مع تقدم العلم، يمكن اكتشاف العلاقة بين أجزاء الجسم وبعضها، فكل عضو من أعضاء الجسم يقوم بوظائف هامة لبقية الجسم من أجل الحفاظ على الصحة العامة، وتعد العلاقة ما بين الأسنان والمعدة أحد أقوى تلك العلاقات بين أجزاء الجسم المختلفة، وسوف نتعرف على العلاقة بين الأسنان والمعدة، وتأثير كل منهما على الآخر.

علاقة الأسنان بالجهاز الهضمي

يتصور كثير من الأشخاص أن عملية الهضم تقتصر على المعدة، ولكن في الحقيقة، يبدأ الهضم من الفم عند القيام بوضع الطعام داخله، فيقوم اللعاب بتقليل صلابة الطعام، وتفرز الإنزيمات التي تساعد على تكسير النشويات والدهون، بالإضافة إلى تليين مرور الطعام عبر المريء إلى المعدة.

أيضاً تلعب الأسنان دوراً كبيراً في عملية الهضم، فبدونها لن يتم تكسير الطعام وطحنه حتى يسهل بلعه وهضمه بالمعدة، وبالتالي ترتبط الأسنان بالمعدة ارتباطاً وثيقاً.

تأثير الأسنان على المعدة

يمكن أن تتسبب الأسنان في تأثيرات ضارة على المعدة بالطرق التالي:

  • ضعف المعدة: يمكن أن تتسبب بكتيريا الفم والأسنان في ضعف قدرة المعدة على مقاومة العدوى، كذلك تؤدي استجابة الجسم لبكتيريا الفم الضارة إلى استجابة الجهاز المناعي التي تساهم أيضاً في إضعاف المعدة، مما يزيد خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء.

وتؤدي أمراض اللثة إلى زيادة وجود بكتيريا الفم الضارة، وعندما تتراكم البكتيريا الضارة، فإنها تسبب تسوس الأسنان، وأمراض اللثة، ويمكن أن تنتقل البكتيريا إلى المعدة من خلال اللعاب، وبمجرد وصولها إلى المعدة، يمكن أن تتسبب البكتيريا في التهاب المعدة.

وعلى الرغم من أن المعدة عادةً ما تقاوم تراكم البكتيريا، لكن يمكن أن تتمكن بكتيريا الفم من تعطيل بكتيريا المعدة الصحية، وبالتالي إضعاف قدرتها على مقاومة البكتيريا المسببة للأمراض التي تنشأ من الفم.

  • مشاكل الهضم وارتداد الحمض: يلعب الفم دوراً هاماً في عملية الهضم، وذلك لأن الهضم يبدأ في الأساس من الفم، فبعد وضع الطعام في الفم، يتم مضغه عبر الأسنان لتصبح قطع صغيرة يمكن إبتلاعها، وبالتالي فإن تناول الطعام بسرعة كبيرة، وعدم مضغ الطعام بشكل صحيح، يمكن أن يؤثر على عملية الهضم، ويؤدي إلى اضطرابات بالمعدة.

يمكن أن تؤثر أي عدوى، أو خلل في الأسنان، أو فقدان الأسنان على القدرة على مضغ الطعام، كما أن تناول السكريات، أو أطعمة لزجة يصعب إزالتها من الأسنان يمكن أن تسبب نمو البكتيريا، وهو ما يهدد صحة المعدة.

للمزيد: مشروبات تساعد على علاج التهاب المعدة

تأثير المعدة على الأسنان

أيضاً تؤثر المعدة على الأسنان بعدة طرق، وتشمل:

  • الإرتجاع المعدي المريئي: تنتج المعدة أحماض طبيعية تساعد الجسم على هضم الطعام، وفي بعض الأحيان، تنتقل هذه الأحماض إلى الحلق والفم، وخاصةً بعد تناول وجبة كبيرة، وعادة ما يعيد اللعاب توازن مستويات الحموضة في الفم.

ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الارتجاع المعدي المريئي، سوف تصل أحماض المعدة إلى الفم طوال اليوم، مما يضر بالفم والأسنان، وخاصةً أثناء النوم نتيجة قلة إفراز الفم للعاب.

كذلك يمكن أن تؤدي أدوية ارتجاع المريء إلى جفاف الفم، حيث لا يساعد اللعاب في تحييد الأحماض الناتجة عن ارتداد الحمض فقط، بل يساعد في التخلص من جزيئات الطعام، وتقليل البكتيريا التي تهاجم مينا الأسنان، وبالتالي فإن قلة إنتاج اللعاب قد يزيد من خطر حدوث تسوس الأسنان.

