على الرغم من أن عدوى الإنفلونزا لا تعد عدوى خطيرة بمقدار عدوى فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: Corona)، إلا أنها لا تزال السبب في دخول الآف الأشخاص إلى المستشفى سنوياً، لذلك فإن تفشي عدوى فيروس كورونا المستجد والإنفلونزا في وقت واحد قد يتسبب في استنزاف الموارد الصحية، وقد يضع ضغطاً هائلاً على المنظومات الصحية في معظم دول العالم.
يقلل لقاح الإنفلونزا بشكل كبير من فرصة الإصابة بالإنفلونزا الموسمية، لذا لا ينبغي أن يكون إقناع الناس بأخذ لقاح الانفلونزا في زمن كورونا لمنع تزامن جائحتين معاً تحدياً كبيراً، وغالباً ما يكون سعر لقاح الانفلونزا منخفض ومتاح أمام الجميع.
تشترك الإنفلونزا وعدوى فيروس كورونا المستجد بالعديد من الأعراض، لذا قد يساعد أخذ لقاح الإنفلونزا على تقليل عدد الأشخاص الذين يحتاجون للرعاية الطبية والفحص لاحتمال إصابتهم بعدوى فيروس كورونا في حين أنهم في الواقع يكونوا مصابين بعدوى الإنفلونزا.
فوائد لقاح الانفلونزا خلال زمن كورونا
هناك العديد من الفوائد لأخذ مطعوم الإنفلونزا سنوياً، وبشكل خاص خلال فترة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، وتشمل أهم هذه الأسباب على ما يلي:
الوقاية من الإصابة بالإنفلونزا
يصنع لقاح الإنفلونزا من فيروسات مشابهة للفيروسات المنتشرة في موسم الإنفلونزا كل عام، لذا يساعد أخذ لقاح الانفلونزا على الوقاية من الكثير من الأمراض المرتبطة في الإصابة بالإنفلونزا ونزلات البرد الشائعة، ويخفف أيضاً من زيارة الآف المرضى للمستشفيات وعيادات الأطباء نتيجة لهذه الأمراض، ويقلل من أعداد الوفيات المرتبطة في الإصابة بالإنفلونزا.
أظهرت الدراسات أنه خلال السنوات الأخيرة ساعد أخذ لقاح الإنفلونزا على التقليل من خطر دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 74%، وقلل من نسبة دخول كبار السن إلى المستشفيات بنسبة 40% تقريباً، ومن دخول هذه الفئة إلى وحدة العناية المركزة بنسبة 82%.
لقاح الإنفلونزا أداة وقائية ضرورية للأشخاص الذين يعانون من الحالات المزمنة
يرتبط أخذ مطعوم الإنفلونزا بانخفاض التعرض لبعض الحالات القلبية الخطيرة خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، كما يقلل اللقاح من تدهور الحالة الصحية لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة المزمنة مثل داء الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic Obstructive Pulmonary Disease) بسبب التعرض لعدوى الإنفلونزا، كما أثبتت الدراسات أن لقاح الإنفلونزا يقلل من دخول الأشخاص المصابين بمرض السكري إلى المستشفى نتيجة لعدوى الإنفلونزا.
إنقاذ حياة الأطفال
يقلل لقاح الانفلونزا بشكل كبير من خطر وفاة الأطفال نتيجة للتعرض لعدوى الإنفلونزا، وقد أظهرت الدراسات أن اللقاح يقلل بشكل كبير من شدة عدوى الإنفلونزا والأمراض المرتبطة بها لدى الأطفال، ويقلل من نسب دخول الأطفال إلى وحدة العناية المركزة، ويقصر من مدة الإقامة في المستشفى أو في وحدة العناية المركزة.
للمزيد: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا
حماية المرأة خلال فترة الحمل وبعده
يقلل لقاح الانفلونزا من خطر إصابة النساء الحوامل بالأنواع المختلفة لعدوى الجهاز التنفسي المرتبطة بالإنفلونزا، وقد أظهرت الدراسات أن لقاح الإنفلونزا يقلل من دخول النساء الحوامل نتيجة لعدوى الإنفلونزا بنسبة 40%، ويساعد على حماية الأطفال حديثي الولادة لعدة أشهر بعد الولادة.
يساعد على حماية الآخرين
يساعد تلقي مطعوم الإنفلونزا على حماية الأشخاص الآخرين بما في ذلك الأشخاص المعرضين للخطر مثل كبار السن، والرضع، والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة من الإصابة بعدوى الإنفلونزا ونزلات البرد، والأمراض المرتبطة بها.
هل يقلل لقاح الانفلونزا أو يقي من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد؟
لا يوجد أدلة حتى الآن تشير إلى أن أخذ لقاح الإنفلونزا يقلل من خطر الإصابة بعدوى فيروس كورونا المستجد لأن المرضان يختلفان عن بعضهما، ولكن يقلل أخذ لقاح الإنفلونزا من احتمال الإصابة بالإنفلونزا بالإضافة إلى عدوى فيروس كورونا المستجد اللذان قد يشكل اجتماع العدوى بهما معاً خطراً كبيراً على الصحة، كما أنه يقلل من احتمال حدوث لبس بين أعراض الإنفلونزا وأعراض عدوى فيروس كورونا المستجد.
لا يوجد حتى الآن لقاح معتمد لعدوى فيروس كورونا الجديد، ولكن يوجد العديد من اللقاحات قيد التطوير والدراسة. الإنفلونزا وعدوى فيروس كورونا الجديد مرضان مختلفان، ولا يؤدي التلقيح ضد أحدهما إلى الوقاية من المرض الآخر.
للمزيد: الدليل الشامل حول فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19)
اضرار لقاح الانفلونزا خلال زمن كورونا
تفوق فوائد لقاح الإنفلونزا أضراره بكثير خاصة خلال فترة انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد، وعادةً ما تكون الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا خفيفة، وفي حالات نادرة جداً يمكن أن تكون شديدة، وقد تشمل الآثار الجانبية للقاح الإنفلونزا على ما يلي:
- الصداع، وألم العضلات وعادةً ما تظهر هذه الأعراض في اليوم الأول من تلقي اللقاح وتختفي خلال يومين، وقد يساعد استخدام مسكنات الألم على التخفيف من الألم والصداع.
- احمرار، ودفء، وألم موقع الحقن وعادةً ما تنتهي هذه الأعراض خلال يومين أيضاً من أخذ اللقاح.
- الحمى الخفيفة، وتعد الحمى من الآثار الجانبية الشائعة للقاح الإنفلونزا.
- الشعور بالدوخة في بعض الأحيان.