ترتبط الإصابة بهشاشة العظام دائمًا بكبار السن، أو النساء في مرحلة انقطاع الطمث، لكن على الرغم من ذلك فقد تظهر هشاشة العظام أيضًا عند الأطفال، حيث يتعرض الطفل إلى كسور العظام بشكل متكرر، وعند استشارة الطبيب يكون التشخيص غالبًا هو هشاشة العظام عند الأطفال.
فما هي أسباب هشاشة العظام عند الأطفال؟ وما أعراضها؟ وما طرق العلاج والتشخيص؟ وهل يمكن الوقاية؟ سنجيب على كافة هذه الأسئلة في السطور القادمة.
ما هي هشاشة العظام عند الأطفال؟
هشاشة العظام هي مرض عظمي يحدث عندما يكون يكون هناك نقص شديد في كثافة العظام، مما يؤثر على قوة العظام وبنيتها، فتصبح العظام ضعيفة وأكثر عرضة للكسور.[1]
تعد هشاشة العظام حالة شائعة عند كبار السن، إلا أنها قد تصيب الأطفال والمراهقين في بعض الأحيان، وتعرف هشاشة العظام عند الأطفال على أنها اضطراب نادر في العظام يسبب ترقق العظام في مرحلة الطفولة.[1]
تعرف الجمعية الدولية لقياس الكثافة السريرية هشاشة العظام عند الأطفال على أنها وجود كسر انضغاطي في العمود الفقري مع عدم وجود مرض موضعي أو صدمة، كذلك يمكن للأطباء أيضًا تشخيص هشاشة العظام لدى الطفل الذي أصيب بكسر في العظام الطويلة مرتين أو أكثر بحلول سن 10 سنوات، أو ثلاثة مرات أو أكثر من كسور العظام الطويلة أيضًا في سن 19 عامًا.[1]
يجدر بالذكر أن هشاشة العظام عند الأطفال قد تسبب مضاعفات خطيرة، لأنها تحدث خلال السنوات التي يكسب فيها الطفل ما يقرب من 90٪ من إجمالي الكتلة العظمية للجسم.[1]
أسباب هشاشة العظام عند الأطفال
تتعدد أسباب هشاشة العظام عند الأطفال، فيمكن أن تحدث بشكل شائع نتيجة لحالات مرضية أخرى، كذلك قد تنتج عن عادات غير صحية، أو نتيجة لتناول بعض الأدوية، ونادرًا ما تحدث دون أسباب واضحة، وتعرف حينها بهشاشة العظام مجهولة السبب (بالإنجليزية: Idiopathic Osteoporosis).[1]
يمكن تقسيم أسباب هشاشة العظام عند الأطفال بشكل عام كما يلي:[1][2]
هشاشة العظام الأولية
تنتج هشاشة العظام الأولية عند الأطفال عن عيب جوهري في الهيكل العظمي، وقد يكون هذا العيب له سبب غير معروف أو يكون وراثيًا.[1]
يعد تكوّن العظام غير المكتملة هو الشكل الأكثر شيوعًا لهشاشة العظام الأولية، حيث يصيب طفلًا واحدًا من بين كل 10000 - 20000 طفل حول العالم، وهو اضطراب وراثي تسبب فيه الطفرات الجينية نقصًا في الكولاجين، تؤدي هذه الطفرات الجينية إلى تكوين عظام غير طبيعية، أو عظام ناعمة معرضة للكسر.[1]
هشاشة العظام الثانوية
يمكن أن تؤدي مجموعة من الحالات الصحية إلى هشاشة العظام عند الأطفال، تشمل تلك الحالات ما يلي:[1][2]
- التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأطفال.
- داء السكري.
- فرط نشاط الغدة الدرقية.
- فرط نشاط جارات الدرق.
- متلازمة كوشينغ.
- متلازمات سوء الامتصاص.
- فقدان الشهية العصبي.
- اضطرابات غذائية.
- أمراض الكلى.
- التليف الكيسي.
- فقر الدم المنجلي.
- سرطان الدم.
- الأمراض التي تؤدي إلى ضعف الحركة، مثل الشلل الدماغي، والحثل العضلي، وإصابة الحبل الشوكي.
الأدوية
قد تحدث هشاشة العظام عند الأطفال أيضًا نتيجة لاستخدام بعض الأدوية، تشمل ما يلي:[1][2]
- أدوية الصرع.
- العوامل المثبطة للمناعة.
- الأدوية المضادة للسرطان.
