إلى جانب العلاج بالأدوية، يُمكن أن تساعد بعض الطرق الطبيعية في علاج التهاب الثدي في المنزل أو التخفيف من الألم والتورّم المرافقين لهذا الالتهاب. لكن يجب التنويه إلى أنّ هذه الطرق لا تعدّ بديًلا عن العلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب ومن المهم استشارة الطبيب قبل تجربة أي منها. [1]
وفي المقال التالي سنقوم بتوضيح بعض الطرق الطبيعية لعلاج التهاب الثدي.
علاج التهاب الثدي بطرق طبيعية
تشمل العلاجات الطبيعية التي يُمكن أن تساعد في علاج التهاب الثدي في المنزل ما يلي:
الكمادات
إنّ أولى العلاجات المنزلية لالتهاب الثدي هي استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة، حيث أنّها تساعد في التقليل من الألم والتورّم في منطقة الثدي. [1][2]
وفيما يلي نذكر الطريقة الصحيحة لاستخدام كلًا منهما:
- الكمادات الدافئة
يتم عادةً وضع الكمادات الدافئة على الثدي قبل الرضاعة أو شفط الحليب، حيث أنّ ذلك يساعد على تعزيز تدفّق الحليب، ويتم ذلك من خلال الخطوات التالية: [2][3]
- الكمادات الباردة
بعكس الكمادات الدافئة، دائمًا ما يُنصح بوضع الكمادات الباردة على الثدي الملتهب للتقليل من الألم والتورّم بعد إرضاع الطفل أو شفط الحليب. ومن المهم تجنّب وضعها قبل الرضاعة أو شفط الحليب، حيث أنّ الكمادات الباردة تعمل على إبطاء تدّفق الحليب. [1][2]
وتشمل طريقة استخدام الكمادات الباردة لالتهاب الثدي ما يلي: [1][4]
تدليك الثدي
من الطرق الطبيعية التي تساعد على علاج التهاب الثدي في المنزل أيضًا القيام بتدليك الثدي فذلك يُساعد على تخفيف التورّم وتحسين تدفّق الحليب. ومن طرق تدليك الثدي التي يُمكن أن تكون مفيدة لهذه الحالة ما يلي: [1][2][3]
- تدليك مناطق الثدي التي تحتوي على كتل بحركات دائرية لطيفة باتجاه الحلمات، حيث أنّ ذلك يُساعد على تصريف الحليب.
- الضغط على الثدي بلطف باستخدام اليد مع تحريك اليد من منطقة الثدي نحو العقد اللمفاوية المتواجدة في منطقة الإبط أو الكتفين، حيث يساهم ذلك بدفع السائل المتراكم داخل الثدي الملتهب إلى نظام التصريف اللمفاوي.
- وضع إصبعين حول قاعدة الحلمة ومن ثم سحب الأصابع بعيدًا عن الحلمات مع الضغط على الثدي أثناء ذلك، حيث يُساعد القيام بذلك على نقل السوائل بعيدًا عن الهالة وتقليل الضغط في منطقة الثدي.
يُمكن القيام للمرأة بتدليك الثدي في أي وقت، بما في ذلك: [2][3][4]
- قبل الرضاعة أو شفط حليب الثدي.
- أثناء الرضاعة، فمن المُمكن القيام بذلك في كل مرة يتوقف فيها الطفل عن شُرب الحليب.
- أثناء الاستحمام.
