تعد كسور العظام من الإصابات الشائعة التي يتعرض لها العديد من الأشخاص، ويتم الالتئام بشكل طبيعي في أغلب الحالات، لكن قد تحدث بعض المضاعفات إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
سنتحدث في هذا المقال عن أشهر مضاعفات كسور العظام، وأنواعها وكذلك أعراضها.
كيف يحدث التئام الكسر الطبيعي؟
تتضمن عملية التئام كسر العظام الطبيعي من عدة مراحل:[1]
- يحدث التهاب وتورم في المنطقة المصابة في البداية، ويستمر لمدة تتراوح بين 2 إلى 3 أسابيع.
- يحدث تشكيل الكالس الناعم، حيث يقل التورم ويبدأ تكوين عظام جديدة، ويتصلب موقع الكسر، وتستغرق هذه المرحلة من 4 إلى 8 أسابيع بعد الإصابة، ولا تكون مرئية في الأشعة السينية.
- يتكون الكالس الصلب بعد ذلك، ويمكن رؤية هذا التكوين في الأشعة السينية، ويجب أن يملأ الكسر في الفترة بين 8 إلى 12 أسبوعًا بعد الإصابة.
- يحدث إعادة تشكيل العظام لتصحيح أي تشوهات في الشكل، وتعود لشكلها الأصلي، وقد تستغرق هذه المرحلة عدة سنوات وذلك اعتمادًا على موقع الكسر.
يحتاج موقع الكسر لتحقيق الشفاء الكامل إلى استقرار كاف، وإمدادات دموية، وتغذية كافية، لذلك تختلف معدلات الشفاء من شخص لآخر لأنها تتأثر بالعوامل المذكورة أعلاه، وكذلك العمر، والحالة الصحية العامة.[1]
يمكن أن تسبب مضاعفات كسور العظام، مثل النزيف أو تغيير تموضع العظام، وغيرها، زيادة في فترة الشفاء وقد تعوق أو تمنع عملية الشفاء بشكل كامل.[1]
ما هي مضاعفات كسور العظام؟
تلتئم معظم كسور العظام بشكل طبيعي، ولكن قد تحدث بعض المضاعفات لبعض المرضى أثناء عملية الشفاء، ويمكن تقسيم مضاعفات كسور العظام إلى فئتين: مضاعفات كسور العظام المبكرة، ومضاعفات كسور العظام المتأخرة.[2]
مضاعفات كسور العظام المبكرة
تشمل مضاعفات كسور العظام المبكرة ما يلي:[3]
- تلف الأوعية الدموية: تسبب العديد من الكسور نزيفًا ملحوظًا حول الإصابة، ولكن نادرًا ما يكون النزيف الداخلي أو الجروح الخارجية كبيرة بدرجة كافية لإحداث انخفاض في ضغط الدم أو حدوث صدمة تهدد الحياة، لكن يمكن أن تحدث الصدمة عندما تتسبب كسور عظم الفخذ أو الحوض في نزيف داخلي حاد، كذلك يمكن أن يؤثر خلع الورك أو الركبة على تدفق الدم إلى الساق، وبالتالي قد لا تحصل أنسجة الساق على ما يكفي من الدم، وقد تتلف هذه الأنسجة، مما قد يسبب بتر جزء من الساق.
- الانسداد الرئوي: الانسداد الرئوي هو أكثر مضاعفات كسور العظام شيوعًا وخاصة الكسور الخطيرة في الورك أو الحوض، ويحدث عندما تتشكل جلطة دموية في الوريد، وتنتقل إلى الرئة، و تسد الشريان الرئوي، وبالتالي قد لا يحصل الجسم على كمية كافية من الأكسجين، وقد يزيد كسر الورك بشكل كبير من خطر الإصابة بالانسداد الرئوي، إذ تتكون معظم الجلطات التي تسبب الانسداد الرئوي في الساق، وقد تكون كسور الورك مهددة للحياة لثلث الأشخاص المصابين نتيجة الانسداد الرئوي، ولكنه أقل شيوعًا في حالات كسر أسفل الساق، ونادرًا عند كسر الذراع.
- الانسداد الدهني: نادرا ما يحدث الانسداد الدهني، ولكن يمكن أن يحدث عند كسر العظام الطويلة، مثل عظم الفخذ، ويحدث نتيجة خروج الدهون من داخل نخاع العظم المكسور، ثم تنتقل هذه الدهون عبر الأوردة وتستقر في الرئتين، و تسد الأوعية الدموية داخل الرئة، مما يسبب الانسداد الرئوي، ولذلك قد يحدث ضيق في التنفس وألم في الصدر.
