قد يعتقد البعض بأن اضطراب التوحد هو اضطراب جديد كونه قد انتشر و تزايد الحديث حوله في الآونة الأخيرة، لكن المصادر تشير إلى أنه كان متواجداً قبل ما يزيد عن السبعين عاماً، كما و تشير أيضا إلى اختلاف النظرة إليه و فهمه خلال ذلك الوقت، و قد كان الطبيب النفسي أويجن بلويلر أول من استخدم مصطلح التوحد.
وتاليا بعض الأحداث المهمة التي تتعلق بهذا المرض بشكل تسلسلي:
1. في عام 1908,
كان مصطلح "التوحد" يطلق على واحد من فروع الفصام، و هو الذي يكون المصاب به منسحبا في عالمه الخاص.
2. في عام 1943,
قام الطبيب النفسي المختص بالأطفال ليو كانر بدراسة أجراها على 11 طفلا كان لديهم ذكاء حاد، غير أنه كان لديهم رغبة عارمة في الوحدة و رفض قوي للخروج عن نمط الحياة اليومية، فضلا عن نزعة لتكرار ما يقوله الآخرون، كما و كان لديهم قابلية للإصابة بالحساسية من الأطعمة. و قد أطلق الطبيب كانر بعد ذلك على هذا المرض اسم ﺫَﺍﺗَﻮِﻳَّﺔٌ ﺍﻟﻄُّﻔﻮﻟَﺔِ ﺍﻟﺒﺎﻛِﺮَﺓ.
3. في عام 1944,
قام العالم الألماني هانز أسبيرجر باكتشاف حالات من التوحد تقل في شدتها عما كان معروفا لدى مصابي هذا الاضطراب, والتي يطلق عليها الآن متلازمة آسبيرجر. وقد كانت الحالات التي سجلها جميعها من الذكور.
4. في عام 1967,
قام اختصاصي علم النفس برونو بيتيلهايم بتعميم نظرية "الأم الثلاجة" و التي تشير إلى أن عدم إعطاء الأم المحبة الكافية لطفلها يؤدى إلى إصابته بالتوحد, غير أنه قد ظهر عدم وجود هذه العلاقة. وبعد الحرب العالمية الثانية, حسبما ذكر الطبيب فريد فوكمار, تم إجراء العديد من التحليلات النفسية حول تأثير التجارب الحياتية على الإصابة بالتوحد؛ فهم لم ينظروا إلى الدور الجيني الذي اكتشف بعد ذلك بأنه السبب الأساسي للإصابة بالاضطراب المذكور.
5. في عام 1977,
أظهرت أبحاث أجريت على توائم بأن الاختلاف الجيني و البيولوجي يعدان سببان قويان للإصابة بنشوء الدماغ.
6. في عام 1980,
تم إدراج ذاتوية الطفولة الباكرة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية Diagnostic and Statistical Manual of Mental Disorders (DSM) لأول مرة, كما وتم فصله رسميا عن فصام الأطفال.
7. في عام 1987,
تم في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية استبدال مصطلح ذاتوية الطفولة المبكرة باضطراب التوحد, كما و تضمن قائمة مرجعية لتشخيصه. كما وقد قام اختصاصي علم النفس الدكتور إيفان لوفاس من جامعة لوس أنجيلس في كاليفورنيا بنشر أول دراسة حول مدى قدرة العلاج السلوكي المكثف على مساعدة الأطفال المصابين بالتوحد, مما أعطى أملا جديدا للأهل.
8. في عام 1988,
تم إطلاق فيلم Rain Man, الذي قام ببطولته دستين هوفمان لاعبا دور عالم مصاب بالتوحد, و الذي كان يمتلك ذاكرة حادة و قدرة رهيبة على إجراء العمليات الحسابية لأعداد ضخمة من الأرقام في دماغه، و قد كان هذا الفيلم مهما في نشر الوعي حول هذا الاضطراب.
9. في عام 1991,
قامت الحكومة الاتحادية بإدراج التوحد ضمن فئة التعليم الخاص، و قد بدأت المدارس العامة بإعطاء الأطفال المصابين بالتوحد خدمات خاصة.
10. في عام 1994,
تم إدراج متلازمة أسبيرجر ضمن الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية, ما أدى إلى توسع الطيف التوحدي ليشمل الحالات البسيطة التي يميل مصابوها إلى أداء وظائفهم بشكل أفضل مقارنة بمصابي اضطراب التوحد.
11. في عام 1998,
تم نشر دراسة في دورية "لانسيت" بأن المطعوم الثلاثي, والذي يتكون من مطعوم الحصبة و النكاف و الحصبة الألمانية يسبب التوحد, إلا أنه تم ضحد هذه النتائج خلال مدة قصيرة.
12. في عام 2000,
قام المصنعون بسحب الثايميروسال (وهو مادة حافظة ذات أساس زئبقي) من جميع المطاعيم التي عادة ما تستخدم خلال مرحلة الطفولة, وذلك بسبب مخاوف شاعت بين الناس حول دورها بإصابة الأطفال بالتوحد، و ذلك على الرغم من أنه تم ضحد ذلك.
13. في عام 2013,
قدرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الإمراض والوقاية منها بأن 1 من كل 110 أطفال هم من مصابي اضطرابات الطيف التوحدي, وذلك يدل على اراتفاع معدلات المصابين به مقارنة بما كان عليه الحال في 2007, حيث كانت النسبة 1 من كل 150 طفلا، غير أن المراكز المذكورة قد أشارت إلى أن ذلك قد يعود جزئيا إلى زيادة الفحوصات التي تقيم هذا المرض.
14. في عام 2013,
تم ضم جميع فروع التوحد في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية تحت اسم اضطراب الطيف التوحدي، فمتلازمة آسبيرجر لم تعد حالة منفصلة. وقد تم تعريف اضطراب الطيف التوحدي بفئتين:
أ- فئة الخلل في التواصل الاجتماعي.
ب- فئة السلوكات المتكررة والمقيدة.
اقرأ أيضاً:
مشكلات وحلول لأهالي مصابي التوحد
مرض التوحد قد يرتبط بأمراض أخرى