يكتفي بعض الآباء إنجاب طفل واحد، بينما يمكن أن يضطر البعض لإنجاب طفل واحد فقط نتيجة لوجود مشكلة صحية تعيق الحمل مرة أخرى، وبغض النظر عن السبب، فهناك مجموعة من المميزات والعيوب التي تنتج عن وجود طفل وحيد بالمنزل.
مميزات الطفل الوحيد
فيما يلي أبرز مميزات الطفل الوحيد.
الاهتمام الزائد بالطفل
عندما يكون هناك طفل واحد في المنزل، فسوف تعطيه الأم كل الاهتمام منذ ولادته وعلى مدار مراحل حياته، فلن يكن لدى الأم المزيد من الأعباء، وبالتالي تخصص وقت طويل للطفل، ليحصل على الرعاية اللازمة سواء التغذية السليمة أو التربية الصحيحة والتعليم الجيد.
ولا يقتصر الأمر على هذا الحد، بل يكن هناك فرصة جيدة لتطور الطفل واكتشاف مهاراته وتنميتها بصورة أكبر، وذلك لزيادة التركيز مع هذا الطفل، وبالتالي يمكن أن يصبح في مكانة أفضل وتحقيق إنجازات أعلى.
للمزيد: تغذية صحّية ونمط حياة سليم لتعزيز مناعة الطفل
الإعتماد على الذات
حينما يكون هناك أكثر من طفل في المنزل، فيمكن أن يقل الاعتماد على النفس نتيجة وجود طفل آخر يساعد شقيقه، كما يمكن أن تنخفض الأعباء على هذا الطفل، حيث تقوم الأمر بتقسيم الأدوار بين الأطفال.
أما في حالة وجود طفل واحد في المنزل، فسوف يقوم بالعديد من المهام بمفرده، مثل ترتيب الغرفة وإعادة أغراضه إلى مكانها الصحيح وغيرها من الأمور، وهكذا تتطور لديه مهارة الاعتماد على النفس في مختلف الأشياء.
استيعاب الدروس بشكل أفضل
يمكن أن ينخفض تركيز الطفل في المذاكرة وقدرته على الإستيعاب نتيجة لوجود طفل آخر معه يشغله ويلعب معه، وخاصة إذا كان الشقيق الثاني صغير ويمارس هواياته المختلفة لأنه لم يدخل المدرسة بعد ويصعب السيطرة عليه من قِبل الأم، وبالتالي يؤثر على تركيز الطفل الكبير ويصعب عليه مهمة الإستذكار.
أما إذا كان الطفل بمفرده، فيسهل توفير أجواء المذاكرة الهادئة له، ولن يجد ما يشغله أو يعطله عن الواجبات المدرسية ومراجعة مع تلقاه في المدرسة، بل ويمكن للأم مساعدته لأن لديها وقت لتقوم بهذا الأمر.
تحسين سلوكيات الطفل
يسهل على الأم التي لديها طفل وحيد أن تراقب الطفل جيداً وتلاحظ أي سلوكيات خاطئة يقوم بها، وبالتالي تتمكن من تقويمه وتحسين سلوكياته، وخاصة أن الطفل يمر بمراحل مختلفة تصحبها تغيرات في شخصيته، وفي حالة إهماله أو عدم اكتشاف هذه الأخطاء، فيمكن أن تتطور معه وتصبح عادات يصعب التغلب عليها.
وهذا لا يعني أن وجود أشقاء يمنع تربية وتقويم سلوكياتهم، بل يمكن للعديد من الأمهات تربية أكثر من طفل معًا دون تقصير مع أحد منهم.
زيادة الروابط العاطفية مع الطفل
يحتاج الطفل إلى الإحتواء والقرب من أهله، فهو أمر ضروري لتعزيز الترابط بين الطفل ووالديه.
إذا كان الطفل وحيداً، فسوف يكون هناك وقت كاف لتعزيز الروابط العاطفية بينه وبين الوالدين، ويمكن للأم ان تمنحه مزيد من العاطفة، بل وتشاركه في مختلف الأشياء المحببة إلى قلبه، وتستطيع فهمه بصورة أفضل والتناقش معه في مختلف الأمور، ويطبق هذا على الأب أيضاً.
عدم وجود غيرة أو مقارنة
عند وجود أكثر من طفل في المنزل، فيمكن أن يزداد الشعور بالغيرة لديهم، وخاصةً في حالة وجود اختلاف في القدرات والمهارات، فيبدأ الطفل في مقارنة نفسه بأشقائه، كما يمكن أن يقوم أحد الوالدين بعمل هذه المقارنات، وهو أمر خاطئ يمكن أن يؤثر على نفسية الطفل ويصيبه بالإحباط لأنه يشعر بأنه الأقل دائماً.