أوراق الملفوف
تُعتبر أوراق الملفوف من الطرق المشهورة لعلاج التهاب الثدي في المنزل، فهي تُساعد في تخفيف الالتهاب، والتورّم، والألم في منطقة الثدي. وما يُميّز هذه الطريقة من طرق علاج التهاب الثدي الطبيعية كونها سهلة الاستخدام، وآمنة، وغير مُكلفة. [5][6]
وفيما يلي نذكر طريقة استخدام أوراق الملفوف لعلاج التهاب الثدي: [1][5][6]
لكن، من المهم الانتباه إلى تدّفق الحليب أثناء فترة استخدام أوراق الملفوف للثدي الملتهب، حيث يُمكن أن يؤدي استخدامها إلى التقليل من تدفّق حليب الثدي. ولهذا يجب أن يتم استخدامها بالطريقة التي ذكرها سابقًا والتوقّف عن استخدامها بمجرد أن يقّل الاحتقان والتورّم في الثدي. [5][6]
الثوم
من الأمثلة الشهيرة على علاج التهاب الثدي بالأعشاب هو استخدام الثوم، حيث أنّه يعمل كمضاد حيوي واسع النطاق كما يُساعد في تحفيز جهاز المناعة. والجدير بالذكر أنّه للاستفادة من الثوم كعلاج منزلي لالتهاب الثدي، لا بدّ من استخدام الثوم الطازج، وغالبًا ما تكون حبوب بودرة الثوم غير مفيدة لعلاج هذه المشكلة. [5]
وتتضمّن طريقة استخدام الثوم لعلاج التهاب الثدي القيام بتقطيع 2 من فصوص الثوم إلى قطع صغير ومن ثم ابتلعها كما هي، كما يُمكن غسل الثوم باستخدام عصير البرتقال أو الحليب للتخفيف من طعمه القوي وغير المُستساغ. [5]
لكن يجب التنويه إلى أنّ تناول الثوم النيء أثناء الرضاعة الطبيعية يُمكن أن يُؤثر على الجهاز الهضمي لدى بعض الأطفال ويجعلهم يعانون من الغازات. [5]
اشعر بالدوخة الشديدة و خفقان القلب قبل الدورة بيوم واحد ما سبب ذلك
الاستمرار في الرضاعة
من النصائح المنزلية التي يُنصح بها عادةً عند علاج التهاب الثدي للمرضع هي الحرص على إرضاع الطفل بشكل متكرر، وذلك بمعدل كل ساعتين أو أقل. فبعكس ما يظنّه الكثير من الناس، من الآمن جدًا إرضاع الطفل من الثدي المصاب بالالتهاب، كما أنّ الرضاعة الطبيعية بشكل متكرر والحفاظ على تدّفق الحليب هي من أفضل الطرق لتخفيف احتقان الثدي وعلاج التهابه. [1][5]
من المهم الالتزام بإرضاع الطفل من كلا الثديين، ولكن غالبًا ما يُنصح بالبدء أولًا بالثدي المصاب بالالتهاب، لكن في حال كان هناك ألم شديد أثناء الرضاعة، عندها يُنصح المرأة بإرضاع طفلها من الجانب غير المصاب. [4][5]
ومن المهم التأكّد من تفريغ الثدي المصاب بشكل كامل بعد إرضاع الطفل من الثدي المصاب، كما بإمكان المرأة شفط الحليب من الثدي المصاب في حال لم يتم إرضاع الطفل منه أو في حال تبقى فيه كمية من الحليب بعد الرضاعة. [1][3][4]
أيضًا، يُمكن أن يُساعد تغيير وضعية الرضاعة في علاج التهاب الثدي، حيث أنّ ذلك سيؤدي إلى تغيير زاوية الشفط عندما يرضع الطفل الأمر الذي يساعد في فتح قنوات الحليب المسدودة والتقليل من الألم، ويُمكن أن تشمل وضعيات الرضاعة التي تساعد في ذلك ما يلي: [4][5]
- وضعية الاستلقاء على الجانب: حيث تستلقي الأم على جانبها ويكون الطفل على جانبه أيضًا مقابل الثديين، ومن ثم يتم دعم الطفل بيد واحدة وتقديم الثدي للطفل باستخدام اليد الأخرى. وبعد أن يلتقم الطفل الحلمة، يمكن للأم دعم رأسها بذراعها الحرة واستخدام الذراع الأخرى لتقريب الطفل من جسمها.
- وضعية حمل كرة القدم: حيث يتم حمل الطفل إلى الجانب مع ثني المرفق. فإن كانت الأم ترغب بإرضاع طفلها من الثدي الأيسر، فعليها حمل الطفل على الذراع اليسرى، ومن ثم تقوم بتقديم الثدي الأيسر بيدها اليمنى بينما تقوم بتوجيه رأس طفلها بيدها اليسرى.
