يعد الوسواس القهري أحد الاضطرابات النفسية التي تنطوي على سيطرة أفكار وسواسية غير مرغوبة تقحم الشخص في سلوكيات قهرية أملاً في التخلص من هذه الوساوس والقلق المصاحب لها. قد تعود أسباب الوسواس القهري إلى مجموعة من العوامل الوراثية، والبيولوجية، والبيئية التي تؤدي إلى ظهور الأعراض في أواخر مرحلة الطفولة أو المراهقة المبكرة، ويمكن أن يحدث أيضاً في بداية العشرينات من العمر.
تعرف في هذا المقال على جميع أسباب الوسواس القهري وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة به.
أسباب الوسواس القهري
لم تعرف أسباب حدوث الوسواس القهري بالتحديد، ولكن يعتقد أن الإصابة بهذا الاضطراب يمكن أن يرجع إلى أسباب جينية، أو نتيجة حدوث تغيرات في الوظائف الحيوية في المخ، بل وربما ينجم عن عوامل معرفية وسلوكية. [1]
نذكر فيما يلي أبرز أسباب حدوث مرض الوسواس القهري:
العوامل الوراثية
يعد من أسباب الوسواس القهري عند المراهقين والأطفال وجود عوامل جينية، فقد لوحظ توارثه في العائلات، حيث وجد أن الشخص المصاب بالوسواس القهري غالباً ما يكون أحد أفراد عائلته مصاباً به سواء كان أحد الوالدين أو الأشقاء، كما تزداد احتمالية الإصابة به في التوائم المتماثلة أكثر من التوائم غير المتماثلة. عادة ما تُعزى حالات الوسواس القهري التي تبدأ في مرحلة الطفولة إلى أسباب جينية، ولكن لم يتم حتى الآن تحديد الجينات المسؤولة عن الإصابة به. [1] [2]
تجدر الإشارة إلى أنه غالباً ما تنتشر أنواع معينة من الوسواس القهري في العائلة الواحدة، مثل وسواس النظافة، أو الاكتناز، أو العد والفحص، وغيرها. [1]
بنية الدماغ
قد ترجعأسباب الوسواس القهري إلى وجود اختلافات في نشاط المخ، وبنيته، ووظيفته في الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب، وتشمل هذه الاختلافات طريقة نقل المعلومات من المخ إلى الجسم والعكس، وطريقة معالجة المشاعر، وكذلك التحكم في الإشارات.
لوحظ أيضاً وجود فرط في نشاط أجزاء مختلفة من المخ تشارك في الانفعالات، واتخاذ القرار، والوظيفة الإدراكية، والتحكم الحركي. [1]
التغيرات الكيميائية في المخ
يرجح أن نقص السيروتونين في المخ أحد أسباب الوسواس القهري، حيث وجد أن مستوى السيروتونين في الأشخاص الذين يعانون من الوسواس القهري أقل من المعدل الطبيعي، بالإضافة إلى ذلك، ثبت أن مضادات الاكتئاب التي تعمل على زيادة مستوى السيروتونين في المخ، مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية تحسن أعراض الوسواس القهري. [1]
اقرأ أيضاً: علاج الوسواس القهري
أسباب معرفية
يرجح أيضاً أن سبب الإصابة بالوسواس القهري قد يعود إلى إساءة الشخص تفسير أفكاره، فعادة ما يتجاهل الفرد الأفكار السيئة أو غير المقبولة التي تخطر على باله، بينما في حالات أخرى قد يسيطر على الشخص الخوف والقلقمن حدوث هذه الأفكار السيئة، بل وتستمر في مطاردته حتى تصبح وسواساً يجعله يقتنع بإمكانية حدوثها؛ مما يضطره إلى القيام بأفعال قهرية لمنع الخطر الذي يخشى حدوثه. [3]
أسباب سلوكية
قد يكون من أسباب الوسواس القهري تعلم الشخص طقوس معينة يكررها تجنباً للخوف المرتبط بمواقف أو أشياء معينة وتقليلاً للخطر. [3]
يمكن أن يحدث ذلك بسبب تعرض الشخص لصدمة أو أزمة نفسية يصاحبها فترة من التوتر الشديد، فيعقب ذلك محاولة تجنب هذه الصدمة وكل ما يرتبط بها من مشاعر الخوف والقلق عن طريق القيام بأفعال وسلوكيات معينة، ويعد هذا الأمر أكثر شيوعاً فيمن لديهم استعداداً وراثياً للإصابة باضطراب الوسواس القهري. [3]
اقرأ أيضاً: مضاعفات إهمال تشخيص وعلاج الوسواس القهري
عوامل خطر الإصابة باضطراب الوسواس القهري
هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة بالوسواس القهري وتحفز ظهور أعراضه، ومن أمثلة هذه العوامل ما يلي: [4] [5]
- التعرض لضغوط نفسية أو صدمة: يمكن أن يؤدي التعرض لضغوط عصبية شديدة إلى زيادة خطر حدوث الوسواس القهري، كما أن الضغط النفسي يعد من أسباب زيادة الوسواس القهري وتفاقم أعراضه.
