بينما يمكن للتباعد الجسدي والعزل الذاتي أن يمنعا الناس من الإصابة بفيروس "كورونا"(بالإنجليزية: Corona) المستجد عن طريق رذاذ الأنف والفم، تبقى إمكانية العدوى عن طريق التلوث السطحي قائمة لا تحلّها مثل هذه التدابير بالكامل، الأمر الذي يستدعي اتخاذ تدابير أخرى.
ويعتقد مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة أن الفيروس ينتشر في المقام الأول عندما يكون الأشخاص الأصحاء على اتصال شخصي مع شخص مصاب بفيروس "كورونا" المستجد، ويعاني أعراض السعال أو العطس. ومع ذلك، لم يستبعد المركز إمكانية إصابة شخص ما بالفيروس نتيجة لمس سطح أو جسم ملوث ثم لمس فمه أو أنفه أو عينيه.
وتلقي الدكتورة نيها فياس، المختصة بطب الأسرة في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة بعض الضوء على ما هو معروف وما هو غير معروف حتى الآن عن كيفية عيش فيروس "كورونا" المستجد على الأسطح، فضلًا عما يمكن فعله لتقليل مخاطر العدوى في المنزل.
ما هي الفترة التي يعيشها فيروس كورونا المستجد على الأسطح؟
تشير دراسة لم تُنشر بعد أجراها علماء في كل من مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها ومعاهد الصحة الوطنية ومؤسسات أخرى في الولايات المتحدة، إلى أن الفيروس يمكن أن يعيش لمدة يومين إلى ثلاثة أيام على الأسطح البلاستيكية وعلى الفولاذ المقاوم للصدأ.
لذا يُنصح بالحفاظ على المنازل نظيفة خلال هذه الفترة. وإذا كان أحد أفراد الأسرة مريضاً، فمن المهم الإبقاء على الأسطح المعرضة للمس معقمة دائماً، وذلك يشمل مقابض الأبواب والخزائن، وأسطح الطاولات والمناضد، ولوحات المفاتيح، ومفاتيح الإضاءة.
اقرأ أيضاً أفضل المنتجات للتعقيم من فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
ويوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها باتباع التدابير التالية لتعقيم الأسطح في المنزل:
- إذا كان السطح متسخاً بوضوح، يجب تنظيفه بالماء والصابون أولاً، ثم تعقيمه باستخدام مستحضر مطهر.
- ارتداء قفازات أحادية الاستخدام.
- التأكد من تهوية مكان التنظيف.
- استخدام محلول مبيِّض مخفف منزلياً، أو محلول كحولي بتركيز 70 في المئة على الأقلّ.
وثمّة لدى وكالة حماية البيئة الأمريكية قائمة بمنتجات التنظيف التي تفي بمعاييرها ويمكن استخدامها ضد فيروس "كورونا" المستجد، واتباع تعليمات الاستخدام المطبوعة على ملصقات منتجات التنظيف والتعقيم هذه، مع التأكد من عدم انتهاء صلاحيتها، وغسل اليدين عند الانتهاء من عملية التنظيف.
هل تتطلب المواد الغذائية اتباع آلية خاصة للتنظيف؟
يسبب فيروس "كورونا" المستجد أمراض الجهاز التنفسي وليس الأمراض المنقولة بالغذاء، ما يعني أنه يؤثر في الرئتين لا في الجهاز الهضمي. ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، لا يوجد حالياً سبب يدعو للاعتقاد بأن الفيروس قد ينتشر عن طريق الطعام.
ومع ذلك، لا يزال المسؤولون يحثون الجميع على اتباع إرشادات السلامة الغذائية الأساسية التي تشمل غسل اليدين قبل تناول إعداد الطعام أو تناوله، واستخدام الأواني النظيفة، وإعداد الطعام وتخزينه بطريقة سليمة، كما يجب أن تتبع المطاعم وخدمات التوصيل ممارسات التحضير والطهو الآمنين للطعام.
هل تُعدّ عبوات المواد الغذائية آمنة وخالية من فيروس الكورونا؟
بينما وجدت الدراسة المذكورة آنفًا أن الفيروس يمكن أن يعيش لمدة تصل إلى 24 ساعة على الورق المقوى، فإن مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها يؤكد انخفاض احتمالية انتشار الفيروس من العبوات التي يجري شحنها على مدى أيام في درجات حرارة متحكَّم بها.
هل يمكن أن ينتشر الفيروس الكورونا عبر الماء؟
ما من دليل على أن الفيروس الذي يسبب مرض "كورونا" المستجد يمكن أن ينتشر عن طريق مياه الشرب أو باستخدام حمامات السباحة أو أحواض الاستحمام، وفقًا لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
هل يمكن للفيروس أن يعيش فيروس الكورونا على الملابس؟
لم يُجرَ بحث محدّد حول مدة بقاء هذا الفيروس على الملابس أو المناشف أو الأقمشة. ومع ذلك، لا يزال من المستحسن تغيير الملابس وغسلها بانتظام، لا سيما عند العودة من محل البقالة أو لمن لا يزال عليهم الذهاب إلى العمل يومياً.
وتوصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بغسل الملابس عند أعلى درجة حرارة ملائمة والحرص على تجفيفها تماماً. كذلك الحرص على عدم هزّ أدوات الغسل قبل تنظيفها تمامًا، حتى لا تتطاير منها الجراثيم.
