تقول "الجيرونطولوجيا" (علم الشيخوخة): يجب مكافحة الشيخوخة المبكرة منذ الصغر. والمشكلة الرئيسة التي يجب حلها على الفور، هي مشكلة التغذية، فالمهم أن نغادر المائدة وبنا شيء من الجوع، كما يجب إعارة الأعشاب والخضار والفواكه الاهتمام الأساسي؛ فكل الأطعمة الحيوانية المنشأ (اللحم، السمك، البيض، والحليب) تسبب التعفّن في الأمعاء، وتسمم الجسم برمّته، فكل هذه المأكولات تجعل الإنسان انفعالياً وعدوانياً، وتؤدي به إلى الشيخوخة المبكرة.
وعليه لا ينبغي أن نضيف إلى طعامنا الدهون والزيوت المهدرجة، لأنها تساعد على تصلّب الشرايين، وتعيق عمل الكبد. إذ من الأفضل إضافة الزيت النباتي إلى الطعام الجاهز. وعلى محبّي السكر الاستعاضة عنه بالفواكه الطازجة أو المجففة، والعسل. ومن أجل الكفّ عن تناول السكر عليكم بالتجربة التالية: حاولوا الاستغناء عن السكر، كلياً، أثناء تناول الشاي لمدة عشرة أيام، وسترون أنكم بعد ذلك لن تعودوا تستسيغون الشاي المحلّى.
ولا يجوز استخدام الأطعمة المركزة إلا في حالات نادرة. وهذه الأطعمة هي الحليب المكثّف والزبدة والجبن (باستثناء أنواع الجبن غير الدسمة وغير المالحة). وإن تناول الشاي والقهوة والشوكولا بكميات كبيرة يوتّر الجملة العصبية ويعيق عمل الكبد؛ فما الذي علينا تناوله بشكل أساسي؟
علينا تناول الخضار، والفواكه الطازجة، والفواكه المجففة، والثمار البرية، والأعشاب، والبقول، والحبوب المجروشة، والمكسّرات، والبذور، والعسل، ومناقيع الأعشاب، والزيوت النباتية. وكلّما قلّ طهي هذه المأكولات كان الأمر أفضل.
بتناولنا الأطعمة النباتية الطازجة نزيد من شحنة الطاقة الحياتية في الجسم، ففي الطعام النباتي والماء والهواء تكمن الطاقة الشمسية (البرانا) التي تؤهل الإنسان الذي يستخدمها لاكتشاف قدرات هائلة ومواهب كبيرة في نفسه.
يؤدي طهو الطعام إلى فقدانه لقيمته الغذائية، لذا يجب أن تكون عملية الطهو قصيرة الأمد مع نزرٍ يسير من الملح قبل تناول الطعام. ويجب تناول نوع واحد فقط من الطعام في الوجبة الواحدة. إذ لا يجوز الخلط بين الأطعمة، فإذا كنا نأكل برغلاً فعلينا أن نأكل برغلاً، وإذا كنا نأكل الفاصولياء ففاصولياء فقط. وإذا كان هذا صعباً فيمكن الخلط بين مأكولات من فصيلة واحدة. ولا بدّ من التزام الصمت أثناء تناول الطعام.
وكثير من الناس يتخوف من أنّ كمية البروتينات في الأطعمة النباتية أقل منها في الأطعمة الحيوانية، إلا أنّ الأمر ليس كذلك؛ فالمكسرات والبذور والبقول تحتوي على كميات كبيرة من البروتينات. وكل العناصر المكونة المهمة للأطعمة (الكربونات والدهون والأملاح الطبيعية والعناصر الدقيقة والفيتامينات) تتوفر في المأكولات النباتية أكثر بكثير من توفرها في المأكولات الحيوانية.
أهمية النوم
يرى علماء "الييرونطولوجيا" (علم الشيخوخة) أن النوم هو دواؤنا الأول ضد كافة أشكال التوعّك والاعتلال، فإذا مرض الإنسان فلا ضرورة لمحاولة إتخامه بالطعام وحشوه بالأدوية، وإنما يجب تأمين الظروف المناسبة له حتى ينام نوماً عميقاً ومديداً. إذ إنّ الجملة العصبية، التي هي المنسّق لوظائف أعضاء جسمنا كلها، ترتاح أثناء النوم، فتجري عملية تنظيف وتراكم المواد المغذية في الخلايا.
