تعرف القرنية المخروطية بأنها حالة تصبح فيها القرنية ضعيفة فتبرز للأمام على شكل مخروط ما يؤدي إلى تشوه في الرؤية وضعف حدة البصر، يهدف علاج القرنية المخروطية إلى تصحيح الرؤية والحد من تفاقم التغيرات في شكل القرنية. [1][2]
يتناول هذا المقال أفضل طرق علاج مرض القرنية المخروطية، وأنواع العدسات المستخدمة في العلاج، وكذلك العمليات الجراحية.
علاج القرنية المخروطية
عادة ما تصيب القرنية المخروطية كلتا العينين، وتظهر في عمر المراهقة أو أوائل العشرينات من العمر وتتطور تدريجيًا بمرور الوقت حتى عمر 30 أو 40 عامًا تقريبًا. [1][3]
تتعدد وسائل علاج القرنية المخروطية ويعتمد اختيار طريقة العلاج المناسبة على عدة عوامل، منها شدة الحالة ومدى سرعة تفاقمها. [4]
تتضمن طرق علاج القرنية المخروطية ما يلي:
العدسات التصحيحية
يقتصر علاج القرنية المخروطية في مراحلها الأولى على استخدام العدسات التصحيحية في صورة نظارات طبية أو عدسات لاصقة لينة لتصحيح الرؤية وحدة البصر. [5]
العدسات اللاصقة المتخصصة
عادة ما تتطور مشكلة القرنية المخروطية بمرور الوقت، حيث يزداد بروز الشكل المخروطي للقرنية وتصبح العدسات التصحيحية غير قادرة على توفير تصحيح جيد للرؤية، وفي هذه الحالة قد يلجأ الطبيب إلى استخدام العدسات الصلبة لعلاج القرنية المخروطية. [5]
تشمل أنواع العدسات اللاصقة المتخصصة الآتي:
- العدسات الصلبة المنفذة للغازات
تتسم العدسات اللاصقة الصلبة المنفذة للغازات (بالإنجليزية: Rigid Gas Permeable Contact Lenses) بأنها لا تأخذ شكل القرنية المخروطية عند ارتدائها بعكس العدسات اللينة؛ لذا فهي تصحح تشوهات الرؤية الناجمة عن القرنية المخروطية. علاوة على ذلك تتميز هذه العدسات بسماحها بوصول الأكسجين إلى القرنية ما يتيح للعين التنفس. [2][4]
- العدسات المزدوجة
تتكون العدسات المزدوجة (بالإنجليزية: Piggyback Lenses) من عدسة لاصقة صلبة يتم ارتداؤها فوق عدسة أخرى لينة مريحة تعمل كوسادة، وقد ينصح بها في الحالات التي تشعر بالانزعاج وعدم الراحة عند استخدام العدسات الصلبة المنفذة للغازات. [2]
- العدسات الهجينة
تجمع العدسات الهجينة (بالإنجليزية: Hybrid Lenses) بين مميزات العدسات الصلبة واللينة في آن واحد، فهي ذات مركز صلب لتصحيح الرؤية يسمح بنفاذ الأكسجين، وحواف لينة للتغلب على الشعور بعدم الراحة. [5]
- العدسات اللاصقة الصُّلبوية
العدسات اللاصقة الصُّلبوية (بالإنجليزية: Scleral Lenses) هي عدسات ذات قطر كبير توضع على الصلبة فتغطي القرنية وجزء من الصلبة (الجزء الأبيض في العين). [5]
قد يفيد علاج القرنية المخروطية بالعدسات الصلبوية في الحالات الشديدة التي يصعب فيها ارتداء أنواع العدسات الأخرى التي توضع على القرنية مباشرة لشدة تشوه القرنية. [1][5]
توفر هذه العدسات رؤية جيدة وراحة عند ارتدائها؛ إذ أنها لا تضغط على القرنية أو تلامسها مباشرة بل تستقر على الصلبة. [1]
- العدسات اللاصقة الاصطناعية
العدسات اللاصقة الاصطناعية (بالإنجليزية: Prosthetic Lenses) هي عدسات متطورة تتميز بدقة ملاءمتها لسطح العين وثباتها، وتستخدم كأحد وسائل علاج القرنية المخروطية بدون جراحة في مراحلها المتقدمة. [1]