- الستيرويدات القشرية المستخدمة لعلاج الربو والتهاب المفاصل الروماتويدي.
نمط الحياة
يمكن أن يساهم اتباع بعض العادات غير الصحية، مثل الاعتماد على نظام غذائي غير صحي، أو عدم ممارسة النشاط البدني بشكل كافي في الإصابة بهشاشة العظام عند الأطفال.[1][2]
أعراض هشاشة العظام عند الأطفال
يمكن أن تظهر أعراض مختلفة لهشاشة العظام عند الأطفال، حيث يعاني بعض الأطفال من كسور متكررة في العظام الطويلة، وغالبًا ما تنتج هذه الكسور عن صدمات غير قوية، مثل التعثر فوق الرصيف.[1]
قد يعاني البعض الآخر من كسور انضغاطية في العمود الفقري، مما قد يؤدي إلى فقدان الطول، وتشوه العمود الفقري، وآلام الظهر.[1]
أما الأطفال الذين يعانون من هشاشة العظام مجهولة السبب، فيمكن أن تظهر عليهم الأعراض التالية:[1]
- آلام أسفل الظهر، والورك، والكاحل.
- تعرج أو صعوبة في المشي.
- انحناء الظهر، المعروف باسم حداب.
- فقدان الطول.
تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال
يتم تشخيص هشاشة العظام عند الأطفال غالبًا عندما يصاب الطفل بكسر في العظام، بالإضافة إلى التاريخ الطبي الكامل، والفحص البدني، يمكن أيضًا اللجوء إلى بعض الإجراءات التشخيصية لهشاشة العظام عند الأطفال، تشمل ما يلي:[2]
- الأشعة السينية للهيكل العظمي: وهو اختبار تشخيصي يهدف إلى الحصول على صور للأنسجة الداخلية، والعظام، وأعضاء الجسم.
- اختبار كثافة العظام: وهو إجراء تشخيصي لتحديد المحتوى المعدني للعظام والتغيرات الهيكلية، مثل فقدان العظام.
- اختبارات الدم: تهدف إلى اختبارات لقياس مستويات الكالسيوم والبوتاسيوم في الدم.
علاج هشاشة العظام عند الأطفال
يعتمد علاج هشاشة العظام عند الأطفال على العامل المسبب، لكن بشكل عام تشمل أهم طرق علاج هشاشة العظام عند الأطفال ما يلي:[3]
تشخيص وعلاج حالة طبية أساسية
- تغيير الأدوية: إذا كانت هشاشة العظام ناتجة عن استخدام أدوية معينة،فيمكن للطبيب أن يخفض الجرعة المستخدمة، أو يصف دواءً مختلفًا.
- ممارسة تمارين رياضية مناسبة: يمكن التحدث مع أخصائي العلاج الطبيعي حول عمل برنامج من التمارين يساعد على تعزيز نمو عظام الطفل، بشرط أن يكون آمنًا ولا يتسبب في حدوث كسر.
- زيادة الكالسيوم في النظام الغذائي: وذلك من خلال تناول الأطعمة المحتوية على الكالسيوم، مثل منتجات الألبان، والخضروات الورقية، والمكسرات، والبقوليات، والأطعمة المدعمة بالكالسيوم، مثل حليب الصويا.
- الحصول على الاحتياج اللازم من فيتامين د: يمكن الحصول على فيتامين د من خلال التعرض الشمس ، لذلك من المهم أن تعريض بشرة الطفل لأشعة الشمس لمدة خمس إلى عشر دقائق كل يوم في الأشهر الأكثر حرارة، وحوالي 30 دقيقة في الأشهر الباردة، ويجدر بالذكر أنه يعتمد مقدار الوقت المطلوب بالضبط على لون بشرة طفلك والمكان الذي يعيش فيه.
- تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين د: لكن بعد استشارة الطبيب.
- حماية الطفل من الكسور: وذلك من خلال تجنب الرياضات التي تتطلب الاحتكاك الجسدي.
مضاعفات هشاشة العظام عند الأطفال
يمكن أن يؤدي عدم الاهتمام بالعلاج الصحيح لهشاشة العظام عند الأطفال إلى ضعف العظام، وزيادة خطر الإصابة بالكسور المتكررة، وضعف النمو، كذلك قد تحدث مضاعفات أخرى أكثر شدة، مثل:[1]
- الإعاقة الدائمة.
- انهيار القفص الصدري.
- انحناء العمود الفقري العلوي.