يعد تليف الرحم (بالإنجليزية: Uterine Fibroids) أكثر شيوعاً لدى النساء في سن 40-50 عام، ومعظم النساء المصابين بالاورام الليفية بالرحم ليس لديهم أي أعراض، وتكتشف بالصدفة عند الخضوع للفحص لأي سبب آخر، والنساء اللاتي لديهن أعراض الياف الرحم غالباً ما يجدن أنفسهن أنه من الصعب العيش معه. نتحدث في هذا المقال بشيء من التفصيل عن تليف الرحم، والعلاقة بين الورم الليفي والدورة الشهرية.

تليف الرحم وأنواعه

تعد الاورام الليفية بالرحم أوراماً تنمو من خلايا عضلة الرحم. هناك أنواع من أورام الرحم الليفية والتي تعرف أيضاً ورم الرحم العضلي، وقد قسم الأطباء أنواعها على حسب مكانها، أو حجمها. يكون الورم الليفي دائري الشكل.

تتواجد الاورام الليفية بالرحم في عدة مواقع منها:

  • ورم ليفي في الرحم: يمكن إزالتها عن طريق المنظار الرحمي.
  • داخل جدار الرحم: يمكن إجراء الجراحة بفتح البطن أو بالمنظار، أو منع الدم المغذي لها، أو كيها، وخاصة إذا تسببت بالأعراض.
  • خارج جدار الرحم: قد يتكون الورم الليفي خارج الرحم ولكن متصل به أي ورم ليفي على جدار الرحم الخارجي. لا تحتاج إلى علاج إلا إذا كبر حجمها، وأصبحت مؤلمة، أو ضاغطة على الأعضاء المجاورة ويكون علاجها سهل بالمنظار البطني.

اقرأ أيضاً: طرق الوقاية من تليف الرحم

حجم تليف الرحم

يتراوح حجم الياف الرحم من سنتيمترات قليلة مثل حبة البازلاء إلى كبيرة قد تفوق حجم حبة البرتقال في بعض الحالات، ويمكن للأورام الكبيرة أن تضغط على باقي الأعضاء؛ مما يوجب إزالتها لمنع حدوث أي مضاعفات صحية خطيرة.

اسباب تليف الرحم

لا يعرف على وجه اليقين ما يسبب الياف الرحم، ويعتقد أن أكثر من عامل يمكن أن يلعب دوراً في ذلك، ومن هذه العوامل التي قد تؤثر في زيادة الإصابة:

  • الهرمونات: عندما تكون مستويات هرمون الاستروجين والبروجيستيرون مرتفعة بسبب الحمل أو حبوب منع الحمل على سبيل المثال، يزداد معدل نمو الاورام الليفية بالرحم، وتتقلص عند استخدام مضاد للهرمون، كما أنها تتوقف عن النمو مرة واحدة عندما تصل المرأة إلى سن اليأس.
  • السن: الياف الرحم تصبح أكثر شيوعاً عند النساء خلال الثلاثينات والأربعينات.
  • تاريخ العائلة: إذا كانت الوالدة لها تاريخ مرضي سابق بالأورام الليفية؛ فيكون خطر الإصابة للابنة ثلاث مرات أكثر من غيرها.
  • الأصل العرقي: النساء ذوات البشرة البيضاء أقل عرضة من ذوات الأصل الإفريقي.
  • السمنة المفرطة: النساء اللاتي يعانين من زيادة الوزن أكثر عرضة للإصابة، واللاتي يعانين من السمنة المفرطة يكون خطر الإصابة 2-3 مرات أكتر من المتوسط.
  • عادات الأكل: تناول الكثير من اللحوم الحمراء مثل لحم البقر والخنزير، يرتبط مع ارتفاع خطر الإصابة، بينما تناول الكثير من الألياف أو الخضراوات ذات اللون الأخضر يحمي من الأورام الليفية النامية.

اعراض تليف الرحم

معظم الاورام الليفية بالرحم لا تسبب أي أعراض، ولكن بعض النساء يمكن أن يشكين من الأعراض التالية:

  • ألم أثناء العلاقة الزوجية.
  • آلام أسفل الظهر.
  • تكرار الإجهاض.
  • الالتهابات المتكررة.
  • مضاعفات أثناء الحمل والولادة.
  • نزيف غير طبيعي من الرحم.
  • مشاكل الإنجاب، مثل العقم وهو أمر نادر جداً.
  • الشعور بالامتلاء، وألم في منطقة الحوض أو أسفل البطن.
  • ضغط على المثانة يسبب تكرار وصعوبة التبول.
  • ضغط في منطقة الشرج يؤدي إلى صعوبة الإخراج.
  • آلام شديدة ونزيف حاد أثناء الدورة الشهرية، والتي يمكن أن تسبب فقر الدم.

