يعد الحزام الناري من أشهر أنواع العدوى الفيروسية التي يمكن أن تسبب أعراضًا شديدة وتؤدي إلى حووث بعض المضاعفات الخطيرة التي يمكن أن تهدد حياة المصاب، خاصة عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة.
سنتحدث في هذا المقال عن أشهر مضاعفات الحزام الناري، سواء على العين، أو الدماغ، أو الأعصاب، أو غيرها من المضاعفات.
ما هو الحزام الناري؟
الحزام الناري هو عدوى فيروسية يسببها فيروس الهربس النطاقي أو المعروف أيضًا باسم القوباء المنطقية، وتنتج عن إعادة تنشيط هذا الفيروس، حيث تسبب العدوى الأولية الإصابة بالجدري المائي، ثم بعد الشفاء يظل الفيروس كامنًا في العقد الجذرية الظهرية، ويمكن أن ينشط فيروس الهربس النطاقي مرة أخرى في وقت لاحق من حياة الشخص ويسبب الإصابة بالحزام الناري.[1]
يعاني الأشخاص المصابون بالحزام الناري عادة من طفح جلدي في جهة واحدة من الجسم، ويظهر هذا الطفح الجلدي بشكل شائع على الجذع على طول الجلد الصدري أو على الوجه وعادةً لا يتجاوز خط الوسط للجسم.[1]
يكون الطفح الجلدي عادة مؤلمًا أو يسبب الحكة أو الوخز، ويمكن أن يعاني الشخص من بعض الأعراض الأخرى قبل عدة أيام من ظهور الطفح الجلدي، مثل الصداع، والحساسية تجاه الضوء الساطع، وعادة ما يشفى الطفح الجلدي خلال 2 إلى 4 أسابيع، لكن يمكن أن يحدث تغير دائم في لون الجلد وتندب.[1]
اقرأ أيضًا: أعراض الحزام الناري
مضاعفات الحزام الناري
تتعدد مضاعفات الحزام الناري حيث يمكن أن تؤثر على أجزاء عديدة من الجسم، مثل الأعصاب، أو العين، أو الدماغ، أو الجهاز التنفسي، وفيما يلي نذكر بالتفصيل تلك المضاعفات:
الألم العصبي التالي للهربس
يعد الألم العصبي التالي للهربس (بالإنجليزية: Postherpetic Neuralgia) هو أشهر مضاعفات الحزام الناري، حيث يمكن أن يصيب 10 إلى 18 بالمائة من الأشخاص الذين أصيبوا بالحزام الناري، ويزداد احتمال الإصابة بالألم العصبي التالي للهربس كلما زاد عمر المريض، أي أنه أكثر شيوعًا عند كبار السن، ونادرًا ما يحدث عند الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.[1][2]
وتتميز هذه الحالة بوجود ألم يستمر في المنطقة التي كان يوجد فيها الطفح الجلدي، ويستمر هذا الألم لأكثر من 90 يومًا بعد ظهور الطفح الجلدي، كذلك يمكن أن يستمر لعدة أشهر أو حتى سنوات.[1]
الالتهابات العنقودية
يمكن أن تحدث عدوى بكتيرية ثانوية على الرغم من أن الحزام الناري ينتج من عدوى فيروسية، حيث تكون البثور المسببة للحكة بيئة جيدة لنمو البكتيريا، خاصة إذا قام المريض بخدشها، تنتهز البكتيريا الطبيعية الموجودة على الجلد الفرصة وتسبب العدوى في البثور الممزقة، وفي أغلب الأحيان، تكون العدوى من المكورات العنقودية.[3]
يمكن أن تسبب هذه العدوى البكتيرية حالات جلدية أكثر خطورة، مثل التهاب النسيج الخلوي، أو في الحالات القصوى، التهاب اللفافة الناخر، وهي بكتيريا تسبب تآكل الجلد لكنها حالة نادرة.[3]
فقدان البصر