وإذا كنت تعتني بشخص مريض، فيمكن غسل ملابسه مع ملابس الآخرين، ولكن ينبغي الحرص على ارتداء القفازات أحادية الاستخدام وغسل اليدين بالماء والصابون بمجرد إزالة القفازات، مع تعقيم سلال الغسل والمقابض والأزرار على الغسالة والمجففة.
هل يُحمل الفيروس فيروس الكورونا على البشرة؟
يمكن أن تعيش الجراثيم على أجزاء مختلفة من الجسم، ولكن مصدر القلق هنا يكمن في الأيدي، فهي على الأرجح ما يلامس الأسطح التي قد تكون حاملة للجراثيم وقد تنتقل إلى المرء عند لمس وجهه. ويمكن للناس الاستمرار في الاستحمام بانتظام كالمعتاد، ولكن ما من داعٍ لغسل الجسم كله عدة مرات في اليوم مثلما الحال مع اليدين.
خبير طبي يدحض خمس خرافات حول مرض "كورونا" المستجد
حرص خبير في الأمراض المعدية من مستشفى كليفلاند كلينك للأطفال بالولايات المتحدة على تذكير الناس بأهمية التحقّق من صدق ما يُتداول من معلومات حول مرض "كورونا" المستجد المعروف بالاسم "كوفيد 19"، في ظلّ انتشار واسع عبر الإنترنت لمعلومات خاطئة عن الجائحة العالمية.
وتشمل المعلومات الشائعة المُتداولة بكثرة على وسائل التواصل الاجتماعي أن تناول الثوم يمنع الإصابة بكورونا المستجد، وأن الاستحمام بالماء الساخن سيحمي الشخص من الإصابة بالفيروس المستجد.
وأكّد اختصاصي الأمراض المعدية لدى الأطفال الدكتور فرانك إسبر، أن هذه وغيرها مجرد خرافات تستشري بين الناس، داعياً المسارعة إلى الفصل بين الحقيقة والخرافة.
وألقى الدكتور إسبر الضوء على خمس خرافات أخرى شائعة عبر الإنترنت، مبيّناً الحقيقة في شأنها
مجففات الشعر قادرة على قتل فيروس كورونا المستجد
أشار الدكتور إسبر إلى اعتقاد بعض الناس بأن الهواء الساخن يقتل هذا الفيروس، ما جعلهم يستخدمون مجففات الشعر أو يرفعون درجة حرارة الغرفة بطريقة أو بأخرى للمساعدة في منع انتشاره، لكنه أوضح أن هذا محض خيال، وقال: "هذا النوع من الحرارة لن يتسبب بالضرورة في حدوث تغيّر في قدرة هذا الفيروس بالذات على العدوى".
ثانياً: المناخ الحار الرطب يحمي من فيروس الكورونا
أكّد الطبيب المختص في الأمراض المعدية خطأ من يظنّ بأن المناطق الاستوائية أو الصحراوية في مأمن من انتشار المرض، قائلاً إن واقع الحال إلى الآن يُشير إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل في جميع المناطق، فالمناخ ليس عاملاً مؤثراً في انتشاره.
ثالثاً: البعوض قادر على نشر فيروس "كورونا"
يعتقد بعض الناس أن البعوض يمكن أن ينشر الفيروس، لكن هذا ليس حقيقياً، وفق ما أفاد الطبيب المختص الذي يعمل في مستشفى كليفلاند كلينك بالولايات المتحدة، أحد أكبر الصروح الطبية وأشهرها في أمريكا والعالم.
وقال إسبر: "كورونا المستجد فيروس تنفسي، وليس البشر بحاجة إلى البعوض لنقله فيما بينهم، فهُم يتكفلون بالأمر جيداً"! لكنه أضاف موضحاً: "يمكن للبعوض نقل الأمراض بين البشر عن طريق مصّ دم شخص ونقله إلى شخص آخر، مثلما يحدث مع فيروس غرب النيل والملاريا، إلا أن فيروس "كورونا" المستجد لا يبقى في دم الإنسان فترة طويلة، لذلك لا يشكل البعوض ناقلًا مهدداً".
رابعاً: عقار إيبوبروفين قد يفاقم المرض
بالرغم من تصدّر تقرير حديث من وزارة الصحة الفرنسية عناوين الأخبار يشير إلى أن عقار إيبوبروفين يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الإصابة بفيروس "كورونا" المستجد، أشار الدكتور إسبر إلى إن الأدلة لا تدعم ذلك، مؤكّداً "أننا لم نرَ من خبرتنا في المرض بالولايات المتحدة ما يسند هذا".
اقرأ أيضاً كيف تختار افضل مسكن ألم
خامساً: المسنّون فقط هم المعرضون لخطر فيروس كورونا المستجد
يمكن أن يُصاب الشباب بعدوى المرض، وقد تصبح شديدة لديهم، بحسب الخبير الطبي الذي أوضح بالرغم من ذلك فإنها ليست بخطورة العدوى التي تصيب كبار السن ولا بمعدلاتها.
ودعا الشباب في العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر إلى التحلي بالحذر واليقظة والحرص على تجنب الإصابة بهذا الفيروس.
أما الحقيقة الثابتة، وفق ما أوضح الدكتور إسبر، فهي أن غسل اليدين بشكل متكرر واستخدام معقم اليدين وممارسة التباعد الاجتماعي، هي أفضل الطرق للوقاية من العدوى بفيروس كورونا المستجد.
إعداد: أسامة ابراهيم