تختلف أنواع السكتات الدماغية فيما بينها من حيث الأسباب وطرق العلاج، لكن تتشابه في معظم الأعراض والمضاعفات المحتمل أن تنتج عنها. وتعد السكتة الدماغية حالة طبية طارئة تحدث بسبب وجود عائق يمنع تدفق الدم والأكسجين إلى جزء معين من الدماغ.
تعرف في هذا المقال على أنواع السكتات الدماغية الرئيسية والفرعية وأسباب كل منها.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
أنواع السكتات الدماغية
تشمل أنواع السكتات الدماغية الرئيسية ما يلي:
السكتة الدماغية الإقفارية
تعد السكتة الدماغية الإقفارية (بالإنجليزية: Ischemic Stroke)أكثر أنواع السكتات الدماغية شيوعاً، وتحدث عند انسداد أحد الأوعية الدموية في الرقبة أو الدماغ، مما يعيق تدفق الدم والأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، الأمر الذي قد يتسبب في بدء خلايا وأنسجة المخ خلال دقائق. [2][3]
أسباب السكتة الدماغية الإقفارية
تشمل أسباب السكتة الدماغية الإقفارية ما يلي: [1][3]
- جلطة دموية: تبدأ الجلطات الدموية عادةً في القلب وتنتقل عبر الدورة الدموية، فإما أن تتفكك من تلقاء نفسها أو تستقر في أحد الشرايين. عند استقرار الجلطة الدموية في أحد الشرايين التي تمد الدماغ بالدم، تسبب عدم حصول الدماغ على ما يكفي من الدم أو الأكسجين، مما يؤدي إلى بدء موت الخلايا.
- تراكم دهني على البطانة الداخلية للأوعية الدموية: يمكن أن تحدث السكتة الدماغية الإقفارية بسبب تراكم اللويحات (الدهون) في أحد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم، حيث قد ينفصل جزء من هذه اللويحات عن الشريان مسبباً انسداداً يمنع تدفق الدم إلى الدماغ، أو قد يسبب تراكم اللويحات تصلب الشرايين وتضيقها بدرجة كبيرة تؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية.
أنواع السكتة الدماغية الإقفارية
تشتمل أنواع السكتات الدماغية الإقفارية على نوعين، وهما: [2]
السكتة الدماغية الخثارية
تحدث السكتة الدماغية الخثارية (بالإنجليزية: Thrombotic Stroke) نتيجة تطور جلطة دموية في الشرايين التي تزود الدماغ بالدم، وتعد من أنواع السكتات الدماغية الشائعة بين كبار السن، وخاصة الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول، أو تصلب الشرايين، أو مرض السكري.
في معظم الحالات، تظهر أعراض السكتة الدماغية الخثارية بشكل مفاجئ، لكن قد تظهر أحياناً بشكل تدريجي على مدار ساعات أو أيام.
يمكن أن يسبق السكتة الدماغية الخثارية الإصابة بسكتات دماغية تحذيرية لمرة واحدة أو أكثر، وتعرف هذه السكتات التحذيرية باسم النوبات الإقفارية العابرة، وهي عبارة عن سكتات دماغية تستمر أعراضها في الغالب لبضع دقائق فقط. [2]
السكتة الدماغية الصمية
غالباً ما تحدث السكتة الدماغية الصمية (بالإنجليزية: Embolic Strokes) نتيجة تطور جلطة دموية في مكان ما من الجسم وانتقالها إلى الدماغ عبر مجرى الدم.
يمكن أن تحدث السكتات الدماغية الصمية بشكل مفاجئ دون أي مؤشرات تحذيرية، ويزداد خطر الإصابة بها لدى الأشخاص الذين خضعوا لجراحة في القلب ومرضى القلب على نحو عام، خاصة مرضى الرجفان الأذيني. [2][4]
السكتة الدماغية النزفية
تحدث السكتة الدماغية النزفية (بالإنجليزية: Hemorrhagic Stroke) عند تمزق أحد الأوعية الدموية في الدماغ، مما يؤدي إلى حدوث نزيف الدماغ. وعلى نحو مشابه لأنواع السكتات الدماغية الأخرى، يمكن أن تسبب السكتة الدماغية الصمية موت الأنسجة والخلايا في الدماغ، وذلك نتيجة الدم المتجمع من النزيف، والذي يسبب إعاقة وصول إمدادات الدم والأكسجين. [2][5]
أسباب السكتة الدماغية النزفية
من أسباب تمزق الأوعية الدموية في الدماغ والتسبب بالسكتة الدماغية النزفية ما يلي: [1]
- تمدد الأوعية الدموية، والذي قد يسبب انتفاخها وتمزقها.
- التشوه الشرياني الوريدي، أي وجود أوعية دموية غير طبيعية، تكون عرضةً للتمزق.
- ارتفاع ضغط الدم الشديد، والذي قد يؤدي إلى إضعاف الأوعية الدموية الصغيرة في الدماغ، وبالتالي تمزقها وحدوث نزيف.
