حياتنا مليئة بمصادر مختلفة من البيئة، كالماء، والهواء، والغبار، والشمس، والنباتات، والحيوانات، والمواد الكيماوية، والمعادن.
هذه المصادر وغيرها الكثير تمدنا بالحياة وتجعل حياتنا جميلة وسهلة. إلا أنها كسيف ذي حدين يمكن لها أن تسبب الأمراض لفئات من الناس. وأنه لمن المؤسف جداً أن يموت أكثر من خمسة ملايين طفل في العالم كل عام نتيجة أمراض وحوادث لها علاقة باختلال التوازن البيئي.
ثبت أن حوالي ثلث مجمل الأمراض في العالم تسببه عوامل بيئية من صنع وإستهتار الإنسان نفسه، في ما يلي أعرض لكم مجموعة من الأمراض التي لها علاقة باختلال التوازن البيئي, ونطرح ببعض الوسائل والأفكار لمنعها أو العناية بها:
أمراض الحساسية والربو
نقلاً عن تقرير المنظمة العالمية للحساسية، أن هناك نحو 300 مليون شخص في شتى أنحاء العالم مصابون بالربو، نحو 50 في المئة منهم يعيشون في البلدان النامية، إضافة إلى أنه مع الارتفاع الحالي بعدد الأطفال المصابين بالحساسية فإننا نتوقع زيادة ملحوظة في عدد المصابين بالحساسية من البالغين خلال السنوات القادمة.
المصابون بالربو هم من يعطسون وأنوفهم كثيرة الارتشاح وعيونهم بها حكة من حبوب اللقاح، والغبار، ومواد أخرى، وبعضهم يعانون من نوبات مفاجئة تتركهم غير قادرين على التنفس، تحدث نوبات الربو عادة بعد فترات من التمرين المجهد أو التغيرات المفاجئة في الجو. بعضها قد تنتج من حبوب اللقاح ومواد كيماوية أخرى في الهواء وفي البيت.
قد يلجأ الأطباء لعلاج أمراض الحساسية والربو إلى إجراء بعض الفحوصات لمعرفة ماهية المواد التي تسبب هذه التفاعلات وقد يصفون بعض الأدوية لتخفيف أعراض المرض.
التهاب الجلد
يحدث التهاب الجلد نتيجة الحكة الناتجة من لدغة الحشرات، أو من بعض المواد الموجودة في الأصباغ، كما تسبب بعض مواد التجميل والمنظفات أيضاً طفحاً جلدياً وبثوراً.
يسبب التعرض الكثير للهواء والشمس جفاف الجلد وتشققه، كما أن بعض أنواع الأقمشة، والمواد الكيماوية، والطعام يمكن أن تؤدي إلى بعض التفاعلات غير طبيعية، للوقاية من لدغات الحشرات يمكن إتباع قاعدة بسيطة وهي الابتعاد عن أماكن وجودها.
للمزيد:التسمم الغذائي و تدابيه الوقائية و العلاجية
التهاب أنسجة الرئة
يؤدي تلوث الهواء والتدخين إلى تحطيم الأنسجة الحساسة في الرئتين. بمجرد حدوث ذلك فإن الرئتين تصبحان غير قادرتين على التمدد والانكماش للتنفس بشكل طبيعي، هذه الحالة تسمى التهاب أنسجة الرئة.
وقد تتعقد حالة بعضاً من المرضى الذين يحتاجون إلى أنابيب الأكسجين للتنفس.
للمزيد:تلوث الهواء يزيد مخاطر الولادة المبكرة
تضخم الغدة الدرقية
في بعض الأحيان لا يحصل الناس على كفايتهم من اليود، مما يؤدي إلى تضخم غدة صغيرة تسمى الغدة الدرقية. هذا التضخم قد يبلغ من الضخامة أن يكون بحجم كرة البيسبول والتي تكون ملتصقة بمقدمة العنق.
تسمى هذه الحالة تضخم الغدة الدرقية، ونظراً لكون الغدة الدرقية مسؤولة عن بعض الوظائف الأساسية في الجسم مثل النمو والطاقة، فإن لتضخم الغدة الدرقية الكثير من التأثيرات السلبية على جسم الانسان.
