تعتبر مضادات الاكتئاب بمثابة طوق نجاة للكثير من الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب، حيث تلعب دوراً مهماً في تخفيف الأعراض واستعادة التوازن النفسي. ومع ذلك، فإن القلق من الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية يدفع البعض للتردد في استخدامها.

تجدر الإشارة إلى أن آثار أدوية الاكتئاب قد تختلف من شخص لآخر، وكذلك من دواء لآخر. فبعض الآثار الجانبية قد تكون خفيفة وتختفي مع الوقت، بينما قد تتطلب حالات أخرى تعديل العلاج أو تغييره بالكامل.

في هذا المقال، نسعى إلى تسليط الضوء على الأضرار الشائعة والخطيرة لمضادات الاكتئاب، بهدف مساعدتك في فهم تأثيراتها المحتملة بشكل أفضل قبل البدء في استخدامها.

الأضرار الشائعة لأدوية الاكتئاب

تتضمن الآثار الجانبية الشائعة ما يلي:

الخمول والتعب

يمكن أن يتجلى الإرهاق والتعب كأحد أعراض الاكتئاب نفسه، ولكنه قد يظهر كأثر جانبي لبعض أدوية الاكتئاب، خاصةً خلال الأسابيع الأولى من استخدامها. يعود ذلك إلى التأثير المهدئ لبعض الأدوية مثل دوكسبين (Doxepin) وميرتازابين (Mirtazapine) وترازودون (Trazodone).

اضطرابات الجهاز الهضمي

هذه الاضطرابات شائعة في بداية استخدام أدوية الاكتئاب وغالبًا ما تكون مؤقتة، حيث تختفي مع تعود الجسم على الدواء. وتشمل هذه الاضطرابات:

زيادة أو نقصان الوزن

قد تؤثر بعض مضادات الاكتئاب، خصوصًا مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، على الشهية، مما يؤدي إلى زيادة أو نقصان الوزن لدى بعض المرضى. يختلف هذا التأثير من شخص لآخر بناءً على استجابة الجسم للدواء وعوامل أخرى.

التأثير في الحياة الجنسية

قد تؤدي أدوية الاكتئاب إلى:
معاوية الحلقة 13

  • انخفاض الرغبة الجنسية أو قلة الاستمتاع.
  • ضعف الأداء الجنسي.
  • تأخر القذف أو منعه تمامًا، أو ضعف الانتصاب عند الرجال.
  • تأخير أو عدم الوصول إلى النشوة الجنسية عند النساء.

صعوبة النوم

بعض أدوية الاكتئاب قد تسبب الأرق، مما يجعل من الصعب الاستغراق في النوم أو البقاء نائمًا، وذلك نتيجة التأثير المنشّط لبعض الأدوية في بداية الاستخدام، خاصةً فلوكسيتين (Fluoxetine) وسيرتالين (Sertraline) وفينلافاكسين (Venlafaxine). ولكن عادة ما يتحسن الوضع مع مرور الوقت.

القلق

على الرغم من أن مضادات الاكتئاب تستخدم لعلاج القلق، إلا أن بعضها، خاصةً فئة SSRIs، قد تزيد من القلق والتوتر مؤقتًا عند بدء العلاج. يعود ذلك إلى تأثير هذه الأدوية في السيروتونين، الذي قد ينشط مناطق في الدماغ مرتبطة بالقلق والخوف. ومع ذلك، تستقر مستوياته تدريجيًا مع الاستمرار في العلاج.

ضعف التركيز والانتباه

في الأسابيع الأولى من العلاج، قد تجعل أدوية الاكتئاب الشخص أقل تركيزًا، لذلك من الضروري توخي الحذر عند قيادة السيارة أو أداء المهام التي تتطلب دقة وانتباهًا عاليًا.

أضرار أخرى

تشمل الأضرار الشائعة الأخرى لأدوية الاكتئاب ما يلي:

  • تشوش الرؤية.
  • الدوخة.
  • الصداع.
  • رعشة اليدين.
  • زيادة التعرق.

