الغدة الدرقية والوزن

تلعب الغدة الدرقية وهرموناتها دورًا مهمًا في تنظيم التمثيل الغذائي وعمليات الأيض في الجسم، ففي حال خمولها أو زيادة نشاطها، فإنها يمكن أن تؤثر على وزن الجسم. تعرف على المزيد حول العلاقة بين الغدة الدرقية والوزن في هذا المقال.

ما هي الغدة الدرقية؟

الغدة الدرقية هي غدة صماء تفرز هرموناتها مباشرة في الدم، تقع في أمام وأسفل الرقبة، وشكلها أشبه بالفراشة، وهي تفرز الهرمونات التي تنظم عمليات الأيض أو الاستقلاب (بالإنجليزية: Metabolism) والتمثيل الغذائي في الجسم، وهي عملية حرق السعرات التي تساعد على إبقاء درجة حرارة الجسم والأعضاء ثابتة. [1]

تعد العلاقة بين إفراز هرمون الغدة الدرقية والوزن غامضة ومعقدة، حيث أن هناك عدد من العوامل التي تشارك في فقدان أو زيادة الوزن الناتجة عن هرمون الغدة. [2]

ومن الممكن تبسيط الصورة بالقول إن خمول الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) يؤدي فعلًا لتقليل وإبطاء استهلاك الجسم للسعرات الحرارية، ما قد يؤدي إلى زيادة الوزن، بالإضافة لأعراض أخرى. وعلى عكس ذلك، في حال زيادة هذا الإفراز وزيادة نشاط الغدة الدرقية تؤدي لزيادة معدل حرق السعرات، فتؤدي لشيء من خسارة الوزن. [1,2]

سمنة الغدة الدرقية

تتأثر عملية التمثيل الغذائي بهرمونات الغدة الدرقية. فما هي عملية التمثيل الغذائي؟ وكيف تتأثر بهرمونات الغدة؟

تقوم عملية التمثيل الغذائي بتكسير الطعام وتحويله إلى طاقة يستخدمها الجسم لأداء وظائفه، كما أنه يحدد سرعة استخدام الجسم للسعرات الحرارية. وهناك مجموعة عوامل تؤثر على التمثيل الغذائي، منها ممارسة الرياضة وزيادة النشاط البدني، حيث أنها تعزز عملية الأيض، ولكن تستمر عملية الأيض حتى أثناء الراحة، وهو ما يسمى بمعدل الأيض الأساسي (بالإنجليزية: Basal Metabolic Rate). [1,2]

عندما تنخفض عمليات الأيض، تتراكم السعرات الحرارية المتناولة ويتم تخزينها على شكل دهون، مسببًا زيادة الوزن.

أما عن علاقة خمول الغدة الدرقية والوزن، فتتأثر عملية التمثيل الغذائي بشكل كبير بهرمون الغدة الدرقية، كالتالي: [1,2]

• في حال خمول الغدة الدرقية وعدم إفرازها لكميات كافية من هرمون الثيروكسين، فإن معدل الأيض الأساسي وعملية التمثيل الغذائي ستتأثر سلبًا وستنخفض مسببة زيادة الوزن والسمنة، وتسمى هذه الحالة بسمنة الغدة الدرقية.
• في حال نشاط الغدة الدرقية وزيادة إفراز هرمون الثيروكسين، فإنه يحفز عملية الأيض مسببًا فقدان الوزن، ويجدر الإشارة إلى أن ارتفاع هرمونات الدرقية يسبب خسارة في الوزن أكبر من الزيادة التي يسببها قصور الدرقية.

تؤثر هرمونات الغدة الدرقية أيضًا على درجة حرارة الجسم، وتنظيم الشهية، لذلك فإن خمول الغدة الدرقية قد يزيد من الشهية، مسببًا زيادة الوزن. [2]

اقرأ أيضًا: اطعمة تساعد في زيادة نشاط الغدة الدرقية

غالبًا لا ترتبط زيادة الوزن لمرضى قصور الغدة الدرقية بزيادة تراكم الدهون، ولكنها تنتج عن تراكم السوائل والأملاح في الجسم، وعند علاج قصور الغدة الدرقية، يتخلص الجسم من هذا الوزن الزائد والذي غالبًا لا يزيد عن 10% من وزن الجسم. يجدر الإشارة إلى أن الوزن المكتسب بسبب اضطراب الغدة لا يكون ملحوظًا إلا في حالات الخمول الشديد. [1,3]

إنقاص الوزن بهرمونات الغدة

إن استخدام الدواء لعلاج خمول الغدة الدرقية سيفقد المريض بعض الوزن الذي يكسبه نتيجة تراكم السوائل والأملاح، وسيعود إلى وزنه الطبيعي قبل احتباس السوائل ليس أكثر، أي ليس أكثر من 10% من وزن الجسم. [2,4]

وقد يفكر بعض الأشخاص غير المصابين باضطرابات في الغدة باستخدام هرمون الغدة الدرقية لإنقاص الوزن، ولكن ذلك لن يكون مجديًا، بل سيكسبون الوزن مرة أخرى بمجرد التوقف عن استخدامه، كما أن له آثار جانبية عديدة تضر الجسم، مثل: [2,4]

• اضطرابات في القلب.
• الأرق.
• الصداع.
• اضطرابات في الدورة الشهرية.
• الطفح الجلدي.

نشاط الغدة الدرقية ونقص الوزن

في جوانب العلاقة بين نشاط الغدة الدرقية والوزن المنخفض، على الرغم من أنه ليس كل نقص في الوزن هو بالضرورة ناتج عنفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism)، إلا أنه في حال الإصابة بنشاط الغدة الدرقية، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض الوزن بعلاقة عكسية، ويؤدي ذلك لزيادة معدل عمليات الأيض. [1]

ولكن بطريقة معاكسة، قد يشعر بعض المرضى بالجوع الزائد نتيجة لزيادة معدل الحرق، وقد يتناولون طعامًا أكثر من معدل الأيض فيزداد وزنهم، وذلك في حالات قليلة. [2]

بعد معالجة نشاط الغدة الدرقية، سواء كان دوائيًا، أو باليود المشع، أو جراحيًا، من المتوقع زيادة الوزن إلى ما كان عليه قبل الإصابة، وقد يواجهون بعض المشاكل للحفاظ على توازن الوزن بعد العلاج.

استئصال الغدة الدرقية والوزن

في أغلب الأحوال، يرتفع وزن المرضى الذين استأصلوا الغدة الدرقية، سواء بسبب سرطان الغدة الدرقية أو العقيدات الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Nodules)، خاصة لدى المرضى الأصغر في السن، والمرضى الذين أجروا العملية بسبب زيادة نشاط الغدة، وقد يكون السبب هو عدم كفاية الجرعة البديلة من هرمون الثيروكسين كعلاج بديل، كما في حالات قصور الغدة الدرقية. ويحتاج الأمر لمزيد من الدراسات لفهم العلاقة بين استئصال الغدة الدرقية والوزن بشكل أوضح. [5]

اقرأ أيضًا: أورام الغدة الدرقية

في النهاية، من المؤكد وجود علاقة ما بين الغدة الدرقية والوزن، حيث تلعب الغدة الدرقية دورًا مهمًا في تنظيم عملية التمثيل الغذائي، ولكن من المهم معرفة أنها ليست العامل المحدد الوحيد للتغيرات في الوزن، حيث تلعب العديد من العوامل الأخرى، مثل النظام الغذائي، والتمارين الرياضية، والوراثة، أدوارً مهمة في التأثير على الوزن.