يعد التعامل مع الأدوية في رمضان من أكثر القضايا التي تشغل بال المرضى عند قدوم الشهر الفضيل، وخصوصًا إذا كان عدد جرعات هذه الأدوية مرتين أو أكثر، أو في حال الحاجة إلى تناول الأدوية قبل الطعام أو في وقت معين من النهار، وهذا ما يشكل حيرة لدى هؤلاء المرضى حول مدى تأثير الصيام على فاعلية هذه الأدوية.
يقوم البعض بالبحث عن حلول بديلة لدى الأطباء والصيادلة لتنظيم أوقات تناول الأدوية في رمضان والحفاظ على فعاليتها في أيام صيامهم، ولكن أحيانًا يقوم المرضى للأسف وبسبب قلة الوعي الصحي بتغيير تكرار الأدوية ومواعيد تناولها دون استشارة طبية؛ مما يوقعهم في أخطاء قد تسبب لهم مشاكل صحية.
تعرف في المقال على أخطاء شائعة في تناول الأدوية في رمضان والطرق الصحيحة لتناولها.
يمكنكم الآن استشارة طبيب من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع.
أبرز أخطاء تناول الأدوية في رمضان
قد يقع المرضى خلال الشهر الفضيل بالعديد من الأخطاء التي يجب تجنبها عند تناول الأدوية في رمضان، وفيما يلي نذكر أبرزها:
- مضاعفة جرعات الأدوية في رمضان: قد يأخذ البعض جرعة واحدة مضاعفة من الأدوية في رمضان بدلًا من جرعتين يوميًا، أو تناول جرعة مضاعفة مرتين يوميًا بدلًا من ثلاث أو أربع جرعات كما ينبغي. [1]
ويعد هذا خطأ كبير لأن مضاعفة الجرعة قد يكون لها مفعول سمي من جهة، ومن جهة أخرى فإن لكل دواء عمر محدد في الجسم ينتهي خلال وقت معين حتى لو تم مضاعفة الجرعة. [1]
فمثلًا، إذا كان دواء جرعته 500 ملغ ويؤخذ كل 12 ساعة فهذا يعني أن عمر الدواء هو 12 ساعة، وإن تم مضاعفة الجرعة إلى 1000 ملغ للجرعة الواحدة فسينتهي أيضًا تأثير جرعة الدواء بعد 12 ساعة، وبالتالي لن يغطي تأثير الدواء الوقت المتبقي من اليوم، بالإضافة إلى احتمالية السمية التي تحصل جراء هذه الجرعة المضاعفة. [1]
اقرأ أيضاً: فوائد الصيام في شهر رمضان المبارك
- تناول الأدوية بعد الطعام: هناك العديد من الأدوية التي ينبغي تناولها قبل الطعام، وقد يلجأ بعض المرضى إلى تناولها بعد الإفطار في رمضان؛ مما يقلل من امتصاصها وفاعليتها، خاصةً إذا كان الدواء يتداخل مع أطعمة معينة. [2]
- تناول عدة أدوية معًا: يلجأ بعض المرضى الذين يأخذون عدة أدوية لكل منها وقت محدد، إلى تناول جميع الأدوية في رمضان في وقت الإفطار والسحور دون مراعاة أن هذه الأدوية قد تتداخل مع بعضها في حال تناولها بنفس الوقت، حيث يمكن أن تقلل أو تزيد من فاعلية بعضها، وبذلك تزيد احتمالية حدوث الآثار الجانبية جراء تناولها بشكل متزامن. [2]
- تقليل الزمن الفاصل بين جرعات الدواء: تصنف بعض الأدوية كأدوية ذات نطاق علاجي ضيق؛ أي أن زيادة طفيفة بالجرعة قد يكون لها أضرار سمية على الجسم، مثل دواء الثيوفيلين (بالإنجليزية: Theophylline) ومشتقاته المستعملة كموسعات للقصبات، لذلك فإن تقليل الزمن الفاصل بين جرعات هذه الأدوية يزيد من تركيزها في الدم، وبالتالي تزداد احتمالية حدوث سمية لهذه الأدوية في رمضان. [3]
على سبيل المثال، إذا كان الزمن الفاصل بين تناول جرعات دواء ما قبل رمضان 12 ساعة، فإنه يصبح ثمان ساعات أو أقل في رمضان بحكم أن موعد تناول الجرعتين أصبح مرتبطًا بموعد الإفطار والسحور فقط. [3]
اقرأ أيضاً: نصائح رمضانية لصوم صحي
- تنظيم تناول الأدوية في رمضان بطريقة صحيحة: يجب على المرضى بشكل عام وخاصةً أصحاب الأمراض المزمنة الذين يتناولون أدوية باستمرار استشارة الطبيب؛ لتحديد نظام لتناول الأدوية في رمضان وتقسيم جرعاتها بحيث لا تتأثر فعاليتها العلاجية. [4]
بشكل عام، يمكن تلخيص الطرق الصحيحة المتبعة لتناول الأدوية في رمضان بما يلي: [4,5]
- الأدوية التي تؤخذ مرة واحدة (كل 24 ساعة)، لا يوجد حاجة إلى تغيير جرعتها، مثل بعض أدوية ارتفاع الضغط، كالأملودبين (بالإنجليزية: Amlodipine).
