تعد مشكلة رائحة الفم الكريهة من الأمور التي تسبب الحرج وتؤثر على الثقة بالنفس لدى الأفراد، ولكن ما يجهله الكثيرون أنها قد تدل على الإصابة بأمراض معينة، أهمها مرض السكري، وخصوصًا إذا كانت رائحة الفم كرائحة الأسيتون أو رائحة الفواكه الحمضية. [1]
ولهذا، من المهم فهم العلاقة ما بين رائحة الفم والسكري للحد من هذه المشكلة وغيرها من المضاعفات الأكثر خطورة، وسنوضح في هذا المقال هذه العلاقة، وكيفية السيطرة عليها وعلاجها.
العلاقة بين رائحة الفم والسكري
أصبح من الممكن الحصول على معلومات حول الصحة العامة للجسم من خلال رائحة الفم، فعلى سبيل المثال، قد تدل رائحة الفم الكريهة على احتمالية الإصابة بمرض السكري غير المسيطر عليه. [1]
ويمكن أن تتضمن الأسباب المحتملة لارتباط رائحة الفم والسكري معًا ما يلي:
جفاف الفم
يسبب مرض السكري إنتاج كميات أقل من اللعاب، مما يؤدي إلى جفاف الفم. ويلعب اللعاب دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الفم، حيث يساهم في ترطيبه والحد من تأثير الأحماض التي تنتجها البكتيريا الموجودة في طبقة الجير. بالإضافة إلى ذلك، يعمل اللعاب على غسل الخلايا الميتة التي تتراكم على اللسان واللثة وباطن الخدين. [2]
بالتالي، عندما يصاب الفرد بمرض السكري وتصبح كمية اللعاب المنتجة قليلة، فإن الخلايا الميتة في الفم تتحلل، مما قد يؤدي إلى ظهور رائحة الفم الكريهة. [2][3]
وتجدر الإشارة إلى أن جفاف الفم يعتبر واحدًا من أكثر المشاكل شيوعًا التي يواجهها الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري. ويمكن أن ينتج هذا الجفاف عن عدة أسباب، منها: [4]
- الجفاف في الجسم.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- الإصابة بأمراض الكلى.
- استخدام أدوية مرض السكري.
أمراض الفم
من الأمور الأخرى التي تفسر العلاقة ما بين رائحة الفم والسكري أنه عندما ترتفع مستويات السكر في الدم لدى مرضى السكري غير المسيطر عليه، يزداد أيضًا مستوى الجلوكوز في اللعاب. يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع إلى زيادة تكاثر ونمو البكتيريا في الفم، مما يؤدي في نهاية المطاف إلى تراكم الترسبات الجيرية على الأسنان. وفي حال عدم إزالة هذه الترسبات، فإنها قد تسبب تسوس الأسنان والتهاب اللثة، واللذان يعتبران من أبرز أسباب رائحة الفم الكريهة لدى مرضى السكري. [2]
بالإضافة إلى ذلك، يسبب مرض السكري أمراض اللثة التي تعتبر أيضًا من أبرز أسباب رائحة الفم الكريهة، وذلك من خلال تأثيره على الأوعية الدموية التي تغذي مختلف أنحاء الجسم، بما في ذلك إلى اللثة، ونتيجة لعدم الحصول اللثة على إمداد دموي كافٍ ومناسب يمكن أن تصبح اللثة ضعيفة وأكثر عرضة للإصابة بالعدوى. [1]
تعد رائحة الفم الكريهة علامة شائعة على أمراض اللثة الناتجة عن مرض السكري، ولكنها ليست العلامة الوحيدة، وتشمل العلامات الأخرى مع يلي: [1]
- احمرار اللثة.
- ألم في اللثة.
- نزيف اللثة.
- حساسية الأسنان.
- انحسار اللثة.
