ربما يبدو للوهلة الأولى أن اسم المقال غريب بعض الشيء، ولكنه مجرد دعابة مشتقة من الترجمة الحرفية لاسم (Truelove) الذي قام مع زميله (Witts) بعمل النظام الأشهر لتقييم شدة مرض القولون التقرحي، و رغم قدم هذا النظام الذي يعود لعام 1955 الا انه لا يزال يُستخدم حتى الان لفاعليته وبساطته؛ اذ لا يتطلب سوى الاستماع لشكوى المريض مع قياس كلا من درجة الحرارة والنبض وتحليلين بسيطين هما عد الدم الكامل و سرعة الترسيب.
وتنقسم شدة القولون التقرحي طبقا لمؤشر خطورة (ترولڤ و ويتس) الى ثلاث درجات:
• خفيفة: اذا كان المريض يتبرز أقل من 4 مرات يوميا، وكمية الدم بالبراز قليلة ومتقطعة، مع عدم وجود ارتفاع بدرجة الحرارة أو سرعة بنبضات القلب أو أنيميا، وسرعة الترسيب طبيعية.
• متوسطة: اذا كان المريض يتبرز 4 أو 5 مرات يوميا، وكمية الدم بالبراز قليلة ومتقطعة، مع عدم وجود ارتفاع بدرجة الحرارة أو سرعة بنبضات القلب أو أنيميا، وسرعة الترسيب طبيعية.
• شديدة: اذا كان عدد مرات التبرز 6 أو أكثر، وكمية الدم بالبراز كبيرة، مع وجود ارتفاع بدرجة الحرارة وسرعة بنبضات القلب وأنيميا، وارتفاع بسرعة الترسيب.
و لقد حل تنظير القولون محل أشعة الباريوم لتقسيم مرضى القولون التقرحي طبقا لمساحة انتشار المرض الى:
• التهاب بالمستقيم فقط.
• التهاب بالمستقيم والقولون السيني فقط (القولون السيني هو الجزء القولوني الواصل بين القولون النازل والمستقيم وسمي بهذا الاسم لأنه يشبه الحرف الانجليزي S).
• التهاب الجانب الأيسر من القولون (أي التهاب يشمل القولون النازل والسيني والمستقيم).
• التهاب بكامل القولون.
ولتنظير القولون دور اخر بخلاف تشخيص وتحديد مساحة المرض وهو الرصد المبكر بخزعات متعددة من نسيج القولون لتحولات الخلايا، وهذا الرصد يجب أن يجرى بانتظام كل سنتين بعد مرور 8 سنوات من تشخيص التهاب كامل القولون أو مرور 15 سنة من تشخيص التهاب الجانب الأيسر من القولون، اذ كلما زادت مساحة الالتهاب (بالإضافة الى طول مدة المرض وضعف الاستجابة للعلاج) كلما ارتفعت نسبة حدوث سرطان القولون.
أشعة X العادية
- ارتفاع درجة حرارة المريض وتسارع نبضات قلبه مع وجود زيادة بعدد كريات الدم البيضاء ربما يعني (حالة شديدة) بمؤشر (ترولڤ و ويتس) ولكنه قد يعني أيضا تمدد القولون السام وهو من أخطر مضاعفات القولون التقرحي،
- هنا يأتي دور أشعة X العادية التي تستطيع تشخيص تمدد القولون السام بسهولة؛ اذا أظهرت أن قطر القولون –أو قطر منطقة معينة منه– يزيد عن 5 سنتيمترات أو أن القولون محاط بالهواء من الخارج (بشرط الا يكون هذا بعد التنظير).
انزيمات الكبد
- تحول ملتحمة العين الى اللون الأصفر مع حكة بالجلد يجب أن يُلفت انتباه الطبيب الى التهاب الأوعية الصفراوية التصلبي الذي يحدث ل 5% من مرضى القولون التقرحي، والذي يمكن التأكد منه بارتفاع انزيمي (Alkaline Phosphatase) و (Gamma Glutamyl Transferase)، وهذا الالتهاب هو نذير خطر لحدوث سرطان الأوعية الصفراوية.
الفحص السريري العام
قد يُظهر الفحص السريري العام بعض العلامات المرضية بالعين أو الجلد أو المفاصل تكون مصاحبة أحيانا لكلا من مرض القولون التقرحي و مرض كرون وهي رغم كونها علامات غير معوية الا انها تشير الى نشاط الالتهاب القولوني:
• العين: احمرار بالعين بدون ألم نتيجة لالتهاب الجزء الخارجي من الصلبة (Episcleritis) أو احمرار مصحوب بألم وعدم القدرة على مواجهة الضوء نتيجة لالتهاب العنبية (uveitis).
• الجلد: دوائر حمراء مؤلمة – في نفس مستوى الجلد- على الساق تسمى احمرار الجلد العقدي (Erythema nodosum) أو قرح صديدية نخرية –أقل من مستوى الجلد- ذات حواف بارزة بنفسجية اللون على الساق أو البطن تسمى تقيح الجلد الغنغريني (Pyoderma gangrenosum).
• المفاصل: هناك تباين غريب في هذا الشأن فاذا حدث الالتهاب بالمفاصل الكبيرة مثل الكاحل أو الركبة أو الكوع يكون دليلا على ازياد النشاط القولوني ويتحسن بتحسنه ولكن الالتهاب بالفقرات (Ankylosing spondylitis) قد يصاحب القولون التقرحي ولكنه لا يعبر عن نشاطه.
اقرأ أيضاً:
ماذا تعرف عن القولون التقرحي
التهاب القولون التقرحي وكيفية التعامل معه
سرطانا القولون والمستقيم كيف نتقي شرهما
الفحوصات المهمة للوقاية من سرطان القولون