يكتظ الجدول اليومي للأمهات بالعديد من المهمات والمسؤوليات، والتي تتضمن رعاية أطفالهن، والقيام بالأعمال المنزلية، والاهتمام بأزواجهن، وغيرها من الأنشطة. ومن هنا تأتي أهمية تنظيم الوقت للأمهات، حيث أن ذلك يساهم في تيسير القيام بالأعمال اليومية دون أية ضغوطات، كما أنه من الممكن أن يوفر المزيد من الوقت للأم لقضاء أوقات ممتعة مع أطفالها وأفراد عائلتها.
يذكر المقال التالي عدد من النصائح المهمة التي تساعد على تنظيم وقت الأمهات. يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
أولًا: التخطيط لكل شيء
تعد أولى خطوات تنظيم وقت الأمهات هي وضع جدول زمني لجميع المهام المطلوبة منها، حيث أن تنظيم هذه المهام ووضع أوقات مناسبة لها سيساعد كثيرًا في التقليل من عدد المهام المنزلية المنسية أو التي لم يكن هناك وقت للقيام بها. [1،2]
ويتضمن ذلك القيام بما يلي: [2]
- تدوين جميع المهام المطلوبة من الأم، بما في ذلك المهام الصغيرة التي لا تكون بالحسبان عادة ولكنها تحتاج إلى وقت للقيام بها.
- تحديد الوقت المناسب لتنفيذ كل مهمة، حيث يمكن توزيع المهام المختلفة على الأوقات المختلفة من اليوم أو الأسبوع.
- حساب المدة التي ستستغرقها كل مهمة.
ونظرًا لتنوع المهام التي يمكن أن تقوم بها الأمهات، فمن الممكن أن يتم عمل تقويمان زمنيان بهدف تنظيم أوقات الأمهات، وهما: [3]
- التقويم اليومي، والذي يتضمن جميع المهام اليومية، بما في ذلك الطهي، والتنظيف، والذهاب إلى التسوق، وقراءة القصص للأطفال، وغيرها من الأعمال اليومية الروتينية.
- التقويم الأسبوعي، والذي عادة ما يتضمن المهام والنشاطات الأسبوعية الروتينية أو النشاطات الجديدة، بما في ذلك الخروج لتناول عشاء عائلي، أو زيارة أحد الأقارب أو الأماكن.
كما ينصح بالنظر إلى التقويم الزمني الخاص بكل يوم في الليلة السابقة لهذا اليوم، وذلك للتأكد مما يجب القيام به في هذا اليوم وتدوين لكل أمر يمكن أن يطرأ على جدول المهام الخاص بهذا اليوم. [1-3]
وهناك عدد من المواقع المتواجدة على الانترنت التي يمكن أن تساعد في تنظيم وقت الأمهات، بما فيها التقويم الذي يوفره جوجل، فهو سهل الاستخدام كما أنه يوفر الوقت المنقضي في تكرار كتابة الأنشطة اليومية في المخطط اليومي أيضًا، ويسمح بمشاركة تقاويم معينة مع الأفراد الآخرين، بما في ذلك أفراد الأسرة والزملاء. [2]
ثانيًا: اتباع روتين معين
يعتبر اتباع روتين يومي معين من النصائح المهمة التي تساعد على تنظيم وقت الأمهات، حيث أن ذلك يجعل الحياة أقل فوضوية، ويبعث الشعور بالاستقرار لدى الفرد، ويساعد في توفير الطاقة العقلية والتقليل من الضغط النفسي والوقت المهدور للتفكير بما يجب فعله في أوقات اليوم المختلفة. [1،4]
وينصح بأن يتضمن هذا الروتين الاستيقاظ والنوم في نفس الوقت كل يوم، بما في ذلك أيام عطلات نهاية الأسبوع، وتخصيص وقت للاعتناء بالنفس أو ممارسة أحد الهوايات أثناء تواجد الأطفال في المدرسة أو دور الحضانة، وتخصيص أوقات محددة لقضائها مع الشريك، وغيرها من الأعمال اليومية الروتينية. [1،4]
ثالثًا: تحديد الأولويات
من الطبيعي أن لا تكون الأم قادرة على القيام بجميع المهام في اليوم الواحد، وهنا تأتي أهمية تحديد الأولويات بهدف تنظيم الوقت، فذلك يمكن أن يساعد في تحديد ما هي الأعمال التي يجب القيام بها الآن وما الذي يمكن أن يؤجل القيام به. [3،5]
ويتم ذلك بتقسيم الأعمال المطلوبة لأربعة أقسام، وهي: [3]
- أعمال عاجلة ومهمة.
- أعمال عاجلة ولكنها ليست مهمة.
- أعمال مهمة ولكنها ليست عاجلة.
- أعمال ليست عاجلة وليست مهمة.
