يكون الاهتمام بالأطفال ونموهم السليم، وصحتهم الجسدية على رأس أولويات الوالدين، لكن ذلك لا يكفي إذا كان الهدف هو توفير حياة سعيدة، ومستقرة، ومليئة بالنجاح لطفلهم، حيث تعتبر الصحة النفسية الجيدة مفتاح النمو الصحي، ولا تقل أهميتها عن الصحة البدنية، فهي الطريقة التي يفكر بها الأطفال، وتتحكم في شعورهم تجاه العالم من حولهم، ونظرتهم لأنفسهم، ولها دور كبير في كيفية تعامل الأطفال مع ضغوط الحياة وتحدياتها، كما أن سلامتها تساعدهم على تطوير مهاراتهم الاجتماعية، والسلوكية التي تنعكس في حياتهم حتى بعد سن الطفولة، فلذلك يجب معرفة أهمية الصحة النفسية للطفل والتأكد من سلامتها.
ما أهمية الصحة النفسية للطفل؟
التمتع بالصحة النفسية الجيدة يعتبر من أهم أسباب النمو الصحي والإتزان لدى جميع الأطفال، وسلامتهم النفسية هي ما يحتاجونه لبناء علاقات جيدة مع الآخرين، ويكون لها الدور الأكبر في قدرتهم على التعامل مع التحديات التي تواجههم، وتتبين أهميتها في بعض الجوانب نذكر منها:
- تشعرهم بالرضا تجاه أنفسهم، وتزيد من الثقة بالنفس.
- تمكنهم من الاستمتاع بحياتهم، وتقلل من الطاقة السلبية.
- تساعدهم على التعلم، وتنمي حس الإبداع لديهم.
- تقوي روابطهم الأسرية، وتبني علاقاتهم بشكل سليم.
- تحسن طريقة تعاملهم مع المشاعر الحزينة، وتقلل من التوتر.
- تعزز قدرتهم على التعافي من الأوقات الصعبة، واسترجاع ذاتهم.
- تزيد من حبهم لتجربة أشياء جديدة، وتزيد من قدرتهم على فهم ما يجري حولهم.
طرق تعزيز الصحة النفسية للطفل
نظراً لأهمية الصحة النفسية عند الأطفال، ينصح الوالدين بالقيام ببعض الأمور المهمة التي من شأنها تعزيزها، والحفاظ عليها ومن أهمها:
- إظهار الحب لطفلك، واخباره أنك ستبقى بجانبه دائماً، يمكن أيضاً إظهار ذلك من خلال لغة الجسد مثل الابتسام له، أو معانقته.
- استخدام أساليب إيجابية لتوجيه سلوك طفلك، كالثناء عليه عند التصرف بشكل جيد، والتقليل من الانتقادات السلبية
- تخصيص وقت للتحدث مع طفلك، إذ يوجد فوائد كثيرة للاستماع إلى طفلك والحديث معه، فهو يعزز الروابط في ما بينكم ويجعلك أقرب إليه.
- القيام بالأنشطة الخارجية مع طفلك، فذلك يساعد الطفل على اكتشاف الأمور وفهمها بطريقة آمنة.
- حل المشاكل بطريقة إيجابية، والتعامل مع الخلاف بينك وبين طفلك بعقلانية.
- شجع طفلك على التواصل مع الآخرين، فهذا يمنح طفلك إحساساً بمكانته في العالم ويساعده على تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل.
اقرأ أيضا: الغيرة عند الأطفال
علامات وجود مشاكل نفسية لدى الأطفال
تحديدالأمراض النفسية عند الأطفاليعتبر صعباً إلى حد ما، لأن أعراضه تتشابه مع سلوكيات تحدث بشكل طبيعي خلال فترة نموهم مثل الخجل، ونوبات الغضب، لكنها تصبح علامات لوجود خلل إذا استمرت في الحدوث بشكل متزايد، أو عندما تبدأ بالتأثير على حياة الطفل، يتم تشخيص الاضطرابات النفسية عند الأطفال بناء على أعراض، وتغيرات في سلوكهم يجب الانتباه لها نذكر منها:
- تغيرات في التفكير وتشمل:
- لوم أنفسهم على أشياء خارجة عن إرادتهم، ونعت أنفسهم بصفات سيئة.
