يعتبر مرض البهاق (بالإنجليزية: Vitiligo) أحد أمراض المناعة الذاتية المكتسبة، والذي يصيب الجلد، ويؤدي إلى اضطراب أو تدمير الخلايا الصبغية، وغياب صبغة الميلانين في بقع مختلفة من الجسم.
يتم استخدام مجموعة متنوعة من العلاجات لإعادة صبغ الجلد، مثل الستيرويدات الموضعية، ولكنها تحتاج وقت علاج طويل، ونادراً ما تحقق نسبة شفاء أكثر من 50-75%. لكن في السنوات الأخيرة انتشر علاج البهاق بالليزر، وهو أحد أنواع العلاج الضوئي للبهاق، والذي أظهر نتائج واعدة في إعادة التصبغ.
نتعرف في هذا المقال على مميزات علاج البهاق بالليزر، ونوع الليزر المستخدم في العلاج، وما هي مدة علاج البهاق بالليزر والتكلفة، بالإضافة إلى أهم المعلومات حول العلاج الضوئي للبهاق بشكل عام.
علاج البهاق بالليزر
يتم استخدام ليزر إكسيمر (بالإنجليزية: Excimer Laser) بطول موجي 308 نانومتر في علاج البهاق، حيث يتم تسليطه على مناطق الجلد المتضررة. ويعتمد نجاح علاج البهاق بالليزر الإكسيمر على عدة عوامل، منها:
- نوع البهاق.
- أماكن بقع البهاق في الجسم.
- الفترات الفاصلة بين جلسات الليزر.
يفضل استخدام العلاج المركب مع ليزر الإكسيمر، وذلك عن طريق استخدامه مع الستيرويدات أو مثبطات الكالسينيورين الموضعية (بالإنجليزية: Calcineurin Inhibitors). وفيما يلي بعض المعلومات والحقائق عن علاج البهاق بالليزر:
- يعد العلاج بالليزر للبهاق إجراء غير مؤلم، وآمن بشكل عام للأشخاص من جميع الأعمار، ولجميع ألوان البشرة المختلفة، ويقدر متوسط معدل التحسن حوالي 70%.
- أظهر علاج البهاق بالليزر نتائج فعالة في حالات البهاق الموضعي، وخاصة في منطقة الوجه، والرقبة.
- يوصى باستخدام بعض الأدوية الموضعية الوقائية بعد الانتهاء من جلسات الليزر، وتبعاً لإرشادات الطبيب؛ للحفاظ على نتائج العلاج بالليزر للبهاق.
- يساعد علاج البهاق بالليزر في تقليل مخاطر الإصابة بسرطان الجلد، إذ أن مرضى البهاق أكثر عرضة للإصابة به من غيرهم.
- تشمل الأعراض الجانبية لعلاج البهاق بالليزر: احمرار الجلد، وفرط تصبغ الجلد، والحروق، والتهاب بصيلات الشعر.
- يمكن لأطباء الأمراض الجلدية أن يحددوا خلال الأسابيع الأربعة الأولى من علاج البهاق بالليزر، ما إذا كان العلاج فعالاً بالنسبة لحالة المصاب أم لا.
اقرأ أيضاً: أمراض جلدية غير معدية وطرق علاجها
الية عمل علاج البهاق بالليزر
إن ليزر إكسيمر 308 نانومتر هو شعاع عالي التركيز من ضوء الأشعة فوق البنفسجية، والذي يتم تسليطه على مناطق الجلد الفاتحة المصابة بالبهاق، ليتم تحفيز التصبغ في الجلد، وإعادة اللون إلى البقع البيضاء الناتجة عن غياب صبغة الميلانين الطبيعية في هذه البقعة.
يمكن أن يحتاج بعض مرضى نقص التصبغ الدائم المتقدم إلى إجراء أحد طرق تسطيح الجلد، مثل الليزر الكربوني (بالإنجليزية: Carbon Dioxide Laser or CO2 laser) قبل علاج البهاق بالليزر، وذلك بهدف تقشير الطبقة السطحية للجلد؛ لتعزيز اختراق الليزر الإكسمير، أو أي عامل خارجي مطبق.
مدة علاج البهاق بالليزر
تستغرق الجلسة الواحدة لعلاج البهاق بالليزر حوالي 30 دقيقة أو أقل، ويحتاج المريض لعدة جلسات متقاربة لتحقيق النتائج المرجوة، فقد يوصي الطبيب بجلستين أسبوعياً، وقد تستمر مدة علاج البهاق بالليزر من شهرين إلى 6 أشهر. ولكن المميز بالأمر، أنه يمكن للشخص العودة بشكل طبيعي للعمل والأنشطة اليومية مباشرة بعد الجلسة.