فعند انشغال جدول الأم اليومي بشكل كبير، فمن الضروري القيام أولًا بتلك الأعمال المهمة والعاجلة، فمثلًا، يعد غسل الملابس من الأعمال المهمة ولكنها ليست عاجلة، في حين أن إصلاح السيارة يمكن أن يعد أمرًا مهمًا وعاجلًا في حال كانت وسيلة لإنجاز العديد من المهام اليومية، مثل إيصال الأطفال إلى المدارس أو شراء حاجيات المنزل. [5]
اقرأ أيضًا: نصائح صحية للام في عيدها
رابعًا: مشاركة المهام مع الآخرين
يمكن أن يتم تنظيم أوقات الأمهات من خلال مشاركتها بعض المهام اليومية مع أفراد العائلة الآخرين، بما في ذلك طلب مساعدة الزوج للقيام ببعض المهام، بما فيها المشاركة في استحمام الأطفال. [1،3]
أيضًا، يمكن إشراك الأطفال في ذلك، فمثلًا، يمكن تجربة عدد من أنظمة التعليم البديلة التي تجعل من تنظيف المنزل جزءًا من الأنشطة التي يتعلمها الطفل مبكرًا، وهذا ما يولد الإحساس بالمسؤولية لدى الطفل منذ سن مبكرة. كما يمكن الطلب من الأطفال الكبار القيام بترتيب الطاولة، أو غسل الأطباق، أو وضع الملابس في الغسالة، أو غيرها من المهام المنزلية التي يمكن تحديدها بناء على عمر الطفل. [3،4]
خامسًا: التقليل من تعدد المهام
تسمع الأمهات كثيرًا حول وجوب امتلاكها لموهبة تعدد المهام، حيث تقوم بأكثر من نشاط واحد في الوقت الواحد، ومن الممكن أن يظن المرء لوهلة أن ذلك يمكن أن يساعد على تنظيم وقت الأمهات، ولكنه في الحقيقة يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الأم. [1،3]
فالقيام بمهام متعددة في ذات الوقت يمكن أن يقلل من جودة المهام المطلوبة، بل يمكن أن يؤدي إلى إنجازها بطريقة خاطئة، أيضًا يمكن أن يؤثر ذلك على علاقة الأم بأطفالها أو زوجها، فعدم تركيزها بما يقولونه وهي تمارس مهامها اليومية يمكن أن يؤثر سلبًا عليهم. [3]
أيضًا، يمكن أن يؤثر ذلك سلبًا على صحة الأم العقلية، فمن الممكن أن يدمر الذاكرة، ويقلل التركيز، ويسبب التوتر لديها. [3]
سادسًا: تجنب مشتتات الذهن
يوجد عدد من الممارسات التي يمكن أن تعمل على تشتيت ذهن الأم، ولهذا يجب العمل على تحديدها وإزالتها بهدف تنظيم أوقات الأمهات بشكل أكثر فعالية. [3،5]
ومن أهم الأمور التي يمكن أن تلهي الأم عن ممارسة أعمالها اليومية هي الالتهاء بمواقع التواصل الاجتماعي، فهي تبدأ بإشعار واحد فقط وما هي إلا لحظات لتبدأ الأم بقراءة جميع الرسائل والمنشورات المتواجدة فيها، وفي النهاية تجد نفسها هدرت الكثير من وقتها في القيام بذلك. [3،5]
أيضًا، من الأمور التي تشتت الذهن والتي ينصح بالتخلص منها بهدف تنظيم وقت الأم بشكل أكبر: [5]
- الالتهاء بإضاءة المكان.
- الاستماع للأصوات أو الموسيقى.
- اللعب مع الحيوانات الأليفة.
- قضاء وقت طويل في اللعب مع الأطفال.
سابعًا: الإجابة ب "لا" للآخرين
تتضمن نصائح تنظيم أوقات الأمهات على وجوب تعلم الأم لقول "لا" لطلبات الأفراد الآخرين من حولها غير الضرورية أو غير العاجلة، وخاصة إن كان لديها العديد من المهمات والأولويات الواجب القيام بها. [1،4]
فقول كلمة لا يمكن أن يهدد من علاقتنا مع الآخرين بسبب تولد الشعور بخيبة أمل لديهم، مع ذلك فإن الإجابة على جميع مطالبهم يمكن أن يجعل الأم تشعر بالتوتر، والاكتئاب، والإرهاق في حال لم يكن بمقدورها القيام بجميع مهامها ومتطلبات الآخرين. [4]
اقرأ أيضًا: 10 نصائح مجربة من امهات عن تدريب استعمال النونية
نصائح أخرى لتنظيم أوقات الأمهات
بالإضافة إلى ما تم ذكره سابقًا، يمكن للنصائح التالية أن تساعد على تنظيم أوقات الأمهات: [1،3]
- الحفاظ على وجود مرونة في الجدول اليومي للأم، وذلك لاستيعاب جميع الأحداث والمهام العاجلة، مثل مرض أحد الأطفال.
- الحرص على تخصيص وقت خاص للأم، حيث أن ذلك يساعد في التقليل من الضغوطات والإجهاد الذي تتعرض لهما الأم خلال يومها أثناء أدائها لواجباتها اليومية.
- عدم البحث عن المثالية والحرص على بناء جدول يومي واقعي وعملي يمكن للأم بسهولة القيام به.
- وضع خطة بديلة والتي يمكن اتباعها في الحالات الطارئة أو في حال لم تكن الأم قادرة على القيام بجميع مهامهما اليوم.
نهاية، تتعدد مسؤوليات الأم وواجباتها اليومية ولا بد لها من اتباع جدول منظم بهدف تنظيم وقتها، فذلك يساعد كثيرًا في تقليل الجهد المبذول والضغوطات التي تتعرض لها. ويمكن تنظيم أوقات الأمهات من خلال اتباع عدد من النصائح البسيطة كتوزيع ومشاركة المهام مع أفراد العائلة، وتحديد الأولويات، وتجنب الأمور المشتتة، وغيرها الكثير.
اقرا أيضًا: اهمية تنظيم الوقت في حياة الانسان