- متلازمة الحيز: متلازمة الحيز هي حالة نادرة تحدث عندما تتورم العضلات المصابة بصورة ملحوظة بعد كسر في الذراع أو الساق، مما يسبب الضغط على الأوعية الدموية القريبة، وانخفاض تدفق الدم إلى الطرف المصاب أو انسدادها، ونتيجة لذلك قد تتلف أنسجة الطرف أو يحدث تدهور فيها، وقد يتطلب الأمر بتر الطرف المصاب إذا لم يتم التدخل السريع، ويمكن أن تكون متلازمة الحيز مهددة للحياة إذا لم يتم علاجها على الفور، وتحدث هذه الحالة في كسور معينة في الذراع أو الساق، مثل الكسور في الجزء السفلي من الساق، أو الكسور الخطيرة في الذراع.
- حدوث عدوى: قد تكون العدوى أحد مضاعفات كسور العظام المبكرة، التي قد تحدث نتيجة الجروح الخارجية عند كسر أحد العظام.
مضاعفات كسور العظام المتأخرة
وتشمل مضاعفات كسور العظام المتأخرة ما يلي:[2][3]
- التهاب العظم والنقي: وهي حالة التهابية حادة أو مزمنة تحدث نتيجة إصابة العظام وبنيتها الداخلية بعدوى الكائنات القيحية، مثل البكتريا، والفطريات، التي يمكن أن تتطور إلى حالة مزمنة إذا لم يتم العلاج بشكل فعال.
- تأخر الالتئام: يحدث عندما لا يلتئم العظم بالمعدل الطبيعي لموقع الكسر ونوعه، وقد يترافق حدوث الالتئام المتأخر مع تواجد تشتيت شظايا العظام، أو العدوى الجهازية، أو الموضعية، أو سوء التغذية، أو بعض الحالات المرضية، مثل مرض السكري، واضطرابات المناعة الذاتية، ولكن عادة ما يحدث الالتئام ويشفى الكسر.
- نهايات غير متحدة: تحدث هذه الحالة نتيجة حدوث عدوى في موقع الكسر، أو تدخل الأنسجة بين نهايات العظام، أوعدم كفاية التثبيت، أو ضعف إمداد الدم إلى موقع الكسر، وغالبًا ما يشكو المريض من عدم الراحة المستمرة والحركة غير الطبيعية في موقع الكسر.
- نمو غير متساوي: عندما يتعرض الأطفال لكسر في صفيحة النمو في ساقهم، فإن هذا قد يؤدي إلى عدم نمو الساق المصابة بشكل طبيعي وقد تكون أقصر من الساق الأخرى، وتستخدم ألواح النمو، التي تصنع من الغضاريف، للمساعدة على تطويل العظام حتى يصل الأطفال إلى ارتفاع كامل لأجسادهم، ولكن إذا كان الكسر لا يؤثر على صفيحة النمو، فإنه يمكن أن يحفز النمو في منطقة الكسر نفسه، وفي هذه الحالة فإن الساق المكسورة قد تنمو بشكل زائد وتصبح أطول من الساق الأخرى، أما في حالة البالغين، فإن الجراحة التي تجرى لإصلاح عظم الفخذ قد تؤدي إلى جعل إحدى الساقين أطول من الأخرى.
اقرأ أيضًا: أسباب تأخر التئام العظام
أعراض مضاعفات كسور العظام
يوجد عدد من العلامات والأعراض التي ترافق مضاعفات كسور العظام، وتتطلب الحصول على الرعاية الطبية الفورية في حالة ظهورها، وتشمل ما يلي:[2]
- ألم مزمن: إذا استمر الألم بعد فترة طويلة من إجراء الجراحة أو الكسر، فقد يكون ذلك دليلاً على وجود مضاعفات في عملية التئام العظام.
- حمى: في حال ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل غير طبيعي بعد الجراحة أو الكسر، فقد يكون ذلك إشارة إلى وجود عدوى أو مضاعفات أخرى تحتاج إلى علاج فوري.
- تورم: إذا زاد الورم حول منطقة الكسر أو الجرح بشكل غير طبيعي ولا يخف تدريجيًا، فيجب استشارة الطبيب لتقييم الحالة.
- العرج: عند ملاحظة صعوبة في المشي أو أي تغير في وضعية العظام المصابة، فقد يكون هذا دليلاً على وجود مضاعفات في كسور العظام.