إنّ مسألة كيفية تأخير الشيخوخة وإطالة أمد الجمال الطبيعي تهمّ الجميع، لذا نجد الناس يبحثون عن أغلى المراهم وأكثرها فعالية، ويهتمون بأسماء مشاهير أطباء التجميل الذين "قد" يمتلكون بلسم الشباب والجمال، في حين أنّ الجمال يكمن عندنا، في مطابخنا وغرف نومنا، وعلينا أن نكون نحن أطباء تجميل أنفسنا. علينا أن نلزم أنفسنا بالنوم في وقت لا يتجاوز العاشرة ليلاً، وأن نعوّد أنفسنا على الأكل القليل، بحيث يكون طعامنا مكوناً من الخضار والفواكهة بصورة رئيسة. علينا أن نستفيد مما هو "في متناول أيدينا".
الابتعاد عن المنغصات
ومن الأهمية بمكان أن نعير اهتماماً كبيراً لطباعنا. علينا تجنّب المشاحنات والمجادلات والتوتر والزعل، فكل هذه الأمور تحتاج منا إنفاق طاقة عصبية كبيرة. أن تكونوا طيبين، وذوي نوايا حسنة؛ أن تحبوا الجميع دون أي سبب، ودون توخي أية منفعة؛ فهذا يساعدكم على حماية خلاياكم العصبية، ويطيل أعماركم الصحية والسعيدة.
ما الذي يثير قلقنا عموماً؟
يقلقنا ما هو فانٍ! لكن الروح خالدة. لذا، غنّوا وارقصوا، وقولوا لبعضكم بعضاً كلاماً جميلاً طيباً. تمتعوا بالطبيعة، وصادقوا الحيوانات، إذ إنّ بمقدور الحيوان تعليمنا الكثير مما نجهل. راقبوا قطة وهي في حالة نعاس، ستجدون أنّ رأسها وذيلها متدليان كخرقة - إنها مسترخية تماماً. لذا، فعلى من يريد تعلّم فنّ الاسترخاء أن يقلّد القطط، فهي لا تعرف الأرق أو الإنهاك العصبي أو القرحة المعدية أو الخمول. إذا تعلمتم الاسترخاء كقطة فسيكون بمقدوركم حماية أنفسكم من أمراضٍ كثيرة في الحياة، وستبدون في شباب دائم.
يقول المثل الصيني: "احفظ في قلبك شجرة خضراء وسيأتي يوم يبني فيه عصفور مغرد عشه عليها". والشجرة الخضراء هي رمز الصحة التي يجب أن نهتم بها، أما العصفور فهو رمز الشباب والجمال النقيين. فإذا ما اعتنينا بشجرتنا الخضراء فسرعان ما سيأتي العصفور إليها. إذن سنكون دائمي الشباب والجمال.
تعالوا نكون أصحّاء
هناك منظومة واحدة لعلاج عدد من الأمراض، والوقاية منها، بوساطة الأعشاب والتغذية الصحيحة والتأمل الصحيح ونمط الحياة السليم. جميع هذه الوصفات وصلت من الشعب، لذا فهي تسمى وصفات الطب الشعبي، ومن الأهمية بمكان الوقاية من الأمراض وتقوية الجسم، وهذا الأمر مهم وضروري، وذو قيمة كبيرة جداً. وهنا تكمن المعالجة الشعبية لكل الأمراض.
علينا الاهتمام بمسألة تقوية الجهاز المناعي في الجسم، فالجسم يضعف بسبب الخلل في الجهاز المناعي، ثم يغدو عاجزاً عن مجابهة المرض. والطرق المفيدة، والتي أثبتت جدارتها طوال قرون، ولدى كافة الشعوب، من أجل تجنّب الأمراض ومعالجتها، هي التنفس الصحيح والحمية والتمارين الرياضية والتدليك، والعلاج بالفيتامينات الطبيعية والأعشاب والمعالجة بالمياه، بالإضافة إلى تنظيم الحياة اليومية، والصوم والصلاة. فهذه كلها لا تؤذي الجسم بل تقويه بشكل عام حتى يستطيع مواجهة أمراضه من تلقاء ذاته. وجميع هذه الطرق تقوي الجهاز المناعي.
إن التركيز على حسن أداء الكليتين والمثانة والأمعاء يؤدي إلى تحسين عمل الرئتين والقلب. وإذا كان قلب المريض ضعيفاً فعادةً ما تتركز المعالجة على وصف الأدوية دون النظر إلى مسألة تقوية وتنظيف الجسم والأعضاء عموماً. الأدوية تضعف الجسم وتسممه لذا يجب، قبل أي شيء آخر، تنظيف الكليتين والأمعاء، كي تقوم بدورها بتحسين عمل القلب والرئتين.