- الأدوية التي تؤخذ مرتين في اليوم (كل 12 ساعة)، يمكن إعطاء الدواء عند وجبتي السحور والإفطار بشرط ألا تسبب سمية.
- الأدوية ذات النطاق العلاجي الضيق التي قد تؤدي إلى حدوث السمية نتيجة تقليل الزمن الفاصل بين الجرعتين، ويمكن التغلب على خطورتها باستخدام شكل ممتد المفعول للدواء بجرعة واحدة يوميًا أو استبدال الدواء بآخر يؤخذ مرة واحدة باليوم، مثل السالميتيرول (بالإنجليزية: Salmeterol).
- الأدوية التي تؤخذ بأكثر من جرعتين يوميًا، يمكن استبدالها بأدوية أخرى من نفس الزمرة ولها نفس الفعالية تؤخذ مرة واحدة.
- استبدال طريقة إعطاء الأدوية التي تستخدم أكثر من مرة في اليوم كالأدوية الفموية بأخرى لا تفطر، فمثلًا يمكن استبدال أقراص المسكنات مثل الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) بالتحاميل أو الحقن.
- الأدوية التي يفضل تناولها قبل الطعام، مثل أدوية حموضة المعدة، يمكن أخذها قبل السحور بنصف ساعة أو بعد الإفطار بساعتين.
تجدر الإشارة إلى أن توزيع الأدوية في رمضان بين فترة الإفطار والسحور يجب أن يكون تحت إشراف الطبيب، خاصةً المرضى الذين يتناولون عدة أدوية مثل أدوية الضغط والقلب، بحيث يتم الأخذ بعين الاعتبار التداخلات المحتملة بين الأدوية في رمضان.
المضادات الحيوية في رمضان
عادةً ما تكون جرعة المضادات الحيوية ما بين مرتين إلى ثلاث مرات يومياً، ويمكن تنظيم أوقات تناولها في رمضان، بحيث يؤخذ المضادات الحيوية التي تؤخذ مرتين عند وجبتي الإفطار والسحور، مع مراعاة ألا يتسبب في حدوث سمية مثل السيفادروكسيل (بالإنجليزية: Cefadroxil) والسيفاكلور (بالإنجليزية: Cefaclor). [6]
يمكن استبدال المضادات الحيوية التي تؤخذ عدة مرات خلال اليوم كمضاد الإريثرومايسين (بالإنجليزية: Erythromycin) بأنواع أخرى تؤخذ مرة واحدة في اليوم، مثل الأزيثرومايسين (بالإنجليزية: Azithromycin) أو مرتين يوميًا مثل الكلاريثرومايسين (بالإنجليزية: Clarithromycin). [6]
يوصى باستشارة الطبيب أو الصيدلاني عند تناول المضادات الحيوية في رمضان لتعديل الجرعات إن لزم الأمر أو استبدال الدواء أو أخذ التعليمات حول موعد تناول الجرعات. [6]
أدوية لا تفطر في رمضان
تشيع العديد من الأسئلة حول استخدام بعض أشكال الأدوية في رمضان فيما إذا كانت تفطر، مثل وضع قطرات العين في رمضان، أو استخدام قطرات أو بخاخات في الأنف، أو وضع كريمات ومراهم دوائية، أو هل الإبرة تفطر في رمضان.
