يعد تساقط الشعر من الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي، إذ يستهدف العلاج الكيميائي الخلايا سريعة الانقسام في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الخلايا السليمة التي تنتج الشعر في فروة الرأس وفي جميع أنحاء الجسم.

ولكن هل يسبب كل دواء من أدوية العلاج الكيميائي تساقط الشعر؟ وهل هناك أي شيء يمكنك القيام به لمنع هذا التأثير الجانبي المحتمل؟

سنتناول في هذا المقال الحديث عن العلاقة بين العلاج الكيميائي وتساقط الشعر، بما في ذلك بعض النصائح للتعامل والوقاية من تساقط الشعر.

لماذا يسبب العلاج الكيميائي تساقط الشعر؟

تميل الخلايا السرطانية إلى الانقسام بسرعة كبيرة بمعدل أعلى بكثير من معظم الخلايا في الجسم، كما أنها تتجاهل الإشارات والآليات التي تخبر الخلايا الطبيعية بالتوقف عن الانقسام. [3]

بينما تنقسم أيضًا بعض الخلايا الطبيعية في أجسامنا بسرعة، بما في ذلك خلايا بصيلات الشعر وخلايا الغشاء المخاطي المبطنة للجهاز الهضمي في الفم، أو الحلق، أو المعدة أو الأمعاء، وكذلك الخلايا المنتجة للدم في نخاع العظام، ولا يمكن أن تفرق أدوية العلاج الكيميائي بين الخلايا السرطانية والسليمة التي تنقسم بسرعة.[3]

لذلك فتؤثر تلك الأدوية على الخلايا السليمة أيضًا، وتدمر المادة الجينية المكونة من RNA و DNA داخل الخلايا سريعة الانقسام، وتلك المواد الجينية هي بالطبع المسؤولة عن عملية انقسام الخلايا. [3]

اقرأ أيضًا: أطعمة مفيدة لتقوية الشعر

تعد خلايا بصيلات الشعر من أكثر الخلايا التي تتميز بإمدادات دموية جيدة، مما يسمح لأدوية العلاج الكيميائي بالوصول إليها بكفاءة، إذ وجد أن حوالي 65٪ من الأشخاص الذين يتلقون العلاج الكيميائي سيعانون من تساقط الشعر.[3]

لكن يجدر بالذكر أنه تعتمد كمية تساقط الشعر على عدة عوامل، بما في ذلك نوع العلاج الكيميائي المستخدم، وتوقيت وجرعة، وطريقة الإعطاء، حيث يوجد فئات متعددة من أدوية العلاج الكيميائي، كل منها يؤثر على جزء مختلف من دورة نمو الخلية أو يعمل بطريقة مختلفة اعتمادًا على نوع السرطان، بجانب أنه يمكن أن يختلف درجة تساقط الشعر من شخص لآخر.[3]

متى يحدث تساقط الشعر بعد العلاج الكيميائي؟

عادة لا يحدث تساقط الشعر مباشرة بعد العلاج الكيميائي، لكنه يبدأ بعد أسبوع إلى أسبوعين من أول جلسة لالعلاج الكيميائي. [1]

يبدأ غالبًا تساقط الشعر في شكل كتل أو يبدو وكأنه رقيق، حيث تفقد بعض الخيوط في وقت واحد من جميع أنحاء فروة الرأس، وذلك اعتمادًا على نوع العلاج الكيميائي المستخدم، كذلك يمكن أن يحدث تساقط في شعر الرأس فقط، أو الشعر في جميع أجزاء الجسم، بما في ذلك الرموش، والحواجب، والذراعين، والساقين، وغيرها من المناطق في الجسم. [3]

وتشمل العلامات المبكرة الأخرى لتساقط الشعر زيادة ملحوظة في عدد الشعر المتساقط في فرش الشعر، ومصارف الاستحمام، وعلى الوسائد.[2]

كذلك قد تشمل الأعراض الأخرى التي قد تحدث تزامنًا مع العلاج الكيميائي وتساقط الشعر ما يلي: [3]

  • الشعور بحكة في فروة الرأس.
  • الجفاف فروة الرأس.
  • الشعور بالألم في فروة الرأس.
  • حساسية فروة الرأس.
  • زيادة حساسية الجلد للشمس.
  • قد يحدث تغيرات في لون الجلد، مثل جلد أحمر، أو غامق، أو تغيرات صبغية أخرى.
  • قد يكون الشعر المتبقي باهتًا أو جافًا.