من عوارض هذا المرض القلق والضجر بشكل زائد عن المعتاد لدى بعض المرضى المصابين بفرط الدرقية، بالوقت الذي يعاني البعض الآخر من البلادة والخمول. مرض تضخم الغدة الدرقية لم يعد شائعاً كالسابق بسبب إضافة اليود إلى ملح الطعام، لذلك لابد من الحرص على شراء ملح مزود باليود كطريقة للوقاية من هذا المرض.
للمزيد: تلوث الهواء يسرع من تصلب الشرايين
مرض القلب
وهو يعتبر السبب الرئيسي للوفيات بالدول النامية, حيث أن واحد من كل أربعة يعاني من أمراض القلب والأوعية الدموية. قد تكون أسباب هذه الأمراض هي العادات الغذائية السيئة وعدم ممارسة الرياضة، فإن المواد الكيماوية البيئية قد تلعب دوراً في ذلك أيضاً.
معظم المواد الكيماوية التي تدخل الجسم يتم تحليلها في الكبد إلى مواد غير ضارة، والبعض الآخر يتم تحويله إلى جزيئات تسمى الجزيئات الحرة، التي يمكن أن تتحد مع البروتينات في الدم لتكون ترسبات دهنية التي تقوم بسد الأوعية الدموية.
يعتبر تلوث هواء التنفس بشتى الملوثات الخطيرة مثل (الوقود المحترق من مصادره المتعددة كعوادم السيارات، ودخان المصانع، وحرق النفايات، والأثار المتبقية في الهواء من المبيدات الحشرية الكيميائية) مسؤولا عن وفاة (1,5) مليون إنسان في السنة نتيجة لحالات العدوى التي تصيب الجهاز التنفسي, ووفاة (1,3) مليون إنسان في السنة جراء الأمراض الرئوية المزمنة، ويموت كل سنة حوالي مليوني طفل تحت سن الخامسة نتيجة التهابات تنفسية حادة.
اقرأ أيضاً:تلوث الهواء يزيد خطر الاصابة بالسكتة الدماغية
الأمراض البيئية الناتجة من تلوث المياه والغذاء
يعتبرتلوث المياه والغذاء سبباً رئيسا في وفاة ما يزيد عن ( 1,3) مليون طفل كل سنة, ووفاة ما يزيد عن (1,7 ) مليون إنسان في السنة جراء أمراض الجهاز الهضمي والناتج عن تلوث المياه، وذلك من خلال شرب مياه ملوثة أو تناول طعام مروي بهذه المياة الملوثة.
وقد يكون قد تعرض لملوثات خطيرة مثل الملوثات الجرثومية، أو الكيميائية الموجودة بالمبيدات الحشرية، أو الأسمدة الكيميائية شائعة الاستخدام دون رقابة من قبل المسؤولين، أو من مواد كيميائية كمواد النفط أو المواد الكيميائية المنسكبة من بعض المنشآت الصناعية ومراكز البحوث العلمية، والمستشفيات، والمكبات العشوائية للنفايات السامة.
بشكل عام فإن تلوث الهواء أو الماء أو الغذاء يتسبب في وفاة ما يزيد عن (2,6) مليون إنسان في السنة جراء الأمراض القلبية الوعائية، و(1,4) مليون حالة وفاة في السنة جراء حالات السرطان المختلفة.
وفي الختام يمكن القول بأن إهمال البيئة وتدميرها من قبل الإنسان، أدى إلى انتشار العديد من الأمراض الخطيرة، ولكن يبقى الأمل قائماً بأننا لو قمنا بتصحيح الوضع البيئي للأرض يمكننا التأثير على جميع تلك العوامل البيئية بإستخدام ما هو متاح من تقنيات، وسياسات، وتدابير في مجالي الوقاية وإزالة كل ما هو مسبب لاختلال التوازن البيئي، التي هي بيئة أجيالنا وما بعدهم.