أشارت العديد من الأخبار مؤخراً إلى دور فيتامين دال (بالإنجليزية: Vitamin D) في الوقاية من العديد من الأمراض، خاصة الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب، والسرطان وغيرها من الأمراض.
يعرف فيتامين د بفيتامين أشعة الشمس، لأنه ينتج في البشرة عند تعرضها لأشعة الشمس، ويعد فيتامين د من الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون، كما يمكن للعديد من الخلايا استخدام فيتامين د في تنظيم الوظائف الخلوية الدقيقة والمهمة، لذا يمكن أن يتسبب نقص فيتامين د في العديد من المشاكل مثل ضعف جهاز المناعة، وسرطان القولون، وهشاشة العظام.
يمكن أن تزيد الاختلالات في الجهاز المناعي التي تنجم عن نقص فيتامين د من خطر الإصابة بالعديد من أمراض المناعة الذاتية بما في ذلك التصلب المتعدد (بالإنجليزية: Multiplesclerosis)، والنوع الأول من مرض السكري (بالإنجليزية: Type 1 Diabetes)، وقد تزيد أيضاً من خطر التعرض للأمراض المعدية الخطيرة مثل السل (بالإنجليزية: Tuberculosis).
دور فيتامين د في الوقاية من الأمراض
يمكن أن تشمل الأمراض التي يساعد فيتامين دال على الوقاية منها على ما يلي:
فيتامين د والوقاية من السرطان
يرتبط التعرض للشمس بسرطان الجلد، بسبب الأشعة فوق البنفسجية وارتباطها القوي في الإصابة بسرطان الجلد اللاميلانوما (بالإنجليزية: Nonmelanoma Skin Cancer)، مما يعطي للعلاقة بين الشمس والسرطان سمعة سلبية.
أظهرت العديد من الأبحاث عكس الاعتقاد السابق، إذ أثبتت أن هناك علاقة عكسية بين التعرض للأشعة الشمس وارتفاع مستويات فيتامين د في الجسم، وانخفاض معدل الوفيات بالعديد من أنواع السرطان بسبب الخصائص المضادة للالتهاب لفيتامين د التي تمنع الإصابة بالسرطان، ومن السرطانات التي يساعد فيتامين د على الوقاية منها حسب هذه الأبحاث ما يلي:
- سرطان القولون (بالإنجليزية: Colon Cancer).
- سرطان الثدي (بالإنجليزية: Cancer Breast).
- سرطان البروستاتا (بالإنجليزية: Prostate Cancer).
- سرطان المبيض (بالإنجليزية: Cancer Ovarian) .
- الورم الميلانيني (بالإنجليزية: Melanoma) الذي تصيب الخلايا المنتجة لصبغة الميلانين في الجلد.
للمزيد: سرطان القولون والمستقيم
فيتامين د والوقاية من أمراض المناعة الذاتية
تشمل أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune Disease) التي يمكن أن يساعد فيتامين دال على الوقاية منها على ما يلي:
- مرض السكري: يعد نقص فيتامين د من العوامل المهمة التي تزيد من خطر الإصابة بالنوع الأول والثاني من مرض السكري، وقد ارتبطت ميكانيكية هذه العلاقة بوجود مستقبلات فيتامين د على خلايا بيتا الجزيرية (بالإنجليزية: B-Islet Cells) الموجودة في البنكرياس والمسؤولة عن إفراز هرمون الأنسولين، كما يزيد فيتامين دال من امتصاص الكالسيوم في الأمعاء الدقيقة، والكلى مما يساعد على استقرار نسبة الأنسولين في الجسم.
- التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid Arthritis or RA): أظهرت الأبحاث ارتفاع مستويات الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د، وازدياد سوء أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي لدى الأشخاص الذين يعانون من نقص فيتامين د.
- التصلب العصبي المتعدد: أظهرت العديد من الدراسات أن قلة التعرض للشمس المترافقة بالنقص الشديد لفيتامين د لدى المرضى الذين يعانون من مرض التصلب العصبي المتعدد تزيد نسبة الإعاقة وحدة المرض، وتزيد تطور الآفات في الدماغ، وتخفض في أداء الذاكرة الغير لفظية طويلة الأمد، إلا أن هذه النتائج بحاجة إلى المزيد من الدراسات لإثباتها.
- مرض الغدة الدرقية المناعي (بالإنجليزية: Autoimmune Thyroid Disease or AITD): أثبتت الدراسات أن المرضى الذين يعانون من أمراض الغدة الدرقية المناعية مثل مرض جريفز (بالإنجليزية: Graves disease)، والتهاب الغدة الدرقية لهاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto Thyroiditis) يعانون من نقص في فيتامين د، مما يعني أن نقص فيتامين د يزيد من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
- الذئبة: أظهرت العديد من الأدلة أن نقص فيتامين د لدى المرضى الذين يعانون من من مرض الذئبة، خاصة الذئبة الحمامية الجهازية (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus or SLE) يزيد هجمات وشدة المرض لديهم، ويزيد نسبة الوفيات، ويعود سبب نقص فيتامين د لدى مرضى الذئبة لقلة تعرضهم للشمس، لأنها تسبب لهم الطفح الجلدي، خاصة طفح أجنحة الفراشة الذي يتميز به مرضى الذئبة.
