تعد الغدة الدرقية أحد الغدد الصماء، تقوم بإفراز هرمونات تنظم الوظائف الحيوية في الجسم مثل ضغط الدم، ودرجة الحرارة، وعمليات التمثيل الغذائي، ودرجة حرارة الجسم. أما سرطان الغدة الدرقية يعتبر نوع نادر من السرطانات، وعادةً ما يكون قابلاً للعلاج ويمكن الشفاء منه تماماً. يصيب سرطان الغدة الدرقية الأشخاص في عمر بين الثلاثينات والذين تزيد أعمارهم عن 60 عام، وتعد النساء أكثر عرضة للإصابة به من الرجال بنسبة مرتين إلى ثلاث مرات.
لا تظهر أعراض سرطان الغدة الدرقية المبكر، لكن مع تقدم الحالة قد يشعر الشخص بألم في الحلق والرقبة، وبحة في الصوت، ويواجه صعوبة في البلع، وحدوث تورم في الغدد الليمفاوية في الرقبة.
تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية
يعد التصوير بالموجات فوق الصوتية أفضل طريقة للحصول على صورة ومعلومات مفصلة عن الغدة الدرقية، إذ يساعد تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية على الكشف عما يلي:
- حجم أي ورم أو انتفاخات، وإظهار فيما إذا كانت صلبة أو مليئة بالسوائل، ويرجح غالباً أن العقد الصلبة هي أورام سرطانية.
- إظهار ما إذا كانت العقدة لها أي خصائص الكتل السرطانية أو أنها كتلة حميدة.
- الكشف عن عدد العقد وحجمها.
- غالباً ما يسهل استخدام التصوير بالموجات الفوق صوتية عملية أخذ خزعة من هذه الكتل وأخذ عينة لفحص الأنسجة.
إضافة إلى ذلك فإن استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية يساهم في الكشف المبكر عن وجود الأورام مما يسهل العلاج، وقد كان الأطباء في الماضي يعالجون سرطان الغدة الدرقية باستئصال الغدة الدرقية الكلي. لكن مع التصوير بالموجات فوق الصوتية فقد ساعد في الكشف عن الجزء المصاب من الغدة وعمل استئصال جزئي للغدة وليس استئصال كلي.
والجدير بالذكر أنه من ضمن فحص الموجات فوق الصوتية يتم فحص الرقبة بشكل تفصيلي للبحث عن أي خلل في العقد الليمفاوية، والتي يزداد انتشارها في حال الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
للمزيد: سرطان الغدة الدرقية
طرق اخرى لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يمكن تشخيص سرطان الغدة الدرقية بعدة طرق، وذلك بحسب الأعراض التي يعاني منها الشخص، والتي قد يسأل الطبيب عنها أو يلاحظها من خلال الفحص البدني، وفي حال الشك في الإصابة بسرطان الغدة الدرقية يطلب الطبيب فحوصات إضافية تتضمن ما يلي:
فحص اليود المشع لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يساعد فحص اليود المشع في تحديد ما إذا كان سبب أورام الرقبة هو سرطان الغدة الدرقية أم لا، وغالباً ما يتم استخدامه عند التأكد من إصابة الشخص بسرطان الغدة الدرقية لتمييز نوع السرطان ومعرفة مدى انتشاره. ويتم استخدام فحص اليود المشع كما يلي:
- إعطاء الشخص كمية من اليود المشع لتناولها على شكل حبوب أو حقنها في الوريد.
- تقوم الخلايا بامتصاص اليود.
- بعدها تستخدم كاميرا خاصة لمعرفة مكان النشاط الإشعاعي.
- توضع كاميرا أمام الرقبة لقياس كمية الإشعاع في الغدة.
- تسمى المناطق التي تخلو من النشاط الإشعاعي العقيدات الباردة والتي غاباً ما تكون أوراماً حميدة أو سرطانية.
- تسمى المناطق التي تستهلك وتظهر المزيد من النشاط الإشعاعي العقيدات الساخنة والتي عادةً ما تكون طبيعية وغير سرطانية.
- قد يتم عمل فحص اليود المشع لكامل الجسم بعد إجراء جراحة للغدة الدرقية للتأكد من عدم انتشار الخلايا السرطانية في مناطق أخرى من الجسم.
للمزيد: اليود المشع لعلاج السرطان
الاشعة السينية للصدر لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يتم إجراء فحص الأشعة السينية لمعرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الرئتين.
التصوير المقطعي المحوسب لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يساعد هذا الفحص على إعطاء صورة مقطعية مفصلة للجسم، ويساهم في تحديد موقع السرطان وحجمه، ومقدار انتشاره في المناطق المجاورة.
