يجمع موسم الحج أشخاصاً من مختلف الدول بأعداد هائلة، وعلى الرغم من روعة أداء مناسك الحج وأجرها العظيم، إلا أنه يجب الأخذ بعين الاعتبار أن السفر وأداء مناسك الحج وسط هذه الحشود الكبيرة يحمل خطراً بنسبة 50% لتلقي أنواع كثيرة من العدوى.

من أكثر الأمراض شيوعاً التي تواجه المسافرين بشكل عام هي أمراض الجهاز الهضمي التي يتم التقاطها نتيجة لتناول الطعام والماء الملوثين خلال الترحال، بالإضافة إلى احتمال التقاط أنواع أخرى من العدوى، لذا يجب على الحاج إجراء الفحوصات الطبية قبل مغادرة بلاده، وفور العودة لتفادي تفاقم أنواع العدوى المختلفة، ونقلها إلى العائلة بعد العودة من الحج.

فحوصات يجب على الحاج إجراؤها فور عودته لبلده

على الرغم من أن معظم الحجاج يجرون الفحوصات الطبية الروتينية قبل السفر، إلا أن إجراء الفحوصات بعد الحج فور الوصول وقبل الاختلاط بالآخرين أكثر أهمية، إذ قد يعاني الكثير من المسافرين من أنواع العدوى المختلفة دون أعراض، وقد تظهر الأعراض بعد عودة الحاج إلى بلده، ومن أنواع الفحوصات التي يجب إجراؤها بعد موسم الحج ما يلي:

  • تحليل الدم للتأكد من أنواع الأجسام المضادة في الدم الناجمة عن العدوى الفيروسية، والبكتيرية والطفيلية.
  • تحليل الملاريا.
  • تحليل الطفيليات.
  • تحليل السل.
  • تحليل عدوى الكبد الوبائي أ والكبد الوبائي ب.

للمزيد: هل تسمح الأمراض المزمنة بأداء شعائر الحج

تنظيم النوم بعد العودة من الحج

غالباً ما يعاني المسافرون من اضطرابات النوم نتيجة للعديد من العوامل مثل عدم تلاؤم ساعة الجسم الداخلية مع مواعيد الليل والنهار في الدولة التي يتم السفر إليها، ومن العوامل التي تزيد من اضطراب النوم لدى الحجاج أيضاً التوتر، والتعب، وتغير مكان النوم.

يسبب اضطراب النوم العديد من المشاكل مثل الأرق، والنعاس أثناء النهار، وضعف القدرة على التفكير، وانخفاض الطاقة البدنية والشعور بالتعب، والمزاجية وكثرة الانفعال، ومشاكل الجهاز الهضمي مثل الغثيان، وانخفاض الشهية، وكثرة الغازات.

يحتاج الحاج بعد العودة من أداء مناسك الحج للحصول على النوم لساعات كافية لكي يتمكن من التغلب على تعب أداء مناسك الحج، ولكن عادةً ما يواجه الحجاج مشكلة في تنظيم النوم بعد العودة من الحج، أو قد يعانون من نوم ذو جودة منخفضة يتخلله كثرة الاستيقاظ وعدم الشعور بالراحة بعد النوم، ويمكن التغلب على مشاكل النوم بعد العودة من الحج من خلال اتباع النصائح التالية:

  • النوم في غرفة معتمة وهادئة بعيدة عن أي مصدر للإزعاج.
  • أخذ حمام دافئ قبل الذهاب للفراش، إذ يساعد الماء الدافئ على إرخاء العضلات، ويساعد انخفاض حرارة الجسم التالي للاستحمام على الشعور بالنعاس.
  • يساعد إفراز الميلاتونين وهو أحد المواد الكيميائية في الدماغ على تنظيم إيقاع النوم، ولكن عند مواجهة صعوبة في العودة لإيقاع النوم الطبيعي يمكن أن تساعد مكملات الميلاتونين على التخلص من إرهاق السفر والخلود إلى النوم.
  • في حالات اضطراب النوم الشديد بعد العودة من الحج التي لا تفيد التقنيات السابقة في التغلب عليها، يمكن أن يصف الطبيب أدوية تساعد الحاج على النوم والتخلص من إرهاق السفر.

استعادة الصحة والنشاط بعد الحج

يحتاج الحجاج إلى فترة جيدة من الراحة بعد أداء شعائر الحج والسفر لاستعادة نشاطهم وصحتهم كي يتمكنو من العودة لممارسة حياتهم الطبيعية بأسرع وقت ممكن بعد الحج، وفيما يلي بعض النصائح لاستعادة الصحة والنشاط للحاج بعد العودة لبلده:

  • تناول طعام صحي يحتوي على مجموعات العناصر الغذائية الكاملة وغني بالخضراوات والفواكه.
  • التمهل في استقبال الزوار وأخذ فرصة لاستعادة نمط الحياة الطبيعي أولاً.
  • تجنب شرب الكافيين وتناول الأطعمة الدسمة.
  • ممارسة التمارين الرياضية لاستعادة طاقة الجسم.
  • ممارسة التأمل لاستعادة النقاء العقلي والتركيز بعد الحج.

للمزيد: أمراض تنفسية شائعة في موسم الحج

أعراض تتطلب التقييم الطبي بعد العودة من الحج

يتعرض الحجاج للكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب لهم تلقي أنواع العدوى المختلفة، ومن أهم هذه العوامل الاختلاط بالحشود عن قرب، والتعرض للجروح أثناء أداء مناسك الحج، والتعرض للسعات البعوض، ووصول الذباب إلى الطعام.

تحتاج معظم أنواع العدوى إلى فترة حضانة حتى تبدأ أعراضها بالظهور لدى الحاج، وفي بعض الأحيان يمكن أن يعود الحاج إلى وطنه قبل أن تظهر لديه أعراض تشير إلى إصابته بالعدوى، لذا يجب على الحاج العائد مؤخراً من أداء مناسك الحج الحصول على التقييم الطبي عند مواجهته لواحد أو أكثر من الأعراض التالية خلال أو بعد العودة من الحج:

  • الإسهال المترافق بألم البطن المستمر أو الشديد.
  • الغثيان أو التقيؤ.
  • الحمى.
  • ظهور علامات الجفاف مثل تشقق الشفاه، وانخفاض ضغط الدم، وانخفاض كمية البول.
  • السعال.
  • السعال المصحوب بنفث الدم من الفم.
  • صدور صوت صفير أو خشخشة من الصدر عند التنفس أو السعال.
  • البراز الأسود.
  • البراز المختلط بالدم.
  • اليرقان.
  • ألم البطن خاصة الألم في الربع العلوي الأيمن من البطن.
  • البراز الفاتح اللون.
  • تغيرات في الحالة العقلية أو التركيز.
  • الحمى المصحوبة بتصلب الرقبة.

اقرأ أيضاً: صحتك الهضمية في موسم الحج