من المعروف أن الفيروسات تنتقل من شخص لآخر عن طريق الرذاذ المتطاير عند السعال أو العطس، حيث تتحرك هذه القطرات الصغيرة من شخص مريض في الهواء لتهبط أعلى أفواه أو أنوف الآخرين القريبين منه، كما يمكن أن تنتقل الفيروسات عند ملامسة سطح ملوث بالعدوى، وما إن يقوم الشخص بلمس عينيه أو فمه أو أنفه، حتى يبدأ الفيروس في الدخول إلى الجسم، وخاصةً أن الفيروسات تعيش على الأسطح البلاستيكية أو المعدنية لمدة 24 ساعة أو أكثر مثل فيروس الأنفلونزا، ولكن هل هناك طرق أخرى غير متوقعة لنقل الفيروسات؟ لنتعرف معاً على أبرز هذه الطرق.
طرق غير متوقعة لنقل الفيروسات
فيما يلي أبرز طرق غير متوقعة لنقل الفيروسات:
- دخول غرفة شخص مصاب: حينما يجلس أحد الأشخاص المرضى في غرفة مستشفى أو فندق أو غيرها لفترة طويلة، فإنه ينشر العدوى في جميع أنحاء المكان، وبمجرد مغادرة الغرفة وجلوس شخص آخر بها، فيمكن أن تنتقل العدوى إليه بسهولة، حتى بعد مرور عدة أيام، حيث أن هناك فيروسات تبقى معلقة في الهواء لفترة طويلة من الزمن مثل فيروس الحصبة.
- الأشياء الملوثة: لا تقتصر أماكن العدوى على أسطح المكاتب والطاولات فحسب، ولكن هناك أشياء أخرى غير متوقعة يمكن أن تنقل الفيروسات أكثر من غيرها مثل مقابض الأبواب وأزرار المصاعد أو مفاتيح الضوء، وخاصةً في الأماكن العامة، حيث يمسك بها العديد من الأشخاص على مدار اليوم، ونادراً ما يقوم أحد بتنظيفها، وإن قام أحد الأشخاص المصابين بالإمساك بها، فسوف يسهل انتقال العدوى.
- الغذاء وماء الشرب الملوث: يمكن أن تنتقل الأمراض المعدية عن طريق الطعام والماء الملوثين، مثل عدوى نوروفيروس (بالإنجليزية: Norovirus)، وهي عدوى فيروسية تسبب التسمم الغذائي، وتحدث على هيئة أعراض تشابه أنفلونزا المعدة مثل الشعور بتقلصات وإسهال وغثيان وقيء، وتزداد فرص الإصابة بها للأطفال وكبار السن.
- الحيوانات: قد تنتقل العدوى الفيروسية من الحيوانات إلى الإنسان، وذلك عن طريق ملامسة حيوان يحمل العدوى مثل انفلونزا الخنازير وغيرها، كما أن هناك بعض الفيروسات التي انتشرت مسبقاً عن طريق الطيور مثل انفلونزا الطيور.
- لدغات الحشرات: هناك بعض أنواع الحشرات التي يمكن أن تنقل الفيروسات مثل البعوض، فعندما تحدث اللدغات، يصاحبها حكّة واحمرار في الجلد، كما يمكن فيروسات أخرى عن طريق البعوض مثل فيروس غرب النيل، وهو فيروس خطير يهدد الحياة.
- ماكينات الصراف الآلي: تعتبر ماكينات الصرّاف الآلي أحد أبرز بؤر نقل الجراثيم والفيروسات، حيث يقوم بملامستها الآلاف من الأشخاص على مدار اليوم، وإذا كان أحدهم مريضاً، فيمكنه نقل العدوى إلى أزرار الماكينة، لتنتقل إلى الأشخاص الذين يستخدمونها بعد ذلك، وخاصةً أن هذه الفيروسات يمكن أن تستمر على الأسطح المعدنية لمدة يوم إلى يومين، وأبرزها فيروس الأنفلونزا، كما يمكن أن يستمر الالتهاب الرئوي العقدي في أي مكان من يومين إلى ثلاثة أيام، وكلما طالت مدة لمس الأشياء دون غسلها، زاد خطر إصابة الأشخاص بها.
- الأغراض الشخصية: لا يتصور كثير من الأشخاص أن أغراضهم الشخصية معرضة لحمل العدوى ونقلها، مثل ميدالية المفاتيح أو الهاتف المحمول أو المحفظة وغيرها من الأشياء، فبمجرد وضع أحد هذه الأغراض على سطح يحتوي على العدوى، يمكن أن ينتقل إلى الجسم بسهولة عندما يقوم الشخص بالإمساك بها وملامسة الوجه باليد أو وضع الهاتف المحمول على الوجه.
- حمامات السباحة: تعتبر حمّامات السباحة وسيلة أساسية لنقل العديد من الأمراض، حيث يمكن أن تحمل العديد من الجراثيم التي يمكن أن تنتقل إلى الجسم، وخاصةً في حالة عدم تطهير حمّامات السباحة جيداً والإهتمام بنظافتها باستمرار، كما أن هناك بعض أنواع الجراثيم التي تعيش لفترات طويلة في الماء الساخن.
