استخدم البشر الأعشاب الطبية لآلاف السنين لعلاج الأمراض والمشكلات الصحية المختلفة، ولا تزال تحظى هذه الأعشاب العلاجية بشعبية كبيرة، حيث يتم استخدام الأجزاء المختلفة من هذه الأعشاب الطبية، بما في ذلك الأوراق، واللحاء، والسيقان، والجذور، والبذور، والزهور في صنع العلاجات العشبية. [1]

لكن، إن الأعشاب الطبية لا تعالج جميع الأمراض، كما أن العديد منها لها مخاطر وآثار جانبية، ولا تزال العلاجات العشبية لا تخضع حالياً لرقابة إدارة الغذاء والدواء لتحديد سلامتها وفعاليتها. لذا ينصح عادة باستشارة الطبيب قبل استخدام أي علاجات عشبية. [1]

وسنتناول في هذا المقال الحديث حول عدة أعشاب طبية وفوائدها وآثارها الجانبية المحتملة.

عشبة البابونج

يعتبر البابونج من الأعشاب الطبية الفعالة في تقليل القلق وتعزيز الاسترخاء. كما يستخدم البابونج للمساعدة في التئام الجروح، وتقليل الالتهاب، والتورم، وتدعم فعاليته المثبتة شعبية هذا العلاج العشبي. [1،2]

كما يستخدم البابونج بشكل شائع كمضاد للأكسدة، ومضاد للميكروبات، ومضاد للاكتئاب، ومضاد للالتهابات، ومضاد للإسهال . كما أنه مفيد لعلاج هشاشة العظام في الركبة، والتهاب القولون التقرحي، ومتلازمة ما قبل الحيض، واضطرابات الجهاز الهضمي. [1،2]

وعلى الرغم أن البابونج يعد آمناً للاستخدام قصير المدى عن طريق الفم، إلا أنه لا يعرف الكثير عن سلامة استخدام البابونج على المدى الطويل للأغراض الطبية. [1]

أيضاً، يمكن أن يسبب البابونج ردود فعل تحسسية، حيث أبلغ بعض الأشخاص عن الحساسية المفرطة من استخدامه. كما ينبغي تجنب استخدام البابونج من قبل الأشخاص الذين يتناولون أدوية سيولة الدم أو عقار السيكلوسبورين؛ لأنه يمكن أن يتفاعل سلباً مع هذه الأدوية. [1-3]

للمزيد: فوائد البابونج للشعر، البشرة، الجنس والجسم

الثوم

يستخدم الثوم في جميع أنحاء العالم في الطبخ، وله العديد من الخصائص الطبية التي تجعله يصنف ضمن الأعشاب الطبية. وقد ثبت أن المركبات المعزولة من الثوم لها عدة خصائص، ومنها:

  • خصائص مضادة للميكروبات، ومنها الفيروسات والبكتيريا.
  • خصائص مفيدة للقلب.
  • خصائص مضادة للسرطان.
  • خصائص مضادة للالتهابات. [1،3،4]

وقد تلعب هذه الخصائص دوراً في فوائد الثوم المحتملة في خفض نسبة الكوليسترول وضغط الدم، وتقليل احتمالية الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، بالإضافة إلى قدرته علة محاربة بعض أنواع السرطان والتقليل من الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي المعدية. [1،3،4]

يعتبر الثوم من الأعشاب الطبيعية الآمنة، ولكنه يمكن أن يزيد من خطر النزيف ويجب عدم استخدامه مع دواء الوارفارين (وهو مميع للدم). كما لا ينبغي أن تؤخذ كميات كبيرة من الثوم قبل إجراءات أو جراحة الأسنان. [1،3]

للمزيد: فوائد الثوم الصحية والعلاجية

النعناع

يعتبر النعناع من الأعشاب العلاجية الشائعة، حيث أنه يستخدم لتعزيز الاسترخاء وعلاج آلام وتشنجات العضلات، كما أنه مفيد لصحة الجهاز الهضمي، والقلب، والأوعية الدموية. [5]

