يعرف الميلاتونين على أنه هرمون طبيعي يتم إفرازه من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويتم التحكم في إنتاجه بواسطة الساعة البيولوجية الرئيسية للجسم.
تقل مستوياتالميلاتونين إلى أدنى مستوياتها خلال النهار، ولكن مع حلول الظلام، ترسل الأعصاب إشارات إلى مراكز الساعة لتحفيز الدماغ على إنتاج الميلاتونين، وحينها يبدأ الشخص في الشعور بالنعاس بسبب زيادة الميلاتونين في الدم. [1]
نظرًا لقدرته على تنظيم دورة النوم والصحو، يستخدم الميلاتونين كمكمل غذائي شائع لتحسين النوم المرتبط بالعديد من الحالات الصحية، بما في ذلك: [1]
- اضطراب النوم المرتبط بالسفر
- الأرق
- اضطراب نوم العمل (بالإنجليزية: Shift Work Sleep Disorder)
- متلازمة تأخر طور النوم (بالإنجليزية: Delayed Sleep Phase Disorder)
- اضطراب النوم الإيقاعي (بالإنجليزية: Circadian Rhythm Sleep Disorder)
هل يسبب الميلاتونين الاكتئاب؟
لا يوجد ما يكفي من الدراسات التي تثبت أن الميلاتونين يسبب الاكتئاب لدى الأشخاص الذين لم يعانوا مسبقاً منه. وفي مراجعة أجريت عام 2016 حول تأثير الميلاتونين على الاكتئاب، وجدت النتائج أن الميلاتونين من غير المرجح أن يزيد من يتسبب بالاكتئاب أو أية آثار ومضاعفات نفسية خطيرة. [1] [4]
وعلى الرغم من ذلك، قد يعاني البعض من بعض الآثار الجانبية قصيرة المدى، مثل الارتباك، والتهيج، وتعكر المزاج قصير المدى، لكنه لا يتسبب بظهور أعراض الاكتئاب الحادة التي تعنى بتشخيص الاكتئاب السريري. [1]
هل يجعل الميلاتونين الاكتئاب أسوأ؟
تتفاوت نتائج الدراسات حوا تأثير الميلاتونين على الأشخاص المصابين بالاكتئاب، حيث تشير دراسة صغيرة أجريت عام 2002 إلى أن الأشخاص المصابين بالاكتئاب قد يكون لديهم مستويات أعلى من الميلاتونين. كما أن المراجعة التي أجريت عام 2006 لعدة دراسات تشير إلى أن أدمغة الأشخاص المصابين بالاكتئاب غالبًا ما تنتج المزيد من الميلاتونين في الليل. [1] [3]
وعند التفكير بالأمر بطريقة منطقية، فإن الميلاتونين يساعد الجسم على الاستعداد للنوم، فيجعل الجسم أقل نشاطاً، الأمر الذي قد يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى التماس أحد الأعراض الشائعة للاكتئاب. فإذا كان الشخص المصاب بالاكتئاب يعاني من فقدان الطاقة والخمول، فمن المرجح أن يزيد الميلاتونين من حدة هذا العرض لديه. [1] [2]
ونظراً لأن الشعور بالاكتئاب أو تعكر المزاج على المدى القصير هو أحد الآثار الجانبية النادرة للميلاتونين، فإنه لا يمكن الجزم أن الميلاتونين يتسبب بتفاقم الأعراض لدى المصابين بالاكتئاب. [1] [2]
اقرأ أيضاُ: هل يؤثر الاكتئاب والقلق على القلب؟
هل يفيد الميلاتونين مرضى الاكتئاب؟
وجدت بعض الدراسات السريرية أن الميلاتونين قد يقلل بالفعل من خطر الإصابة بالاكتئاب في مجموعات معينة ويحسن أعراض الاكتئاب في مجموعات أخرى. ففي دراسة أجريت عام 2014، أشارت النتائج إلى أن الميلاتونين يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب لمدة ثلاثة أشهر بعد جراحة سرطان الثدي.
كما وجدت مراجعة أجريت عام 2017 لثماني تجارب سريرية أن الميلاتونين يحسن من أعراض الاكتئاب أكثر من المجموعات الأخى ولكن بحد قليل. [1] [2]
بالإضافة إلى ذلك، تشير دراسة أجريت عام 2006 إلى أن الميلاتونين قد يساعد في علاج الاضطراب العاطفي الموسمي، مثل الاكتئاب الموسمي. وجد الباحثون وراء هذه الدراسة أن اضطرابات الساعة البيولوجية كانت العامل الأهم في الاكتئاب الموسمي، وأن تناول جرعات منخفضة من الميلاتونين يساعد في معالجة الاضطراب الموسمي وتقليل أعراضه. [1] [3]
على الرغم من النتائج الواعدة لهذه الدراسات، إلا أنه لا يوجد دليل كاف حتى الآن يثبت بشكل قطعي إن تناول الميلاتونين يساعد في تخفيف أعراض الاكتئاب. [1]
ومع ذلك، ينصح الأطباء مرضى الاكتئاب الذين يعانون من الأرق وصعوبة النوم بتناول مكملاتالميلاتونين، الأمر ينعكس إيجاباً على أعراض الاكتئاب ويقلل من حدتها. [1]
اقرأ أيضاً: هل نحن معرضون للإصابة بالإكتئاب أكثر في فصل الشتاء؟
مكملات الميلاتونين وادوية الاكتئاب
قد ينصح بعض الأطباء بتناول مكملاتالميلاتونين مع أدوية الاكتئاب، ولكن من المهم تجنب تناوله في نفس الوقت مع الأدوية التالية: [1] [2]
- الديازيبام
- الفلوكفومين
- مثبطات المناعة، مثل الكورتيزون ومشتقاته، والكودايين
يجب استشارة الطبيب أو الصيدلاني المختص أولاً قبل تناول الميلاتونين مع أي من الأدوية الأخرى، وذلك لتجنب التفاعلات الدوائية المحتملة.
جرعة الميلاتونين للاكتئاب
عند استخدام الميلاتونين للتخفيف من أعراض الاكتئاب، ينصح بالبدء بجرعات منخفضة، أي ما بين 1 إلى 3 ملليغرام يومياً. علماً أنه يجب قراءة ملصق التعليمات الموجود على العبوة بحرص واتباع الإراشادات المكتوبة بحذر. كما يجب مراقبة الأعراض الجانبية جيداً، وإبلاغ الطبيب فيها على الفور. في حال أن أعراض الاكتئاب ازدادت سوءاً مع استخدام الميلاتونين، يجب التوقف عن تناوله على الفور.
اقرأ أيضاً: علاج الأرق وقلة النوم