انتشرت عدوى فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: Corona Virus)، أو ما يعرف بكوفيد 19 (بالإنجليزية: Covid-19)، بسرعة كبيرة خلال الأشهر الستة الماضية، وأصبحت بذلك جائحة تهدد حياة ملايين البشر، حيث تسببت عدوى فيروس كورونا الجديد في عام 2019 في حدوث مجموعة من الأعراض التنفسية الوخيمة، والتي ارتبطت بدخول الكثير من الحالات إلى وحدة العناية المركزة، وارتفاع معدل الوفيات في جميع بلدان العالم ومازالت أعداد الإصابات في تزايد مستمر حتى الآن.
ومن هنا ظهرت الحاجة الملحة إلى إيجاد نهج علاجي آمن وفعال خاصة للمرضى المصابين بفيروس كورونا ويعانون من أمراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي.
واتجهت العديد من الجهود والاستثمارات في البحث عن وسيلة للعلاج والتغلب على هذه الأزمة، وكان من بينها تجربة علاج فيروس كورونا المستجد بالخلايا الجذعية (بالإنجليزية: Stem Cells)، فهل استخدام الخلايا الجذعية في علاج فيروس كورونا (بالإنجليزية: Corona) هو العلاج الواعد؟ وكيف لنوع محدد من الخلايا مثل الخلايا الجذعية المساهمة في علاج هذا الوباء؟
وفقاً لما قالته شركة نيو جيرسي للتكنولوجيا الحيوية (بالإنجليزية: New Jersey Biotech Company) فإنه سيبدأ العلاج التجريبي بالخلايا الجذعية والمشتق من المشيمة البشرية من خلال إجراء اختبارات مبكرة على المرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد.
ويشمل العلاج نوعاً من الخلايا الجذعية يدعى الخلايا القاتلة الطبيعية (بالإنجليزية: Natural Killer Cells) والتي توجد في المشيمة بصورة طبيعية لتساهم بدورها في حماية الطفل أو الجنين من الفيروسات التي قد تنتقل إلى الأم ومنها إلى الجنين.
وأظهر السيد جولياني (المحامي الشخصي للرئيس ترامب) مؤخراً مقابلة مع مؤسس الشركة المنتجة لهذا العقار على موقعه عبر الإنترنت وقال على تويتر أن المنتج لديه قدرة حقيقية وفعالية في مكافحة فيروس كورونا الجديد، كما تشير النتائج الأولية بتجربة العلاج بالخلايا الجذعية إلى قدرة هذه الخلايا على إمكانية تجديد الخلايا التالفة في الجسم جراء الإصابة بالمرض وقدرتها على الشفاء، ولكن لم يستخدم العلاج بعد على أي مريض تظهر عليه أعراض فيروس كوفيد -19.
واستنكر بذلك دور منظمة الغذاء والدواء (بالإنجليزية: FDA) أيضاً لعدم تحركها بسرعة أكبر لاعتماد العلاجات المحتملة ومن بينها العلاج بالخلايا الجذعية.
وقد تم إجراء مجموعة أخرى من الدراسات حول دور الخلايا الجذعية في علاج فيروس كورونا الجديد على عدد من المرضى ومتابعة حالتهم الصحية طوال فترة العلاج ولمدة 180 يوم، واتضح من خلالها الدور الفعال للخلايا الجذعية في علاج بعض المضاعفات التي تظهر على المرضى المصابين بالمرض، فقد ظهر تحسن كبير لدى المرضى الذين يعانون من تليف الكبد المنحل (بالإنجليزية: Decompensated Liver Cirrhosis) وتليف المرارة الأولي أو ما يعرف بتشمع المرارة (بالإنجليزية: Primary Biliary Cirrhosis) وحالات الفشل الكلوي المزمن والحاد (بالإنجليزية: Acute And Chronic Liver Failure) والتغيرات المرضية للجهاز التنفسي والتهاب الرئة لدى المرضى الذين يعانون من الالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى ظهور تحسن كبير في خفض درجة حرارة الجسم والتغلب على الحمى، مساهما بذلك في زيادة معدلات الشفاء وخفض معدل الوفيات.
ولا يوجد إلى الآن علاج مثبت أو فعال لعلاج فيروس كورونا خصوصاً لمن تظهر عليهم أعراض الجهاز التنفسي والالتهاب الرئوي، وقد اتجه الأطباء إلى استعمال عدة علاجات بما في ذلك عقاقير علاج الملاريا (بالإنجليزية: Malaria) والتي كانت تستخدم قديماً، ومضادات فيروسات نقص المناعة البشرية أو ما يعرف بالإيدز (بالإنجليزية: AIDS) وتجربتها لدى العديد من المرضى في جميع أنحاء العالم.
ويعتمد العلاج حالياً بصورة رئيسية على علاج الأعراض للحد من تفاقم الأمر، وفي الحالات الشديدة، ينبغي أن يشمل العلاج توفير الرعاية الصحية اللازمة لدعم الوظائف الحيوية للأعضاء مثل أعضاء الجهاز التنفسي، وأعضاء الجسم الداخلية مثل الكبد والكلى وغيرها.
للمزيد اقرأ: البحوث التي تجرى حول علاج فيروس كورونا
اقرأ أيضاً: آخر تطورات فيروس كورونا الجديد كوفيد 19