التصوير بالرنين المغناطيسي لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يمكن أيضاً أن يعطي التصوير بالرنين المغناطيسي صوراً مفصلة للجسم، والكشف عن مقدار انتشار السرطان في المناطق القريبة أو البعيدة عن الغدة، لكن يعتبر تشخيص سرطان الغدة الدرقية المبكر بالموجات الفوق صوتية الخيار الأول للفحص.
تصوير مقطعي بالاصدار البوزيتروني لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يفيد هذا الفحص في حال كان سرطان الغدة الدرقية أحد أنواع السرطان التي لا تمتص خلاياه اليود المشع، في هذه الحالة يكون فحص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني قادراً على معرفة ما إذا كان السرطان قد انتشر في المناطق الأخرى أم لا.
الخزعة لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يتم أخذ عينة من الخلايا في المنطقة المشتبه بإصابتها بالسرطان لفحص هذه الخلايا في المختبر، وغالباً ما يستخدم الطبيب لإجراء الخزعة إبرة شفط دقيقة.
تحاليل الدم لتشخيص سرطان الغدة الدرقية
يمكن أن تساعد اختبارات الدم في إظهار ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل طبيعي أم لا من خلال فحص مستوى الهرمونات التي تفرزها، مما يساعد الطبيب على تحديد اختبارات أخرى، وتتضمن تحاليل الدم لتشخيص سرطان الغدة الدرقية ما يلي:
- الهرمون المنبه للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Stimulating Hormone): يتم إفراز هذا الهرمون من الغدة النخامية، ويوضح مستواه النشاط الكلي للغدة الدرقية، ويمكن استخدام النتائج للمساعدة في اختيار اختبارات التصوير مثل فحص الموجات فوق الصوتية أو فحوصات اليود المشع، وعادة ما يكون مستوى TSH طبيعياً في سرطان الغدة الدرقية.
- هرمونات الغدة الدرقية وهي T3 و T4: وهي الهرمونات الرئيسية التي تصنعها الغدة الدرقية، وعادة ما تكون مستويات هذه الهرمونات طبيعية عند الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.
- ثايروجلوبولين (بالإنجليزية: Thyroglobulin): وهو بروتين تنتجه الغدة الدرقية، يتم فحص مستوى هذا البروتين بعد العلاج، إذ يجب أن يؤدي العلاج إلى انخفاض شديد في مستوى ثايروجلوبولين في الدم خلال عدة أسابيع بعد العلاج، لكن في حال لم يكن منخفضاً فقد يعني ذلك أنه لا تزال هناك خلايا سرطانية في الجسم، وفي حال ارتفع مستواه مرة أخرى بعد انخفاضه، فهذه علامة على أن السرطان قد عاد.
- الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin): وهو هرمون يساعد في التحكم في كيفية استخدام الجسم للكالسيوم، يتم تصنيعه أيضاً في الغدة الدرقية، في خلايا سي، والتي تصاب بسرطان الغدة الدرقية النخاعي، لذا عند الاشتباه بهذا النوع من السرطان يساعد اختبار الدم لمستويات الكالسيتونين في التحقق من ذلك.
- فحص المستضد السرطاني المضغي (بالإنجليزية: Carcinoembryonic Antigen): واختصاره (CEA)، وهو نوع من البروتينات التي ترتفع عند الإصابة بالسرطان.
للمزيد: جراحة الغدة الدرقية
فحص الحبال الصوتية
ويسمى أيضاً تنظير الحنجرة، إذ تؤثر أورام الغدة الدرقية أحياناً على الحبال الصوتية، لذا يتم عمل تنظير الحنجرة لمعرفة ما إذا كانت الحبال الصوتية تتحرك بشكل طبيعي أم لا، خاصةً إذا كان الشخص سيخضع لعملية جراحية لعلاج سرطان الغدة الدرقية.
انواع سرطان الغدة الدرقية
توجد أربعة أنواع سرطان رئيسية تصيب الغدة الدرقية، نذكرها فيما يلي:
- سرطان الغدة الدرقية الحليمي: وهو النوع الأكثر شيوعاً، يمثل 8 من 10 حالات من حالات سرطان الغدة الدرقية، ويصيب الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عاماً.
- سرطان الغدة الدرقية الجريبي: يميل هذا النوع للتأثير على الأشخاص البالغين في منتصف العمر، ويصيب 1 من كل 10 حالات.
- سرطان الغدة الدرقية النخاعي: يمثل أقل من 1 من كل 10 حالات.
- سرطان الغدة الدرقية الكشمي: ويعد هذا النوع الأكثر ندرة والأكثر خطورة، ويمثل ما يقارب 1 من كل 50 حالة، ويصيب الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عام.