اقرأ أيضًا: مضاعفات مرض السكري على الفم والاسنان واللثة
الحماض الكيتوني
في حال انخفاض مستويات الأنسولين في الدم، يقوم الجسم بتكسير الدهون للحصول على الطاقة بدلًا من استهلاك الجلوكوز المتواجد في الدم، وهو ما يعرف بالحماض الكيتوني السكري (بالإنجليزية: Diabetic Ketoacidosis). [1][5]
يحدث هذا عادةً في حالات مرض السكري، حيث يكون الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين بشكل كافٍ أو عندما لا تكون الخلايا قادرة على استخدام الأنسولين بشكل صحيح. وتجدر الإشارة إلى أن هرمون الأنسولين هو المسؤول الرئيسي عن تكسير الجلوكوز في الدم، مما يتيح للخلايا استخدامه كمصدر للطاقة. [5]
في المقابل، عندما لا يتمكن الجسم من الحصول على طاقته من الجلوكوز نتيجة لانخفاض مستويات الإنسولين، يبدأ الجسم في حرق الدهون للحصول على الطاقة. وأثناء هذه العملية، يتم إنتاج مركبات ثانوية تعرف بالكيتونات (بالإنجليزية: Ketones)، منها الأسيتون، مسببًا رائحة الفم التي تشبه رائحة الفواكه الحمضية لمرضى السكري. [1][5]
وعندما يرتفع مستوى الكيتونات بشكل كبير في الدم، فإنها تؤدي إلى زيادة حموضة الدم، مما يمكن أن يتسبب في حالة خطيرة ومهددة للحياة. [1][5]
الأعراض المصاحبة لرائحة الفم لدى مرضى السكري
قد تعد رائحة الفم إحدى أعراض الإصابة بمرض السكري بشكل غير مباشر، ويصف المرضى رائحة الفم بأنها كرائحة الفاكهة أو كرائحة الأسيتون عندما تنتج عن الحماض الكيتوني السكري، حيث يمكن أن تكون الرائحة مشابهة لرائحة التفاح، أو الإجاص الفاسد، أو مزيل طلاء الأظافر. بينما يصف المرضى الرائحة بأنها تشبه الكبريت عندما تنتج عن أمراض اللثة. [2]
بالإضافة إلى رائحة الفم، يمكن أن يعاني المريض من أعراض أخرى وتشمل: [4]
- عدم وضوح الرؤية.
- التعب.
- العطش المتزايد.
- زيادة عدد مرات التبول.
- زيادة الجوع.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الوخز أو تنميل في الأطراف، مثل: اليدين أو القدمين.
- تأخر شفاء الجروح والقروح.
وقد يصاب المرضى بأعراض أكثر شدة وخطورة، والتي تدل على الإصابة بالحماض الكيتوني، وتشمل: [5]
- الاستفراغ و الغثيان.
- ألم في البطن.
- صعوبة في التنفس.
- الارتباك.
- جفاف الجلد واحمراره.
- فقدان الوعي والغيبوبة.
علاج رائحة الفم لدى مرضى السكري
يعتمد علاج رائحة الفم الكريهة على الاهتمام بصحة ونظافة الفم، ويوصى باتباع التعليمات التالية لعلاج رائحة الفم الناتجة عن مرض السكري: [1][6]
- تنظيف الأسنان مرتين على الأقل يوميًا واستخدام خيط الأسنان مرة واحدة على الأقل يوميًا.
- تنظيف اللسان يوميًا.
- شرب الماء والحفاظ على رطوبة الفم.
- المحافظة على مستويات السكر في الدم ضمن النطاق الطبيعي.
- تجنب الأطعمة والمشروبات السكرية.
- استخدام النعناع أو العلكة الخالية من السكر لتحفيز إنتاج اللعاب في الفم.
- زيارة طبيب الأسنان بانتظام واتباع توصياته العلاجية، وتوضيح أهمية إبلاغه بإصابتك بمرض السكري.
- في حال استخدام أطقم الأسنان، يجب التأكد من ملائمة حجم الطقم في الفم وإزالته قبل النوم.
- الإقلاع عن التدخين.
نصيحة الطبي
في الختام، يعتبر مسألة رائحة الفم والسكري مسألة مهمة تستدعي الانتباه والعناية، وفي حال الإصابة برائحة الفم الكريهة والاشتباه بأنها قد تكون مرتبطة بالإصابة بمرض السكري، فإن الخطوة الأولى هي التحدث مع الطبيب أو طبيب الأسنان.
يمكنك الآن التواصل مع أطباء موقع الطبي المتخصصين للحصول على استشارة عن بعد على مدار الساعة، حيث يمكنهم تقديم المساعدة والنصائح المناسبة بناءً على حالتك الصحية الفردية.