن أن يحدث خلال فترة ما بعد الولادة وأثناء الرضاعة الطبيعية تغير في مستويات العديد من هرمونات جسم المرأة، بما في ذلك: [1][5][6]

  • الهرمونات الجنسية، بما في ذلك هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، حيث تكون مستويات هذه الهرمونات في أعلى مستوياتها أثناء الحمل، وستنخفض بشكل سريع مباشرةً بعد ولادة الطفل.
  • هرمونات الرضاعة، وهي الأوكسيتوسين وهرمون البرولاكتين، حيث ترتفع مستويات هذه الهرمونات أثناء فترة الرضاعة الطبيعية لتحفيز الثدي على إنتاج الحليب.
  • هرمونات الغدة الدرقية، حيث تُسبّب التغيرات في الجهاز المناعي التي تحدث مع الحمل، إلى جانب تأثير هرمون الإستروجين والهرمونات الأخرى على صحة الغدة الدرقية، بجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة باضطرابات الغدة الدرقية أثناء فترة ما بعد الولادة والرضاعة الطبيعية.
  • هرمونات الغدة الكظرية، أهمها هرمون الكورتيزول، فمن الممكن أن يحدث ارتفاع في مستويات هرمون الكورتيزول نتيجةً للإجهاد الذي يحدث بسبّب قلة النوم، والروتين الجديد، ومتطلبات التغذية للرضاعة الطبيعية، وغيرها من وعوامل الحياة الأخرى تزيد من التوتر لدى الأمهات الجدد.
  • هرمون الأنسولين، حيث يُمكن أن تحدث مقاومة للأنسولين بشكل مؤقت خلال فترة الرضاعة الطبيعية، الأمر الذي يدعم إنتاج حليب الثدي عالي السعرات الحرارية، كما يٌمكن أن يكون لانخفاض هرمون الإستروجين دورًا في تطوّر مقاومة الأنسولين خلال فترة الرضاعة الطبيعية.

سن انقطاع الطمث

ترتبط مرحلة انقطاع الطمث التي تحدث في الفترة ما بين منتصف الأربعينات إلى منتصف الخمسينات بالعديد من الاضطرابات الهرمونية لدى المرأة، حيث يتوقف المبيضان عن إنتاج هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض مستوياتهما بشكل كبير وانقطاع الدورة الشهرية لدى المرأة بشكل نهائي. [2][7]

كما يُمكن أن يكون سبب اضطراب الهرمونات عند المرأة هو تواجدها بمرحلة تسمى بمرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهي مرحلة تسبق مرحلة انقطاع الطمث ويحدث فيها تغير في كميات هرمون الإستروجين والبروجسترون التي ينتجها المبيض، وهذا ما سيؤدي إلى تغير مستوياتهما بشكل كبير خلال هذه الفترة. [2][8]

وغالبًا ما يرتبط اضطراب مستويات هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون بحدوث العديد من الأعراض لدى المرأة خلال مرحلة انقطاع الطمث أو مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، مثل: [7][8]

  • عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
  • الهبّات الساخنة والتعرّق الليلي.
  • تقلبات المزاج والاكتئاب.
  • قلة النوم.

اقرأ أيضًا: ما هي أعراض اضطراب الهرمونات عند النساء؟

أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء المرضية

تتضمّن أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء أيضًا الإصابة ببعض الأمراض والمشكلات الصحية، بما فيها:

متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات

تُعدّ متلازمة المبيض المتعدّد الكيسات من أشهر المشكلات الصحية تسبّبًا باضطراب الهرمونات عند المرأة، وهي حالة تتمثّل بوجود أكياس مملوءة بالسوائل على المبيض ويُمكن أن ترتبط بالعديد من الاضطرابات الهرمونية، منها: [2][9]

  • ارتفاع مستوى الهرمونات الأندروجينية.
  • انخفاض هرمون البروجسترون.
  • ارتفاع هرمون الإستروجين نسبةً لمستويات هرمون البروجسترون.
  • اضطراب مستويات الهرمون المنبه للجريب.
  • اضطراب مستويات هرمون ملوتن.

