الهرمونات هي عبارة عن مواد كيميائية يتم إنتاجها في الجسم عن طريق الغدد، وتتحرك هذه الهرمونات عبر مجرى الدم، وتلعب دوراً في العديد من وظائف الجسم كتنظيم الحالة المزاجية، فهناك بعض الهرمونات التي تساعد في تعزيز المشاعر الإيجابية والشعور بالسعادة، وتسمى هرمونات السعادة.
تشمل هرمونات السعادة ما يلي:
- الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine): وهو هرمون وناقل عصبي يمثل جزءاً هاماً من نظام المكافأة في الدماغ، حيث يرتبط بالشعور بالإستمتاع، كما أنه يتعلق بجوانب أخرى مثل التعلم، والذاكرة، والنظام الحركي وغيرها من الوظائف.
- السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin): يساعد هرمون السيروتونين على تنظيم الحالة المزاجية وكذلك نظام النوم والشهية والهضم، بالإضافة إلى القدرة على التعلم والذاكرة.
- الأوكسيتوسين (بالإنجليزية: Oxytocin): غالباً ما يعرف هرمون الأوكسيتوسين بهرمون الحب، وهو هرمون ضروري للولادة والرضاعة الطبيعية والترابط القوي بين الوالدين والطفل، كما أن هذا الهرمون يساعد على تعزيز الثقة والتعاطف والترابط في العلاقات، وترتفع مستويات الأوكسيتوسين بشكل عام مع التقبيل والعناق وممارسة العلاقة الحميمة.
- الإندروفين (بالإنجليزية: Endorphins): يعتبر الإندروفين مسكن طبيعي للألم، ويقوم الجسم بإنتاجه كاستجابة للتوتر أو عدم الشعور بالراحة، كما ترتفع مستويات الأندروجين عند تناول الطعام أو ممارسة الرياضة أو ممارسة الجنس.
فيما يلي أبرز طرق زيادة هرمونات السعادة في الجسم:
قضاء وقت في الهواء الطلق من طرق زيادة هرمونات السعادة
يساعد قضاء وقت ترفيهي في الهواء الطلق وأسفل أشعة الشمس على زيادة مستويات الاندورفين والسيروتونين، حيث أن التعرض للشمس يمكن أن يرفع إنتاج هرمونات السعادة.
ينصح بقضاء ما لا يقل عن 10 إلى 15 دقيقة خارج المنزل يومياً، ويفضل اختيار أماكن جديدة ومميزة لتفادي الشعور بالملل مثل الحدائق والمتنزهات العامة التي تحتوي على مساحات خضراء.
وينبغي وضع واقي الشمس قبل مغادرة المنزل لتفادي المخاطر التي يمكن أن تسببها أشعة الشمس الضارة، ويفضل اختيار الأوقات التي تنخفض فيها الحرارة وأشعة الشمس القوية.
للمزيد: ما هو واقي الشمس المناسب لي؟
تخصيص وقت يومي لممارسة الرياضة من طرق زيادة هرمونات السعادة
تعود الرياضة على الجسم بالعديد من الفوائد الصحية، كما أنها هامة للصحة النفسية، وتساعد في تعزيز مستويات هرمونات السعادة الإندروفين، والدوبامين، والسيروتونين بالجسم، ولذلك ينصح بالانتظام في ممارسة الرياضة بشكل يومي إن أمكن، أو لمدة ثلاثة أيام أسبوعياً على الأقل، على أن تقضي 30 دقيقة في المرة الواحدة.
يمكن اختيار أي تمارين أو أنشطة رياضية مفضلة، وينصح باختيار الرياضات الجماعية لأنها تقدم فوائد أكثر من الرياضات الفردية، وللحصول على مزيد من الفوائد في تعزيز مستويات هرمونات السعادة، يفضل ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وأسفل أشعة الشمس.
للمزيد: الرياضة الصحية
الضحك أحد طرق زيادة هرمونات السعادة
يقدم الضحك فوائد عديدة للصحة والحالة النفسية، ويمكن أن يعالج المشاكل الصحية المختلفة، كما أنه يقلل الشعور بالقلق والتوتر، ويساعد على تحسين الحالة المزاجية لأنه يرفع مستويات الدوبامين والإندروفين .
هناك عدة طرق تساعد على الضحك مثل الجلوس مع الأصدقاء أو الأشخاص المعروفين بخفة الظل، وكذلك مشاهدة مقاطع مضحكة أو فيلم كوميدي، وبشكل عام فإن تبادل الحديث مع أفراد الأسرة يمكن أن يعزز الشعور بالسعادة والإستمتاع.