  • مرض التهاب الأمعاء: يشمل مرض التهاب الأمعاء التهاب القولون التقرحي، ومرض كرون، ويمكن أن يظهر مرض التهاب الأمعاء في تجويف الفم، وسوف يؤدي إلى مجموعة من الأعراض، مثل تقرحات الفم، وتورم أو نزيف اللثة، كذلك قد تؤثر أدوية داء الأمعاء الالتهابي على صحة الأسنان، وتزيد فرص التهاب اللثة، والتهاب اللسان، وجفاف الفم، ولذلك يجب على المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء أن يستشيروا طبيب الأسنان عن الأدوية التي يتم تناولها.
  • القرحة الهضمية: هي اضطرابات معوية شائعة تسبب تقرحات تظهر في أسفل المريء، وبطانة المعدة، والأمعاء الدقيقة، ويجب على مرضى القرحة الهضمية أن يضعوا في اعتبارهم أن بعض الأدوية المستخدمة في علاج القرحة الهضمية يمكن أن تسبب آثار جانبية وتؤثر على صحة الأسنان، وتشمل بعض هذه الآثار الجانبية اللسان الأسود، وجفاف الفم، وتغير في المذاق، وينبغي التحدث مع طبيب الأسنان عن التفاعلات الدوائية المحتملة.

اقرأ أيضاً: علاج ارتجاع المريء بالعسل

طرق حماية الأسنان والمعدة

تساعد بعض الطرق في حماية الأسنان من مشاكل المعدة، والعكس، وتشمل:

  • مضغ العلكة الخالية من السكر: يمكن أن يساهم مضغ العلكة الخالية من السكر في تحفيز إفراز اللعاب، مما يساعد على تحييد الأحماض الموجودة في الفم وإزالتها.
  • غسل الأسنان مرتين يومياً: واستخدام الخيط مرة واحدة يومياً على الأقل، وذلك لتفادي تسوس الأسنان والتهابات اللثة التي قد تنتج عن اضطرابات المعدة، كما أنها تساعد على تقوية مينا الأسنان ومنع تآكلها.
  • الإقلاع عن التدخين: قد يؤدي تجنب الكحول والتدخين إلى تقليل تكرار نوبات ارتداد الحمض.
  • الامتناع عن تناول الطعام قبل النوم بثلاث ساعات: لتفادي الارتجاع الحمضي المريئي.
  • تجنب الأطعمة اللزجة أو أي أطعمة يصعب التخلص منها بغسل الأسنان، وفي حالة تناول أي من هذه الأطعمة، فيجب التأكد من تنظيف الأسنان جيداً.
  • المتابعة مع الطبيب في حالة تكرر الحموضة المعوية، أو ارتجاع الحمض، أو مشاكل أخرى في المعدة، وذلك لإيجاد الحلول المناسبة وتجنب آثارها السلبية على الأسنان.
  • فحص الأسنان بشكل دوري: يساعد فحص الأسنان بانتظام وتنظيفها لدى الطبيب في الحفاظ على صحة الأسنان، ووقايتها من المشكلات التي يمكن أن تصيبها مثل التسوس والتهاب اللثة، وخاصة عند الإصابة بمشكلة في المعدة.

ويجب التحدث مع طبيب الأسنان في حالة تناول أدوية للعلاج من مشكلة بالمعدة، والتأكد من أن هذه الأدوية لن تؤثر على الأسنان.

  • اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتين، والفواكه، والخضروات، والكالسيوم، والحبوب الكاملة، وذلك للحفاظ على قوة الأسنان وقدرتها على مضغ الطعام جيداً دون الشعور بألم.

كما أن اتباع نظام حمية غذائية متكاملة يساهم في الحفاظ على صحة المعدة ووقايتها من المشكلات التي تضر بها، وتعزيز نمو البكتيريا الصحية، والقضاء على البكتيريا الضارة في المعدة، وينصح بتناول الأطعمة الغنية بالبروبيوتيك الهامة لتلك البكتيريا الصحية.

وأخيراً ينبغي تناول الأطعمة الضرورية لتقوية الجهاز المناعي لتجنب العدوى، وفي مقدمتها الفواكه والخضراوات الغنية بفيتامين سي.