طرق أخرى
يُمكن أن تشمل طرق علاج التهاب الثدي في المنزل أيضًا ما يلي:
- الزيوت الطبيعية
يُمكن أن تُساعد بعض الزيوت العطرية في علاج التهاب الثدي، ومن أشهر هذه الزيوت هو زيت شجرة الشاي الذي يحتوي على مركبات فعالة لها خصائص مضادة للبكتيريا، والفطريات، ومضادة للالتهابات. [5]
وتتضمّن طريقة علاج التهاب الثدي بزيت شجرة الشاي ببساطة تطبيقه موضعيًا على الثدي المصاب وذلك بعد تخفيفه بزيت ناقل، مثل: زيت الزيتون أو زيت اللوز. ومن المهم التأكّد من شطف الثدي قبل إرضاع الطفل بشكل جيد، خصوصًا المناطق التي تتلامس بشكل مباشر مع فم الطفل أثناء الرضاعة، حيث أنّ زيت شجرة الشاي يُمكن أن يكون سامًا عند ابتلاعه. [5]
- فيتامين C
يُساعد فيتامين C على التئام الجروح فضلًا عن امتلاكه لخصائص مضادة للأكسدة، كما يُمكن أن يكون مفيدًا لعلاج التهاب الثدي، لكن لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعالية فيتامين C لذلك. [5]
بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين C، يُمكن للمرأة أيضًا تناول المزيد من الأطعمة الغنية بهذا الفيتامين، بما في ذلك: [5]
- البرتقال.
- الفلفل الأحمر.
- الكيوي.
- البروكلي.
- البطاطا.
- القرنبيط.
- الطماطم.
- شرب كميات وفيرة من الماء والسوائل الأخرى
من النصائح المهمة لعلاج التهاب الثدي في البيت أيضًا الحرص على شُرب الأم للكثير من الماء، حيث أنّ ذلك يُساعد في الحفاظ على مخزون الحليب لديها، وبالتالي يستطيع الطفل الحصول على المزيد من الجلسات للرضاعة والتخفيف من الاحتقان والانزعاج في منطقة الثدي. [1][5]
بشكل عام، يوصى بشُرب 16 كوبًا من السوائل يوميًا للنساء المرضعات، ويشمل ذلك شُرب الماء، بالإضافة إلى: [5]
- الحليب.
- العصائر.
- شاي الأعشاب.
- القهوة.
نصائح أخرى لعلاج التهاب الثدي في المنزل
بالإضافة إلى ما تم ذكره من طرق طبيعية لعلاج التهاب الثدي، يُمكن أن تساعد بعض النصائح في التخفيف من التهاب الثدي والأعراض المرافقة له، وفيما يلي نذكرها: [1][4][3][5]
- ارتداء حمالة الصدر مناسبة، والتي تعمل على دعم الثديين وفي ذات الوقت تكون غير ضيقة جدًا، حيث يُمكن أن تتسبّب حمالة الصدر الضيقة جدًا في انسداد قنوات الحليب وتفاقم التهاب الثدي. كما يُنصح بتجنب حمالات الصدر ذات الأسلاك الداخلية لأنّها تضغط على الثدي وتسبّب التهابه.
- أخذ قسط من الراحة، فالنوم يُساعد بشكل كبير على التعافي، مع أهمية تجنّب النوم على البطن لحين أن يتم الشفاء من الالتهاب.
- تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج إلى وصفة طبية، أشهرها دواء الأسيتامينوفين (بالإنجليزية: Acetaminophen) و الإيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen).
- الالتزام بتناول الأدوية الموصوفة، فمن المهم جدًا متابعة تناول المضاد الحيوي الموصوف لعلاج الالتهاب حتى وإن شعرت المريضة بتحسّن خلال 1 - 2 يوم من بدء تناول المضاد الحيوي.
اقرأ أيضًا: طرق علاج التهاب الثدي
نصيحة الطبي
تساعد العديد من العلاجات الطبيعية في علاج التهاب الثدي في المنزل، أهمها الكمادات الباردة أو الدافئة، وتدليك الثدي، والاستمرار في الرضاعة الطبيعية. كما من المهم التأكيد على أهمية الاستمرار بتناول العلاجات الموصوفة من قِبل الطبيب، فالعلاجات الطبيعية وحدها لا تعدّ كافية للتخلص من المشكلة.
وبإمكانكِ الآن الاستفادة من خدمة الاستشارات الطبية عن بعد التي يوفرها موقع الطبي على مدار 24 ساعة وطيلة أيام الأسبوع للحصول على المزيد من المعلومات حول علاج التهاب الثدي بطرق طبيعية.