للمزيد: فوائد الضحك
الاستماع إلى الموسيقى من طرق زيادة هرمونات السعادة
يعتبر الاستماع إلى الموسيقى من الوسائل الهامة لزيادة مستويات أكثر من هرمون خاص بالسعادة، وخاصة الموسيقى التي تبعث على الاسترخاء والراحة النفسية، حيث تعزز إنتاج الدوبامين في الدماغ.
كما أن الإستماع إلى أي نوع من أنواع الموسيقى قد يساعد في تحسين الحالة المزاجية، وهذا التغيير الإيجابي في المزاج يمكن أن يزيد من إنتاج السيروتونين.
وقد يتم إطلاق الإندروفين عند القيام بالعزم أو الرقص أو الغناء، فهي طرق عديدة للحصول على السعادة والإستمتاع.
للمزيد: طرق الإسترخاء لتقليل الإجهاد النفسي
ممارسة التأمل إحدى طرق زيادة هرمونات السعادة
ينصح بممارسة التأمل والاسترخاء بانتظام لزيادة مستويات هرمونات السعادة، فهي من الأمور الصحية الهامة، وتساعد على تحسين نمط النوم وتقليل الشعور بالتوتر والأقل، حيث أن التأمل يزيد من إنتاج الدوبامين أثناء ممارسته، كما أنه يحفز إفراز الأندروفين.
يعتقد البعض أن ممارسة التأمل من الأمور الصعبة، وتحتاج إلى أماكن مخصصة لذلك، ولكن هذا اعتقاد خاطئ، فيمكن اتباع الخطوات التالية لممارسة التأمل:
- اختيار مكان هادئ ومريح للجلوس به (يمكن الوقوف في الشرفة أو الجلوس أمام الحديقة).
- الحصول على الراحة سواء أثناء الوقوف أو الجلوس أو الإستلقاء.
- التخلص من كافة الأفكار سواء الإيجابية أو السلبية.
- التركيز على أشياء تبعث الشعور بالسعادة والبقاء في هذه الوضعية لمدة 5 دقائق.
ومع الوقت، يمكن زيادة وقت جلسات التأمل وتكرارها بشكل يومي.
للمزيد: أطعمة وممارسات غذائية لتقليل هرمون التوتر في الجسم
التخطيط لأمسية رومانسية لزيادة هرمونات السعادة
يحتاج العقل للحصول على الراحة، ولذلك يجب تخصيص وقت للإستمتاع مع الحبيب، فهذا يساعد على رفع مستويات هرمون الحب " الأوكسيتوسين" بصورة كبيرة، وهو من هرمونات السعادة المهمة.
ينصح بالتخطيط لأمسية رومانسية سواء في المنزل أو خارجه، فيمكن تناول العشاء في مطعم يتمتع بأجواء هادئة أو تحضير وجبة عشاء رومانسية في المنزل وسط الشموع والإستماع إلى الموسيقى المفضلة، ويساعد هذا على إطلاق هرمون الدوبامين والاندروفين.
الحصول على قسط جيد من النوم لزيادة هرمونات السعادة
يؤثر نمط النوم على الحالة النفسية بشكل كبير، ففي حالة عدم الحصول على قسط جيد من النوم، سوف ترتفع مستويات الكورتيزول بالجسم، مما يزيد من الشعور بالتوتر والقلق، وتساهم قلة النوم في خلل توازن الهرمونات، وخاصة الدوبامين، مما يؤثر بالسلب على الحالة المزاجية وعلى الصحة العامة والإنتاج في العمل.
وعلى العكس، فإن الحصول على نسبة جيدة وكافية من النوم "من 7 إلى 9 ساعات يومياً للأشخاص البالغين" سوف يساعد على استعادة توازن الهرمونات بالجسم والشعور بالسعادة.
وفي حالة صعوبة الحصول على النوم الجيد، يمكن اتباع الخطوات التالية:
- الاعتياد على الذهاب إلى الفراش في موعد محدد يومياً، فهذا يخلق روتين يومي للنوم.
- تهيئة الأجواء الهادئة والمريحة للنوم بعيداً عن الضوء والضوضاء والأجهزة الذكية.
- تجنب تناول الكافيين في فترة المساء لأنه يزيد من التنبه ويصعب مهمة النوم ليلاً.
