يعد مرض التهاب الكبد من أكثر الأمراض شيوعاً وخطورة، لا سيما بالدول النامية، وهو السبب الرئيسي لحدوث تليف الكبد وسرطان الكبد. يحدث التهاب الكبد نتيجة لعدوى ناجمة عن فيروس قد ينتقل بطرق عدة، ويؤثر سلباً على أداء الكبد السليم ووظيفته.

تؤدي العديد من الممارسات غير الصحية إلى الإصابة بفيروس التهاب الكبد، وما يفسر علاقة التهاب الكبد وطب الأسنان أن الكثير من أطباء الأسنان ومقدمي الرعاية الصحية بعيادات الأسنان يتعرضون لخطر كبير بعدوى فيروس التهاب الكبد، لما تنطوي عليه طبيعة العمل من ملامسة الدم، والأغشية المخاطية، وسوائل الجسم.

يشمل خطر انتقال العدوى كذلك المرضى غير المصابين أثناء ارتيادهم للمراكز الطبية وعيادات الأسنان، بالإضافة إلى باقي أعضاء الطاقم الطبي المحيطين بالطبيب والعاملين بالمكان، بما في ذلك المساعدين، والممرضين، والفنيين، وعمال النظافة، فقد تنتقل العدوى من مريض إلى أخر، أو من المريض إلى أحد أفراد الفريق الطبى، أو من أحد أفراد الفريق الطبي إلى المريض. تعرف في هذا المقال على طرق انتقال عدوى التهاب الكبد داخل عيادات طب الأسنان، وكيفية الوقاية والحد من انتشار العدوى.

طرق انتقال عدوى التهاب الكبد

ينتقل فيروس التهاب الكبد من خلال الدم بشكل أساسي، إلا أن بعض أنواعه مثل التهاب الكبد Aيمكن أن ينتقل من خلال الماء أو الطعام الملوث، وفي أغلب الأحيان، تنتقل العدوى بالفيروس بالطرق الآتية:

  • إجراءات نقل الدم، وخاصةً دون عمل الفحوصات اللازمة.
  • عدم تعقيم المعدات الطبية بالقدر الكافي، وخصوصاً المحاقن والإبر في العيادات ومراكز الرعاية الصحية.
  • مشاركة أدوات الحقن خلال تعاطي المخدرات.
  • مشاركة أدوات الحلاقة بين الأشخاص.
  • بعض الممارسات الجنسية التي قد تؤدي إلى التعرض للدم.
  • انتقال العدوى أحياناً من الأم المصابة إلى جنينها، كما هو الحال في فيروس التهاب الكبد C.

للمزيد: معلومات تهمك عن التهاب الكبد

أعراض التهاب الكبد الفيروسي

تنقسم أنواع الالتهاب الكبدي الفيروسي إلى التهاب الكبد A، B، C، D، E، وتتراوح فترة حضانة كل منهم ما بين أسبوعين إلى 6 أشهر، وربما لا تظهر أي أعراض على حوالي 80% من الأشخاص المصابين، وخاصة في حالات التهاب الكبد B. في معظم الحالات تكون الأعراض حادة وتشمل ما يلي:

  • الحمى الشديدة.
  • التعب والخمول.
  • قلة الشهية.
  • الغثيان والقيء.
  • الصداع.
  • اليرقان.
  • آلام وتقلصات البطن.
  • الطفح الجلدي.
  • البول الداكن والبراز الشاحب اللون.
  • آلام المفاصل والعضلات.

للمزيد: التهاب الكبد، هل هو خطير؟

الفئات الاكثر عرضة للاصابة بعدوى التهاب الكبد الفيروسي

فيما يلي الأشخاص الأكثر عرضة لخطر الإصابة بعدوى التهاب الكبد:

  • متعاطو المخدرات بالحقن أو غيرها من الطرق التي تؤدي إلى التعرض للدم.
  • الأشخاص المصابون بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية.
  • الأشخاص المعرضون للتعامل مع معدات وأدوات الدم الملوثة، سواء من المرضى أو العاملون بالمستشفيات والمراكز الصحية.
  • نزلاء السجون والأماكن المغلقة.
  • ممارسو الشذوذ الجنسي.
  • مواليد الأمهات المصابات بالعدوى، مثل فيروس التهاب الكبد C.
  • الأشخاص الذين لديهم وشوم أو ثقوب بالجلد.

اقرأ أيضاً: النظام الغذائي لمرضى التهاب الكبد الوبائي

اسباب انتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي داخل عيادات الاسنان

تعد مهنة طب الأسنان من المهن الجراحية التي تقتضي طبيعتها الملامسة المباشرة للأنسجة والسوائل الفموية، بما فيها الدم واللعاب من قبل أعضاء الفريق الطبي. تحمل هذه الأنسجة والسوائل العديد من الجراثيم والفيروسات المسببة للأمراض، مثل الالتهاب الكبدي الوبائي. تعرف على العوامل المؤدية لانتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي داخل عيادات الأسنان:

  • الملامسة المتكررة للدم واللعاب من قبل أطباء الأسنان والأخصائيين المساعدين.
  • التعرض لوخز الإبر الملوثة بدم المصاب.
  • استخدام الأجهزة الخاصة بجراحات الأسنان، مثل إجراءات الحفر، وتحضير التركيبات السنية، وزراعة الأسنان، وغيرها بين مريض لأخر.
  • التعامل المباشر مع داخل الفم دون أخذ الاحتياطات اللازمة من التطهير والتعقيم.

اقرأ أيضاً: اليوم العالمي للتوعية بالتهاب الكبد الفيروسي

طرق الوقاية والحد من انتشار عدوى التهاب الكبد الوبائي بعيادات الاسنان

ينبغي العلم أن فحص التاريخ المرضى للمرضى من خلال الأسئلة والنماذج الخاصة، قد لا يكشف إلا عن 20% من أعداد المرضى المصابين فعلياً بالمرض، وهنا تتضح أهمية اتباع كل سبل الوقاية الممكنة داخل عيادات الأسنان، والتي تسهم مساهمة فعالة في الحد من انتقال العدوى، لاسيما وأن التكلفة المادية لتلك الطرق الواقية بسيطة ولا تقارن بالتكلفة المادية والمعنوية لعلاج مريض التهاب الكبد الوبائي.

فيما يلي الخطوات الواجب اتباعها خلال ممارسات العلاج داخل عيادات الأسنان:

  • اتخاذ الاحتياطات مع جميع المرضى، مع الاهتمام بمراجعة التاريخ المرضي للمريض قبل بدء الفحص.
  • ارتداء القفازات الطبية المعقمة قبل الفحص، وضرورة تبديلها ما بين استخدام وأخر.
  • ضرورة غسل الأيدي قبل ارتداء القفازات وبعد خلعها، باستخدام صابون مضاد للجراثيم.
  • تغيير القناع الطبي الواقي بعد كل مريض، مع أهمية عدم إنزاله عن الوجه طوال مدة الفحص.
  • ارتداء البالطو الطبي والمريلة البلاستيك وخلعهما قبل ترك العيادة.
  • ضرورة تنظيف المعدات المستخدمة، وخاصةً محقنة الهواء والماء وجهاز ازالة الرواسب الجيرية، للتخلص من البقايا والجراثيم العالقة بها، وكذلك تنظيف أنابيب الشفط باستخدام السائل المطهر.
  • تغطية جميع الأسطح القابلة للمس بالأغلفة البلاستيكية اللاصقة، مثل المقابض، ومساند اليد والرأس، وأدوات الأشعة، وغيرها، مع ضرورة تغيير الأغلفة بعد معاملة كل مريض.
  • أهمية تبديل كل أدوات الفحص، ومستلزمات الحشو وعلاج العصب والتخلص منها بإحكام بعد كل فحص.
  • ضرورة استخدام ملقط معقم لالتقاط المواد المراد استخدامها.
  • تعقيم وتطهير كل الأجهزة والأسطح بمادة الكلور المطهرة بشكل يومي.
  • استخدام أجهزة الشفط والتفريغ الفعالة، وكذلك ضرورة استعمال المريض غسول الفم المضاد للجراثيم قبل البدء بالعلاج.
  • توخي الحذر عند التعامل مع الآلات الحادة، مثل الإبر والمشارط، وضرورة التخلص منها بحاويات النفايات الطبية الخاصة المقاومة للثقب، مع تجنب محاولة ثني أو كسر الإبر.
  • أهمية نشر الوعي الصحي وتثقيف جميع العاملين في الحقل الطبي، بالمخاطر الكبيرة لمرض التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، وطرق انتقاله، وكيفية الوقاية منه، وأهمية أخذ التطعيمات الوقائية المقررة.

في حالة حدوث ثقب في الجلد بإحدى الأدوات الملوثة، فيجب اتخاذ الإجراءات الوقائية التالية:

  • غسل المنطقة المصابة بالماء والصابون وتطهيرها بالمواد المعقمة والمطهرة، مثل اليود أو الكحول.
  • أخذ عينة من دم المريض صاحب الأدوات المستعملة، وفحصها للتأكد من حقيقة حمله للمرض.
  • استشارة أحد الأطباء المختصين عن إمكانية إعطاء المصاب بعض البروتينات المناعية، بهدف الوقاية من الإصابة بالمرض.
  • للمزيد: مأمونية الحقن لمنع انتقال التهاب الكبد