يقول الله تعالى: "والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن اراد ان يتم الرضاعة" صدق الله العظيم.
حليب الأم هو الغذاء الأمثل للطفل؛ فهو يلبي جميع احتياجاته في الشهور الستة الأولى من عمره، ونصف احتياجاته في الشهور الستة الثانية من عمره، و ثلث احتياجاته في عامه الثاني. و رغم اهمية الرضاعة الطبيعية للأم و الطفل؛ الا ان ممارسات الرضاعة الطبيعية في العالم لا زالت دون المستوى المطلوب.
تشجع الثقافة العربية على الرضاعة الطبيعية؛ حيث ان معظم الاطفال يحصلون على الرضاعة الطبيعية بشكل او بآخر لكن هناك العديد من الممارسات الخاطئة والمعتقدات الشائعة التي تؤثر سلباً على انجاح الرضاعة الطبيعية و الاستمرار بها، حيث أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق مقدمي الخدمة الطبية في المستشفيات و المراكز الصحية و العيادات الخاصة لدعم الرضاعة الطبيعية.
تؤمن معظم النساء أن الرضاعة الطبيعية هي أفضل وسيلة لتغذية أطفالهن و لكن كثيرا منهن لا يدركن أهمية الرضاعة المطلقة في الأشهر الستة الأولى من عمر الطفل.
حيث يُبين مسح السكان والصحة الاسرية في عام 2012 ان 23% فقط من الامهات يرضعن اطفالهن رضاعة طبيعية مطلقة خلال الاشهر الستة الاولى من العمر، وان 13% من الاطفال دون الخمسة اشهر لم يتلقوا رضاعة طبيعية مطلقا. و بالرغم من كل الجهود المبذولة لرفع مستوى الرضاعة الطبيعية و الرضاعة الطبيعية المطلقة الا ان المستوى في انحدار مستمر خاصة بين الامهات ذات الثقافة المتوسطة؛ حيث ان الامهات في المجتمعات الفقيرة اكثر تمسكا بالرضاعة الطبيعية اذ انها الطريقة السليمة و الوحيدة لاطعام اطفالهن والحفاظ على صحتهم، كما ان الامهات ذوات الثقافة العالية و التي تستمر دائما في البحث عن آخر ما توصل اليه العلم لحماية انفسهن و اطفالهن و منحهم الصحة المثالية؛ يُدركن الاهتمام العالمي بالرضاعة الطبيعية و يبحثن عمن يساعدهن لانجاح ذلك.
و بناء على توصيات منظمة الصحة العالمية و اليونيسيف (المستمدة من دراسات علمية في مجال الرضاعة الطبيعية) فانه يوصى بتشجيع الامهات على ارضاع اطفالهن رضاعة طبيعية مطلقة (دون اضافة اي سوائل او مواد غذائية) في الشهور الستة الاولى من عمر الطفل، و البدء باضافة الاغذية التكميلية بالاضافة الى الرضاعة الطبيعية بعد اتمام الطفل شهره السادس مع اعطاء الاولوية للرضاعة الطبيعية و ذلك ضمن تدرج في نوعية و كمية الاطعمة المضافة. كما يوصى بالاستمرار في الرضاعة الطبيعية حتى نهاية العام الثاني من عمر الطفل على ان يتم الفطام في تدرج مدروس؛ لتسهيل تخلي الطفل عن الثدي ولمنع حدوث مضاعفات للام مع مراعاة عدم اضافة زجاجة الارضاع كبديل لاعطاء الحليب و انما يستخدم الكوب لذلك.
و من أهم معيقات انجاح الرضاعة الطبيعية هي:
1- عدم البدء المبكر (خلال الساعة الاولى من الولادة) بارضاع الطفل واعطائه زجاجة الارضاع الصناعي بدلا من ذلك.
2- ادخال الماء والسوائل والاغذية التكميلية في عمر مبكر جداً و قبل انهاء الشهور الستة الاولى من عمر الطفل.
3- الاعتقاد بعدم كفاية حليب الام والحاجة الى اضافة الحليب الصناعي.
اقرأ أيضاً:
توصيات منظمة الصحة العالمية عن الرضاعة الطبيعية
بعض المعتقدات الشائعة والخاطئة حول حليب الأم