للمزيد: ما الفرق بين الورم والسرطان؟

هل يتحول تليف الرحم إلى سرطان؟

عادة ما تكون الاورام الليفية بالرحم حميدة أو غير سرطانية على وجه التقريب مهما بلغ حجمها، ونادراً ما تتحول إلى خلايا سرطانية، ويعتقد أن السرطانات لا تنشأ من الورم الليفي الموجود بالفعل، ووجود الياف الرحم لا يزيد من خطر تطوره إلى خلايا سرطانية، أو يزيد من فرصة حدوث أشكال أخرى من السرطان في الرحم.

هل من الممكن أن يسبب تليف الرحم العقم أو تأخر الحمل؟

أحدث الأبحاث تربط بين الياف الرحم وانخفاضالخصوبة، وقد تم ربطها أيضاً مع:

  • زيادة خطر التعرض للإجهاض في المرحلتين الأولى والثانية من الحمل.
  • زيادة احتمال الولادة المبكرة.
  • انخفاض معدل نجاح علاجات الخصوبة.

الأورام الليفية تسبب مشاكل في الخصوبة لدى أقل من 3% فقط من النساء، ويجهل السبب الحقيقي، ولكن يرجح أن يكون بسبب تشوه الأورام الليفية الرحم بشكل يؤثر على حدوث الحمل أو الاخصاب، أو إنها تضعف القدرة على تحمل ومواصلة الحمل؛ لأنها تؤثر على تدفق الدم.

ومن الجدير بالذكر أن كثير من النساء يحملن ويتمتعن بحمل ناجح على الرغم من أنهن يعانين من أورام ليفية كبيرة نسبياً في الرحم.

اقرأ أيضاً: اللولب الرحمي

تليف الرحم ومشاكل تأخر الحمل

يفضل اتباع ما يلي عند الإصابة بالياف الرحم ووجود تأخر الحمل:

  • يجب مراجعة الطبيب، الذي سيحولك إلى مختص أمراض العقم والخصوبة.
  • سيتأكد طبيب أمراض العقم والخصوبة من عدم وجود أي أسباب أخرى لتأخر الحمل ويعالجها إذا لزم الأمر.
  • قد ينصح الطبيب بمواصلة محاولة الحمل بشكل طبيعي لمدة تصل إلى سنتين، إلا في حالة تجاوز ٣٧ سنة من العمر من الأفضل محاولة العلاج عاجل؛ لأن الخصوبة تميل إلى الانخفاض مع تقدم العمر.
  • لا يحتمل إجراء تلقيح اصطناعي على الفور؛ لأن هناك أدلة قليلة على أن ذلك يحسن من فرص نجاح الحمل، وإذا اقترح الطبيب هذا فوراً فينصح بأخذ رأي طبيب ثاني للتأكيد.
  • يوجد نقص في الأدلة حول ما إذا كانت الجراحة تساعد النساء اللاتي يعانين من الاورام الليفية بالرحم في حدوث الحمل والتمتع بحمل ناجح.

للمزيد: العقم عند الرجال والنساء

تليف الرحم والحمل

تكون نسبة تشكل الاورام الليفية بالرحم أثناء الحمل ضعيفة جداً، وينصح بمراجعة الطبيب في حالة الإصابة بالياف الرحم وأصبح هناك حملاً؛ لتجنب أي مخاطر على صحة الأم وصحة الجنين، فمعظم المصابات بتليف الرحم يكون حملهم بدون أي مشاكل تماماً، ولكن هم أكثر عرضة للمشاكل أثناء الحمل والولادة، وأكثرها شيوعاً:

  • العملية القيصرية: مخاطر الحاجة لإجراء عملية قيصرية 6 أضعاف؛ لأن وضع الجنين مع الورم لا يسمح بالولادة الطبيعية، وإذا كان حجم الورم كبير، يفضل بعض الأطباء إزالته مع الولادة بفتح البطن والرحم مرة واحدة.
  • انفكاك المشيمة والولادة المبكرة: في بعض الأحيان، تنفك المشيمة عن جدار الرحم قبل موعد الولادة، وعندها لا يصل الجنين ما يكفيه من الأوكسجين والتغذية، ويضطر الطبيب إلى الولادة المبكرة.

نسبة الحمل بعد استئصال تليف الرحم

يمكن للعديد من النساء الحمل بعد استئصال الاورام الليفية بالرحم، ويفضل أن يكون الحمل بعد عملية الاستئصال، والتعافي من العملية بشكل كامل دون التأخر؛ لأن الياف الرحم يمكن أن تنمو مرة أخرى بعد العملية، ويمكن أن تحدث مثل تلك المضاعفات السابق ذكرها.