كما تكون النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات عُرضة للإصابة بمقاومة الأنسولين، حيث تصبح الخلايا الجسم لا تستجيب بشكل جيد لهرمون الأنسولين، ونتيجةً لذلك يُمكن أن ترتفع مستويات هذا الهرمون في الدم للحصول على تنظيم أفضل لمستويات السكر في الدم. [9]

قصور المبيض الأولي

من أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء الإصابة بحالة تسمى بقصور المبيض الأولي والتي تتمثّل بتوقف المبيض عن العمل قبل أن تبلغ المرأة عمر 40 عامًا، وهذا ما سيؤدي إلى انقطاع الطمث لديها بوقت مبكر. [2][10]

وعادةً ما يُرافق قصور المبيض الأولي حدوث انخفاض في مستويات هرمون الإستراديول، وهو أحد أشكال هرمون الإستروجين، وارتفاع في مستويات الهرمون المنبه للجريب. [11]

أمراض أخرى

يوجد العديد من الأمراض الأخرى التي يُمكن أن تُسبّب اضطراب الهرمونات عند النساء، منها: [1][2][12]

  • اضطرابات الأكل، مثل: فقدان الشهية العصبي.
  • متلازمة كوشينغ.
  • مرض أديسون.
  • مرض السكري.
  • اضطرابات الغدة الدرقية، بما فيه فرط نشاط الغدة الدرقية أو خمولها.
  • الأورام، أهمها أورام الغدة النخامية.

هل من اسباب خمول الغدة الدرقية هو قلة الحركة مع العلم شخصت بخمول الغدة و انا بعمر 21 و صحتي جيدة لم اعاني من اي شي قبل

اضطراب الهرمونات عند النساء بسبب نمط الحياة

من أهم أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء المتعلقة بنمط الحياة ما يلي: [1][2][13]

  • التوتر، حيث يتسبّب التوتر عادة بارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول. ومن الممكن أن يتسبّب التوتر المزمن وما يرتبط به من ارتفاع مزمن في مستويات الكورتيزول بالتأثير سلبًا على مستويات الهرمونات الأخرى.
  • الالتزام بنظام غذائي غير صحي، حيث يمكن أن يكون للتغذية تأثير هائل على نظام الغدد الصماء وإنّ النساء بحاجة إلى تناول نظام غذائي متوازن مليء بالدهون الصحية، والألياف، والبروتين من أجل الحفاظ على مستويات الهرمونات لديهم ضمن المستويات الطبيعية.
  • السمنة وزيادة الوزن.
  • التعرض للسموم والملوثات والمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، بما في ذلك المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.

أدوية تُسبّب اضطراب الهرمونات عند النساء

تتضمّن أنواع الأدوية التي يُعد تناولها سببًا من أسباب اضطراب الهرمونات عن النساء ما يلي: [2][12][14]

  • حبوب منع الحمل.
  • العلاجات الهرمونية التعويضية المستخدمة في علاج سرطان الثدي أو للنساء في مرحلة انقطاع الطمث.
  • المنشطات الستيرويدية.
  • الأدوية الشبيهة بالكورتيزول، وذلك عند استخدامها لفترات زمنية طويلة.
  • أدوية علاج خمول الغدة الدرقية، وذلك عند استخدامها بجرعات عالية.
  • بعض أدوية علاج السرطان، مثل: العلاج الكيماوي.

نصيحة الطبي

تتعدد أسباب اضطراب الهرمونات عند النساء، بما فيها الأسباب الطبيعية، مثل: الحمل والرضاعة الطبيعة، أو أسباب مرضية وأشهرها الإصابة بمتلازمة المبيض المتعدّد الكيسات، كما يُمكن لبعض العادات اليومية وتناول بعض أنواع الأدوية أن تتسبّب بعدم توازن الهرمونات عند النساء.

من المهم جدًا مراجعة الطبيب عند معاناة المرأة من اضطراب في مستويات أي من هرمونات جسمها، وذلك للبحث في أسباب المشكلة ووصف العلاج المناسب لها. كما بإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع.