تختلف طرق علاج عسر الهضم من حالة لأخرى بناءً على شدة الأعراض والأسباب الكامنة وراء الإصابة به، وتتنوع طرق العلاج ما بين العلاج الدوائي، والعلاج بالأعشاب، بالإضافة إلى تغيير نمط الحياة واتباع نظام غذائي صحي. [1]
تعرف في هذا المقال على كيفية علاج عسر الهضم بالأدوية، والأعشاب، وما هي الطرق الطبيعية التي تساهم في التخفيف من أعراض عسر الهضم.
علاج عسر الهضم
يعد عسر الهضم (بالإنجليزية: Indigestion) أو ما يعرف أيضاً باسم سوء الهضم (بالإنجليزية: Dyspepsia)عرضاً وليس مرضاً بحد ذاته، لذا فإن علاج عسر الهضم يبدأ بعلاج المسبب الأساسي لحدوثه. [1]
غالباً ما يتحسن عسر الهضم من تلقاء نفسه مع مرور الوقت، فمثلاً عند الإصابة بعسر الهضم بعد تناول وجبة دسمة، قد يقل الشعور بعدم الراحة مع الوقت، حيث يبدأ الجسم في هضم الطعام.
مع ذلك، فقد يساهم تناول بعض الأدوية والأعشاب الطبيعية، وكذلك تغيير نمط الحياة في علاج أعراض عسر الهضم والوقاية منه. [2]
علاج عسر الهضم بالأدوية
تستخدم العديد من الأدوية في علاج عسر الهضم الشديد أو المتكرر، بعضها يمكن صرفه دون وصفة طبية والبعض الآخر يتطلب وصفة طبية.
تشمل أدوية علاج عسر الهضم ما يلي:
مضادات الحموضة
تعد مضادات الحموضة الخيار الأول للتخفيف من عسر الهضم، حيث تعمل على الحد من الشعور بالحرقة عن طريق معادلة حمض المعدة، ويمكن استعمالها دون الحاجة إلى وصفة طبية.
ومن أمثلة مضادات الحموضة ما يلي: [1][3]
- كربونات الكالسيوم (بالإنجليزية: Calcium Carbonate).
- بيكربونات الصوديوم (بالإنجليزية: Sodium Bicarbonate).
- هيدروكسيد الألومنيوم (بالإنجليزية: Aluminum Hydroxide).
- هيدروكسيد المغنيسيوم (بالإنجليزية: Magnesium Hydroxide).
حاصرات مستقبلات الهيستامين 2
تعمل هذه الأدوية على علاج عسر الهضم عن طريق تقليل كمية الحمض الذي تفرزه المعدة وهي أكثر فاعلية من مضادات الحموضة، ويتاح بعضها دون وصفة طبية. [1]
نذكر فيما يلي بعض أنواع حاصرات مستقبلات الهيستامين 2: [3]
- السيميتيدين (بالإنجليزية: Cimetidine).
- الفاموتيدين (بالإنجليزية: Famotidine).
- النيزاتيدين (بالإنجليزية: Nizatidine).
مثبطات مضخة البروتون
تعد مثبطات مضخة البروتون أكثر فاعلية من حاصرات مستقبلات الهيستامين 2 في علاج عسر الهضم، حيث أنها تقلل من إفراز حمض المعدة على نحو أكبر، كما أن تأثيرها يدوم فترةً أطول. ويصرف بعض أنواعها دون وصفة طبية. [1]
تتضمن مثبطات مضخة البروتون ما يلي: [3]
- الإيزوميبرازول (بالإنجليزية: Esomeprazole).
- اللانزوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole).
- الأوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole).
- البانتوبرازول (بالإنجليزية: Pantoprazole).
- الرابيبرازول (بالإنجليزية: Rabeprazole).
الأدوية المحفزة لحركة القناة الهضمية
تعزز هذه الأدوية من حركة الطعام عبر القناة الهضمية، حيث أنها تقوي عضلة المريء العاصرة فتقلل من فرصة ارتداد الحمض، بالإضافة إلى أنها تعمل على تفريغ محتويات المعدة إلى الاثنى عشر بشكل أسرع. [1][3]
عادةً ما تصرف هذه الأدوية بوصفة طبية لعلاج عسر الهضم الناجم عن خزل المعدة، ومن أمثلتها الميتوكلوبراميد (بالإنجليزية: Metoclopramide).
تجدر الإشارة إلى أن دواء الميتوكلوبراميد قد يؤدي إلى حدوث آثار جانبية لدى بعض الأشخاص، مثل التعب، والاكتئاب، والقلق، وحركات لاإرادية متكررة بالفم، والوجه، والأطراف. [1]
المضادات الحيوية
قد يكون عسر الهضم عرضاً لعدوى جرثومة المعدة، وفي هذه الحالة قد يصف الطبيب نوعين أو أكثر من المضادات الحيوية معاً للقضاء على جرثومة المعدة وعلاج عسر الهضم نهائياً.
تشمل أنواع المضادات الحيوية الشائع استخدامها لعلاج عسر الهضم ما يلي: [1][3]
- الأموكسيسيلين (بالإنجليزية: Amoxicillin).
- الكلاريثروميسين (بالإنجليزية: Clarithromycin).
- التتراسيكلين (بالإنجليزية: Tetracycline).
- الميترونيدازول (بالإنجليزية: Metronidazole).
اقرأ أيضاً: آلام عسر الهضم غير الناجمة عن القرحة
علاج عسر الهضم بالأعشاب الطبيعية
يفضل بعض الأشخاص تناول الأعشاب لعلاج عسر الهضم عوضاً عن استخدام الأدوية المضادة للحموضة. [4]
نذكر فيما يلي بعض الأعشاب التي تساعد علىعلاج عسر الهضم:
- الزنجبيل: يحتوي الزنجبيل على الجينجرول ومواد فعالة أخرى تعمل على تقليل حموضة المعدة، والتخفيف من الشعور بالغثيان وعسر الهضم، كما أنه يعمل على زيادة حركة المعدة لتفريغ محتوياتها في الأمعاء، وبذلك يخفف من عسر الهضم. [4][5]
- البابونج: يساهم البابونج في علاج عسر الهضم والانتفاخ؛ نظراً لخصائصه المضادة للالتهاب التي تعمل على تقليل حمض المعدة، وتخفيف آلامها، والحد من تقلصات البطن، بالإضافة إلى أنه يساعد على الاسترخاء والنوم. [4]
- النعناع: يحتوي النعناع على المنثول الذي يعمل كمسكن طبيعي لآلام المعدة ومضاد للتقلصات، فضلاً عن أنه يخفف من الشعور بالغثيان وعسر الهضم، ولكن لا ينصح بشرب شاي النعناع للأشخاص الذين يعانون من ارتجاع المريء أو قرحة المعدة. [4]
- بذور الشمر: تعمل بذور الشمر على علاج عسر الهضم والإمساك عن طريق الحد من تقلصات البطن، والغثيان، والانتفاخ. [4][6]
تتمتع بذور الشمر أيضاً بخصائص مضادة للالتهاب تفيد في التخفيف من تهيج الأمعاء وتحسين عملية الهضم؛ مما يساعد في علاج الإمساك والغازات. [6]
- الكمون: يساهم الكمون في علاج عسر الهضم والقولون العصبي، حيث يعمل على تقليل حمض المعدة، والقضاء على الغازات، وتقليل التهاب الأمعاء، ويساعد في علاج التقلصات، والانتفاخ المرتبط بالقولون العصبي. كما أنه يعمل كمضاد للميكروبات. [5][7]
للمزيد: علاج عسر الهضم بالأعشاب
علاج عسر الهضم طبيعيا
يمكن أن يساهم تناول بعض الأطعمة واتباع بعض الطرق المنزلية البسيطة في علاج عسر الهضم، مثل: [4][5][8]
- استخدام وسادة تدفئة: يفيد وضع وسادة التدفئة على البطن في تهدئة الشعور بالغثيان، وإرخاء العضلات، وتقليل الشعور بالتقلصات، كذلك يساعد أخذ حمام دافئ على تخفيف أعراض اضطراب المعدة.
- شرب الماء والليمون: تعود فوائد شرب الليمون والماء في علاج عسر الهضم إلى تأثيره القلوي الذي يعادل حمض المعدة ويحسن عملية الهضم.
- خليط الماء والليمون وصودا الخبز: ينتج هذا الخليط حمض الكربونيك الذي يساهم في تقليل الانتفاخ والغازات بعد الأكل. بالإضافة إلى أن الحموضة والعناصر الغذائية الأخرى الموجودة في عصير الليمون تساعد في هضم وامتصاص الدهون.
- اتباع حمية برات: تتميز حمية برات باحتوائها على أطعمة تساعد على علاج عسر الهضم والإسهال، حيث تعتمد على الموز، والأرز الأبيض، وعصير التفاح، والخبز المحمص، وهي أطعمة خفيفة تهدئ من اضطراب المعدة، وتحد من الشعور بالغثيان والإسهال.
للمزيد: علاج عسر الهضم في المنزل
علاج عسر الهضم النفسي
يمكن أن يتسبب الإجهاد النفسي في الإصابة بعسر الهضم، لذلك قد يوصي الطبيب بالخضوع لنوع من العلاج النفسي يسمى العلاج بالكلام، وفيه يساعد المعالج المريض على إيجاد طرق للتعامل مع الضغوطات اليومية. كذلك يساهم التأمل وممارسة تمارين الاسترخاء في تخفيف القلق والتوتر.
قد يوصي الطبيب بتناول مضادات الاكتئاب فترة قصيرة وبجرعات منخفضة لعلاج عسر الهضم المرتبط بالاكتئاب أو القلق. [1]
كيفية الوقاية من عسر الهضم
هناك العديد من النصائح التي تساعد في علاج عسر الهضم الخفيف الذي قد يصاب به الشخص من فترة لأخرى، كما أن لها دوراً في علاج عسر الهضم المزمن والوقاية من الإصابة به.
تتضمن هذه النصائح ما يلي: [1]
- تجنب تناول الأطعمة التي قد تسبب عسر الهضم، مثل الأطعمة الحارة، والحامضة، والمقليات، والشكولاتة، والبصل، والثوم.
- الحد من شرب الصودا واستبدالها بالماء.
- تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين.
- الامتناع عن شرب الكحول والإقلاع عن التدخين لأنه يهيج المعدة.
- تناول 6 وجبات صغيرة في اليوم عوضاً عن تناول 3 وجبات كبيرة.
- تناول الطعام ببطء ومضغه جيداً.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة لأنها تضغط على المعدة.
- تجنب ممارسة الرياضة بعد تناول الطعام مباشرةً.
- الحفاظ على وزن معتدل.
- الانتظار مدة 3 ساعات على الأقل بعد تناول العشاء قبل الذهاب إلى النوم.
- الحرص عن رفع الرأس على وسادة عند النوم، بحيث تصبح أعلى من القدم.
- الحد من التوتر عن طريق تعلم طرق التحكم في التوتر، مثل تقنيات الاسترخاء والارتجاع البيولوجي.