السيطرة على التوتر إحدى طرق زيادة هرمونات السعادة
يرتبط التوتر بانخفاض مستويات هرمونات السعادة بالجسم، ولذلك ينصح بمحاولة إدارة التوتر والسيطرة عليه، فمن الطبيعي أن نتعرض للتوتر من وقت لآخر، ولكن الإستسلام لهذا التوتر سوف يؤثر على الصحة النفسية والجسدية بالسلب، حيث يؤدي التوتر إلى انخفاض إنتاج الدوبامين والسيروتونين.
وللسيطرة على التوتر يمكن اتباع بعض النصائح، وتشمل:
- الحصول على استراحة قصيرة من مصدر التوتر.
- البحث عن الأشياء أو الأشخاص التي تزيد من الشعور بالراحة النفسية.
- ممارسة رياضة بسيطة لمدة 20 دقيقة مثل المشي أو الركض، ويمكن ممارسة بعض الأنشطة الرياضية المفضلة مثل ركوب الدراجة.
- ممارسة التأمل واليوغا التي تساعد على الشعور بالاسترخاء والتخلص من التوتر.
- الحصول على جلسة تدليك: يعد التدليك من الأمور الهامة التي يمكن أن تعزز هرمونات السعادة الأربعة، ويمكن الحصول على التدليك من خلال شخص متخصص أو عن طريق الشريك لزيادة مستويات الأوكسيتوسين أيضاً.
للمزيد: اليوغا: فوائدها وكيفية أدائها
الاستمتاع بالطعام المفضل لزيادة هرمونات السعادة
يمكن أن يساعد طهي الطعام المفضل وتناوله مع الأشخاص المفضلين على تعزيز هرمونات السعادة الأربعة، فحينها يزداد إفراز هرمون الدوبامين مع الإندورفين. كما أن تحضير الوجبة بمشاركة من تحب سوف يساعد على زيادة مستويات الأوكسيتوسين.
وهناك بعض الأطعمة التي تؤثر بالإيجاب على مستويات هرمون السعادة، وأبرزها:
- الأطعمة الحارة: قد تؤدي الأطعمة الحارة إلى إطلاق الإندورفين.
- الزبادي والبيض واللحوم منخفضة الدهون واللوز: يمكن أن تساعد هذه الأطعمة على تعزيز إفراز الدوبامين.
- الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من التربتوفان (بالإنجليزية: Tryptophan): والتي تم ربطها بزيادة مستويات السيروتونين، ويتوفر التربتوفان في الأسماك وجبن الريكوتا وفول الصويا.
- الأطعمة التي تحتوي على البروبيوتيك (بالإنجليزية: Probiotics): مثل الزبادي، الكيمتشي، ومخلل الملفوف، حيث يمكن أن تؤثر على إفراز هرمونات السعادة.
- الفاصوليا السوداء: تحتوي الفاصوليا السوداء على مستويات مرتفعة من المغنيسيوم الذي يساعد على تعزيز هرمون السيروتونين.
- سمكة الهلبوت: إن تناول قطعة من سمك الهلبوت على البخار يمكن أن تحفز مستويات هرمون السيروتونين بالجسم.
- البنجر: يحتوي البنجر على مادة البيتين (بالإنجليزية: Betaine)، وتساعد هذه المادة في دعم إنتاج السيروتونين بالدماغ ، مما يرفع من الحالة المزاجية.
- الأعشاب البحرية: تحتوي الأعشاب البحرية على اليود المضاد للاكتئاب، كما أن اليود ضروري لعمل الغدة الدرقية بشكل صحيح، مما يساعد على مستويات الهرمونات التي تنتجها.
أيضاً تساعد بعض المشروبات على تحفيز إنتاج هرمونات السعادة، وأبرزها:
- شاي البابونج: لا يساعد شاي البابونج على تحسين نمط النوم فحسب، بل يحسن الأداء الإدراكي أثناء فترة النهار.
- عصير التوت الأزرق: يعمل التوت الأزرق على تحسين الحالة المزاجية، ولذلك ينصح بتناوله في حالة الشعور بالتعب أو الإكتئاب أو الحالة المزاجية السيئة.
- مشروب الشوكولاتة: يحتوي الكاكاو على مركبات تتفاعل مع الجسم للحد من إفراز هرمونات التوتر، كما أن الشوكولاتة الداكنة غنية بناقل عصبي يسمى الأنانداميد (بالإنجليزية: Anandamide) والذي يساعد على تعزيز المزاج والشعور بالسعادة.