نذكر في الفقرة التالية أهم الأدوية التي يمكن تناولها أثناء الصيام دون أن يؤثر على الصيام وهي: [7]
- قطرات العين
- الكريمات، والمراهم، واللصقات الدوائية الموضعية.
- التحاميل المهبلية والشرجية.
- الحقن في الوريد أو الجلد أو العضل.
- الأكسجين وغاز التخدير.
- جهاز الاستنشاق.
- دواء النيتروجلسرين (بالإنجليزية: Nitroglycerin) الذي يوضع تحت اللسان.
- غسول الفم، بشرط ألا يتم بلعه.
- العمليات الجراحية الاضطرارية في حال التخدير العام.
الأدوية المفطرة في رمضان
تشمل الأدوية المفطرة للصائم في رمضان ما يلي: [7]
- قطرات الأذن، والأنف، وبخاخ الأنف.
- الأدوية الفموية التي تدخل الجوف، مثل الحبوب، والأقراص، والأدوية السائلة، أو على شكل شراب.
- حقن المغذي عبر الوريد مفطرة.
أدوية علاج الأمراض المزمنة في رمضان
يجب على أصحاب الأمراض المزمنة مراجعة الطبيب قبل شهر رمضان لتعديل الأدوية وجرعاتها إن لزم. نذكر في ما يلي إرشادات عامة للتعامل مع بعض أنواع الأدوية في رمضان:
- أدوية ضغط الدم في رمضان: يتسائل الكثيرون متى تؤخذ حبوب الضغط في رمضان، ويجدر الإضارة هنا إلى أن بعض أدوية ضغط الدم تؤخذ على معدة فارغة، مثل حاصرات مستقبلات بيتا، ومنها البيزوبرولول (بالإنجليزية: Bisoprolol) والميتوبرولول (بالإنجليزية: Metoprolol)، أما مدرات البول، فإن أفضل وقت لتناول علاج الضغط في رمضان مع وجبة الإفطار أو بعدها بساعتين.
ينصح بتجنب تناول بعض الأطعمة التي تتداخل مع أدوية الضغط، مثل الزنجبيل، والثوم اللذان يتداخلان مع مثبطات قنوات الكالسيوم كعقار الأملوديبين (بالإنجليزية: Amlodipine). [8]
- أدوية السكري في رمضان: يجب على مرضى السكري قياس سكر الدم بشكل متكرر خلال اليوم في شهر رمضان، والتعامل مباشرة مع حالات هبوط أو ارتفاع سكر الدم بكسر الصيام، وأخذ العلاج المناسب.
ينصح بمراجعة الطبيب لتعديل جرعات الأنسولين، وأوقات حقنها، أو نوع الأنسولين الذي يتناوله المريض، فبعض الأنواع مثل الأنسولين المخلوط مسبقًا لا يفضل استخدامها في رمضان. [9]
اقرأ أيضاً: مراجعة الطبيب قبل رمضان انفوجرافيك
- أدوية مميعات الدم في رمضان: تصنف مميعات الدم، مثل الوارفارين (بالإنجليزية: Warfarin) ضمن الأدوية ذات نطاق علاجي ضيق؛ لذا يجب الالتزام بالجرعات تمامًا كما وصفها الطبيب لتجنب حدوث نزيف أو تجلط في الدم. [8]
تؤخذ مميعات الدم مع وجبة الإفطار أو السحور، أو كلاهما إذا كانت الجرعة تكرر مرتين، بعد استشارة الطبيب. [8]
- أدوية الصرع في رمضان: تؤخذ أدوية الصرع بالعادة مرة في اليوم، ويمكن تناولها عند الإفطار أو السحور، وتجدر الإشارة إلى أنه يجب كسر الصيام فورًا في حال حدوث نوبة صرع لدى المريض. [8]
- أدوية الربو في رمضان: يجب على مريض الربو استخدام بخاخ الربو عند حدوث نوبة حتى وإن كان ذلك قبل موعد الإفطار وأذان المغرب. [10]
اقرأ أيضاً: مرض الشقيقة والصيام في رمضان
- دواء الغدة الدرقية في رمضان: يؤخذ دواء الغدة في رمضان قبل النوم، بدلًا من تناوله على الريق، ولكن من الجدير بالذكر، أنه يجب الفصل بين آخر وجبة تم تناولها ودواء الغدة الدرقية في رمضان بما لا يقل عن ساعتين. [11]