اقرأ أيضاً: هل تعاني من العقم أو من تأخر الحمل؟

كيف تتأكدي أن لديك تليف الرحم؟

عادة ما يصل الطبيب إلى التشخيص الصحيح بعد التاريخ الطبي والأعراض، والفحص السريري، ولكن لتأكيد ذلك، وللحصول على حجم وعدد وموقع تليف الرحم نلجأ لواحدة أو أكثر من الطرق التشخيصية التالية:

  • الموجات فوق الصوتية أو السونار: عبر البطن في حالة تليف الرحم لغير المتزوجات، أو السونار الداخلي في المهبل للمتزوجات حيث يمكن الحصول على صورة دقيقة للألياف، وتحديد موقعها من الرحم، وهي آمنة أثناء الحمل.
  • التصوير بالرنين المغناطيسي: تحدد بدقة شديدة موقع التليف بالنسبة للرحم.
  • الأشعة السينية أو أشعة أكس: يستخدم شكل من أشكال الإشعاع لمعرفة ما داخل الجسم، وإنتاج الصورة.
  • الأشعة المقطعية: تعطي أبعاد ثلاثية لتحديد التليف وموقعه.
  • الأشعة بالصبغة على الرحم: حقن صبغة في الرحم، ومن ثم تصويرها بالأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية.
  • منظار تجويف البطن التشخيصي: تحديد بدقة والنظر المباشر عبر المنظار، والتعرف على موقع وحجم التليف في الرحم، وتجويف البطن، وإجراء عملية إزالة الياف الرحم في يوم واحد.
  • منظار الرحم التشخيصي: استطلاع تجويف الرحم مباشرة عبر عنق الرحم بواسطة المنظار.

علاج الياف الرحم

لا تستدعي معظم حالات تليف الرحم العلاج، وخاصة إذا لم تكن هناك أعراض، وتتطلب التدخل العلاجي في حالات عدة منها:

  • زيادة حجمها والتأثير على الأعضاء المجاورة مثل المثانة.
  • التأثير على الإنجاب.
  • التسبب في النزيف الرحمي.

يعتمد العلاج على:

  • العمر.
  • حجم وموقع وسرعة نمو الاورام الليفية بالرحم.
  • مقدار الألم، أو كمية الدم التي تفقد أثناء الدورة الشهرية.
  • الرغبة في الإنجاب؛ إذ يمكن أن تساهم الياف الرحم في حالات نادرة في العقم، ويجب الحذر من بعض الخيارات الجراحية التي تؤدي إلى عدم القدرة على الإنجاب مثل استئصال الرحم.

للمزيد: الحمل خارج الرحم عند النساء

علاج الياف الرحم بالأدوية

قد يقترح الطبيب الأدوية في حالة الإصابة بالاورام الليفية بالرحم مع وجود أعراض خفيفة، ومنها:

  • المسكنات: مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين؛ لتخفيف الألم الخفيف أو المتوسط.
  • أقراص الحديد: للوقاية من من فقر الدم، أو تصحيح معدل نقص الحديد.
  • أدوية منع الحمل: إذ أن جرعة منخفضة منها لا تسبب نمو الياف الرحم، ويمكن أن تساعد في السيطرة على النزيف الحاد، وتقليل الأعراض.
  • أدوية مماثلة لعامل مطلق لموجهة الغدد التناسلية: تؤدي إلي تقليل نسبة هرمون الاستروجين، وبالتالي تقليص حجم التليف.
  • تعطى عن طريق الحقن، ورذاذ الأنف، أو الزرع.
  • لا تستعمل لفترة أكثر من 3-6 أشهر؛ إذ تمتلك بعض الآثار الجانبية من أهمها هشاشة العظام عند استعمالها لفترة طويلة، ومن آثارها الجانبية أيضاً أعراض سن اليأس مثل الهبات الساخنة، والاكتئاب، وعدم القدرة على النوم، وانخفاض الرغبة الجنسية، وآلام المفاصل.
  • تستجيب معظم النساء بشكل جيد، بينما لا يحصل البعض على الفترة الكافية للاستجابة.
  • توفر راحة مؤقتة من أعراض تليف الرحم، إذ يعود التليف لحجمه السابق عند التوقف عن استعمالها؛ لذا يقتصر استخدامها لفترة ما قبل إجراء العملية؛ لتحسين نسبة الحديد بالدم، وتقليل النزيف أثناء إجراء العملية.
  • علاج الياف الرحم بالجراحة

    قد تكون الجراحة أفضل طريقة للتعامل مع تليف الرحم إذا كانت الأعراض شديدة، ويوجد العديد من الطرق للعلاج بالعمليات الجراحية التقليدية أو بالمنظار، ومنها:

    • منظار البطن الجراحي: في حال وجود تليف الرحم تحت الطبقة الخارجية لجدار الرحم، أو متدلياً في تجويف البطن يمكن إزالته عن طريق عمل فتحات صغيرة في البطن، والوصول إليه واستخراجه.
    • جراحياً عن طريق البطن: قد يكون لها بعض المضاعفات أحياناً مثل:
  • الحاجة إلى نقل دم.
  • استئصال الرحم في حال حدوث نزف شديد من مكان التليف، ولكنه نادر الحدوث.
  • إمكانية حدوث التصاقات.
  • زيادة احتمالية الولادة القيصرية.
    • منظار تجويف الرحم الجراحي: في حال وجود التليف داخل تجويف الرحم عن طريق عنق الرحم دون الحاجة لعمل شق أو فتحات في البطن، ويمكن العودة لمزاولة الحياة الطبيعية بعد يومين من إجراء العملية.
    • استئصال الرحم: في حال عدم الرغبة في الحمل مستقبلاً، ووجود تليف أو أكثر بحجم كبير مسبب لأعراض مؤثرة، وغالباً ما يكون عن طريق المنظار؛ لأن منظمة الغذاء والدواء الأميركية حذرت من استخدام جهاز تفتيت الرحم (بالإنجليزية: Morcellators) لمعظم النساء، وهو جهاز يكسر ويفتت الرحم إلى قطع صغيرة تزال بسهولة أكثر؛ لأن أنسجة الرحم قد تحتوي على أنسجة سرطانية غير مشخصة، وفي حين تفتيت نسيج الرحم، يمكن أن يساعد على انتشار هذا السرطان غير المشخص إلى أجزاء أخرى من الجسم دون معرفة الطبيب بذلك.

    علاج الياف الرحم من خلال قطع التغذية الدموية

    تدمير الألياف من خلال قطع التغذية الدموية عنها بدلاً من استئصالها، وذلك من خلال:

    • كي الأوعية الدموية المغذية، وتكمن سلبياتها في عدم إمكانية دراسة نسيج الليف؛ لمعرفة كونه سرطانياً أو لا، بالإضافة إلى أنها قد تؤدي إلى التصاقات داخل البطن، والتي قد تتطور إلى مشاكل أخرى في المستقبل.
    • القسطرة أو سد الشريان الرحمي المغذي للورم من أحدث البدائل العلاجية الناجحة، والتي أحدثت ثورة طبية في علاج الأورام الليفية بدون جراحة.

    القسطرة

    يدخل الطبيب المتخصص أنبوب صغير أو القسطرة من خلال شريان الفخذ، ثم يحركه حتى يصل إلى الشريان المغذي للورم الليفي، ومن ثم يحقن سدادات صغيرة، وبالتالي تنقطع التغذية الدموية للورم مما يؤدي إلى ضموره؛ إذ يضمر تليف الرحم إلى ما يقارب 70 % من حجمه الأصلي خلال 6 أشهر إلى سنة، وتبعاً لذلك تقل الأعراض أو تزول نهائياً.

    ومن مميزاتها:

    • احترام حق المرأة في الاحتفاظ بالرحم والإنجاب.
    • تجنب العملية الجراحية الكبرى، وما يتبعها من احتمال حدوث مضاعفات، أو المكوث لفترة طويلة بعد العملية.
    • الاستغناء عن الاستئصال الجراحي للأورام الليفية أو الرحم.
    • نتائج جيدة.

    ولكن من بعض عيوبها:

    • حدوث بعض المضاعفات مثل الآلام في اليوم الأول بعد القسطرة، ويمكن التغلب عليها بالمسكنات القوية.
    • احتمالية التأثير على عمل المبايض.
    • لايمكن تحديد طبيعة الورم إن كان حميداً أم خبيثاً.

    نصائح لتخفيف أعراض تليف الرحم

    يمكن تجربة ما يلي إذا استمر الألم، أو النزيف، أو ازداد سوءاً أثناء الدورة الشهرية أو العلاقة الزوجية بسبب تليف الرحم مع مراعاة استشارة الطبيب أولاً قبل اللجوء لهذه الطرق:

    • تناول المسكنات.
    • الراحة التامة في السرير.
    • تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل اللحوم الحمراء والسبانخ.
    • تناول مكملات الحديد إذا نصح الطبيب بذلك.
    • وضع قربة من الماء الدافئ على البطن أو أخذ حمام دافئ.

    الوقاية من تليف الرحم

    لا توجد طريقة معينة معروفة حتى تمنع الاورام الليفية بالرحم من النمو، أو تكرار الإصابة بها.

    للمزيد: الجراحة النسائية بالمنظار