عملية البروستاتا بالمنظار، أو استئصال البروستاتا عبر الإحليل (بالإنجليزية: Transurethral Resection of The Prostate or TURP)، هو إجراء جراحي يتضمن إزالة أجزاء من غدة البروستاتا من الداخل، من خلال المرور عبر مجرى البول من القضيب (الإحليل)، دون الحاجة إلى إجراء شق جراحي، ويتم إجراؤها عادة لعلاج المشاكل البولية الناتجة عن تضخم البروستاتا، عند فشل الاستجابة للعلاج الدوائي.


في هذا الإجراء، يتم استئصال البروستاتا باستخدام جهاز منظار يسمى منظار القطع (بالإنجليزية: Resectoscope)، لذلك تعرف أيضاً باسم عملية استئصال البروستاتا بالمنظار، وتعد أحد أكثر أنواع جراحات البروستاتا شيوعاً.

سنتعرف في هذا المقال على كيفية إجراء عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل، ومتى يلجأ إليها البعض، بالإضافة إلى كيف يمكن الاستعداد لهذه العملية، وما يمكن توقعه أثناء وبعد إجرائها، وأخيراً معرفة بعض المخاطر والمضاعفات المحتملة التي قد تنتج عن إجراء عملية قطع البروستاتة عبر الإحليل.

كيفية اجراء استئصال البروستاتا عبر الاحليل

تتطلب عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل الإقامة بالمستشفى، حيث يستخدم التخدير العامأو التخدير النصفي لعدم الشعور بأي ألم أثناء إجرائها، وتستغرق الجراحة حوالي ساعة إلى ساعتين. تتضمن خطوات إجراء عملية قطع البروستاتة عبر الإحليل، ما يلي:

  • بمجرد أن يتم التخدير، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب منظار القطع إلى مجرى البول. وهو عبارة عن أنبوب معدني رفيع يحتوي على ضوء وكاميرا، بالإضافة إلى حلقة سلكية طرفية تستخدم لإزالة الأجزاء الداخلية الزائدة من غدة البروستاتا من خلال تسخينها باستخدام الكهرباء.
  • يتم تمرير الأنبوب على طول مجرى البول، حتى يصل إلى البروستاتا.
  • يتم قطع أجزاء أنسجة البروستاتا المتضخمة، أو التي تسد مجرى البول.
  • يستخدم منظار القطع أيضاً لغلق الأوعية الدموية بعد القطع؛ لوقف أي نزيف.
  • يتم تركيب قسطرة بولية في مجرى البول؛ لضخ السوائل في المثانة، والتخلص من أجزاء البروستاتا التي تمت إزالتها.
  • تترك القسطرة، ويتم إخراج منظار القطع، لتنتهي بذلك عملية قطع البروستاتة عبر الإحليل.

اقرأ أيضاً: علاج البروستاتا ومشاكلها المختلفة

لماذا يتم اجراء استئصال البروستاتا عبر الاحليل

يوصي عادة بإجراء عملية استئصال أو شق البروستاتا عبر الإحليل في حالات تضخم البروستاتا الحميد (بالإنجليزية: Benign Prostatic Hyperplasia or BPH)، وهي حالة صحية شائعة تحدث عادة مع تقدم الرجال في العمر. قد تضغط البروستاتا الأكبر حجماً على مجرى البول؛ مما يسبب مشاكل في التبول. غالباً ما تؤدي إزالة جزء من غدة البروستاتا من خلال عملية البروستاتا بالمنظار إلى تحسن هذه الأعراض، والتي قد تشمل:

  • ضعف تدفق البول.
  • صعوبة في بدء التبول.
  • حاجة متكررة للتبول.
  • الاستيقاظ بشكل متكرر أثناء الليل للتبول، التبول الليلي (بالإنجليزية: Nocturia).
  • رغبة مفاجئة في التبول.
  • عدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.

قد يوصى بإجراء عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل أيضاً، إذا كانت هناك حالات أخرى تؤثر على التبول مثل:

  • التهابات المسالك البولية المتكررة.
  • نزيف البروستاتا.
  • حصوات المثانة مع تضخم البروستاتا.
  • سرطان البروستاتا.

اقرأ أيضاً: الكشف المبكر عن سرطان البروستاتا

كيفية الاستعداد لاجراء استئصال البروستاتا عبر الاحليل

هناك بعض الأشياء التي يمكن توقعها والقيام بها قبل إجراء عملية استئصال البروستاتا بالمنظار، وتشمل ما يلي:

  • سيراجع الطبيب التاريخ الطبي للمريض من الحالات المرضية المختلفة، مثل ضغط الدم المرتفع والسكري، مع إجراء فحص جسدي؛ للتأكد من أن صحته ملائمة لإجراء مثل هذه العملية.
  • قد يطلب الطبيب أيضاً بعض التحاليل والاختبارات المعملية مثل اختبارات الدم.
  • يجب عدم تناول أو شرب أي شيء لمدة 8 ساعات قبل إجراء استئصال أو شق البروستاتا عبر الإحليل، بشكل عام من منتصف ليل الليلة السابقة للجراحة.
  • يجب إخبار الطبيب قبل إجراء عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل، بإذا كان يعاني المريض من حساسية من أية أدوية، أو من التخدير، أو أي حساسية من أي مادة بشكل عام.
  • يجب إخبار الطبيب بجميع الأدوية، والأعشاب، والفيتامينات، والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض.
  • يجب إخبار الطبيب إذا كان هناك تاريخ من اضطرابات النزيف، أو إذا كان يتناول المريض أي أدوية مسيلة للدم (مضادات التخثر) مثل الوارفارين، أو الأسبرين، أو الإيبوبروفين، أو أي أدوية أخرى تؤثر على تخثر الدم. قد يحتاج المريض إلى إيقاف هذه الأدوية قبل استئصال البروستاتا عبر الإحليل.
  • إذا كان المريض مدخناً، فيجب التوقف عن التدخين في أسرع وقت ممكن قبل إجراء عملية البروستاتا بالمنظار؛ لتحسين التعافي والصحة العامة للمريض.
  • قد يعطى المريض مهدئاً قبل إجراء العملية، لمساعدته على الاسترخاء.

اقرأ أيضاً: هل يجب ترك التدخين قبل العملية الجراحية؟

ما بعد عملية استئصال البروستاتا عبر الاحليل

قد يحتاج المريض للمكوث في المستشفى، غالباً لمدة يوم إلى ثلاثة أيام بعد إجراء عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل، في بعض الحالات، قد يسمح للمريض بالعودة إلى المنزل في نفس اليوم. وتشمل الأشياء التي يمكن توقعها بعد جراحة قطع البروستاتة عبر الإحليل مباشرة، ما يلي:

  • بعد الجراحة، تترك القسطرة المستخدمة أثناء العملية في مكانها؛ لأن مجرى البول سيتورم، وقد لا يتمكن المريض من التبول بشكل طبيعي في البداية. قد يعاني المريض لبعض الوقت من حرقان في البول، أو كثرة التبول، أو الحاجة إلى التبول بشكل عاجل.
  • سيبدو البول ملطخاً بالدماء في البداية أيضاً. في معظم الحالات، يختفي الدم في غضون أيام قليلة، ويمكن أن يتسرب الدم أيضاً حول القسطرة. تتم إزالة القسطرة بعد عملية استئصال البروستاتا بالمنظار في غضون يوم إلى ثلاثة أيام لمعظم الأشخاص.
  • سيتمكن المريض من العودة إلى النظام الغذائي المعتاد على الفور.
  • قد يعطى المريض دواء لتخفيف تقلصات المثانة، وبعض المضادات الحيوية لتجنب العدوى.

وتشمل الأشياء التي يمكن توقعها بعد الجراحة والرجوع إلى المنزل، ما يلي:

  • من الشائع الشعور بالتعب والألم لمدة أسبوع أو أسبوعين بعد العودة إلى المنزل من عملية استئصال أو شق البروستاتا عبر الإحليل. يتعافى معظم الرجال بعد هذا الوقت، لكن قد يستمر التعب لمدة 4 إلى 8 أسابيع. قد يصف الطبيب مسكناً للألم، ويجب أخذه فقط على النحو الموصى به.
  • من الطبيعي مواجهة بعض الصعوبات في التبول، وبعض الدم في البول لبضعة أسابيع. يجب أن تتحسن هذه المشكلات مع التعافي.
  • ينصح عادة بالابتعاد عن العمل وتجنب حمل الأشياء الثقيلة، وتجنب ممارسة التمارين الشاقة والقيادة والجنس لبضعة أسابيع على الأقل بعد إجراء عملية البروستاتا بالمنظار.
  • بمجرد العودة إلى المنزل أيضاً، من المهم شرب الكثير من السوائل. هذا يساعد على طرد أي دم، أو جلطات متبقية من المثانة.

يجب التوجه إلى الطبيب في حال ظهور أي من الأعراض الآتية بعد استئصال البروستاتا بالمنظار:

مضاعفات ومخاطر استئصال البروستاتا عبر الاحليل

إن استئصال البروستاتا عبر الإحليل إجراءاً آمناً في معظم الحالات، ويعد خطر حدوث مضاعفات خطيرة ضئيل جداً، ومع ذلك، قد تنطوي على بعض المخاطر، وتشمل ما يلي:

  • مشاكل في التحكم في البول، مثل سلس البول.
  • فقدان خصوبة الحيوانات المنوية.
  • مشاكل في الانتصاب.
  • تمرير السائل المنوي إلى المثانة، بدلاً من الخروج عبر الإحليل (القذف الرجعي).
  • تضيق مجرى البول، وصعوبة التبول.
  • متلازمة الاستئصال عبر الإحليل (تراكم الماء أثناء الجراحة).

وكما هو الحال مع أي عملية جراحية، قد تنطوي عملية استئصال البروستاتا عبر الإحليل على ما يلي:

  • جلطات دموية في الساقين، قد تنتقل إلى الرئتين.
  • مشاكل في التنفس.
  • العدوى، بما في ذلك التهابات المسالك البولية.
  • النزيف، وفقدان الدم.
  • نوبة قلبية، أو سكتة دماغية أثناء الجراحة.
  • ردود الفعل على الأدوية والتخدير.
  • إصابة المثانة، أو الأعضاء الداخلية.

اقرأ أيضاً: فوائد القرع للبروستاتا