للمزيد: الذئبة الحمراء والحمل
فيتامين د والوقاية من أمراض العظام
يتسبب انخفاض مستويات فيتامين دال في في التأثير بشكل سلبي على صحة العظام، خاصة لدى النساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، إذ يمكن أن تتسبب في الإصابة بهشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) الناجم عن فقدان خلايا العظام أكثر من تكوينها نتيجة لنقص فيتامين د، مما يسبب سهولة كسر العظام.
يمكن أن يتسبب نقص فيتامين د أيضاً في الإصابة بالكساح(بالإنجليزية: Rickets)الذي يؤدي إلى ليونة وضعف العظام لدى الأطفال، ويؤدي أيضاً إلى الإصابة بتلين العظام (بالإنجليزية: Osteomalacia) لدى البالغين.
فيتامين د والوقاية من الاختلال المعرفي
أثبتت الدراسات أن فيتامين دال يلعب دور مهم في الوقاية من الاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Disorders) من خلال تنظيم وظائف الدماغ، والحفاظ على صحة الجهاز العصبي، ويلعب دور حاسم في نمو الدماغ وتطوره، وقد وجد أن العديد من المرضى الذين يعانون من الأمراض التالية يعانون أيضاً من نقص فيتامين د:
- الانفصام العقلي (بالإنجليزية: Schizophrenia).
- القلق (بالإنجليزية: Anxiety).
- الخرف (بالإنجليزية: Dementia).
- مرض باركنسون (بالإنجليزية: Parkinson s Disease).
- الاختلال المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Decline) لدى كبار السن.
- الاكتئاب (بالإنجليزية: Depression).
- مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer s Disease).
فيتامين د والوقاية من أمراض القلب
أثبتت العديد من الدراسات ارتباط فيتامين د في الوقاية من وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب (بالإنجليزية: Cardiovascular Disease)، والأوعية الدموية التالية:
- فشل القلب (بالإنجليزية: Heart Failure).
- أمراض نقص تروية القلب (بالإنجليزية: Ischemic Heart Disease).
- ارتفاع ضغط الدم (بالإنجليزية: Hypertension).
- ازدياد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم المفاجئ، أو الوفاة القلبية لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب.
- فرط شحميات الدم (بالإنجليزية: Hyperlipidemia).
- مرض الشريان المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral Vascular Disease).
- مرض الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary Artery Disease).
- الذبحة القلبية (بالإنجليزية: Myocardial Infarction).
فيتامين د والوقاية من عدوى فيروس كورونا
اكتشف الباحثون مؤخراً ارتباط نقص فيتامين دال في ازدياد خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: COVID – 19)، وازدياد خطر تطوير المضاعفات الشديدة للعدوى والوفاة.
أشار الخبراء إلى أن المستويات المعتدلة من فيتامين د تساعد على تجنب عاصفة السيتوكين لدى المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا، وعاصفة السيتوكين هي رد الفعل الالتهابي الخطير الذي يحدث نتيجة لمهاجمة خلايا الجهاز المناعي المبالغ فيه لأنسجة الجسم، مما يمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
لا يوجد دراسات كافية تدعم فوائد فيتامين د في الوقاية من عدوى فيروس كورونا الجديد أو في تخفيف أعراض العدوى بعد، ولكن يمكن خلال الوقت الحالي تدعيم الجسم بالفيتامينات اللازمة لتقوية المناعة، إذ أثبتت العديد من الدراسات دور مكملات فيتامين د في الوقاية من الإصابة بالأنواع المختلفة لعدوى الجهاز التنفسي، لأن فيتامين د لا يعمل على تثبيط جهاز المناعة إنما يحسن من أدائه.
للمزيد: علاقة عدوى فيروس كورونا الجديد بامراض القلب والاوعية الدموية (Cardio-COVID)
مخاطر ارتفاع مستويات فيتامين د
يعتبر الأطباء مستوى فيتامين د في الجسم كافياً إذا كان هناك 20 نانوغرام من فيتامين د لكل مليلتر من الدم، ويسبب ارتفاع فيتامين د عن هذا الحد تطور الآثار الجانبية، والتي يمكن أن تشمل على ما يلي:
- فرط كالسيوم الدم (بالإنجليزية: Hypercalcemia) الذي يسبب معظم الآثار الجانبية الناجمة عن فرط مستويات فيتامين د في الجسم.
- عدم انتظام ضربات القلب والنوبات القلبية، بسبب تغير قدرة خلايا القلب على العمل بشكل سليم، بسبب فرط كالسيوم الدم.
- هشاشة العظام وآلام العظام، نتيجة لعدم وجود هرمونات كافية في الدم لتربط الكالسيوم الفائض في الدم بالعظام.
- تلف الكلى بسبب ارتباط الكالسيوم الزائد في الدم بالفوسفات، وتشكيلها لبلورات تتراكم في الأنسجة الرخوة مثل أنسجة الكلى، ويمكن لهذه البلورات أن تسبب تلف الأعضاء في النهاية.
- تلف الرئة الناجم عن تجمع بلورات الكالسيوم، والفوسفات في أنسجة الرئتين.
- التهاب البنكرياس (بالإنجليزية: Pancreatitis).