يحدث فقدان البصر في ما يصل إلى 20% من حالات القوباء المنطقية في الرأس، حيث يمكن أن يؤثر الحزام الناري على أجزاء معينة من العين، مثل الجفن، وسطح العين، والجزء الخلفي من العين، ويمكن أن يؤثر على قرنية العين وهي الجزء الأمامي الشفاف من العين، مسببًا ما يعرف بالتهاب القرنية، وعادة ما تتطور خلال شهر واحد من ظهور طفح القوباء المنطقية على الوجه العلوي والجبهة ومنطقة فروة الرأس.[1][3]
عندما يصيب الحزام الناري العين يمكن أن يسبب لك احمرارًا، وألمًا، وتصريفًا، وحساسية للضوء، ويمكن أيضًا أن يؤدي إلى تنميل القرنية وتندب وتقرحات على سطح العين، مما قد يؤثر على قدرة المريض على الرؤية بوضوح.[3]
كذلك يمكن أن يحفز فيروس الهربس النطاقي نظام تصريف العين ويسبب الالتهاب، مما يعطل الضغط في العين، وقد يسبب حالة أخرى في العين تسمى الجلوكوما، وهي حالة تسبب تلف في العصب البصري ويمكن أن تؤدي إلى العمى.[3]
متلازمة رامسي هانت
يمكن أن يؤدي الحزام الناري إلى تطور حالة تسمى متلازمة رامسي هانت عندما يهاجم الفيروس العصب الوجهي، وهي أحد أشهر مضاعفات الحزام الناري، وإذا تُركت متلازمة رامسي هانت دون علاج، فيمكن أن تسبب آلامًا في الأذن، وفقدان السمع، وطنينًا في الأذن ،واضطرابات في التوازن والبقاء في وضع مستقيم، قد يصاب المريض أيضًا بطفح جلدي، أو تدلي شديد في جانب واحد من الوجه، أو الدوخة.[3]
يتضمن علاج مضاعفات الحزام الناري في الوجه الأدوية المضادة للفيروسات، تليها المنشطات للمساعدة في منع فقدان السمع وضعف الوجه، لكن يمكن أن تسبب المنشطات مجموعة من المضاعفات، بما في ذلك ترقق الجلد، والأرق، وارتفاع نسبة السكر في الدم.[3]
الحزام الناري المنتشر
يمكن أن تنتشر الآفات والطفح الجلدي خارج المناطق الجلدية الأولية أو المجاورة، وقد تحدث أيضًا إصابة في الجهاز العصبي المركزي، مثل التهاب السحايا والدماغ، والرئتين ليسبب الالتهاب الرئوي، والكبد ليسبب التهاب الكبد، ويحدث الحزام الناري المنتشر عمومًا عند الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة.[1]
اقرأ أيضًا: الفرق بين الجدري المائي والحزام الناري
السكتة الدماغية وأمراض الدماغ
يمكن أن تتطور الأعراض العصبية بسرعة لتشمل الصداع، والقيء، والحمى، والارتباك، وقد يحدث ذلك بسبب وجود فيروس الهربس النطاقي على العصب، وعندما يصل الفيروس إلى الدماغ، يمكن أن يسبب التهاب السحايا، أو التهاب الدماغ، أو السكتة الدماغية، لذلك، في حين أن القوباء المنطقية التي تؤدي إلى أمراض الدماغ نادرة، إلا أنها يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية.
وجدت مراجعة للدراسات الوبائية أجريت عام 2016 ونشرت في مجلة السكتة الدماغية والأمراض الدماغية الوعائية أنه خلال العام التالي لنوبة الحزام الناري، زاد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة 59٪، وكان هذا الخطر أعلى بين أولئك الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب الحزام الناري أيضًا تورمًا في الدماغ ونوبات صرع، وكلاهما يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة ودائمة.
اقرأ أيضًا: علاج الحزام الناري
نصيحة من الطبي
يجب استشارة الطبيب على الفور في حال ظهور أعراض الحزام الناري، وذلك للحصول على العلاج في الوقت المناسب لتجنب حدوث مضاعفات الحزام الناري.