تعرف الصدفية (بالإنجليزية:Psoriasis) بأنها مرض جلدي مزمن ليس له علاج طبي، وهي عبارة عن بقع جلدية مسببة للحكة، يمكن السيطرة عليها والتخفيف من الأعراض المرافقة لها، من خلال روتين علاجي يحدده الطبيب، قد يصاحبه بعض العلاجات الطبيعية البديلة، مثل علاج الصدفية بالزيوت.
تعتبر الصدفية مرض من أمراض المناعة الذاتية، حيث يهاجم الجهاز المناعي خلايا الجسم نفسه في الجلد، بدلاً من الكائنات المعدية، ثم يجدد الجلد الخلايا بسرعة أكبر من المعتاد، يؤدي هذا التراكم السريع لخلايا الجلد إلى ظهور التهابات ولويحات بلون الفضة على سطح الجلد، تترافق هذه التراكمات مع حكة، وألم، وجفاف الجلد، واحمرار الجلد.
يظهر مرض الصدفية بطرق مختلفة عند الأشخاص، فمن الممكن أن يصيب الجسم بأكمله أو أجزاء محددة منه، وتقسم أعراض مرض الصدفية إلى خفيفة، ومتوسطة، وحادة، يعتمد هذا التصنيف على كمية المناطق المتضررة من الجسم.
يفضل الكثير استخدام العلاجات المنزلية البديلة في علاج الصدفية، مثل الزيوت الأساسية. الزيوت الأساسية هي مستخلصات نباتية مركزة أثبتت فاعلية كبيرة لحالات معينة، بما في ذلك الأمراض الجلدية، مثل الصدفية. إليك فيما يلي طرق علاج الصدفية بالزيوت، وأهم الزيوت الأساسية المستخدمة لذلك.
انواع الزيوت المستخدمة في علاج الصدفية
كما هو الحال مع العديد من الحالات التي يصعب إدارتها طبياً وتحتاج إلى علاج، تتوافر العلاجات البديلة التي غالبا ما ترتكز بشكل أساسي على الطب التقليدي.
الزيوت الأساسية هي واحدة من البدائل للعلاج الطبي والمتوفرة للأشخاص الذين يعانون من الصدفية، وتعرف الزيوت الأساسية بأنها زيوت عطرية طيارة تستخرج من النباتات، وتحمل رائحة النبات التي تستخرج منه ويتم الحصول عليها عن طريق التقطير، وهذا يعني أنها يمكن أن تتبخر بسهولة، لهذا يتم تكثيفها وجمعها خلال عملية التقطير.
ومن الجدير بالذكر أنه لا يجب الاعتماد على الزيوت الأساسية كعلاج أولي في علاج الصدفية، ولكن يمكن استخدامها كعلاج مكمل بعد استشارة الطبيب. في السطور التالية أبرز أنواع الزيوت التي يعتمد عليها علاج الصدفية بالزيوت.
اقرأ أيضاً: علاج الصدفية عبر الحمية الغذائية
زيت شجرة الشاي
يعرف زيت شجرة الشاي باحتوائه على خصائص مضادة للبكتيريا، والفيروسات، والفطريات، والتي بدورها يمكن أن تساعد في الحد من أعراض مرض الصدفية المزعجة، ومع ذلك، لا توجد دراسات كافية تؤكد فاعلية زيت شجرة الشاي في علاج الصدفية، حيث يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدامه إلى رد فعل تحسسي وتهيج إضافي في الجلد، لذلك يجب على المصاب اختبار منطقة صغيرة قبل استخدامه على مساحة كبيرة.
زيت الزيتون
يعد زيت الزيتون وسيلة طبيعية لتهدئة آلام الجلد التي يعاني منها الأشخاص المصابون بالصدفية، وذلك لخصائصه المرطبة، والملطفة، والمضادة للالتهابات. يهدئ زيت الزيتون البشرة الجافة، ويساعد على تقليل التورم في المناطق المؤلمة. السبب وراء هذه التأثيرات الإيجابية هو الأحماض الدهنية، وفيتامين هـ، بما يمتلكانه من خصائص مفيدة للبشرة بشكل طبيعي في زيت الزيتون.
يعتبر علاج الصدفية بزيت الزيتون فعال خاصةً لحالات الصدفية الخفيفة إلى المتوسطة. يساعد تطبيق زيت الزيتون موضعياً على الجلد في تخفيف الأعراض، وإزالة الجلد الميت الذي تخلفه بقع الصدفية. يمكن كذلك تضمين زيت الزيتون للنظام الغذائي، حيث يعمل على تهدئة التهابات الجلد حتى عندما يؤخذ عن طريق الفم.