- مواجهة صعوبة في التركيز.
- كثرة الأفكار السلبية.
- التراجع في الأداء المدرسي.
- الشعور باليأس والعجز، أو الوحدة والرفض.
- تغيرات في السلوك وتشمل:
- الرغبة في العزلة، والبقاء وحيداً.
- عدم التحكم بالمشاعر، والبكاء بسهولة ولأسباب لا تستدعي ذلك.
- عدم الاهتمام بالرياضة، أو الألعاب التي يستمتع بها الأطفال.
- المبالغة في ردود الأفعال، والإصابة بنوبات الغضب المتكررة.
- صعوبة في الانسجام مع الأطفال الاّخرين.
- تغيرات فيزيائية وتشمل:
- الشعور بالألم بشكل عام، وألم البطن المتكرر، مع الإحساس بالتعب طوال الوقت.
- إضطرابات النوم، أو الإصابة بالأرق.
- الانفعالات الزائدة، أو العادات السلبية مثل قضم الأظافر، أو مص الإبهام.
- الإصابة بالصداع النفسي، الذي قد يمنعهم من القيام ببعض الأنشطة اليومية.
في حال أنك لاحظت واحداً، أو أكثر من هذه التغييرات لا يعني ذلك أن طفلك لديه مشكلة نفسية لذلك يجب المتابعة والتأكد مع طبيب مختص.
للمزيد: العنف ضد الأطفال
عوامل تؤثر على الصحة النفسية عند الأطفال
يعاني طفل من بين كل خمسة أطفال حول العالم من مشاكل نفسية، مما يتطلب متابعة أكثر للأطفال للتأكد من سلامتهم، لذلك يجب الاطمئنان بشكل دوري عن وضع طفلك في المدرسة، وعن طبيعة علاقته بأصدقائه، ومتابعة تصرفاته في المنزل بشكل مستمر، فهناك عدة أسباب لحدوث الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصيب الأطفال بما في ذلك:
- العوامل الوراثية: تنتشر الاضطرابات النفسية في العديد من العائلات، فقد تنتقل هذه الاضطرابات من الآباء إلى أطفالهم من خلال الجينات، او تزيد من قابليتهم للإصابة بهذا النوع من المشاكل.
- حدوث خلل في الدماغ: كما هو الحال عند البالغين، فإن العديد من الاضطرابات النفسية عند الأطفال ترتبط بحدوث خلل لوظائف في مناطق معينة من الدماغ تتحكم في التفكير، والسلوك.
- إصابات الرأس: أحياناً يمكن أن يؤدي التعرض لضربات شديدة على الرأس إلى حدوث تغيرات في الحالة المزاجية والشخصية، التي تنعكس لاحقاً على الصحة النفسية.
- الصدمة النفسية: من الممكن أن تنتج بعض المشاكل النفسية بسبب حدوث صدمات نفسية، مثل الإساءة الجسدية، أو الجنسية، أو العاطفية الشديدة، أو خسارة أمر مهم في وقت مبكر من العمر، مثل فقدان أحد الوالدين.
- البيئة المحيطة بالطفل: يمكن أن تؤدي الظروف الصعبة المحيطة بالطفل، والأحداث المؤلمة التي يمر بها إلى حدوث اضطرابات نفسية لديه، وخاصة اذا كان معرض للإصابة بهذا النوع من الأمراض.
اقرأ أيضاً: القلق المرضي لدى الأطفال
يمكن مساعدة الأطفال بطرق عدة لتجاوز المشاكل النفسية، لكن يجب أولاً تحديد المشكلة بشكل دقيق، وذلك للتمكن من التعامل مع حالة طفلك بالشكل الأمثل، إذا استمرت أحد العلامات، أو التصرفات لفترة طويلة، أو كان لديك مخاوف تجاه سلامة الطفل النفسية، فلا تتردد في طلب المساعدة الطبية، لأن بعض المشاكل النفسية من الممكن أن تدفع الأطفال إلى إيذاء أنفسهم، أو التسبب في إلحاق الضرر بمن حولهم.