ومن الأهمية بمكان أن نقوم بتنظيف أجسامنا عن طريق الحمية والتمارين الرياضية والتدليك. وعلينا تجنّب الملل والضجر، وأن نكون أكثر طيبةً وتسامحاً وحكمةً. فهدوء الذهن يحسّن دورة الطاقة الحياتية والدورة الدموية، ويقوي الصحة والمناعة.
اقرأ أيضاً: العلاج الشعبي ومدى تطبيقه
بعض وصفات الطب الشعبي
من أجل تنظيف الجسم يُحضّر كأس من بذور الكتان يُغمر بثلاثة ليترات من الماء المغلي، وتُسلق في قدر مائي لمدة ساعتين، ثم تُبرّد وتُشرب بكميات كبيرة، بمعدل ليتر واحد يومياً لمدة أسبوعين. ولتنظيف الكليتين يجب تناول كميات كبيرة من مغلي العنّاب. ومن أجل تنظيف الأوعية الدموية،وعند الخوف والقلق، وفي سن اليأس، يجب تناول مغلي النعناع والملّيسة. أما إذا كنتم ترغبون في أن تزول كافة المشاكل الصحية فكلوا يومياً، لمدة ثلاثة أسابيع، عشرة عروق من الهندباء البرية بلا أزهارها. واشربوا مغلي الزعتر فهو يخفف شحوم الجسم، ويمنح الأوعية والأعضاء الليونة.
وأنصح السير بقدمين حافيتين، وبشكل دوري منتظم، فهو يشفي من الدوالي. كما أن من المفيد الخروج إلى الطبيعة والاقتراب من الأشجار، وبخاصة أشجار الكرز أو الصنوبر أو البلوط. وعانقوا الشجرة، وأصغوا إلى حفيف أوراقها واندمجوا معها فهي ترفع من طاقتكم.
ابقَ معي أيها الجمال حتى تخمد النار في قلبي!
ما من نساء دميمات، هناك نساء لا يعرفن كيف يجعلن أنفسهن جميلات. فجمال المرأة يتوقف على صحتها، إذ إن الصحة تمنحنا الإمكانية والرغبة في أن نجعل أنفسنا جميلات وشابات. الصبا والجمال يجلبان لنا السعادة. أن تكوني سعيدة يعني أن تحبي الناس وبلدك وأهلك، أن تحبي الطقس والطبيعة وكل ما يحيط بك في هذه الحياة من أصغر شيء حتى أكبر شيء.
انظري كم هو رائع هذا العالم! تمعني به، إنه أول دروسنا. منه نتعلم كيف نرى الجمال في كل شيء. كل شيء في الحياة منقسم إلى زائد وناقص. نصف الأشياء تقريباً جيد ونصفها سيئ. وعلينا أن نصحح السيئ إذا ما كان هذا الأمر ممكناً، وإلا فعلينا أن نتعلم كيفية عدم التوقف عنده، وتركيز الاهتمام على الجيد فقط، لذلك يمكننا دائماً، وفي كل مكان، إيجاد الفرح.
علينا أن ندرك أن لا وجود للمرض بشكل مستقل، وإنما هناك خلل في انسجام العلاقة بين الإنسان وذاته، وبينه وبين العالم المحيط. فإذا ما مرض القلب ليس علينا أن نعالج القلب، بل علينا أن نعالج ذاتنا، وأن نعالج علاقتنا بالعالم والناس والمواقف الحياتية. العلاج يحتاج إلى الكثير من المال، وهذا المال غير ضروري لتغيير ذواتنا، وتغيير علاقتنا بالناس والعالم. نحن نحتاج إلى الحب، والطريق إلى الحب يمرّ عبر الصحة والجمال والصبا والسعادة. الطريق إلى الحب يجعل عمل كل أجهزة الجسم الداخلية طبيعياً، ويساعد على استعادة العافية المفقودة، وعلى استعادة طعم الحياة؛ فعندما يحاول الإنسان تغيير "أناه" يتحول تدريجياً إلى إنسان متوازن. ومثل هذا الإنسان لا يحتاج إلى الكثير، بل يحتاج إلى ماء وطعام نباتي وحسب. وعندما لا يعود بحاجة إلى المشروبات الكحولية، ولا إلى التبغ، ولا إلى الأطعمة القوية المذاق؛ فإنه سيشعر بلذة البطاطا المسلوقة، وسيكفّ عن تعذيب نفسه عبر اشتهاء شيء "لذيذ". نحن - البشر الأذكياء- نخدع أنفسنا، ونخدع غيرنا، نأخذ قطعة لحم ونبللها بالماء أو النبيذ، ندقّها ونحشوها، ونسكب عليها المطيبات، ثم نقبل على المائدة متصنعين هيئة الإنسان المتحضر. نحن لا نعي أنّ وراء هذا كله يكمن صراخ وعويل الحيوان قبيل الموت. إن نكهة التوابل تطرد نكهة العشب النضر في الحقل. وبعد ذلك نذهب إلى الطبيب مشفقين جداً على أنفسنا.