زيت جوز الهند
يستخلص زيت جوز الهند من حبات جوز الهند المعصورة، ويحتوي على حمض اللوريك (بالإنجليزية: Lauric Acid)، وهو نوع من أنواع الأحماض الدهنية التي تعمل على تقليل الالتهاب والفطريات، ويساعد في القضاء على الفيروسات والميكروبات الضارة، ما يجعل زيت جوز الهند للصدفية علاجاً طبيعياً فعالاً. يمكن استخدامه عن طريق تناول ملعقتين كبيرتين من زيت جوز الهند يومياً، أو وضعه على المناطق المصابة بالبشرة مباشرة.
زيت اللافندر
يعتبر زيت اللافندر من أكثر الزيوت التي تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، وقد يساعد بشكل كبير في تقليل الحكة على الجلد، ولكن يجب تجنب استخدام زيت اللافندر من قبل النساء الحوامل، والمرضعات، ومرضى السكري.
زيت المسك
يعمل زيت المسك (بالإنجليزية:Geranium Oil) على تعزيز نمو الخلايا السليمة وتجديدها، ويحسن الدورة الدموية ويقلل من الالتهابات، لذا فمن الممكن استخدامه في علاج الصدفية، ولكن يجب الحذر من الإفراط في استخدامه، لأنه قد يؤدي إلى حدوث بعض الآثار الجانبية.
اقرأ أيضاً: الفرق بين الصدفية والاكزيما
زيت الحبة السوداء
يساعد زيت الحبة السوداء في تقليل سمك قشرة الصدفية، بسبب خصائصه المرطبة، ويستخدم عن طريق وضعه مباشرة على بشرة المصاب، أو يمكن تخفيفه بزيت جوز الهند، ثم تدليكه برفق للحصول على نتائج الترطيب.
زيت المشمش المر
يعد زيت المشمش المر مثال آخر كان للزيوت التي حققت نتائج إيجابية في علاج الصدفية بالزيوت، حيث وجد أن له تأثير على نمو خلايا الجلد في الصدفية، بمعنى أنه يسيطر على مدى نموها. لم يتم اختبار زيت المشمش المر على البشر، ولكن تم اختباره على الخلايا البشرية في الأطباق المخبرية.
زيت الأرغان
يعتبر زيت الأرغان من الزيوت الناقلة وليست الأساسية، يساعد في عمليات الأيض للبشرة، ويقلل الالتهاب، ويحمي من أشعة الشمس، ولقد وجد أن زيت الأرغان يخفف من جفاف الجلد، واحمرار الجلد، والحكة للأشخاص الذين يعانون من الصدفية.
زيت الورد
يساعد زيت الورد في تقليل الاحمرار وتهدئة البشرة الحساسة، لاحتوائه على خصائص مضادات الالتهاب، بالاضافة إلى انه مرطب قوي، مما قد يخفف كثيراً من أعراض الصدفية.
ومن الجدير بالذكر أن الأدلة العلمية للزيوت العطرية المستخدمة في علاج الصدفية بالزيوت في الوقت الحاضر محدودة جداً، ونحتاج المزيد من الدراسات عن هذه الزيوت وكيفية عملها ليصبح من الممكن أن الاستفادة منها، واستخدامها بشكل آمن في علاج الصدفية بالزيوت.
للمزيد: علاج الصدفية بالأعشاب
محاذير علاج الصدفية بالزيوت
على الرغم من أن الزيوت الأساسية كلها طبيعية، إلا أنها يمكن أن تكون مكونات فعالة بشكل كبير. ويجب التعامل معها مثل الأدوية تماماً واستخدامها بحذر. إليك بعض المحاذير التي يجب مراعاتها عند علاج الصدفية بالزيوت:
- ينصح بعدم استخدام الزيوت الأساسية للرضع، أو الأطفال، أو النساء الحوامل، أو المرضعات.
- يجب استشارة الطبيب أولاً عن نوع الزيت المناسب قبل البدء في علاج الصدفية بالزيوت.
- يجب دراسة مكونات الزيت وتفاعلاته مع أية أدوية أخرى يستخدمها المصاب.
- ينبغي قراءة إرشادات استخدام الزيت بعناية والجرعات المناسبة، لتجنب الآثار الجانبية.
- ينصح باختبار الزيت المستخدم على منطقة صغيرة من الجلد قبل استخدامه على مساحة كبيرة.
- يفضل البحث عن طرق التطبيق وطرق التخفيف بعناية، خاصةً عند تجربة علاج الصدفية بالزيوت لأول مرة.
اقرأ أيضاً: كيف تؤثر الصدفية الجلدية على الحياة الجنسية للرجل؟