يحدث في بعض الأحيان أن يقوم الشخص المصاب بالاكتئآب بأخذ دواء مضاد للاكتئآب والالتزام بإرشادات الطبيب حول كيفية استخدامه، غير أنه ﻻ يحصل على التحسن المتوقع. فالسؤال هو: لماذا على المصاب الانتظار لوقت طويل قبل أن يعود إلى طبيعته؟ أما الإجابة، فهي تكمن في الصبر.
وقد ذكر خبراء في هذا المجال الخطة التي تجعل المصاب يحصل على أفضل النتائج من دوائه المضاد للاكتئآب. لكن، قبل البدء بسرد خطوات هذه الخطة، يجب على المصاب العلم بأن هناك خيارات عديدة من الأدوية المضادة للاكتئآب، وأن أول اختيار عادة ما يعتمد على الأعراض الأكثر إزعاجا للمصاب. فعلى سبيل المثال، إن كانت قلة النوم هي أكثر الأعراض إزعاجا له، فغالبا ما يقوم الطبيب باختيار مضاد اكتئآب ذي خواص مهدئة ومساعدة على النوم، وهذا بحسبما ذكره الطبيب برايان برونو، وهو من مستشفى لينوكس هيل في نيويورك سيتي.
وتاليا خطوات الخطة التي تجعل المصاب يحصل على أفضل النتائج من خلال استخدامه للأدوية المضادة للاكتئآب:
الخطوة الأولى: تحدث مع طبيبك حول الخيارات العلاجية
تناقش مع طبيبك حول الأدوية المناسبة لك وقارن معه بين العلاجات المتوفرة. وحضر قائمة بالأسئلة التي ترغب بطرحها حول هذه الأدوية، منها المدة التي قد يستغرقها الدواء ليعطي مفعوﻻ واضحا.
الخطوة الثانية: امنح الدواء وقتا كافيا ليعمل
تحتاج الأدوية المضادة للاكتئآب بعض الوقت لتعطي نتائج واضحة. وقد يستغرق هذا الوقت ما يصل إلى عدة أسابيع. وعلى الرغم من أن مفعول بعض هذه الأدوية يكون أسرع من غيرها، إلا أن رفع مستويات الكيماويات الدماغية التي يسبب نقصها أعراض الاكتئآب، أهمها الناقل العصبي المعروف بالسيروتونين، يحتاج إلى بعض الوقت بشكل عام.
وينصح مصابو الاكتئآب بوضع أهداف عقلانية حول توقع المدة التي يستغرقها الدواء ليعمل، خصوصا في حالات الانتقال من دواء واحد لآخر. وقد نصح الطبيب برونو بالتواصل عن قرب مع الطبيب أثناء العلاج، وخصوصا عند بداية استخدام الدواء وفي حالة الحاجة لاستبداله.
الخطوة الثالثة: راقب العلامات التي تدل على أن دواءك لا يعمل
إن شعرت بأن دواءك لا يعمل، فلا تقم بإيقاف استخدامه أو التلاعب في جرعته بنفسك، بل عليك بإخبار طبيبك بذلك ليقوم باستبداله لك بشكل آمن إن كان ذلك ﻻزما بالفعل.
وقد ذكر الطبيب جون إل بيير، وهو أستاذ مساعد في المركز الطبي لجامعة دوك، أنه إن استمر شعور المصاب بأعراض شديدة حتى بعد مرور 4-6 أسابيع على استخدام الدواء المضاد للاكتئآب، فهنا غالبا ما يقوم الطبيب برفع جرعة هذا الدواء أو تدعيمه بدواء آخر أو استبداله. وتجدر الإشارة إلى أن هناك العديد من الخيارات الدوائية لعﻻج الاكتئآب، الأمر الذي يجب أن يعطي المصاب دعما نفسيا حين يعلم أنه إن لم ينجح دواء معين معه، فهناك خيارات بديلة متعددة له.
ويذكر أن الهدف وراء استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب هو الوصول إلى وضع تعود فيه قدرات المصاب ومشاعره إلى المستويات التي كانت عليها قبل الإصابة بالاكتئآب. أما الطريقة الأفضل للوصول إلى ذلك، فهي تكمن في التواصل المستمر مع الطبيب وإعلامه بدرجات التحسن. فإن لم ينجح دواء واحد للوصول إلى الهدف، فعندها يجب أن ﻻ يشعر بالإحباط، بل عليه إعلام الطبيب ليقوم بالتعديلات اللازمة عليه.
الخطوة الرابعة: ناقش طبيبك بما يتعلق بالخطة العلاجية بأكملها
لا تقتصر الخطة العلاجية للاكئآب على الأدوية فحسب، بل عادة ما يكون هناك علاج نفسي واجتماعي أيضا. فضﻻ عن ذلك، فإنه يجب أن تتضمن الخطة العلاجية القيام بتعديلات على نظام الحياة. وتتضمن هذه التعديﻻت ممارسة التمارين الرياضية وتناول غذاء صحي متوازن.
الخطوة الخامسة: سيطر على أعراض الاكتئآب بنفسك
يجب أن يكون للمصاب دورا فعالا في علاح الاكتئآب، وذلك من خلال القيام بأمور عديدة، منها الالتزام بجميع عناصر الخطة العلاجية والعمل مع الطبيب على تحديد ساعة محددة للنوم وأخرى للاستيقاظ، فضلا عن الحفاظ على المظهر عبر الاستحمام وارتداء المﻻبس النظيفة. فعلى الرغم من أن القيام بذلك قد يكون صعبا في أول الأمر، إلا أنه، مع الوقت، يستعيد سهولته ومتعة القيام به.