تُصمم هذه العدسات بدقة شديدة حيث تؤخذ تفاصيل تعرجات القرنية لكل عين على حدة، ومن ثم تصنع العدسات لتطابق شكل القرنية تمامًا. [1]
اقرأ أيضًا: انحراف قرنية العين عند الاطفال
تثبيت القرنية بالكولاجين
يعد تثبيت القرنية بالكولاجين (بالإنجليزية: Corneal Collagen Cross-linking) إجراء حديث طفيف التوغل، تكمن فكرته في تقوية بنية القرنية وزيادة صلابتها من خلال تعزيز الروابط بين ألياف الكولاجين في القرنية؛ مما يساهم في إبطاء أو إيقاف بروزها إلى الخارج. [1]
يجرى تثبيت القرنية بالكولاجين عن طريق تشبيع القرنية بقطرات الريبوفلافين (فيتامين ب 2)، ثم تسليط الأشعة فوق البنفسجية على العين لتنشيط الريبوفلافين وتقوية ألياف الكولاجين في القرنية. [1]
يساهم إجراء عملية تثبيت القرنية مبكرًا في تجنب تفاقم الحالة، ويمكن إجراؤها للأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 14 عامًا. [6]
للمزيد: كل شيء عن عملية تثبيت القرنية المخروطية
علاج القرنية المخروطية بالجراحة
عادة ما تتفاقم القرنية المخطورية بمرور الوقت، وفي المراحل المتقدمة قد لا تفيد العدسات في تصحيح الرؤية، فتكون الجراحة هي الخيار الأمثل لهذه الحالات لتحسين الرؤية. [7]
تشمل عمليات علاج القرنية المخروطية ما يلي:
- زراعة الحلقات في القرنية
قد يلجأ الأطباء إلى زراعة الحلقات في القرنية (بالإنجليزية: Intracorneal Ring Segments) لعلاج القرنية المخروطية، وتنطوي هذه الجراحة على زرع غرسات بلاستيكية صغيرة على شكل قوس في القرنية لتسطيحها، الأمر الذي يساعد على تركز الضوء على الشبكية فتتضح الرؤية. [4]
جدير بالذكر أن حالات القرنية الشديدة قد تحتاج إلى ارتداء النظارات أو العدسات اللاصقة أيضًا بعد هذه الجراحة. [4]
- زرع القرنية
يعد زرع القرنية (بالإنجليزية: Corneal Transplant) الملاذ الأخير لعلاج القرنية المخروطية في العين عندما لا تجدي باقي الطرق العلاجية نفعًا، وفيها تُستبدل قرنية المريض بقرنية من متبرع. [8]
تندمج القرنية الجديدة مع أنسجة العين بمرور الوقت، وقد يستغرق الشفاء التام ووضوح الرؤية بعد العملية مدة تصل إلى عام، وغالبًا ما يكون الشخص بحاجة إلى ارتداء نظارات طبية أو عدسات لاصقة أيضًا. [1][8]
تنطوي جراحة زراعة القرنية على بعض المخاطر والمضاعفات، مثل: [9]
- الإصابة بعدوى أو التهاب العين.
- نزيف داخل العين.
- ضبابية الرؤية.
- الإصابة بالاستجماتيزم أو اللابؤرية.
- ارتفاع ضغط العين.
- رفض الجسم للقرنية الجديدة.
اقرأ أيضًا: عمليات العيون
نصيحة الطبي
تختلف طرق علاج القرنية المخروطية من حالة لأخرى ففي الحالات البسيطة قد يكتفي بارتداء النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة، بينما في الحالات المتقدمة يستدعي الأمر استخدام عدسات صلبة أو الخضوع للجراحة. يساهم العلاج المبكر للقرنية المخروطية في منع تفاقمها؛ لذا يوصى بإجراء فحوصات للعين بانتظام منذ مرحلة الطفولة لاكتشاف أي مشاكل في العين وعلاجها مبكرًا.