إن عملية التجميل عن طريق رياضة الوجه وتدليكه، وبوساطة الأقنعة وعمليات التنقية لا تكفي أبداً كي تصبح المرأة جميلة بحقّ، لذلك هناك نظام يجعل المرأة تبدو أصغر من سنها الحقيقي بعشر سنوات، ويجعلها تشعر بنفسها معافاة وسعيدة؛ إنها التمارين البدنية "اليوغية"، وتمارين التدرّب التلقائي "أوتوترينينغ"، والصيام الأسبوعي، والصيام عندما يكون القمر بدراً، والعلاج بالموسيقى، والتغذّي بالعصائر، والتأمل، والتحليل النفسي.
علينا أن نسير باستمرار، مجددين أنفسنا، على طريق الجمال والصحة والشباب والسعادة. علينا أن نهتم بأنفسنا، وأن نشعل شعاع الحب الإلهي في قلوبنا، محتفظين في داخلنا بنور دائم. علينا أن نبني معبداً للصحة والجمال والشباب والسعادة خاصاً بنا - معبداً للحب الإلهي.
للمزيد: العلاج بالموسيقى في الطب العربي
مصادر الشباب
قد يتحول الإنسان خلال سني حياته إلى جسد متهالك، أو قد يبدو دائماً أصغر من عمره الحقيقي بعشر سنوات؛ وهذا الأمر يتعلق به ذاته. بالدرجة الأولى علينا أن ننام نوماً عميقاً هادئاً، وأن نستيقظ ونحن نشعر بأننا نشيطون ومرتاحون، فهذا أمر في غاية الأهمية في حياتنا، إذ إن الاستغراق في النوم، والاستيقاظ من النوم، يشبهان حلقة واحدة من "السلسلة الذهبية" التي تسمى "حياة"؛ وعلينا أن نعير الاهتمام لهذا بالدرجة الأولى. فالاستغراق في النوم هو موت صغير، وعلى كل إنسان الاستغراق فيه وهو نقيّ الضمير، طالباً الصفح، وصافحاً عن الجميع. والاستيقاظ الصباحي هو ولادتنا الصغيرة، ولذلك يجب أن "نولد" بفرح وسرور وهمّة. عندما نمارس هذا في حياتنا باستمرار سنكون دائماً أحد مصادر الشباب.
يوجد في جسم الإنسان 19 مركزاً للطاقة: 7 أساسية، و12 ثانوية؛ وكل واحد منها يدعى "تشاكرا". تعمل "التشاكرات" جميعها متعاونة فيما بينها ومتناغمة في الجسم السليم، مؤمنة قدرة الإنسان على الحياة. عندما تتعطل قوة أحد هذه المراكز تضعف المنظومة الحياتية لدى الإنسان. نحن هنا نتحدث عن تلك الحالة التي يضعف فيها الإنسان، أي يمرض أو يشيخ. ومن هنا تأتي أهمية التدليك، إذ إن جميع "التشاكرات" تتحفز أثناء التدليك، وبهذا نحول دون المرض، وبالتالي دون الشيخوخة. ليس هناك أي تدليك للتنحيف أو للتخلص من الشحوم، وإنما هناك تدليك لتخليص الجسم من المرض، ولاستعادة العافية والشباب. ومن الأهمية بمكان تدليك الرأس والأذنين والوجه والرقبة والصدر، أي التدليك التجميلي. وهناك أربعة مراكز أساسية للطاقة في الصدر والوجه والرقبة والرأس، والكثير من النقاط البيولوجية المهمة. لذلك يكون التدليك التجميلي للوجه ضرورياً، ليس فقط من أجل جمال الوجه بل للصحة عموماً.
تدليك الجسم يخلق التناغم في جسم الإنسان. وإن أكثر أنواع التدليك فائدةً هو التدليك النقطي، والتدليك دون لمس. يجب أن يجري التدليك دائماً مع الموسيقى المهدئة البطيئة، في مكان معطّر، ومع تأثير بالإنارة أو بالشموع، ودون صخب غريب أو أحاديث. ولا يؤدي أي تدليك عنيف إلى التنحيف، ولا يزيل الشحوم. إنّ مهمة التدليك هي إعادة أو تعزيز الجمال والعافية والشباب لدى الإنسان.