كما يمكن أن يساعد النعناع في توسيع القصبات الهوائية وبالتالي تحسين القدرة على التنفس بسهولة. [5]

الزنجبيل

تم استخدام الزنجبيل على نطاق واسع منذ القرن السادس عشر في العديد من الأدوية التقليدية في جميع أنحاء العالم. ويستخدم الزنجبيل كعلاج للأمراض الشائعة مثل الغثيان، والألم، والقيء. [1،5]

يمكن أن يساعد الزنجبيل في تخفيف الغثيان والقيء للأشخاص الذين يخضعون للجراحة، والغثيان المرتبط بالحركة، أو الحمل، أو العلاج الكيميائي. كما يمكن أن يكون له فعالية في محاربة بعض أنواع السرطانات. [1،2،4]

ويعتبر الزنجبيل أيضاً مسكناً فعالاً للآلام، حيث أنه يمتلك خصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. كما أنه قد يساعد في تقليل الألم وزيادة الحركة لدى الأفراد المصابين بالتهاب المفاصل. [1،5]

يعتبر الزنجبيل آمناً عند تناوله عن طريق الفم كمكمل غذائي، إلا أنه يمكن أن يتسبب ببعض الآثار الجانبية الخفيفة، ومنها الإسهال، والحموضة المعوية، وعدم الراحة في البطن، والغازات، خاصة عند تناوله بجرعات كبيرة. [1-3]

الكركم

استخدم الكركم لآلاف السنين في الطبخ والطب على حد سواء، حيث يعد من الأعشاب الطبية التي تمتلك خصائص القوية مضادة للالتهابات، ومضادة للأكسدة، ومضادة للميكروبات. [1،2،5]

لذلك من الممكن أن يستخدم لعلاج مجموعة من الحالات، بما في ذلك:

  • الالتهاب المزمن.
  • آلام المفاصل.
  • متلازمة التمثيل الغذائي.
  • القلق والاكتئاب.
  • مشكلات الجهاز الهضمي.
  • أمراض الكبد.
  • أمراض الجهاز التنفسي. [1،2]

أيضاً، من الممكن أن يستخدم للوقاية من أمراض القلب والشرايين ومحاربة مرض السرطان. [5]

وتعتبر مكملات الكركم والكركمين، وهو المركب النشط الرئيسي في الكركم، آمنة على نطاق واسع، ولكن من الممكن أن تتسبب بالإسهال، أو الصداع، أو تهيج الجلد، خاصة عند استخدام الجرعات العالية جداً منها. كما أنها من الممكن أن تزيد خطر حدوث النزيف. [1،2]

عشبة الإكناسيا

تعد الإشنسا، أو عشبة الإكناسيا أو حشيشة القنفذ (بالإنجليزية: Echinacea)، من الأعشاب الطبية الشائعة، والتي استخدمت منذ فترة طويلة لعلاج مجموعة متنوعة من الأمراض، بما في ذلك الجروح، والحروق، والحبوب، والتهاب الحلق، والحمى، واضطرابات المعدة والقولون، وآلام الأسنان، والتهاب المفاصل، والسرطان. [1،2،4]

وحالياً، يتم استخدام عشبة الإكناسيا بشكل أساسي لعلاج نزلات البرد أو الوقاية منها وتعزيز التئام الجروح. [1،3]

يمكن تناول عشبة الإكناسيا على شكل شاي أو مكمل غذائي، ولكن يمكن أيضاً استخدامها موضعياً. ويعتقد الناس أن جذور نبات الإكناسيا لها التأثير الأقوى، لكن، لا يزال بالإمكان استخدام معظم أجزاء النبات، بما في ذلك الأوراق، والبتلات، والجذور. [1،2]

يمكن أن تتتسب هذه العشبة من الأعشاب العلاجية بعض الآثار الجانبية، مثل الغثيان، وآلام المعدة، والطفح الجلدي. كما وعند استخدامها لفترة زمنية طويلة يمكن أن تؤثر على الكبد والجهاز المناعي. [1،2]