اقرأ أيضًا: كيف تعتني وتحافظ على شعرك

نمو الشعر بعد العلاج الكيميائي

عادًة ما تتجدد الخلايا الموجودة في بصيلات الشعر بعد معظم أنواع العلاج الكيميائي، بما يكفي لاستئناف نمو الشعر، وفي بعض الأحيان قد يبدأ الشعر في النمو قبل نهاية العلاج، ولكن من الشائع رؤيته ينمو مرة أخرى بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر.[3]

يبدأ عادة نمو كميات خفيفة من الشعر، وبعدها يبدأ الشعر بالنمو تدريجيًا بكميات كثيفة، ثم بعد حوالي ستة أشهر من العلاج يعود نمو الشعر كما كان قبل العلاج الكيميائي، لكن قد لا ينمو الشعر مجددًا في بعض الحالات، وذلك بعد استخدام بعض أنواع العلاج الكيميائي، مثل بوسولفان وسيكلوفوسفاميد. [3]

هل يمكن منع تساقط الشعر مع العلاج الكيميائي ؟

لا يوجد طريقة يمكن من خلالها منع تساقط الشعر عند تلقي العلاج الكيميائي أو بعده، و غالًبا ما يعتمد درجة وطريقة تساقط الشعر على العلاج الكيميائي المستخدم وكيفية تقديم العلاج، وينتهي الأمر بمجرد وقف استخدام بعض أدوية العلاج الكيميائي.[1]

اقرأ أيضًا: تغذية مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي

نصائح لتخفيف تساقط الشعر مع العلاج الكيميائي

يمكن أن يساعد التعامل بلطف مع الشعر وفروة الرأس على تقليل تساقط الشعر، وتقصفه، ومنع تهيج فروة الرأس أثناء وبعد العلاج الكيميائي من خلال اتباع النصائح التالية: [3]

  • تجنب استخدام الشامبو بشكل متكرر.
  • استخدم الماء الدافئ لتنظيف فروة الرأس، وتركها حتى تجف بدلًا من الفرك باستخدام المنشفة.
  • استخدام شامبو وبلسم خالي من العطور والمواد الكيميائية، وكذلك تجنب استخدام أي منتجات للشعر، مثل بخاخ الشعر، أو الجل، أو الزيوت.
  • تمشيط الشعر بلطف دون شد.
  • ينصح باستخدام ظرجة حرارة منخفضة في حال استخدام مجفف الشعر، وتجنب استخدام مكواة التجعيد.
  • تجنب تسريحة تسحب الشعر للخلف، مثل ذيل الحصان، أو أربطة الشعر.

اقرأ أيضًا: علاج الم فروة الرأس بالأعشاب

قد يلجأ بعض المرضى أيضًا إلى اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية التي قد تساعد على تقليل تأثير العلاج الكيميائي وتساقط الشعر، بما في ذلك: [3]

  • استخدام تبريد فروة الرأس: وهي طريقة يتم فيها استخدام أكياس الثلج، أو أنظمة تبريد فروة الرأس المستخدمة قبل العلاج أو أثناءه أو بعده، إذ تساعد هذه الطريقة على تقلص الشعيرات الدموية التي تغذي بصيلات الشعر؛ مما يعرضها لكمية أقل من أدوية العلاج الكيميائي، لكن لا تزال فعالية تبريد فروة الرأس قيد الدراسة، ولكن تمت الموافقة على استخدامها من قبل إدارة الغذاء والدواء.
  • استخدام مينوكسيديل: على الرغم من أنه لم يثبت فعالية هذا الدواء في منع تساقط الشعر بعد العلاج الكيميائي، إلا أنه قد يقلل من شدته أو يقصر الوقت المستغرق لإعادة نمو الشعر.