يمكن أن يؤدي الإهمال في علاج ارتفاع ضغط الدم إلى حدوث مضاعفات صحية خطيرة قد تكون مهددة للحياة، مثل أمراض القلب، والفشل القلبي، والسكتة الدماغية، وغيرها، لذلك يجب على المرضى الالتزام بالخطة العلاجية لضغط الدم المرتفع لتجنب المضاعفات. [1]
ويهدف علاج الضغط المرتفع إلى السيطرة على مستويات ضغط الدم لتبقى ضمن المعدل الطبيعي، ولا يعتمد العلاج فقط على الأدوية، بل يحتاج إلى إحداث تغييرات في أنماط الحياة بشكل عام، مثل النظام الغذائي، وممارسة الرياضة وغيرها. [1] [2]
سنتناول في هذا المقال الحديث عن الطرق المختلفة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، وكيف يمكن لمرضى الضغط المرتفع العيش بشكل طبيعي تمامًا مثل الأشخاص الطبيعيين.
متى يكون الضغط مرتفع؟
يعد قياس ضغط الدم طبيعيًا عندما تكون قيمة ضغط الدم الانقباضي أو القيمة الأعلى هي 120، وقيمة ضغط الدم الانبساطي أو القيمة الأقل تساوي 80. [1]
وينقسم ارتفاع ضغط الدم إلى مرحلتين وفقًا لمعدل الارتفاع كما يلي: [1]
- المرحلة الأولى: عندما يكون الضغط الانقباضي من 130 إلى 139، والضغط الانبساطي من 80 إلى 89.
- المرحلة الثانية: عندما يكون الضغط الانقباضي أكبر من 140، والضغط الانبساطى أكبر من 90.
تحتاج تلك المرحلتان إلى التدخل الطبي للحصول على العلاج المناسب، وتتضمن طرق علاج ارتفاع ضغط الدم ما يلي:
علاج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية
يمكن تقسيم أدوية علاج ضغط الدم المرتفع وفقًا لآلية عملها كالتالي: [2] [3]
- مدرات البول: تسمى أيضًا بحبوب الماء؛ إذ تعمل عن طريق تحفيز إخراج الماء والملح الزائد عن طريق الكلى، مما يقلل حجم الدم وبالتالي ينخفض ضغط الدم، ومن أمثلتها كلوروثيازيد، وفيورسميد.
- مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين: تعمل عن طريق تقليل إنتاج الأنجيوتنسين 2، وبالتالي تساعد على تمدد الأوعية الدموية وخفض ضغط الدم، مثل كابتوبريل، وإنالابريل.
- حاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2: تعمل من خلال منع تأثير الأنجيوتنسين 2 على الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى توسع الأوعية الدموية، وعلاج الضغط العالي، مثل كانديسارتان، وفالسارتان.
- حاصرات قنوات الكالسيوم: تمنع دخول الكالسيوم إلى خلايا العضلات الملساء للقلب والأوعية الدموية، مما يجعل القلب ينبض بقوة أقل ويساعد الأوعية الدموية على الاسترخاء، وبالتالي ينخفض ضغط الدم، مثل دلتيازبيم، وأملوديبين.
- حاصرات بيتا: تعمل كعلاج للضغط المرتفع عن طريق تقليل قوة خفقان القلب وسرعته، فيضخ القلب كمية أقل من الدم عبر الأوعية الدموية مع كل نبضة، وبالتالي ينخفض ضغط الدم، مثل أتينولول، وبروبرانولول.
اقرأ أيضًا: تعرف على حبوب الضغط المرتفع
علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب
يمكن أن تساعد بعض الأعشاب على خفض ضغط الدم إلى المعدل الطبيعي، لكن يجب استخدامها فقط تحت إشراف الطبيب، حيث لا توجد دلائل علمية كافية على كفاءة هذه الأعشاب في علاج ارتفاع ضغط الدم، وتشمل أهم تلك الأعشاب ما يلي: [4]
- البوشو: يحتوي على مواد لها تأثير مدر للبول، وبالتالي تساعد على خفض ضغط الدم.
- الثوم: يمكن أن تساعد مكملات الثوم على خفض مستويات ضغط الدم.
- الريحان: يستخدم في الطب الصيني التقليدي لعلاج أمراض القلب والأوعية الدموية المختلفة، وارتفاع ضغط الدم؛ إذ يحتوي على نسبة عالية من الأوجينول، وهو مركب نباتي يساعد على خفض ضغط الدم.
- بذور الكتان: تعد مصدرًا لأحماض أوميغا 3 الدهنية، خاصة حمض ألفا لينولينيك الذي يساعد على خفض ضغط الدم.
- السمسم: تحتوي بذور السمسم على فيتامين ه الذي يساعد على الحماية من أمراض القلب، وخفض ضغط الدم.