عشبة الجينسنغ

الجينسنغ هو من الأعشاب الطبية الشائعة والتي يتم استخدامها بشكل متكرر في الطب الصيني التقليدي لتقليل الالتهاب، وتعزيز المناعة، ووظائف المخ، ومستويات الطاقة. [1،2]

ويمتلك الجنسينغ العديد من الخصائص العلاجية، ومنها:

  • خصائص مضادة للأكسدة.
  • خصائص مضادة للالتهابات.
  • خصائص مضادة للسرطان.
  • خصائص مضادة للسكري.
  • خصائص مضادة للفيروسات.
  • خصائص مضادة للسمنة.
  • خصائص الحماية العصبية. [1،2]

وعلى الرغم من اعتبار الجينسنغ كأحد الأعشاب الطبية لعدة قرون، إلا أن الأبحاث الحديثة التي تدعم فعاليته غير متوفرة. [2]

وتشمل الآثار الجانبية المحتملة لعشبة الجينسينغ الصداع، وقلة النوم، ومشاكل الجهاز الهضمي. كما ينصح بمراقبة مستويات السكر في الدم أثناء فترة تناوله، وتجنب استخدامه مع الأدوية المميعة للدم. [1]

للمزيد: فوائد الجنسنج للجنس للرجال والنساء

عشبة الجنكو بيلوبا

عشبة الجنكو بيلوبا، المعروفة أيضاً باسم الجنكة، هي نبات من الأعشاب الطبية التي تم استخدامها في الطب الصيني التقليدي منذ آلاف السنين، ولا تزال من الأعشاب الطبية الأكثر استخداماً في الوقت الحالي. [2]

وتحتوي عشبة الجنكو بيلوبا على مجموعة متنوعة من مضادات الأكسدة القوية التي يعتقد أنها توفر العديد من الفوائد العلاجية لعدد من الأمراض والمشكلات الصحية، ومنها:

  • أمراض القلب.
  • مشاكل الدورة الدموية.
  • الخرف والصعوبات العقلية.
  • الضعف الجنسي.
  • الربو.
  • الإرهاق المزمن.
  • طنين الأذن. [1-4]

وعلى الرغم من أن معظم الناس يتحملون هذه العشبة بشكل جيد، إلا أن الآثار الجانبية المحتملة لها تتضمن الصداع، والدوخة، وخفقان القلب، ومشاكل الجهاز الهضمي، والتفاعلات التحسسية. كما لا ينبغي استخدامها مع الأدوية المضادة للالتهابات، أو مضادات التخثر، أو الأدوية المضادة للاختلاج، أو مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات. [1-3]

نبتة سانت جون

تعتبر عشبة سانت جون من الأعشاب الطبية المستخدمة منذ آلاف السنين ولحالات مختلفة، ومنها:

  • الأرق.
  • الاكتئاب، وخاصة خفيف إلى متوسط الشدة.
  • التئام الجروح.
  • أمراض الكلى.
  • أمراض الرئة. [1-3]

كما تستخدم نبتة سانت جون أيضاً لتقليل أعراض انقطاع الطمث واضطراب الوسواس القهري. كما يمكن استخدامها موضعياً لتقليل آلام العضلات وعلاج بعض أمراض الجلد. [1]

يمكن أن تتسبب نبتة سانت جون ببعض الآثار الجانبية، ومنها الدوخة، والارتباك، وجفاف الفم، كما يمكن أن تزداد حساسية الفرد لأشعة الشمس عند تناول جرعات كبيرة منها. [1،2]

ويجب التنويه إلى أنه يمكن أن يكون لهذه النبتة تفاعلات خطيرة مع بعض الأدوية، لذا فإنه من المهم استشارة الطبيب قبل استخدام هذا العلاج العشبي. وينبغي عدم تناول نبتة سانت جون من قبل المرضى الذين يتناولون مضادات الاكتئاب، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة هرمون السيروتونين بشكل يهدد الحياة. [1،3]

وختاماً، عند التفكير في تناول أي أعشاب طبية، فمن الأفضل استشارة الطبيب لضمان الجرعة المناسبة، وفهم الآثار الجانبية المحتملة، وتجنب التفاعلات مع الأدوية الأخرى.