- التعرض للإساءة أو العنف في الطفولة: يعد من أسباب الوسواس القهري والخوف التعرض لسوء المعاملة، مثل التنمر، أو الإهمال الشديد، أو المرور بصدمة نفسية أثناء مرحلة الطفولة.
- إصابات الرأس: يمكن أن تظهر أعراض الوسواس القهري للمرة الأولى بعد التعرض لإصابة في الرأس.
- سمات الشخصية: تزداد احتمالية الإصابة بالوسواس القهري مع بعض أنواع الشخصيات التي تتسم بالسعي للمثالية والكمال أو إحساس زائد بالمسؤولية.
- عدوى المكورات العقدية: يعد من أسباب الوسواس القهري عند الأطفال الإصابة بعدوى المكورات العقدية التي تسبب التهاب اللوزتين أو الحمى القرمزية، فقد تؤدي هذه العدوى إلى ظهور أعراض الوسواس القهري عند بعض الأطفال فجأة، حيث تحفز العدوى الجهاز المناعي لإنتاج أجسام مضادة تهاجم أجزاء معينة من المخ، فيما يعرف باسم متلازمة اضطرابات المناعة الذاتية النفسية العصبية عند الأطفال المرتبطة بالمكورات العقدية (بالإنجليزية: PANDAS Syndrome).
قد يترافق الوسواس القهري مع بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل: [4]
- اضطراب القلق الاجتماعي.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة.
- متلازمة توريت.
تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بأحد هذه الحالات لا يعني بالضرورة حدوث الوسواس القهري.
اقرأ أيضاً: اختبار الوسواس القهري
فحص الكشف عن الإكتئاب
يستعمل هذا الفحص لتحديد نسب لإحتمالية معاناة شخص ما من الإكتئاب, ويعتمد في ذلك على مدى تكرر الشعور بالاكتئاب وانعدام التلذذ خلال الأسبوعيين السابقين للفحص, وإعطاء عدد معين من النفاط لكل حالة.
يمكن تقسيم النقاط الناتجة عن هذا الفحص على شكل نسب لاحتمال معاناة الشخص من الاكتئاب كما يلي:
• صفر نقطة: أقل أو يساوي 0.6%.
• نقطة واحدة: أكثر من 0.6%.
• نقطتان: أكثر من 1.3%.
• 3 نقاط: أكثر من 5.4%.
• 4 نقاط: أكثر من 15.7%.
• 5 نقاط: أكثر من 17.9%.
• 6 نقاط: أكثر من 58.1%.
يعتبر الحصول على 3 نقاط في هذا الفحص حداً فاصلاً لتشخيص الاكتئاب، حيث أنّ الحصول على 3 نقاط أو أكثر يعني زيادة احتمالية معاناة الشخص من الاكتئاب.