تعتبر الحجامة من أنواع الطب الشعبي الصيني منذ زمن قديم، وقد تم استخدامه أيضاً في العديد من الثقافات الأخرى حول العالم. وفي السنوات الأخير، نال اهتمام العديد من العلماء نظراً لقدرته على علاج الآلام المزمنة والصداع وغيرها. تعرف في هذا المقال على أهم فوائد الحجامة.
كيفية عمل الحجامة
يعرف العلاج بالحجامة على أنه علاج يتم فيه استخدام الكؤوس الهوائية على الجلد وتكوين منطقة ضغط سلبي من خلال تفريغ الهواء بداخل هذه الكؤوس باستخدام الحرارة أو النار، الأمر الذي يؤدي إلى سحب الجلد والأنسجة العضلية إلى داخل الكأس. كما يمكن تحريك هذه الكؤوس أو تركها مكانها طيلة مدة الجلسة. [5]
لا بد من التطرق إلى آلية عمل الحجامة لفهم فوائدها، ففي العديد من الدراسات والأبحاث، اقترح العلماء أن الحجامة تعمل على ما يلي: [2]
- تغيير ما يسمى ببوابة الألم، من خلال تغيير إشارات الألم على مستوى مستقبلاتها في الحبل الشوكي والدماغ. في دراسة أخرى أشارت إلى أن مستقبلات الألم المحيطية يتم تفعيلها من خلال بعض العوامل الأيضية مثل اللاكتات، والأدينوسين ثلاثي الفوسفات، والسيتوكينات، والتي يتم تثبيطها بالحجامة التي تضغط على الجلد وتتسبب بالألم في منطقة أخرى. بمعنى آخر، أن الألم قد يغطي على ألم. [4]
- رفع نسبة أكسيد النتريك، الأمر الذي يؤدي إلى استرخاء العضلات وتوسع الأوعية الدموية. علاوة على ذلك، يساعد أكسيد النتريك على التئام الجروح، تحفيز الكولاجين، واكتساب القوة الميكانيكية للجلد.
- تفعيل الجهاز المناعي.
- تصفية الدورة الدموية وتنشيط الجهاز اللمفاوي.
فوائد الحجامة للدورة الدموية
تعمل الحجامة من خلال توسيع الأوعية الدموية في المنطقة التي يوضع فيها الكأس، وذلك من خلال زيادة إفراز موسعات الأوعية، مثل الإندورفين، والنورأدرينالين، والهيستامين، الأمر الذي يزيد من تدفق الدم نحو الأوعية الدموية في منطقة الكأس. [2]
ليس ذلك وحسب، تعزز الحجامة من الدورة الدموية من خلال تحسين دوران الدم في الأوعية الدموية الدقيقة، بل وتعزيز قدرة الجسم على إصلاح الخلايا المبطنة لها. علاوة على ذلك، وجد أن الحجامة تزيد من قدرة الجسم على تكوين وخلق أوعية دموية دقيقة جديدة، الأمر الذي يحسن من صحة الخلايا.[2]
تساعد الحجامة على تحسين الدورة الليمفاوية من خلال تصريف السموم الموجودة في الدورة الدموية وفي الخلايا، الأمر الذي يحسن من تدفق الدم نحو الجلد والعضلات، يقلل من الألم، ويزيد من قوة جهاز المناعة.[2]
اقرأ أيضاً: إليك أهم فوائد الحجامة للنساء
فوائد الحجامة للألم
تساعد الحجامة على تزيز الشعور بالراحة والاسترخاء، الأمر الذي يزيد من قدرة الدماغ على إنتاج بعض المركبات الأفيونية الذاتية التي تقلل من الألم. من ناحية أخرى، يقترح الباحثون أن الحجامة تقلل من الخلايا الليمفاوية المرتبطة بالالتهاب، والتي تزيد من عدد خلايا العدلات، والتي تعتبر عملية طبيعية من مقاومة الجسم للالتهاب، الأمر الذي يقلل من الشعور بالألم. [2] [4]
فوائد الحجامة للجلد
أفادت بعض الدراسات أن الحجامة قد تغير من الخواص الميكيانيكية للجلد من خلال العديد من الآليات:[2] [3]
- تعزيز تدفق الدورة الدموية نحو الجلد، الأمر الذي يحسن من التئامه وترميمه.
- تسريع التشافي من الشقوق والجروح، من خلال إطلاق المزيد من موسعات الأدوية الدموية، وتحفيز تموضع الكولاجين في الجلد.
- تخفيف حدة بعض الأمراض مثل حب الشباب، وتقرحات الأعضاء التناسلية.
فوائد الحجامة للأعصاب والعضلات
تساعد الحجامة على استعادة توازن الأعصاب الحسية الطرفية الودية والبراراسمباثاوية المحيطية، الأمر الذي نعكس على تقليل الشعور بالألم، خاصة في منطقتي الرقبة والظهر. [2]
كما تقلل الحجامة من حدة بعض الأمراض وتقليل الألم المرتبط بها، مثل مرض بهجت، والألم العضلي الليفي، والصداع النصفي، والمتلازمة النفق الرسغي.[2]
فوائد الحجامة للقلب والشرايين
تقلل الحجامة من ضغط الدم من خلال العديد من الآليات الفسيولوجية، من أهمها إطلاق موسعات الأوعية الدموية، والتي تعمل تقليل الضغط، بل وتقليل المضاعفات الناجمة عن ارتفاع الضغط، مثل تلف الشعيرات الدموية الدقيقة في العين.
من ناحية أخرى، تقلل الحجامة من مستويات الدهون الضارة، الأمر الذي يمنع من تراكمها على الأسطح الداخلية للأوعية الدموية ويمنع تصلب الشرايين. [2]
فوائد الحجامة للقولون
في دراسة أجريت على مرضى سرطان القولون والمستقيم في سنة 2022، تلقى المشاركون الحجامة 3 مرات أسبوعياً لمدة 10أسابيع متتالية، وبعد تقييم نوعية حياتهم، أشارت النتائج إلى تحسن كبير في نشاطهم، وصحتهم النفسية والجسدية، وتخفيف آلام القولون، بل وتخفيف أعراض العلاج الكيماوي من الغثيان، والتقيؤ، واضطرابات النوم. [1]
اقرأ أيضاً: فوائد وأضرار الحجامة للرجال
فوائد الحجامة للمناعة
تعمل الحجامة من خلال تطبيق ضغط سلبي على الجلد، الأمر الذي يؤدي إلى استخلاص السائل القيحي الموجود تحت الجلد، والذي يحتوي على المركبات السامة والجراثيم. إذ أِشارت التحاليل التي تم إجراؤها على الدم الذي يتم سحبه بالحجامة، مقارنة بالدم الموجود في الجسم، أنه يحتوي على العديد من المركبت الضارة، مثل الدهون الثلاثية، والكوليسترول الضار، واليوريا، وحمض اليوريك، والحديد، وبعض السموم الثقيلة مثل الألومنيوم والزئبق. [2]
وبذلك تساعد الحجامة على تعزيز الجسم على تكوين المزيد من خلايا الدم الحمراء، وتدعيم عملية التمثيل الغذائي، وتحفيز الدورة الليمفاوية، الأمر الذي نعكس على الجسم بتقوية جهاز المناعة. [2]