ولكن في حالة وجود طفل وحيد بالمنزل، فلن يكون هناك مجال لمشاعر الغيرة أو المقارنات التي قد تخلق شخصًا غير سوياً في أغلب الأحيان، حيث أن الطفل يشعر بأنه مميز دوماً.
اقرأ أيضاً: الغيــرة وتداعياتها النفسية والاجتماعية
بناء شخصية مستقلة
عادةً ما يتسم الطفل الوحيد بالاستقلالية، وذلك لأنه اعتاد على الاستقلال منذ الصغر، فلديه غرفة مستقلة ويكون بالعديد من الأمور بمفرده، مما يجعله أكثر تحملًا للمسؤولية ويمكن الاعتماد عليه.
وهو أمر جيد مع نمو الطفل، حيث أن الشخص المستقل يتسم بالعديد من الصفات الحميدة فيما بعد، ويمكن أن يحقق العديد من النجاحات نتيجة دعم الأب والأم لشخصيته المستقلة.
الاختيار دائماً للطفل
في حالة وجود أكثر من طفل في المنزل، فسوف يصعب على الأم تلبية كافة رغباتهم، ولن تكون هناك فرصة لتحقيق رغبة أحدهم حتى لا يشعر الطفل الآخر بالانزعاج، ولهذا يصعب ترك الإختيارات للطفل، فعلى سبيل المثال، إذا رغب أحد الأطفال في الذهاب لنزهة بمكان معين، واختار الطفل الثاني مكان آخر يفضله، سوف يكون أخذ القرار صعباً على الأم، فإما أن ترضي أحدهما، أو تقوم هي باختيار مكان آخر بغض النظر عن احتياجات الأطفال.
أما إذا كان الطفل وحيداً، فيسهل على الأم تلبية رغباته في الأماكن التي يفضل التنزه بها أو شراء ألعاب يحبها.
عيوب الطفل الوحيد
وفي المقابل، هناك مجموعة من العيوب لإنجاب طفل واحد، وتشمل:
شعور الطفل بالوحدة
يعد شعور الطفل بالوحدة هو أكثر عيب يمكن أن يواجهه إذا لم يكن لديه شقيق، وخاصةً إذا كان الآباء منشغلين في العمل، ولديه أصدقاء لديهم أشقاء، فيمكن أن يضع نفسه في مقارنات معهم ويزداد شعوره بالضيق.
وبمرور الوقت، سوف يشعر الطفل بالملل والانزعاج الشديد، ويمكن أن يؤثر هذا على حالته النفسية وسلوكياته، حيث يصبح سريع الغضب وعصبي لأنه لا يوجد من يشغله أو يشاركه مهامه وأنشطته المختلفة.
زيادة الضغط على الطفل
نتيجة التركيز مع الطفل الوحيد من قِبل الولدين، فيمكن أن يشكل هذا الاهتمام الزائد ضغطاً على الطفل، حيث يريدوا أن يكون أفضل في كل شيء، ويتوقعوا منه الكثير من الأمور التي يمكن أن تفوق قدراته، فعلى سبيل المثال، يرغب الآباء بأن يحقق الطفل تفوقًا استثنائياً في المدرسة، ويشعروا بخيبة أمل إذا لم يلحق بتوقعاتهم.
ولا يقتصر الأمر على المدرسة، بل يزداد الضغط على الطفل في سلوكياته وتصرفاته، حيث يسهل مراقبته طوال الوقت، مما يجعله يشعر بالقيود التي تمنعه من التعبير عن نفسه والقيام بما يحبه.
زيادة تدليل الطفل
في كثير من الحالات، يتحول الاهتمام الزائد بالطفل من ميزة إلى عيب، حيث يصبح الطفل مدللاً بشكل كبير، وذلك لأن الأب والأم لم ينجبوا غيره، ويحاولون تلبية كافة رغباته، ويتغاضون عن الكثير من أخطائه، وحينها تتكون شخصية الطفل على هذا النحو، فيعتاد على التدلل، ويغضب إذا لم يجد ما يريده.
وبمرور الوقت، سوف يصبح الطفل غير مسؤول، ولا يتمكن من الاعتماد على نفسه لأنه لم يقم بهذا منذ الصغر، مما يؤثر على شخصيته فيما بعد.
كما يمكن أن يتسبب التدليل الزائد في أضرار صحية على الطفل، فعلى سبيل المثال، تقوم بعض الأمهات بإحضار كافة الحلوى التي يطلبها الطفل لأنه وحيد وتريد أن تعوضه عن هذا الشعور، وبالتالي يمكن أن تضر بصحة الطفل وتسبب إصابته بالسمنة وما يعقبها من مشكلات صحية عديدة، كما أن الإفراط في تناول الحلوى يسبب تسوس الأسنان.