تكلفة علاج البهاق بالليزر
تعد تكلفة علاج البهاق بالليزر عالية للغاية، ويمكن أن تختلف اعتماداً على مساحة الجلد المعالج، والمركز العلاجي وموقعه الجغرافي حيث تختلف التكلفة من مكان لآخر. إلا أنه تقدر تكلفة علاج البهاق بالليزر الأولية حوالي 75 دولار فأكثر لكل جلسة، وغالباً ما يحتاج مرضى البهاق إلى 20 جلسة على الأقل.
اقرأ أيضاً: البقع البيضاء في الوجه والجسم وعلاجها بالاعشاب والفيتامينات
علاج البهاق بالليزر للاطفال
يعد العلاج بالليزر الإكسيمر آمن للاستخدام مع الأطفال المصابين بالبهاق، حيث يتميز باستهداف المنطقة المصابة فقط، وبالتالي يجنب الجلد الطبيعي الآثار الجانبية غير المرغوب فيها؛ مما يجعل علاج البهاق بالليزر للاطفال مناسباً للغاية.
وقد أظهر علاج البهاق بالليزر للاطفال نتائج متقدمة في الوجه، خاصة عند استخدامه مع العلاجات الدوائية الأخرى.
اقرأ أيضاً: البهاق عند الاطفال
العلاج الضوئي للبهاق
يعتبر العلاج الضوئي (بالإنجليزية: Phototherapy) هو حجر الأساس لعلاج البهاق، وقد يفضل الأشخاص اللجوء إلى العلاج بالضوء، بسبب المساحات الواسعة في الجسم المصابة بنقص التصبغ. ويشمل علاج البهاق بالضوء ما يلي:
- العلاج بالسورالينات الفموية أو الموضعية، مع الأشعة فوق البنفسجية واسعة النطاق (بالإنجليزية: Psoralen-UVA or PUVA).
- العلاج بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة النطاق (بالإنجليزية: Narrowband UVB or NB-UVB).
- العلاج بالليزر الإكسيمر.
يعمل العلاج الضوئي على زيادة عدد الخلايا الصباغية في مناطق الجلد المصابة بالبهاق، ومنع تطور بقع بيضاء جديدة. بشكل عام، يحتاج علاج البهاق بالضوء للمداومة عليه لفترة طويلة تمتد إلى عدة أشهر، ويصل متوسط إعادة التصبغ إلى 50% خلال 12 أسبوع من بدء العلاج.
العلاج الضوئي للبهاق مع السورالين
تم استخدام الأشعة فوق البنفسجية مع السورالين (PUVA) أو ما يعرف باسم العلاج الكيميائي الضوئي (بالإنجليزية: Photochemotherapy) بشكل واسع لعلاج البهاق عند البالغين، وهو عبارة عن علاج مركب من استخدام السورالين مع تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية طويلة الموجة.
والسورالينات (بالإنجليزية: Psoralens)، هي مركبات توجد بشكل طبيعي في العديد من النباتات، والتي تزيد من حساسية الجلد بشكل مؤقت للأشعة فوق البنفسجية، وبالتالي دعم استجابة الجلد إلى ضوء UVA، ومن الأمثلة عليها دواء ميثوكسالين (بالإنجليزية: Methoxsalen)، وفيما يلي أهم المعلومات المتعلقة بالعلاج المركب PUVA:
- يمكن أن يستخدم هذا النوع من العلاج الضوئي، عندما يكون البهاق منتشراً على سطح الجلد بمعدل أقل من 20٪ من سطح جلد المريض، أو على كامل الجسم.
- يستخدم ضوء UVA مع دواء السورالين على شكل كبسولات، مثل كبسولات ميثوكسالين قبل موعد الجلسة بساعتين، أو من خلال تطبيق السورالين الموضعي، والذي يكون من خلال جلوس المريض بمياه تحتوي على محلول السورالين.
- يقف المريض أثناء الجلسة عادة في خزانة تحتوي على 24 أو أكثر من المصابيح الفلورية (UVA)، بطول 6 أقدام.
- يجب على المريض دائماً ارتداء نظارات واقية؛ لحماية العينين من التعرض للإشعاع.
- يوصى عادة بارتداء الملابس الداخلية فقط أثناء الجلسة؛ لضمان التعرض لكامل الجسم. ولكن في حال الرغبة في حصر الإشعاع على مناطق محددة فقط، مثل الذراعين والساقين، فإنه يجب على المريض ارتداء نفس الملابس في كل علاج؛ لمنع تعريض منطقة جديدة من الجلد عن غير قصد.
- تظل مصابيح الأشعة فوق البنفسجية UVA مضاءة أثناء الجلسة بدءاً من الدقيقة الأولى، وقد تمتد الجلسة لمدة تصل إلى نصف ساعة. ويتم أحياناً تشغيل مراوح أو مكيفات هواء لتبريد الخزانة، إذ قد تصبح دافئة جداً مع جلسات العلاج الطويلة.