أضرار خطيرة لأدوية الاكتئاب

يمكن أن تسبب أدوية الاكتئاب بعض الآثار الجانبية الخطيرة، لكنها نادرة الحدوث، ومنها:

التفكير في الانتحار

قد تزيد جميع أدوية الاكتئاب من خطر الأفكار والسلوكيات الانتحارية، خاصة لدى الأطفال والمراهقين والشباب تحت سن 25 عامًا، في الأسابيع الأولى من العلاج. ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن معظم من يستخدمون أدوية الاكتئاب لا تتراجع لديهم مثل هذه الأفكار، ويجب عدم تجاهلها والتحدث إلى الطبيب عند الشعور بأي تغييرات نفسية مقلقة.

متلازمة السيروتونين

متلازمة السيروتونين هي حالة نادرة لكن خطيرة تحدث عند استخدام أدوية الاكتئاب، خاصةً مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مع أدوية أخرى تزيد من مستوى السيروتونين في الدماغ.

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا لمتلازمة السيروتونين:

  • صداع.
  • غثيان وإسهال.
  • ارتفاع الحرارة مع رعشة وتعرق.
  • تشنجات لا إرادية في العضلات.
  • اضطرابات نفسية مثل التهيج أو التشوش.
  • تسارع ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم.

في الحالات الشديدة، قد تؤدي متلازمة السيروتونين إلى حمى شديدة أو نوبات صرع أو اضطراب في ضربات القلب.

نقص صوديوم الدم

يحدث نقص صوديوم الدم عندما تنخفض مستويات الصوديوم في الدم بشكل حاد، مما يؤدي إلى تراكم السوائل داخل الخلايا. تشمل أعراضه:

  • تشوش الذهن.
  • الشعور بالمرض.
  • فقدان الشهية.
  • ألم العضلات.

في حال نقص الصوديوم بشكل كبير، قد تتضمن الأعراض خمول وإرهاق شديد ونوبات صرع.

الهوس

يمكن أن تحفز أدوية الاكتئاب نوبة هوس لدى المصابين باضطراب ثنائي القطب، خاصة عند استخدامها دون أدوية تثبيت المزاج. تشمل أعراض الهوس زيادة في النشاط والطاقة، واضطرابات النوم، وتصرفات متهورة.

السكري

يرتبط استخدام أدوية الاكتئاب لفترات طويلة بزيادة خطر الإصابة بالسكري، خاصة لدى الأشخاص فوق 30 عامًا.

نزيف المعدة

على الرغم من ندرتها، إلا أن بعض أدوية الاكتئاب قد تسبب نزيفًا في المعدة والأمعاء، خاصةً لدى كبار السن.

الأعراض الانسحابية لأدوية الاكتئاب

بالرغم من أن الآثار الجانبية لأدوية الاكتئاب قد تكون مزعجة، إلا أنه يجب عدم إيقافها بشكل مفاجئ، لأن ذلك قد يؤدي إلى ظهور مجموعة من الأعراض الانسحابية التي تختلف في شدتها من شخص لآخر، مثل:

  • الدوخة وفقدان التوازن.
  • الإرهاق والخمول.
  • إحساس بالوخز أو الحرقان في الجسم.
  • الغثيان أو الإسهال.
  • تعرق شديد.
  • تشوش الرؤية.
  • الأرق وأحلام غريبة ومزعجة.
  • التهيج أو القلق.
  • شعور شبيه بالصدمات الكهربائية في الجسم.
  • هلوسات.
  • ألم العضلات.

لتجنب هذه الأعراض، يُنصح بعدم التوقف عن تناول الدواء فجأة، بل يجب تقليل الجرعة تدريجياً وفق خطة يحددها الطبيب.

نصيحة الطبي

تعتبر أدوية الاكتئاب ضرورية لمساعدة المرضى على تجاوز الاكتئاب، لكنها قد تتسبب في آثار جانبية غير مرغوبة. من المهم استشارة طبيب مختص لمناقشة حالتك، واقتراح حلول للمشكلة عبر تعديل الجرعة أو تغيير الدواء لبديل أفضل.