أنواع السكتة الدماغية النزفية
يتم تصنيف السكتات الدماغية النزفية إلى نوعين، وهما:
السكتة الدماغية الناتجة عن نزيف فى المخ
يعد النزف في أنسجة المخ (بالإنجليزية: Intracerebral Hemorrhage) من أكثر أسباب السكتة الدماغية شيوعاً، والذي يمكن أن يحدث بسبب: [2][6]
- ارتفاع ضغط الدم المزمن، إذ قد يسبب بعض التغيرات في شرايين الدماغ تجعلها أكثر عرضةً للتمزق.
- التعرض لضربة أو صدمة في الرأس.
- اعتلال الأوعية الدموية النشواني، وهو تراكم البروتين في جدران الشرايين.
- الأورام والتشوهات الوعائية في الدماغ.
تعد السكتات الدماغية النزفية في المخ أكثر شيوعاً عند الرجال، والأشخاص أكبر من 55 عام، وعادةً ما تحدث بشكل مفاجئ وسريع دون ظهور علامات تحذيرية مسبقة، وهي من أنواع السكتات الدماغية الأشد خطورة، وقد تسبب الدخول في غيبوبة أو الوفاة. [2][6]
السكتة الدماغية الناتجة عن نزيف في المنطقة تحت العنكبوتية
يعد النزف تحت العنكبوتية (بالإنجليزية: Subarachnoid Hemorrhage) من أنواع السكتات الدماغية غير الشائعة، والتي تحدث نتيجة نزيف بين الدماغ والغشاء المحيط به والذي يعرف باسم السحايا. ويمكن أن يكون هذا النوع من السكتات مهدداً للحياة. ومن أسبابها: [2]
- تمدد الأوعية الدموية، والذي قد يكون خلقياً أو تطور في وقت لاحق بسبب ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين أو أسباب أخرى.
- التشوه الشرياني الوريدي، وهو اضطراب خلقي.
- التعرض لصدمة في الرأس.
اقرأ أيضاً: أعراض السكتة الدماغية
أنواع السكتات الدماغية الأخرى
بالإضافة إلى نوعي السكتات الدماغية الرئيسيين السابق ذكرهما، هناك أنواع أخرى من السكتات الدماغية، مثل:
السكتة الدماغية الصغيرة
تعرف السكتة الدماغية الصغرى أيضاً اسم السكتة الدماغية الإقفارية العابرة (بالإنجليزية: Transient Ischemic Attack (TIA))، وتعد سكتة تحذيرية تشتمل على انقطاع تدفق الدم إلى الدماغ بشكل مؤقت، وتستمر أعراضها لفترة زمنية قصيرة تتراوح من بضع دقائق إلى أقل من 24 ساعة.
غالباً لا تسبب السكتة الدماغية الصغيرة تلفاً دائماً في الدماغ، لكنها كثيراً ما تمثل تحذيراً يسبق الإصابة بالسكتة الدماغية الكبيرة. [1][5]
للمزيد: أعراض الجلطة الدماغية العابرة
السكتة الدماغية الصامتة
لا تسبب السكتة الدماغية الصامتة (بالإنجليزية: Silent Stroke) أي أعراض ملحوظة، وغالباً ما تحدث بسبب انسداد أحد الأوعية في الدماغ، مما يسبب موت خلايا الدماغ.
في معظم الحالات، لا يدرك الأفراد إصابتهم بالسكتة الدماغية الصامتة على الرغم من كونها قد تسبب تلفاً دائماً في الدماغ. لكن في حال تكررت الإصابة بها، فقد يعاني المريض من بعض الأعراض، مثل: [7]
- مشاكل في الذاكرة.
- مشاكل في المهارات المعرفية والعقلية.
يتم الكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية الصامتة من خلال ملاحظة الضرر الناتج عنها في الدماغ في حال خضوع المريض لتصوير الدماغ إما بسبب الشك بالإصابة بها أو لدواعي طبية أخرى.
السكتة الجذعية الدماغية
تحدث السكتة الدماغية الجذعية (بالإنجليزية: Brain Stem Stroke) نتيجة وجود ما يعيق تدفق الدم إلى جذع الدماغ (قاعدة الدماغ المتصلة بالحبل الشوكي). وقد تكون ناجمة عن جلطة دموية أو نزيف دموي. [8]
غالباً ما تؤثر السكتة في جذع الدماغ على جانب واحد فقط من الجسم، لكن قد تؤثر في بعض الأحيان على جانبي الجسم، وحينها تسبب الشلل وعدم القدرة أو التحرك من أسفل الرقبة. [4][5]
السكتة الدماغية خفية المنشأ
تشير السكتة الدماغية خفية المنشأ إلى عدم قدرة مقدمي الرعاية الصحية تحديد سبب اضطراب تدفق الدم إلى الدماغ. وهي من أنواع السكتات الدماغية صعبة العلاج نتيجة عدم معرفة أسبابها.
تتشابه أعراض السكتة الدماغية غير معروفة السبب مع أعراض السكتات الدماغية الأخرى. [5]