- ينصح في معظم الحالات بالخضوع لجلسات العلاج الضوئي للبهاق PUVA أسبوعياً لمدة تصل إلى 6 أشهر؛ للحصول على أفضل النتائج. قد تكون هناك حاجة إلى العلاج لفترة أطول نسبياً يحددها الطبيب، ومن الممكن أن يستخدم الطبيب بعض الأدوية الموضعية لدعم العلاج الضوئي.
- يلاحظ معظم المرضى تحسناً بنسبة تتراوح بين 50-55%، في فترة تتراوح بين 4 و6 أشهر.
- يجدر الإشارة إلى أن هذه العلاجات لا تستخدم لتغميق لون البشرة دون حاجة طبية، كما يجب أن تدار بعناية من قبل طبيب الأمراض الجلدية؛ لضمان أفضل النتائج وتجنب المضاعفات الخطيرة، مثل سرطان الجلد.
العلاج الضوئي للبهاق بالاشعة فوق البنفسجية ضيقة المدى
بدأ استخدام هذا النوع من العلاج الضوئي بالانتشار أكثر من علاج PUVA، بسبب انخفاض نسبة الآثار الجانبية السامة للضوء. وفيما يلي أبرز المعلومات حول العلاج الضوئي للبهاق بالأشعة فوق البنفسجية ضيقة المدى NB-UVB:
- يستخدم هذا العلاج الضوئي غالباً مع مرضى البهاق الذين يعانون من انتشار أكبر للبهاق على الجلد، أو في الحالات التي ينتشر فيها البهاق بنسبة أكثر من 20% من سطح الجلد.
- يتم إعطاء طول موجي محدد (311 نانومتر) إلى كامل سطح الجلد؛ لعلاج مناطق البهاق.
- في المتوسط، يلاحظ على المرضى تحسناً بنسبة 60-65% بعد 12 إلى 18 شهر من العلاج.
اقرأ أيضاً: العلاج بالليزر، ثورة في علاج الأمراض الجلدية
العلاج الضوئي المستهدف للبهاق
يشمل العلاج الضوئي المستهدف للبهاق (بالإنجليزية: Targeted Phototherapy in Vitiligo) كل خيارات العلاج السابقة، ومن ضمنها علاج البهاق بالليزر الإكسمير.
يهدف هذا النوع من العلاج إلى تطبيق الخيار العلاجي الضوئي لدى الأشخاص المصابين بمرض البهاق من النوع غير المقطعي المستقر، والمنتشر بنسبة أقل من 5% من إجمالي مساحة سطح الجسم. حيث يعمل العلاج على استهداف مناطق معينة مثل الوجه، أو الرقبة، أو الجذع، وهو أحد أكثر العلاجات فعالية لدى مرضى البهاق الموضعي.
اقرأ أيضاً: هل يمكن علاج البهاق بالاعشاب؟
معلومات عن مرض البهاق
بعد التعرف على علاج البهاق بالليزر والضوء، نذكر فيما يلي لمحة عامة عن هذا المرض:
- لا يعتبر البهاق مرض وراثي، ولكن 25% من المرضى الذين يعانون من البهاق، يكون أحد أفراد أسرتهم يعاني منه أيضاً. كما تم العثور على الجينات المرتبطة بأمراض المناعة الذاتية بنسبة أعلى في مرضى البهاق.
- يوجد ما يقارب 1% أو أكثر قليلاً من الأشخاص المصابين بالبهاق حول العالم.
- يمكن أن يصيب البهاق البالغين، والأطفال من أي لون، أو عرق.
- يؤثر البهاق في معظم الأحيان على الوجه، والمرفقين، والركبتين، وكف اليدين، والقدمين.
- يكون البهاق أكثر وضوحاً لدى الأشخاص الذين لديهم بشرة داكنة.
- تشمل علاجات البهاق الأدوية الموضعية، والعلاج الضوئي الذي يمكن استخدامه لاستعادة صبغة الجلد، والعلاج بالليزر، وفي بعض الحالات قد يتم اللجوء إلى استخدام تقنيات جراحية حديثة.
وتشمل أعراض البهاق ما يلي:
- فقدان غير مكتمل للون البشرة.
- شيب الشعر المبكر في فروة الرأس، أو الرموش، أو الحواجب أو اللحية.
- فقدان اللون في الأنسجة داخل الفم، و الأنف (الأغشية المخاطية).
- فقدان، أو تغير لون الطبقة الداخلية من مقلة العين (الشبكية).
في الختام، على الرغم من وجود خيارات علاج البهاق بالليزر أو بالضوء، أو بالأدوية الموضعية، إلا أنها جميعاً لا تحقق شفاءً تاماً من المرض، ونتائجها محدودة في إعادة التصبغ الطبيعي للجلد.
اقرأ أيضاً: اضطرابات نقص التصبغ (البهق)