علينا أن نلقي عن كاهلنا عبء الشيخوخة والمرض والاستياء باستمرار، و"اليوغا" هي التي تقدّم لنا أكبر مساعدة في هذا الميدان؛ إنها تعلّم الناس فنّ البقاء شباباً. فأولئك الذين يمارسون "اليوغا" كل يوم يلاحظون كيف تزداد قوّتهم يوماً بعد يوم. وفي يوم من الأيام سيلاحظون أنّ مصدر الشباب موجود حقاً - مصدر لا ينضب للشباب! إنّ طاقة "التشاكرا" لدى الإنسان العجوز والمريض تكون ضعيفة جداً، ومن أجل استعادة القوة يحتاج إلى تمارين "يوغا" خاصة. هذه التمارين بسيطة جداً، وهي بمجملها خمسة تمارين، ولكن يجب تنفيذها بشكل منتظم وصحيح. حياتنا إبداعٌ دائم تنفّذه أيدينا، ونظام "اليوغا" يعلّم ذلك؛ فبفضل "اليوغا" يمكن إعادة عمل أجهزة الجسم المريضة والهرمة إلى طبيعتها، ما يجعل المرء يشعر بنفسه مفعماً بالقوة والحيوية ثانيةً. إذ إنّ جسم الإنسان هو بنية متكاملة، مؤهلة لإعادة بناء ذاتها. ولكن، للأسف، لم يعد الإنسان يعتمد على ذاته، وعلى إرادته، بل راح يعتمد أكثر على منجزات التقنية والتقدم. الكثير من المرضى يعتمدون على المنجزات الطبية إلا أنهم ينسون إرادتهم، وينسون قوّتهم الداخلية الحقيقية.
وممارسة "اليوغا" ليست مجرّد تمارين رياضية، أو وسيلة للشفاء الذاتي، بل هي تدريب على التحكم بالإرادة؛ فاليوغا تساعد على إعادة بناء الصحة وقوة الحياة. وممارسة اليوغا تغيّر مظهر الإنسان الخارجي، وتمكّنه من الظهور أصغر من عمره الحقيقي، ومن الإحساس بنفسه صحيحاً وسعيداً. "اليوغا" مفيدة للمرضى، ولكن من الأفضل البدء بممارستها قبل الإصابة بالمرض للحيلولة دونه؛ فالوقاية من المرض خير من معالجته. وإلى جانب تمارين "اليوغا" يجب التفكّر والتأمّل في الطبيعة فائدة كبيرة للصحة الروحية والعقلية والبدنية.
النتيجة هي أنّ النوم وممارسة "اليوغا" والتدليك والتأمل.. هذه كلها هي مصادرنا التي لا تنضب للشباب، والتي هي في متناولنا دائماً.
للمزيد: اليوغا: فوائدها وكيفية أدائها
معجزة التدليك
التدليك علاج قيّم جداً، لا للجسم فقط بل للعقل والروح أيضاً. إنه أحد أساليب العلاج المريحة والمضمونة. فالعلاج بالتدليك يخلّصكم من الأمراض والشيخوخة تدريجياً، كما أنه يزيد الكالسيوم في الجسم، ويقلل من نسبة الخوليترين، ويخلّص من الاكتئاب. هذه هي الأسباب الثلاثة الأهم التي تؤدي بالمرأة إلى فقدان شبابها. لذا، أليس من الأفضل أن نهتم بالتدليك أكثر من اهتمامنا بالأدوية؟
تتوقّف جودة العلاج بالتدليك، بصورة أساسية، على شخصية الاختصاصي؛ فالمختصّ بالعلاج يجب أن يهتم بصحته الجسدية، وبحالته النفسية، وعليه أن يصوّر قدراته العقلية باستمرار لكي ينقل لمريضه الصحة والهدوء النفسي والحكمة وقوة الإدراك أثناء عملية التدليك.
يجب أن يكون المختصّ بالتدليك الجمالي والطبي ذا قلب طيب، وأن يكون محباً للجميع، وقانعاً بالحياة؛ حتى ينتقل، عبر يديه، حب الخير للعالم. ولا يجوز له، أثناء عملية التدليك، أن يشغل نفسه أو يشغل المريض.
إشارة: أعدت هذه المادة بتصرف عن دراسة طويلة أعدتها خبيرة العلاج الطبيعي والتجميلي تاتيانا حريري، تحت عنوان: "الطريق إلى الجمال والسعادة والعافية".
للمزيد: التدليك والمساج الطبيعي