- استخدام الحمام: يعد الحمّام أحد أكثر الطرق التي تسبب انتقال العدوى، فيمكن أن ينتقل عن طريق البراز أو استخدام قاعدة التواليت الملوثة، وكذلك من خلال استخدام الصنابير التي تم لمسها من قِبل أشخاص مصابين بالعدوى.
للمزيد: قواعد الأمن والسلامة عند السباحة
طرق الوقاية من الفيروسات
لأن الأمراض المعدية يمكن أن تنتشر عن طريق الاتصال المباشر أو غير المباشر، فإن الجميع معرض لخطر الإصابة بها، وتزداد احتمالية الإصابة بالعدوى عند الإقتراب من أشخاص مرضى أو التواجد في مناطق معرضة للجراثيم، وتشمل طرق الوقاية من الفيروسات ما يلي:
- تجنب ملامسة الأسطح العامة: من الأشياء البسيطة التي يجب مراعاتها لتفادي الإصابة بالفيروسات، هي تجنب ملامسة الأسطح العامة التي يمكن أن تحمل العديد من الفيروسات، وفي حالة الاضطرار لملامستها، يجب القيام بغسل اليدين جيداً بعد ذلك في أقرب وقت ممكن، وذلك بواسطة الماء والصابون.
- الانتظام في غسل اليدين: من الضروري الاهتمام بغسل اليدين باستمرار، فهذا يقلل من فرص حدوث الإصابة بالعدوى الفيروسية، ويكون ذلك باستخدام الماء والصابون، والاستمرار في الغسل لمدة 20 ثانية على الأقل، أما في حالة عدم توفر الماء والصابون، يمكن تعقيم اليدين بشكل مؤقت باستخدام معقم يحتوي على الكحول بنسبة 70%، ولكن هذا لا يعتبر بديل للماء والصابون، ويجب غسل اليدين فور توفر مصادر لذلك، وعند التعامل مع أغراض غير شخصية، مثل ماكينات الصرّاف الآلي، فيفضل ارتداء القفازات ذات الإستخدام الواحد، والتخلص منها فور الإنتهاء من استخدام هذه الأغراض، وفي حالة عدم وجود القفازات، فيجب تعقيم اليدين فور الإنتهاء من استخدام هذه الأشياء، وبشكل عام، ينصح بغسل اليدين في المواقف التالية:
- تجنب التواجد في الأماكن المزدحمة: تزداد فرص انتقال العدوى الفيروسية من شخص لآخر في حالة التواجد في الأماكن المزدحمة، وخاصةً الأماكن المغلقة، حيث يسهل انتشار الفيروس عبر الهواء أو الأسطح، ولذلك ينصح بتجنب التواجد في الأماكن المزدحمة بقدر الإمكان، وفي حالة الإضطرار لذلك، يجب مراعاة ترك مسافة أثناء التعامل مع الأشخاص، ويفضل ارتداء الكمامة الوقائية.
- تعقيم الأغراض الشخصية باستمرار: كما ذكرنا من قبل، تعتبر الأغراض الشخصية بيئة خصبة لحمل ونقل العدوى الفيروسية مثل المفاتيح والهاتف المحمول وحافظة النقود وغيرها من الأشياء، ولذلك ينبغي الحرص على تطهير وتعقيم هذه الأغراض باستمرار، وذلك قبل إعادة استخدامها بعد وضعها على الأسطح المختلفة.
- الحذر عند التعامل مع الحيوانات: يحذر التعامل مع الحيوانات الأليفة المتواجدة في الشوارع، حيث يمكن أن تحمل الفيروسات وتنتقل بسهولة إلى الجسم، وفي حالة تربية حيوانات أليفة بالمنزل، فيجب الاهتمام بنظافتها وتطهيرها باستمرار لوقايتها من الإصابة، كما ينبغي استخدام طارد الحشرات والبعوض لتفادي حدوث اللدغات التي يمكن أن تسبب العدوى.
- التأكد من تطهير المنزل باستمرار: يمكن أن تنتشر العدوى الفيروسية بالمنزل بسهولة، ولذلك يجب التأكد من تطهير المنزل باستمرار، وذلك باستخدام المواد التي تساعد على قتل الجراثيم مثل الكلور والكحول، وينصح بتعقيم الأسطح بشكل يومي وتهوية المنزل جيداً بشكل يومي، وخاصةً في حالة تواجد شخص مصاب بعدوى مثل الأنفلونزا.
- التأكد من نظافة الطعام والشراب: هناك العديد من الأمراض التي يمكن أن تنتقل عن طريق الطعام والشراب الملوث، ومنها أمراض فيروسية، ولذلك يجب التأكد من تناول طعام وشراب نظيف، والأفضل هو طهي الطعام بالمنزل لتفادي أي عدوى يمكن أن تنتقل للجسم، أيضاً ينبغي الاهتمام بغسل الخضروات والفواكه جيداً قبل تناولها لأنها يمكن أن تحمل العدوى وتسبب التسمم الغذائي.