- البقدونس: يعمل على خفض الدم من خلال تأثيره المدر للبول.
- الزنجبيل: يحتوي على مكونات تساعد على تثبيط عمل الإنزيمات المحولة للأنجيوتنسين، وبالتالي يساعد على خفض ضغط الدم.
اقرأ أيضًا: علاج ارتفاع ضغط الدم بالأعشاب
علاج ارتفاع ضغط الدم بالأكل
يحتاج مرضى ارتفاع ضغط الدم إلي اتباع نظام غذائي صحي مناسب لحالتهم الصحية، وتعد حمية فرط ضغط الدم الغذائية أو نظام داش الغذائي (بالإنجليزية: DASH Diet Plan) من أشهر الأنظمة الغذائية التي تساعد على خفض ضغط الدم، كذلك تقلل من مخاطر الإصابة بأمراض الشريان التاجي، والسكتة الدماغية خاصة عند النساء.[5]
تعتمد حمية فرط ضغط الدم الغذائية على الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والأسماك، والدواجن، والمكسرات، والبقوليات، ومنتجات الألبان قليلة الدسم، هذه الأطعمة غنية بالعناصر الغذائية الأساسية، مثل البوتاسيوم، والمغنيسيوم، والكالسيوم، والألياف، والبروتين، بينما تحتوي على نسبة ملح وسكر أقل من الأنظمة الغذائية المعتادة، كما تتضمن هذه الحمية تناول كميات أقل من الحلويات، والمشروبات المحلاة، والدهون، واللحوم الحمراء، واللحوم المصنعة. [5]
مكملات غذائية لعلاج ارتفاع ضغط الدم
يمكن أن تساعد بعض المكملات الغذائية مرضى الضغط على ضبط مستويات ضغط الدم لتبقى ضمن المعدل الطبيعي، وتشمل أهم تلك المكملات كلًا من: [6]
- فيتامين C: يعمل كمضاد للأكسدة، فيساعد على محاربة الإجهاد التأكسدي، وبالتالي يقلل الالتهاب ويساعد على خفض ضغط الدم.
- فيتامين E: يعمل أيضًا كمضاد للأكسدة، يمنع تأثير الجذور الحرة، ويساعد على التحكم في ضغط الدم.
- البوتاسيوم: يساعد على علاج ارتفاع ضغط الدم عن طريق تحفيز انبساط جدران الأوعية الدموية، ومساعدة الجسم على التخلص من الصوديوم الزائد.
- الكالسيوم: يساعد الحصول على الاحتياج اليومي من الكالسيوم على التحكم في مستويات ضغط الدم في المعدل الطبيعي.
- السيلينيوم: يمتلك السلينيوم أيضًا خصائص مضادة للأكسدة، كما يحارب الإجهاد التأكسدي ويساعد على خفض ضغط الدم.
- ل-أرجنين: يساعد على إنتاج مادة أكسيد النيتريك، وهي مادة تحفز انبساط العضلات، وتعمل على خفض مستويات ضغط الدم.
تغيير نمط الحياة لعلاج ارتفاع ضغط الدم
يساعد تغيير نمط الحياة واتباع العادات الصحية مرضى ارتفاع ضغط الدم على المحافظة على الضغط ضمن المعدلات الطبيعية، بل ويعد هو أول طريق العلاج والوقاية من المضاعفات، وتتضمن أهم تلك العادات الصحية ما يلي: [3]
- اتباع نظام غذائي صحي.
- الابتعاد عن الأطعمة الغنية بالملح.
- الحد من الكافيين.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن أماكن تواجد المدخنين.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الابتعاد عن القلق والتوتر.
- قياس ضغط الدم باستمرار في المنزل.
- الحصول على دعم من العائلة والأصدقاء.
اقرأ أيضًا: علاج ضغط الدم المرتفع بطرق طبيعية وبدون أدوية
هل يمكن علاج ارتفاع ضغط الدم نهائيًا؟
لا يوجد علاج قطعي لارتفاع ضغط الدم، فهو من الأمراض المزمنة التي تستمر مع المريض مدى الحياة، لكن يمكن السيطرة تمامًا على مستويات ضغط الدم ضمن المعدل الطبيعي، وذلك بإجراء بعض التغييرات في أنماط الحياة، والالتزام بالأدوية التي يحددها الطبيب، حينها سيتمكن المريض من العيش بشكل طبيعي، دون التعرض لأمراض القلب، أو أمراض الكلى، أو السكتة الدماغية. [7]
نصيحة من الطبي
ينبغي استشارة الطبيب على الفور حال ظهور أي أعراض تشير إلى ارتفاع الضغط؛ للتمكن من علاج ارتفاع ضغط الدم في مراحل مبكرة قبل حدوث أي مضاعفات خطيرة تهدد حياة المريض.