انعزال وخجل الطفل
يحتاج كل طفل إلى الاحتكاك بالآخرين حتى يبني شخصيته ويتعلم، ويعرف كيف يتصرف في المواقف المختلفة، وبالتالي فإن وجود شقيق معه في المنزل يمنحه الفرصة لتجربة هذا الأمر قبل أن يختلط بالعالم الخارجي، فيشاركه اللعب وتحدث بينهما العديد من المواقف التي تساعده على التعلم.
ولكن إذا كان الطفل وحيداً، فسوف يعتاد على الإنعزال، ويمكن أن يصبح شخصاً خجولاً غير قادر على التعامل مع الآخرين، ويشعر بالقلق عند تواجده في أماكن مزدحمة ويصعب عليه تكوين صداقات.
زيادة أنانية الطفل
أيضاً تتسبب وحدة الطفل في شعوره بأن كل شيء ملكه وحده ولا يمكن أن يشاركه أحد فيه، وينطبق هذا على أغراضه المختلفة، وبالتالي سوف يكون شخص أناني لا يعرف معنى وقيمة المشاركة، مما يجعل الأطفال الآخرين يبتعدوا عنه.
لن يؤثر هذا على الطفل وهو صغير فحسب، بل يمكن أن يسبب العديد من المشكلات بعد الكبر، لأنه سيصبح شخص أناني ولا يفكر فيمن حوله.
الإفراط في حماية الطفل
يميل الآباء الذين لديهم طفل وحيد إلى الإفراط في حماية الطفل نتيجة الخوف والقلق الزائد عليه، ونتيجة لذلك، سوف يشعر الطفل بالخوف من كل شيء ولا يجرؤ على مواجهة المواقف والمجتمع، لأنه يجد من يقوم بهذا عوضًا عنه، وبالتالي فلن يتمكن من الحصول على حقه عندما يكون بمفرده.
من الضروري الاهتمام بالطفل وحمايته، ولكن يجب إعطائه الفرصة لخوض التجارب التي تساعد في تنمية شخصية.
ميل الطفل إلى الحزن
نتيجة لعدم وجود طفل آخر في المنزل يضحك ويمرح معه، يمكن أن يميل الطفل الوحيد إلى الحزن، ويدخل في حالة من الضيق لا تنتهي، مما يؤثر على حالته النفسية، وبالتالي يضر بصحته، فيمكن أن يسبب رفضه لتناول الطعام أو الخروج في نزهات أو يؤثر على تحصيله الدراسي.
أما إذا كان هناك طفل آخر في المنزل، فسوف يكون هناك فرصة للضحك والمرح وممارسة الأنشطة المختلفة التي تسعدهما معًا.
كثرة استخدام الطفل للأجهزة اللوحية
في حالة وجود الطفل بمفرده وشعوره بالملل لأنه لا يجد من يلعب معه، فيمكن أن يلجأ إلى الأجهزة اللوحية طوال الوقت، والتي يمكن أن تؤثر على صحته بالسلب، حيث يجلس أمامها لفترات طويلة، مما يضر بالعظام ويمكن أن يسبب ضعف النظر، كما أن هذه الأجهزة تأخذ الطفل إلى عالم افتراضي، وقد يصل الأمر إلى الإدمان وعدم القدرة على التخلي عنها.
ويصعب على الأم حرمان الطفل من الجلوس أمام هذه الأجهزة لأنها لا تجد بديلاً آخر للطفل، وخاصةً إذا لم يكن لديها وقت للجلوس مع الطفل، فتتركه يستخدم هذه الأجهزة لفترات طويلة دون منعه، وهو ما يسبب العديد من الأضرار الصحية والنفسية التي يمكن أن تلحق بالطفل.
كما أن إدمان الطفل للأجهزة اللوحية يمكن أن تؤثر على شهيته ونظام نومه وعلاقاته الاجتماعية.
ولذلك يجب عدم ترك الطفل يجلس أمام الأجهزة اللوحية لفترات طويلة حتى وإن كان وحيداًا، بل ينبغي على الأم أن تشاركه الألعاب والأنشطة المختلفة بعيداً عن الألعاب الإفتراضية.
بعد التعرف على مميزات وعيوب الطفل الوحدة، يجب إعادة التفكير في مختلف الأمور قبل اتخاذ القرار بشأن إنجاب طفل واحد، وفي حالة وجود طفل واحد بالمنزل، ينصح باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتفادي العيوب التي يمكن أن تنتج عن هذا الأمر.
اقرأ أيضاً: نصائح قبل استخدام الاطفال للاجهزة اللوحية
أثر أسلوب التربية على شخصية الطفل الوسواسية
هل سمعت مسبقاً بمتلازمة الطفل الأوسط؟