يواجه الأطباء والممرضين في بعض الأحيان مرضى يصعب التعامل معهم، بسبب مرورهم بحالة نفسية معينة، أو معاناتهم من ألم شديد، أو بسبب القلق والإجهاد الذين يعانون منه، وينبغي في هذه الحالات تعلم استراتيجيات معينة للسيطرة على غضب المريض، وتوظيف مهارات التواصل بين الطبيب ومريضه، أو بين الممرض والمريض، لزيادة صبر المريض وتقبله لحالته المرضية التي يعاني منها، وفي هذا المقال نسلط الضوء على أهم النصائح التي تفيد الكادر الطبي في التعامل مع المرضى غير المتعاونين.
نصائح للتعامل مع المرضى غير المتعاونين
يمكن اتباع بعض الطرق التي تساعد في تقوية العلاقة بين الطبيب والمريض، وتعد هذه النصائح مفيدة لجميع أنواع المرضى، حتى غير المتعاونين منهم، أو الذين يصعب إرضاؤهم:
سيطرة الطبيب على عوامل التوتر لديه: قد لا يكون المريض دائماً هو السبب في العلاقة المتوترة بينه وبين الطبيب، فقد يمر الطبيب أو الممرض أحياناً بضغوط عمل، أو ظروف عائلية تجعله لا يتقبل وضع المريض، ولا يحسن بناء علاقة جيدة معه، وفي هذا الصدد يُنصح بأن يأخذ الطبيب نفساً عميقاً، وأن يمارس رياضة معينة مثل اليوغا أو الجري بهدف تخفيف التوتر والإجهاد الذي قد يمر به.التعامل مع صراخ وغضب المريض: قد يشعر بعض المرضى بالخوف أو الغضب فيصرخون ويعبرون عن غضبهم، ويمكن للطبيب أو الممرض أن يتحدث مع مريضه عن الحالة المزاجية التي يمر بها وعن مخاوفه، ويساعده في التغلب عليها.التعرف على المريض: ينصح بإعطاء وقت خاص للمريض، ليروي قصته والأحداث التي مر بها، فقد يساعد ذلك في السيطرة على مشاعر الخوف والقلق التي يمر بها، ويساهم في بناء علاقة جيدة مع الطبيب أو الممرض.التعاطف مع المريض: يمكن اتباع بعض الطرق البسيطة التي تُشعر المريض بأن طبيبه يتعاطف معه، فمثلاً أن يمسح له دموعه عند بكاءه، أو يجلس بجواره ويستمع له عن قرب.وضع بعض الحدود في العلاقة: قد ينفجر المريض فجأة في وجه الطبيب أو الممرض، أو يصرخ في وجهه، أو يتلفظ بألفاظ نابية، وينبغي حينها أن تكون ردة فعل الطبيب أو الممرض هي إيقاف المريض وإخباره بأن هناك بعض الأمور التي لا ينبغي القيام بها في المستشفى، وأنه سيمنحه بعض الوقت ليهدأ ويزول غضبه.الانتباه للغة الجسد: قد يشعر الممرض بالملل أو الضجر بسبب كثرة طلبات المريض، أو عناده، لذا ينصح بأن يأخذ نفساً عميقاً، وأن ينتبه للغة جسده عند التعامل مع المريض.طلب المساعدة من إخصائيين: لا حرج في أن يطلب الممرض أو الطبيب مساعدة أخصائي نفسي أو اجتماعي، للتعامل مع المرضى الصعبين أو غير المتعاونين بتاتاً، لكن ينبغي أن يتم تهيئة المريض لذلك، والتأكد من تقبله للمساعدة.التعامل بحيادية وصدق: قد يتعامل الطبيب مع مرضى ذات أمراض عصبية أو نفسية، يعانون من أعراض اكتئاب وقلق، فينبغي التعامل معهم بحيادية وتقديم الرعاية الصحية لهم بأفضل درجاتها، وتقبل انفعالاتهم وردود أفعالهم الصعبة والمزعجة في بعض الأحيان.أنواع المرضى غير المتعاونين
يوجد أربعة أنواع رئيسية من المرضى غير المتعاونين، وهي كالآتي:
المريض المقاوم: هو المريض الذي يعاني من الخوف أو القلق، وتظهر عليه بعض أعراض التنفس السريع، والضغط على الأسنان، وتقطيب الحاجبين، وينصح عند التعامل مع هذا المريض تجنب الانفعال الزائد، ومحاولة تحديد المشكلة، وإخبار المريض بتفهم مشاعره، وعرض المساعدة عليه، ويجدر بالذكر أنه في حال شعور الطبيب أو الممرض باحتمالية تعرضه للعنف من هذا المريض، فينبغي أن يحرص على تواجد أحد رجال الأمن في غرفة المريض، لتجنب أي أذى جسدي قد يصيب الطبيب أو الممرض.المريض الذي يعاني من اضطراب الجسدنة (بالإنجليزية: Patients who somatize): يظهر التاريخ المرضي للمريض هنا بكثرة الشكاوي وبأعراض عديدة مبالغ فيها، مع بعض أعراض القلق والاكتئاب، لذا ينبغي أن يتم تشخيص المريض بصورة موضوعية اعتماداً على نتائج الفحوصات المخبرية والسريرية، وربط الحالة النفسية مع شكاوي المريض الجسدية، وتنظيم جدول زيارات المريض.المريض المتلاعب: يلجأ المريض هنا لأي وسيلة للحصول على ما يرغب به، فقد يستخدم طريقة التعاطف والشعور بالذنب، أو الغضب والتهديد، أو محاولة الانتحار، وقد يصعب التمييز بين ميول المريض الشخصية، وبين اضطراباته النفسية التي يمر بها، لكن في جميع الأحوال ينبغي وضع حدود لهذا المريض، ورفض طلباته في حال كانت غير معقولة.المريض الذي يُكثر من الزيارة: قد يكثر بعض المرضى من زيارة الطبيب بصورة غير منطقية، لكن يمكن تفهم هذا الأمر عند معرفة وضع المريض الاجتماعي والنفسي، فقد يكون يعيش وحيداً، أو يعاني من أعراض قلق واكتئاب، ويبحث عن من يسمعه ويساعده، لذا من المهم تثقيف وتوعية المريض، مع ضبط مواعيد زيارته قدر المستطاع.اقرأ المزيد: أسس العلاقة بين الطبيب والمريض
إضافة إلى ما سبق ذكره، فإن جميع الأطباء والممرضين يحتاجون إلى تعلم كيفية التعامل مع مشاعر الغضب، وإدارة مشاكلهم الشخصية، وتجنب عوامل الإثارة والغضب، والحرص على تقليص المسؤوليات، لتجنب الحرمان من النوم والإرهاق الزائد، الذي يؤدي إلى الإجهاد الزائد، مما ينعكس بدوره على التعامل مع المرضى، وفي حال كان يصعب تقليص المسؤوليات، فينصح بطلب المساعدة وتفويض المهام، والبحث عن طريقة مناسبة لتقديم أفضل رعاية للمرضى.
اقرأ المزيد: طرق الإسترخاء لتقليل الإجهاد النفسي